محمد أديب السلاوي
محمد العبادي:”تاونات نت”/احتضنت مدينة تاونات ندوة حول موضوع “الإعلام من زوايا مختلفة” بمناسبة احتفالية جريدة “صدى تاونات” بذكرى ميلادها الثالثة والعشرين وذلك يوم السبت 28 أكتوبر 2017.
وقد شارك في هذه الندوة، إضافة إلى ذ. محمد أديب السلاوي الصحافي الرياضي الحسين الحياني، و الصحافية زهور حارش، والصحافي احمد سدجاري و الصحافي احمد افزارن الذي أدار الندوة بإقتدار فيما غاب الصحافي عبد الحكيم نوكيزة بسبب وفاة شقيقة بوجدة.
ونظرا لما جاء في مداخلة الكاتب والصحافي ذ.محمد أديب السلاوي من أفكار ومعطيات نوردها هنا كاملة :
إن العنوان الذي اختارته جريدة “صدى تاونات” لهذه الندوة المهنية، “الإعلام من زوايا مختلفة” يضعنا في صلب العلاقة التي أصبحت تربط الإعلام بالسياسة والثقافة والفنون والاقتصاد والمجتمع والرياضة في الزمن الراهن، وهي علاقة تبدو عادية وسهلة بالنسبة للذين لا يحترفون مهنة المتاعب، ولكنها في واقع الأمر علاقة معقدة وصعبة، وتحتاج من الصحفي في عالم اليوم، جهدا ثقافيا وعلميا ومعلوماتيا، ذلك لأن الأمر لم يعد كما كان في الماضي، لا يتجاوز الخبر وتقنياته وشرح بعض جوانبه على الورق، بل أصبح سلطة وخبرة تحتاج إلى العلم والمعرفة والمثابرة والشجاعة، لصنع القرارات والمواقف…إلى غير ذلك من القيم التي تصنع من صاحب هذه المهنة علما من أعلام زمانه ومكانه.
الصحافة في الألفية الثالثة، لم تعد تلك لآلية البسيطة التي تنقل لقرائها على الورق، الخبر وما حوله، بل أصبحت سلطة في زوايا مختلفة، لها توجهاتها ومواقفها وإيديولوجياتها والكترونياتها، وهي بذلك لم تعد لعبة في يد الذين لا يدركون قوانينها وقيمها.
العديد من الصحافيين المغاربة في الزمن الراهن، يعتقدون أنهم يمتلكون السلطة الرابعة، وأحيانا يطمعون في الخامسة، ويعتقدون أحيانا أن سلطتهم لا تقل أهمية ولا قوة عن السلطات الأخرى، ولكنهم يصطدمون يوميا وباستمرار عندما يجدون أنفسهم لا يملكون شيئا، لا وضعا اعتباريا، ولا قيمة مضافة، ولا سلطة، وأحيانا لا إمكانية عيش كريم.
وفي الزمن الراهن، حيث ظهرت صحافة الويب، وتغيرت القوانين، وأعلنت الصحافة الورقية للأحزاب وللمقاولات التجارية والانتخابية إفلاسها، دخلت مهنة المتاعب مرحلة جديدة، وإشكاليات أخرى، لربما تكون أكثر حدة من إشكالياتها، وأصبحت تكاليفها المادية مرهقة، وهو ما يعني انتقال هذه المهنة إلى زمن افتراضي لم نستوعبه حتى الآن.
في هذا اللقاء الذي يجمع نخبة من محترفي مهنة المتاعب، علينا أن نكون صرحاء مع أنفسنا، علينا القول بوضوح أن الاعلام المغربي، المكتوب والسمعي والبصري، ما زال عاجزا على أن يكون سلطة فاعلة، في الزوايا المختلفة التي تطالبه بالمشاركة في تشييد مغرب جديد / مغرب ديمقراطي حداثي / مغرب قادر على الانخراط في زمن الألفية الثالثة. ما زال كما أكد ذلك أحد الإعلاميين المغاربة خلال الأسبوع المنصرم، ما زال عاجزا عن الإسهام في تطوير النقاش العمومي في القضايا السياسية والثقافية والفكرية. ليس فقط لأنه إعلام فقير، غير منظم، غير مؤهل، ولكن أيضا لأنه ما زال تحت النفوذ المالي والسياسي لأحزاب ومقاولات، تستعمل الإعلام أبواقا للبهرجة السياسية والانتخابية، لا علاقة لها بقيم الإعلام الجديد.
هذه هي الفعاليات المشاركة في ندوة صدى تاونات ومن ضمنها الصحافي محمد أديب السلاوي
إن واقع الإعلام المغربي اليوم يضعنا أمام أسئلة محرجة وشائكة :
-
ما هي علاقة الإعلام المغربي اليوم بقيم حرية الرأي والتعبير ؟
-
ما علاقته بمستقبل الديمقراطية والحداثة وحقوق الإنسان في المغرب الراهن ؟
-
ما علاقته بالتنمية البشرية في مغرب الألفية الثالثة ؟ مغرب يعاني من الفقر والبطالة والأمية والظلم الاجتماعي ؟
-
ما علاقته بالانشغالات الجماهيرية المتعلقة بالتغيير والإصلاح ؟
-
ما علاقته بالمشاركة السياسية المتدنية للشباب في مغرب الألفية الثالثة ؟
-
وما علاقة هذا الإعلام بالتطور الذي تعرفه شبكات التواصل الاجتماعي على حساب الإعلام وأجهزته المختلفة.
-
وأخيرا ما هي رؤية هذا الإعلام للأشكال الإعلامية التقليدية التي ما زالت تحتل موقعها على الأرض، وهي منهكة وفاشلة؟.
خارج نطاق هذه الأسئلة، تبقى الأزمة المهنية للصحافة الورقية والسمعية والبصرية، المتزامنة مع صعود نجم الصحافة الالكترونية الممتد على خارطة شبكات التواصل الاجتماعي، قائمة حية، تنتظر من يفككها ويعيد تركيبها وفق واقع المغرب الراهن / المغرب المتطلع إلى الحداثة وتكسير الطابوهات السياسية المتخلقة التي ما زالت ترفض الانخراط في العهد العالمي الجديد.
أفلا تنظرون…؟