الفن العربي في بلاد المهجر…

صفاء-الحسوني

صفاء-الحسوني

صفاء الحسوني°:”تاونات نت”/ يمثل الفن العربي بالمهجرفن دا جدور وطنية يقربها الفنان العربي و هو في بقاع  ديار المهجر مستأثرا بما يجول في خاطره من حنين و شوق عارم لوطنه الام ,انعكس صدى في مرآة الاغاني التي تعلن حضورها القوي في ساحة الفن بشكل مستمر , شوق الفنان العربيلطيبة المعيشة في بلده الآمن و حنينه لمجالسة الأحباب  ومعاينة الأقارب  مع الاستمتاع ببهاء البلدان الجميلة, والانتعاش بما لد وطاب.

حنين معبر عن مدى حب الفنانين العرب لبلدهم الام مسقط  راسهم، ومرتع  ترعرعهم ، وتفيأَ ظلالَهم و مرفأ للارتواء من فراتِ مائِهِ، فالوطن العربي بالنسبة  لفنانين والفنانات داخل  البلد وخارجه هو تدكر لمَراتِع الصِّبا، وضَحكاتِ الطُّفُولةِ البريَئةِ، وهو جزء من كِيانِهم ، فمهما ابتعدوا عنه، وشطت بهم الدار، فلا بد أن تبقى أطلالُ بلادهِم في ثنايا مخيلتهم،  وهدا جزء يسير من الوفاء لهذه الأرضِ التي حملتهم على ظهرها الواسعة.

غناء عربي بالمهجر-أرشيف

غناء عربي بالمهجر-أرشيف

لم تكن الغربة سهلة على اهرام العرب الذين قطعوا البحار والمحيطات ليعيشوا  في أرض ليست أرضهم وفي وطن ليس وطنهم, لكن الحنين إلى أرض الوطن الأم ظل يشدهم , لم ينسوا ملاعب الطفولة والصبا ، ولم ينسوا عبق النسيم الذي كان يهب عليهم بين الأهل والخلان إنها صوفية وطنية حقاً ، وعشق كامل يملأ انفسهم المخلصة المحبة ، والوفية لأرض زرعوا فيها أحلامهم,  فالثروة والمال لا يمكن أن تغنيهم عن خسارة الوطن لذلك نقرأ في  اغانيهم صراعاً يعتمل في النفوس يثور ويهدأ ، كالمد والجزر لكنه يبقى الصراع الإنساني الذي يعبر عن حب الإنسان لجذوره وماضيه وأرضه ووطنه … لذلك ما إن وطئت أقدامهم الأرض الغريبة عنهم حتى تفجّر الحنين في صدروهم فكان قوة خلاقة حركت قرائحهم وأغنت شاعريتهم فجاء فنهم مؤثراً يعيش قضايا الوطن وهمومه ويشاركونه في الملمات التي أصابته .

في اعماقهم انشداح  روحي و نفسي عميق لوطنهم الام, جعلهم يفرزون بحضور ساطع نجوما لامعين في ساحة الفن و الطرب ,  جاعلين من مخيلتهم مرفأ انبعات وقود الكلمات المعبرة ولدتها احرف تظافرت في كلمات معبرة في ادهنهم, متطايرة في اسقاع العالم, معلنة شوق الغربة  وبكاء الديار وحنين الوطن الغالي ,حاملة لثقافة رمزية تراثية  للأوطان العربية.

اغاني تحمل كلمات تهتز لها الانفاس و تقشعر لها الابدان, يسلبها الحنين بحباله المرتمية بالشوق الى ديار المهجر, سالبة عقول المهاجرين, مفصحة عن الغابر و الدفين في انفاس المهاجر المشتاق لبلده, و الدي حالت به الظروف ان يهاجر من بلده الاصلي الى ديار الغربة  ليظل الشوق و الحنين و الرضى بالبلد الام جزءا من كيانهدا الانسان المتناثر في بلد غير بلده و موطن غير موطنه .

فالوطن هو الارض التي اول ما رات اعينهم و تغلغلت في رئتهم انسامه البهية التي شدتها اليهم بحبال الحنين والشوق لتروي ظمئ مهاجريها حبا وولعا محاولة ان تكشف عن الواقع النفسي الشعوري المهتز للمهاجر المعتز ببلده اينما حل و ارتحل ,منتصرين لوحدة وطنهم الام مغيارين على الواقع الدي اضحت تشهده مناطق من بلدانهم, و هو لا محال عناية وغيرة على الاوطانغناء والحانا, سعيا دؤوبا نحو  ترميم مشاعر الجالية ,وفتح باب الامل في تطلعاتها مع   جلب السلم والامان وخلق التعايش بين الفئات من داخل المجتمعات, لتشكل الوحدة بعمق وجدارة وهدا دليل على اعتراف الجالية المقيمة بالخارج بالتنوع الثقافي للأوطان العربية.

تبقى الغربة غربةً، والهجرُ هجراً، ويبقى ترابُ الوطن خيراً من الغربة وذهبها، فالإنسان يأْلف بلاده ويهواها حتى وإن لم تتوفر فيها مقومات الحياة البسيطة

°طالبة باحثة بفاس من إقليم تاونات

 

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7255

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى