من يحمي المواطنين بالوردزاغ بنواحي مدينة تاونات من”بطش”بعض عناصر الدرك ؟؟؟
عبد النبي الشراط °-الرباط:”تاونات نت”/في اوائل تسعينيات القرن الماضي كتبت مراسلة صغيرة لجريدة “البيان” بهذا العنوان (فراعنة البادية…).
ولم يكن بإمكان الكثيرين ان يتفوهوا حتى بكلمة امام المقدم والشيخ فما بالك بالدرك الملكي الذين عنيتهم بهذا المقال..وبالتحديد كتبت عن درك ورتزاغ بإقليم تاونات طبعا..
قامت القيامة بعدما نشرت جريدة “البيان” مراسلتي القصيرة…
كان الموضوع يتعلق بممارسة الابتزاز ضد المواطنين والمواطنات وتؤخذ منهم الإتاوات ظلما وعدوانا(…).
كانت المراسلة تعرضت لما قام به احد الدركيين حيث أخذ تحت التهديد بالاعتقال 200 درهم من سيدة لا حول لها ولا قوة لكن هذه المرأة اشترطت على الدركي تسليمها وصلا مقابل المائتي درهم فكان لها ذلك وهو ما استندت عليه في مراسلتي الصحفية…
كادت بناية الدرك بورتزاغ ان تسقط على مستخدميها من شدة الهلع الذي اصاب القوم حين اتاهم كولونيل من تاونات للتحقيق معهم في الموضوع…لم يتوقعوا ذلك ابدا خاصة وانهم كانوا آلهة يعبدون من دون الله(…)
إذ حين يدخلون مدشرا تعطل فيه حتى الصلاة.. هكذا كانت اﻷمور تجري هناك في زمن مضى ولم تكن القبيلة آنذاك لا تعرف حشيش ولا كيف ولا بنزين لكن “الإرهاب” كان قائما ولا يوجد من يتصدى له …
كانت السيدة المعنية بمراسلة “البيان” قد هددت بمتابعة الدرك قضائيا ..وهنا اعتبروا القضية سابقة في تاريخ جبالة.. .
لكن السيدة ذات اﻷصول النبيلة تنازلت عن القضية …ليس بسبب الخوف او التهديد وإنما تنازلت حين أوقفها قائد وحدة الدرك بورتزاغ وسط سوق خميس بني ورياكل (قبل عهد سد الوحدة) فانحنى مقبلا يدها أمام الملأ وسط ذهول الناس الذين كانوا يؤمنون بالوهية الدرك الملكي ويعبدونهم من دون الله…
هنا انتهت القصة وسامحتهم السيدة الكريمة ..
اﻵن بعد هذه السنين الطويلة على وقوع هذه الحادثة وبعد ان غيرت الدولة سلوكها تجاه مواطنيها في الكثير من الممارسات …
وبعد ان اعترفت الدولة باخطائها تجاه المعتقلين السياسيين ومعتقلي تازمامارت وعوضتهم ماديا ومعنويا …
وبعد صعود الملك محمد السادس حفظه الله لسدة الحكم واعلن في خطاب تاريخي له عن المفهوم الجديد للسلطة…
وبعد واقعة ما اصطلح عليه بالربيع العربي ووصول الإسلاميين للحكومة في المغرب …
وبعد تدمير عدد من الدول العربية …
وبعد ظهور داحش على مسرح الحياة الإجرامية…
وبعد كل اﻷحداث المحلية والإقليمية…
و…و….و…
ارى بعض عناصر درك ورتزاغ ما زالوا “فراعنة” مع اﻷسف…
مازالوا عندنا في جبالة آلهة يعبدون من دون الله لكن هذه المرة باسم محاربة الكيف…
وانا أقسم بالله ثلاثا انهم لا يحاربون الكيف (مع احتفاظي باﻷدلة) بل يكرسون وجودهم هناك كآلهة كي يبقى الناس يعبدونهم من دون الله..
تبا لهذا الكيف الذي أذل قبيلة هزمت الرومان قديما وأسرت اﻵلاف من جنودهم وسبت الكثير من نسائهم ..
وتبا للذين يعبدون الدرك من دون الله…
°كاتب وصحافي من مواليد غفساي بإقليم تاونات /مقيم بالرباط