الفنانة إبنة تاونات شامة الزاز..رائدة “الطقطوقة الجبلية” تعاني في صمت..

الفنانة شامة الزاز

الفنانة شامة الزاز

إدريس المزياتي:”تاونات نت”/قالت الفنانة شامة الزاز، رائدة فن الطقطوقة الجبلية، إنها تعيش وضعا اجتماعيا صعبا، وتكابد في سبيل الحصول على لقمة العيش، وأنها تقضي أيامها بعد مرضها على الإعانة والمساعدات التي تحصل عليها من بعض المحبين والمحسنين لحين لآخر، متسائلة عن سبب الإهمال الذي تعرضت له من طرف مسؤولي وزارة الثقافة بتازة، وهي الفنانة التي عرف صوتها الشجي في مل أرجاء الوطن؛ ويتذكرها المغاربة وهي تؤدي “العيوع” رفقة الفنان الراحل محمد العروسي.

الفنانة الشعبية شامة الزاز صاحبة 60 شريطا، نغمة وكلاما،والتي  تسكن بدوار الروف جماعة سيدي المخفي بإقليم تاونات حالتها الصحية متدهورة حاليا حسب تصريح صحافي أدلت به لجريدة “تاونات نت” حيث قالت بصوت حزين “إنني أعاني من مرض انسداد في صمامات القلب…واحتاج إلى عملية جراحية التي تتطلب مبلغا كبيرا يصل إلى 140.000درهم”. 

الفنانة شامة الزاز بمعية النان المرحوم محمد العروسي

الفنانة شامة الزاز بمعية الفنان المرحوم محمد العروسي

وتثير أيقونة الطقطوقة الجبلية المغنية شامة الزاز، الشهيرة والمجهولة في آن واحد، الكثير من الإعجاب بأسلوبها الفني الأصيل وحسها الوطني الشفاف.. فهذه الفنانة الشعبية، المعروفة بمنديلها المزركش وقبعتها متعددة الألوان، شغفت منذ صباها الباكر بالغناء، وهو شغف يجري في عروقها مجرى الدم. وهي لا تلهث وراء آخر أزياء الموضة لكنها أنيقة في بساطتها.

وتحذو شامة الزاز روح وطنية أصيلة، فقد كانت من ضمن النساء الأوليات في إقليم تاونات اللواتي شاركن في المسيرة الخضراء، وخلفت وراءها طفليها اللذين لم يكن يتجاوز عمر أصغرهما السنة الواحدة.

الفنانة شامة الزاز بمستشفى تاونات في السنة الماضية

الفنانة شامة الزاز بمستشفى تاونات في السنة الماضية

وتتذكر الفنانة الشعبية قائلة “خلال هذا الحدث الرائع، وفي مدينة طرفاية بالضبط، كنت أؤطر النساء المتطوعات المنتميات إلى منطقتي نهارا، وأحيي أنشطة ترفيهية لصالحهن مساء”.

وتضيف “هناك تسرب الحس الموسيقي إلى أعماقي”، معتبرة أن مشاركتها في المسيرة الخضراء كان أعز ذكرى في حياتها، وبعدها تحدت الظروف العائلية وانخرطت في مجموعة الفنان الراحل محمد العروسي.

الفنانة-شامة-الزاز-رفقة-الفنان-محمد-الكوشي

الفنانة شامة الزاز رفقة الفنان محمد الكوشي في احتفال جريدة “صدى تاونات” بذكرى تأسيسها

وتمكنت شامة الزاز، التي تحدرت من وسط متواضع جدا في دوار روف بقمة جبل تاونات وترملت في سن 17 سنة،حيث تزوجت وهي ابنة 14 سنة، قبل أن يتوفى زوجها بعد أربع سنوات من زواجهما، ويتركها أرملة ترعى ابنين، أحدهما يعاني الإعاقة. لكن ذلك لم يمنعها من معانقة فن الطقطوقة الجبلية، فتمردت على تقاليد قبيلتها، وصدحت بالمواويل الجبلية وبأغان موغلة في الجمال، في الأعراس ومناسبات الفرح و أن تفرض أسلوبها الفني الأصيل من خلال نصوص ملتزمة تواكبها إيقاعات موسيقية تقليدية تؤديها بشفافية تبهر جمهورها.

