تكفل بها محسن رفض الكشف عن نفسه ..الفنانة إبنة تاونات شامة الزاز تدخل المستشفى العسكري بالرباط
إدريس الوالي:”تاونات نت”/ أكدت الفنانة إبنة تاونات شامة الزاز وهي منشرحة وممددة في غرفة منفردة بالطابق الثاني بالجناح الجديد لأمراض القلب بالمستشفى العسكري بالرباط في تصريح صحافي خصت به جريدة “صدى تاونات” و”تاونات نت” أن أحد المحسنين الذي رفض الكشف عن هويته هو الذي تكفل شخصيا بمصاريف علاجها داخل هذا المستشفى الكبيرالذي دخلته منذ أكثر من أسبوع ، بعد تدهور وضعها الصحي خاصة بعد نقلها إلى المستشفى الإقليمي بتاونات ؛وبعد أن قال لها أحد أطبائه أنها “تحتاج إلى عملية جراحية التي تتطلب مبلغا كبيرا يصل إلى 140.000درهم لإنها تعاني من مرض انسداد في صمامات القلب”.
وأضافت الفنانة شامة الزاز، رائدة فن الطقطوقة الجبلية، في تصريحها إنها جد مسرورة وسعيدة من ثلاث جهات :أولا بهذه الإلتفاتة الإنسانية من طرف هذا المحسن الكريم الذي تكلف بكل شيئ حتى الملابس علما أنها لا تعرف لا إسمه ولا لقبه ولا من أية مدينة ينحدر .والفرحة الثانية تتمثل في الفرج الذي جاء من مؤسسة محترمة من مدينة الرباط مؤخرا ،حيث بادرت مؤسسة “النادي الملكي للدراجات النارية” الى كراء شقة لمدة سنة مجهزة بالكامل بكل ما يستلزم في تاونات السفلى قرب المستشفى الإقليمي بمدينة تاونات للفنانة شامة الزاز.بينما الفرحة الثالثة وهي العناية التي لا قتها من طرف الأطباء المختصين والممرضات والممرضين العاملين بجناح أمراض القلب بالمستشفى العسكري بالرباط.
وتجدر الإشارة أن شامة هي الفنانة التي عرف صوتها الشجي في مل أرجاء الوطن؛ ويتذكرها المغاربة وهي تؤدي “اعيوع” رفقة الفنان الراحل محمد العروسي.
الفنانة الشعبية شامة الزاز صاحبة 60 شريطا غنائيا ، نغمة وكلاما،والتي عاشت حياتها بدوار الروف جماعة سيدي المخفي بإقليم تاونات قبل أن تنتقل للسكن في مدينة تاونات في بداية شهر فبراير من السنة الجارية (2019) تثير الكثير من الإعجاب بأسلوبها الفني الأصيل وحسها الوطني الشفاف.. فهذه الفنانة الشعبية، المعروفة بمنديلها المزركش وقبعتها متعددة الألوان، شغفت منذ صباها الباكر بالغناء، وهو شغف يجري في عروقها مجرى الدم. وهي لا تلهث وراء آخر أزياء الموضة لكنها أنيقة في بساطتها.
وتحذو شامة الزاز الشهيرة والمجهولة في آن واحد روح وطنية أصيلة، فقد كانت من ضمن النساء الأوليات في إقليم تاونات اللواتي شاركن في المسيرة الخضراء، وخلفت وراءها طفليها اللذين لم يكن يتجاوز عمر أصغرهما السنة الواحدة.
وتتذكر الفنانة الشعبية قائلة “خلال هذا الحدث الرائع، وفي مدينة طرفاية بالضبط، كنت أؤطر النساء المتطوعات المنتميات إلى منطقتي نهارا، وأحيي أنشطة ترفيهية لصالحهن مساء”.
وتضيف “هناك تسرب الحس الموسيقي إلى أعماقي”، معتبرة أن مشاركتها في المسيرة الخضراء كان أعز ذكرى في حياتها، وبعدها تحدت الظروف العائلية وانخرطت في مجموعة الفنان الراحل محمد العروسي.
وتمكنت شامة الزاز، التي تحدرت من وسط متواضع جدا في دوار روف بقمة جبل تاونات وترملت في سن 17 سنة،حيث تزوجت وهي ابنة 14 سنة، قبل أن يتوفى زوجها بعد أربع سنوات من زواجهما، ويتركها أرملة ترعى ابنين، أحدهما يعاني الإعاقة. لكن ذلك لم يمنعها من معانقة فن الطقطوقة الجبلية، فتمردت على تقاليد قبيلتها، وصدحت بالمواويل الجبلية وبأغان موغلة في الجمال، في الأعراس ومناسبات الفرح و أن تفرض أسلوبها الفني الأصيل من خلال نصوص ملتزمة تواكبها إيقاعات موسيقية تقليدية تؤديها بشفافية تبهر جمهورها.
ويرى الإعلامي محمد العبادي، الصحافي بجريدة “صدى تاونات” سابقا و الأستاذ الجامعي حاليا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية باخريبكة، أن شامة الزاز “هرم فني في مجال الطقطوقة الجبلية، تمتلك صوتا رائعا”، مذكرا بأن “هذه الفنانة الجبلية المبدعة شاركت وغنت خلال المسيرة الخضراء منذ 43 سنة”.
وأشار العبادي أن “الفضل يعود أساسا لجريدة “صدى تاونات” التي قامت بتوجيه دعوة للفنانة شامة الزاز وهي ما زالت مغمورة ومعروفة فقط في دوار الروف التي تقطن به (يبعد عن مدينة تاونات ب22كلم) من أجل المشاركة في احتفال الجريدة بمناسبة ذكرى تأسيسها الذي نظمته “صدى تاونات” بمركز طهر السوق (على بعد 55كلم من تاونات) بحضور الفنان الكبير المرحوم محمد العروسي”.
وبعد هذا الحفل الذي كانت فيه الفنانة شامة نجمة بدأ إسمها يتداول في الصحافة المغربية…وبدأت تشتهر.
ويضيف العبادي أن هذه الفنانة بعدما اشتهرت تم إستدعاؤها للمشاركة في العديد من المهرجانات الدولية في تركيا وأذربيجان والمغرب (طنجة، تطوان، شفشاون، تاونات …) وفرضت نفسها في عالم قروي مخصص في زمنها للذكور خاصة على مستوى إقليم تاونات، الذي يزخر بطاقات إبداعية ينبغي استثمارها. وحرص على توضيح أنه في رصيد شامة الزاز أزيد من ستين(60) أغنية أنجزتها وأنتجتها بنفسها.
واعتبر أن مسألة قرصنة أعمالها الفنية شكل عائقا حقيقيا أمام شهرتها، مشيرا إلى أن العديد من أغنياتها سوقت منذ عام 1975 بأسماء أخرى.
وولدت شامة في بداية الستينات، في وسط متواضع جدا بدوار الروف التابع لجماعة سيدي المخفي بإقليم تاونات، في قمة جبل يلفها جمال وخضرة ؛سبق لها أن دخلت «المسيد» والتحقت بالمدرسة، لكنها غادرت الفصل مبكرا بعدما تعرضت لضرب مبرح من أحد المعلمين.
وتعيش شامة حياة بسيطة حاليا في شقة مجهزة بكل المستلزمات مكتراة من طرف النادي الملكي للدراجات النارية لمدة سنة في مدخل مدينة تاونات ، وتسهر على الاعتناء بابن لها من ذوي الاحتياجات الخاصة، وفي الآن ذاته تعد ألبوما جديدا مهدى لرفيق دربها الفني محمد العروسي الذي خلفته بعد رحيله في الحفاظ على مجد الطقطوقة الجبلية.