ويرى الإعلامي محمد العبادي، الصحافي بجريدة “صدى تاونات” سابقا و الأستاذ الجامعي حاليا  بكلية الآداب والعلوم الإنسانية باخريبكة، أن شامة الزاز “هرم فني في مجال الطقطوقة الجبلية، تمتلك صوتا رائعا”، مذكرا بأن “هذه الفنانة الجبلية المبدعة شاركت وغنت خلال المسيرة الخضراء منذ 43 سنة”.

وأشار العبادي أن “الفضل يعود أساسا لجريدة “صدى تاونات” التي قامت بتوجيه دعوة للفنانة شامة الزاز وهي ما زالت مغمورة ومعروفة فقط في دوار الروف التي تقطن به (يبعد عن مدينة تاونات ب22كلم) من أجل المشاركة في احتفال الجريدة بمناسبة ذكرى تأسيسها الذي نظمته “صدى تاونات” بمركز طهر السوق (على بعد 55كلم من تاونات) بحضور الفنان الكبير المرحوم محمد العروسي”.

الفنانة شامة الزاز في منزلها المتواضع بنواحي تاونات

الفنانة شامة الزاز في منزلها المتواضع بنواحي تاونات

وبعد هذا الحفل الذي كانت فيه الفنانة شامة نجمة بدأ إسمها يتداول في الصحافة المغربية…وبدأت تشتهر.

ويضيف العبادي أن هذه الفنانة بعدما اشتهرت تم إستدعاؤها للمشاركة في العديد من المهرجانات الدولية في تركيا وأذربيجان والمغرب (طنجة، تطوان، شفشاون، تاونات …) وفرضت نفسها في عالم قروي مخصص في زمنها للذكور خاصة على مستوى إقليم تاونات، الذي يزخر بطاقات إبداعية ينبغي استثمارها. وحرص على توضيح أنه في رصيد شامة الزاز أزيد من خمسين أغنية أنجزتها وأنتجتها بنفسها.

واعتبر أن مسألة قرصنة أعمالها الفنية شكل عائقا حقيقيا أمام شهرتها، مشيرا إلى أن العديد من أغنياتها سوقت منذ عام 1975 بأسماء أخرى.

الفنانة شامة الزاز رفقة الفنان الجبلي عزيز الزوهري صاحب الغيطة الجبيلة

الفنانة شامة الزاز رفقة الفنان الجبلي عزيز الزوهري صاحب الغيطة الجبيلة

وولدت شامة في بداية الستينات، في وسط متواضع جدا بدوار روف التابع لجماعة سيدي المخفي بإقليم تاونات، في قمة جبل يلفها جمال وخضرة. دخلت «المسيد» والتحقت بالمدرسة، لكنها غادرت الفصل مبكرا بعدما تعرضت لضرب مبرح من أحد المعلمين.

 وتعيش شامة حياة قروية بسيطة، وتسهر على الاعتناء بابن لها من ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي الآن ذاته تعد ألبوما جديدا مهدى لرفيق دربها الفني محمد العروسي الذي خلفته بعد رحيله في الحفاظ على مجد الطقطوقة الجبلية.
كانت هي وحيدة أسرتها من البنات، قبل أن يتوفى الوالدان ويتركان شامة في عهدة الزمن، لكن الوالدة أصرت في نهاية حياتها على وضع ابنتها في أحضان آمنة، ووافقت على زواجها من رجل مسن يدعى محمد جعل شامة زوجته الثانية. ولأن الزوج كان يقارب الستين من العمر، فإن الزوجة الثانية كانت مدللته لأنها لم تكن حينها تتجاوز 14 ربيعا، ومعها أنجب ابنين، قبل أن يصاب بنوبة مرضية مزمنة أنهت حياته، لذا لم يتجاوز هذا القران أربع سنوات، حيث ترملت شامة وهي في سن 17 سنة.

الفنانة شامة الزاز في سوق اخلالفة بنواحي تاونات

الفنانة شامة الزاز في سوق اخلالفة بنواحي تاونات

لم تتعرف شامة على شريك حياتها، ولم يكن بينهما أي خيط تواصل، فقد قبلت الزواج منه قبل أن تتعرف على ملامحه، ولم تشاهده إلا وهي تواجهه ليلة الدخلة. هناك علمت أنها ستكون الزوجة الثانية في بيت زوج يعاني من المرض، حيث قضت في عهدته فترة قصيرة لم تكن كافية لفهم طبعه وطبائعه.
مباشرة بعد فقدان زوجها، قررت شامة المشاركة في المسيرة الخضراء، وتركت ابنيها في عهدة والدتها التي كانت تود بدورها المشاركة في الحدث، ومع متطوعي المسيرة كشفت شامة عن مواهبها الدفينة حيث نشطت مخيم طرفاية ولفتت انتباه المنظمين لوجود شابة تاوناتية تملك صوتا رخيما وقدرة على استمالة مشاعر المستمعين.
وبعدها تحدت الظروف العائلية وانخرطت في مجموعة فنية ودخلت إحدى شركات الإنتاج بفاس، على الخط واستغلتها عبر اسم مستعار،”نجمة الشمال” إذ ظلت تسجل الأشرطة الغنائية سرا، دون أن تكشف عن صورتها وعن انتمائها لفرقة موسيقية، من أجل إطعام ابنيها علما أن أحدهما يعاني من اضطرابات نفسية، أما الثاني فيعيش على إيقاع العطالة دون أن يتمكن من العثور على شغل يمكنه من اقتسام أعباء الحياة مع والدته.
تعرفت شامة على الفنان محمد العروسي، الذي طور أداءها وأصبح شريك حياتها فنيا، وتعلمت منه مبادئ المهنة، على الرغم من الحصار الذي كان مضروبا على الطاقات النسائية.

الفنانة-شامة-الزاز-محاطة-بفنانين-وصحافيين-في-القناة-الثانية-سنة-2012

الفنانة-شامة-الزاز-محاطة-بفنانين-وصحافيين-في-القناة-الثانية-سنة-2012 بعد تسجيلها لحوار طويل معها في برنامج “مسار” لصاحبه عتيق بن شيكر بمشاركة قكاهي والوالي وإفزارن الذهبي

ومع فرقة العروسي جابت «نجمة الجبل» عشرات الدول وفاقت شهرتها تاونات. لكن وفاة العروسي أثرت سلبا على شامة التي أصبحت تعيش وضعا مزريا ولجأت للغناء في الأعراس لضمان لقمة العيش لأسرتها، خاصة وأن تدبير مصاريف إعالة ابنين تجاوزا الثلاثين من العمر ليس بالأمر الهين.

أليست  هذه المرأة هي للوجه البارز في الطقطوقة الجبلية و أيقونتها التى غنت مع محمد العروسي  و شهرت هذه النوع الغنائي و رفعت الفن و الثقافة المغربية فى قنوات عربية عدة وفي دول أوروبية وآسيوية، ألا تستحق التكريم و التقدير؟

هي تموت فى صمت بمنزلها الصغير والمتواضع الذي قامت بتشييده لها مصالح عمالة تاونات والبعيد عن مدينة تاونات، عانت و لا تزال تعانى، أليس من حقها السفر و الغناء ؟؟؟.

رفعت رأسها بصعوبة بالغة  والآن تسائل الغريب و تتكلم من البعيد من أجل مساندتها  أوالوقوف بجانبها

فهل تتدخل الجهات المسؤولة من أجل إنقاذ هذه الفنانة الجبلية البسيطة شامة الزاز التي طالها النسيان؟؟؟.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7180

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى