مواطنون يحاصرون قائداً بمعية عوني سلطة داخل سيارة لمدة 7ساعات بغفساي نواحي تاونات

مواطنون يحاصرون قائداً بمعية عوني سلطة داخل سيارة من نوع "داستر" بغفساي نواحي تاونات

مواطنون يحاصرون قائداً بمعية عوني سلطة داخل سيارة من نوع “داستر” بغفساي نواحي تاونات

محمد الزروالي:”تاونات نت”/حاصر مجموعة كبيرة من المواطنين القاطنين بدوار “الزاوية” التابع لجماعة سيدي يحيى بني زروال بدائرة غفساي/ إقليم تاونات صبيحة يوم 17 أبريل 2019  قائد قيادة “سيدي يحيى بني زروال”بعدما قام بحجز بعض المعدات الخاصة بعملية زرع نبتة الكيف.

و منع عدد غفير من المواطنين القائد الذي كان بمعية رجلي سلطة (شيخ ومقدم)على متن سيارته الرباعية الرسمية من نوع “داستير”من الخروج من السيارة رغم  حضور مسؤولين من عمالة تاونات وبرلمانيين وعناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة الذين لم يتمكنوا من تحريرهم رغم عدة محاولات ومفاوضات، فيما واصل المتجمهرون رفع شعارات تطالب بمحاسبة رجل السلطة المذكور و أخرى منادية بـ”عاش الملك “.

مواطنون يحاصرون قائداً بمعية عوني سلطة داخل سيارة من نوع "داستر" بغفساي نواحي تاونات

مواطنون يحاصرون قائداً بمعية عوني سلطة داخل سيارة من نوع “داستر” بغفساي نواحي تاونات

وحسب مصادر متطابقة فإن القائد  ظل محاصرا لمدة تقارب سبع (7) ساعات أي من الساعة العاشرة والنصف صباحا إلى حدود الخامسة والنصف داخل السيارة ولم يتم تحريره إلا بحيلة من رئيس الدائرة بمساعدة بعض عناصر الدرك الملكي.

وقد انطلقت مسيرة الشباب تتوسطها سيارة القائد بعدما تم فرض طوق أمني عليها في إتجاه مقر القيادة بجماعة سيدي يحيى بني زروال مشيا على الأقدام لمسافة تمتد لحواليعشر كيلومترات (10 كلم).

بعض المواطنين بالدوار المذكور،قالوا أن القائد حل بالمنطقة في حملة لمحاربة زراعة القنب الهندي بلا رحمة ودون مراعاة حالة السكان الإجتماعية،وهناك من قال أنه كان في حالة سكر ؛فيما ذكر أخرون أن القائد حوصر بسبب طلبه “الرشوة والإبتزاز”.

مواطنون يحاصرون قائداً بمعية عوني سلطة داخل سيارة من نوع "داستر" بغفساي نواحي تاونات

جماهير غفيرة حاصرت  قائداً بمعية عوني سلطة داخل سيارة من نوع “داستر” بغفساي نواحي تاونات

ومن جهته كتب المستشار البرلماني علي العسري (ينتمي لجماعة الوردزاغ بدائرة غفساي /تاونات عن حزب “المصباح”)على حائطه الفيسبوكي تدوينة التي يقول فيها: “أخبار متواترة عن محاصرة ساكنة دواوير بتاونات في منطقة معروفة بزراعة القنب الهندي (الكيف) لرجل سلطة برتبة قائد بتهمة الإرتشاء و الإبتزاز”.

و أضاف قائلا”… وبغض النظر عن تفاصيل وحقائق هذه القضية بالذات التي على السلطات المختصة لا سيما القضائية إجراء الأبحاث المعمقة بشانها وبضابطة قضائية نزيهة ومحايدة، فإن ساكنة قروية في منطقة شاسعة بالشمال ابتليت تحت ضغط البؤس والحاجة والفقر والهشاشة وصعوبة التضاريس وغياب البدائل الى امتهان هذه الزراعة الممنوعة قانونا والممارسة واقعا على نطاق واسع، وهو ما جعل منه بعض مسؤولي مختلف السلط المحلية مصدر إغناء سريع وغير مشروع ومراكمة الثروات الضخمة وأحيانا يتم ذلك بمبادرة من بعض وسطاء ووجهاء تلك المناطق”.

مواطنون يحاصرون قائداً بمعية عوني سلطة داخل سيارة من نوع "داستر" بغفساي نواحي تاونات

مواطنون يحاصرون قائداً بمعية عوني سلطة داخل سيارة من نوع “داستر” بغفساي نواحي تاونات

و ختم تدوينته بالقول “ولو فعل مع كل مسؤول مر بتلك المنطقة مبدأ من أين لك هذا بعد انتهاء مهمته بها لوقف الجميع على مستوى استغلال هؤلاء لعائدات تلك النبتة الخبيثة أكثر مما يستفيده مزارعوها الذي يشتغلون فيها على مدار السنة ويعيشون رعبا دائما وهشاشة مستمرة”.

من جهة أخرى علمت جريدة “تاونات نت” أن والي جهة فاس مكناس حل بمقر عمالة إقليم تاونات حيث إجتمع مع عامل الإقليم بحضور مختلف المسؤولين الأمنيين بالإقليم لتدارس هذا الحادث.

مواطنون يحاصرون قائداً بمعية عوني سلطة داخل سيارة من نوع "داستر" بغفساي نواحي تاونات

مواطنون يحاصرون قائداً بمعية عوني سلطة داخل سيارة من نوع “داستر” بغفساي نواحي تاونات

  وتجدر الإشارة أنه حتى زمن غير بعيد لم تكن سمعة إقليم تاونات ملطخة بالسمعة السيئة للكيف (القنب الهندي)، قبل أن يصبح على رأس الأقاليم المعروفة بهذا النوع من الزراعة المحظورة ويصبح رقما مهما، منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضي، في معادلة إنتاج هذا المخدر ليس على الصعيد الوطني و حسب ولكن على الصعيد الدولي.

 لقد كان إقليم تاونات يشكل فقط منطقة لعبور هذه العشبة انطلاقا من منطقة كتامة (على بعد 50 كلم عن تاونات) نحو مختلف المدن المغربية.

 وحتى إذا كانت تجارته حاضرة وقتها، فقد كانت بشكل محدود ومخفية عن الأعين، و كان التعامل مع هذه البلية محدودا وكان متناولوه يعدون في صفوف المنحرفين، فما بالك التجارة فيه أو زراعته؟؟؟ قبل أن يجد الكيف طريقه إلى إقليم تاونات وينتشر ببعض مناطقه الشمالية كانتشار النار في الهشيم(…).

وإذا كان الكيف قد ساهم في انتشال العديد من الأسر من الفقر المدقع و ساهم في فك العزلة عن هذه المناطق و إحداث تحول كبير على مستوى أشكال و أنماط السكن بالمنطقة ،فإنه يشكل كذلك  لسكان المنطقة مصدرا لبعض المشاكل على رأسها السرقة واستعمال الكحول والفساد من جهة والغنى الفاحش لبعض أباطرة المخدرات.

مواطنون يحاصرون قائداً بمعية عوني سلطة داخل سيارة من نوع "داستر" بغفساي نواحي تاونات

محاربة الكيف بغفساي نواحي تاونات في السنة ما قبل الماضية (أرشيف)

ويقول فاعل جمعوي بجماعة سيدي يحيى بني زروال فضل عدم الكشف عن هويته “أغنياء الكيف هم الوسطاء والمهربون ومن يتواطأ معهم من بعض عناصر الدرك الملكي، المزارعون يشكلون الحلقة الأضعف والأفقر في السلسلة الإنتاجية، فمهما زرعوا ومهما حصدوا فإن مداخلهم لا تساوي شيئا أمام الأرباح الهائلة التي يجنيها الأباطرة العارفين بدواليب و مسالك ترويج الكيف و مشتقاته”.

وتعمد اللجنة الإقليمية واللجنة المحلية على صعيد دائرتي غفساي وتاونات القيام بعمليات تمشيطية بمختلف المناطق للتأكد من نوعية المزروعات المنتشرة على صعيد الحقول الفلاحية، وترتكز أشكال هذه الحملة على الزيارات المفاجئة سواء بالليل أو بالنهار، مما جعل المزارعين ينتهجون أساليب الفر و الكر حتى يتمكنوا من “الفوز” بزراعة إحدى قطعهم الأرضية بهذه النبتة المحظورة.

مواطنون يحاصرون قائداً بمعية عوني سلطة داخل سيارة من نوع "داستر" بغفساي نواحي تاونات

مسيرة حاشرة لسكان دوار الدوار الزاوية ونواحيه بعد حجز  القائد بمعية عوني سلطة داخل سيارة من نوع “داستر” بغفساي نواحي تاونات

وتعيش كل سنة مختلف مناطق زراعة القنب الهندي بإقليم تاونات على إيقاع ما تقوم به السلطات في مواجهتها للمزارعين ،للحد من هذه الزراعة و جعل إقليم تاونات خاليا من زراعة القنب الهندي وذلك منذ سنوات، وهو الأمر الذي لم يتأت لها حتى الآن، في ظل الإمكانيات المتواضعة المسخرة لإتلاف المزارع وصعوبة تضاريس المنطقة؛ وهو الأمر الذي جعل شراسة المحاربة تشتد سنة بعد أخرى كما كان عليه الشأن خلال السنة المنصرمة حين تم استعمال لأول مرة مروحيات لرش المزارع بالمبيدات الخاصة بإتلاف نبتة الكيف.

يذكر أن مجموع عدد الأشخاص المسجلين ضمن لوائح المبحوث عنهم في ملفات مرتبطة بزراعة القنب الهندي أو ترويجه أو تخزينه أو تهريبه على صعيد إقليم تاونات يناهز أكثر من 1000 شخص، يتعمدون التواري عن الأنظار والابتعاد عن أعين السلطات خوفا من الاعتقال، وليس بمقدورهم حتى الذهاب إلى الأسواق الأسبوعية للتبضع، مما يحول هذه الفضاءات خلال الفترات التي تشتد فيها حملات الاعتقالات إلى فضاءات خاصة بالنساء، فالرجال يلجؤون إلى الجبال و المخابئ حتى لا تطلهم أيادي رجال الدرك.

مواطنون يحاصرون قائداً بمعية عوني سلطة داخل سيارة من نوع "داستر" بغفساي نواحي تاونات

مواطنون يحاصرون قائداً بمعية عوني سلطة داخل سيارة من نوع “داستر” بغفساي نواحي تاونات

وتنهج السلطات بإقليم تاونات  كل سنة سياسة الترهيب و الترغيب في مواجهتها للمزارعين لثنيهم على التخلي عن هذه الزراعة، فهي تعمد إلى حرق و إتلاف محاصيلهم كلما جاء موسم الحصاد، وتحرر مذكرات بحث في حقهم قصد اعتقالهم ومحاكمتهم، كما تداهم أحيانا منازلهم لحجز مدخراتهم من محصول الكيف من عقر دارهم، و”تمرغ” كرامتهم في التراب عقابا لهم على عصيانهم وزراعتهم لهذه النبتة المحظورة التي تسيء لسمعة المغرب في الخارج.

ولا تكتفي السلطات بنهج المقاربة الأمنية فقط في التعاطي مع المزارعين ولكن تقترح عليهم العديد من البدائل من أجل تشجيعهم على التخلي عن زراعة القنب الهندي، تشمل أنواعا من الزراعات تقول السلطات بأنها أبانت عن قيمتها المضافة العالية و عن نتائج إيجابية ومردودية جيدة، منها الأشجار المثمرة كالزيتون واللوز والتين وزراعة الزعفران والنباتات العطرية والطبية، و هي مزروعات تستجيب للخصوصيات المناخية والطبيعية للمنطقة، لكن المزارعين غير راضين بهذه البدائل ويعتبرونها مجرد زراعات معاشية لا ترقى إلى مستوى انتشالهم من الفقر والتهميش الذي عانوا منه لسنوات، قبل لجوئهم لزراعة القنب الهندي لتنمية مواردهم المالية وللانعتاق من التهميش، فكيف لهم أن يعودوا إلى سنوات عجاف خلت(…)حينما كانت محاصيلهم من غلة اللوز والزيتون لا تسمنهم ولا تغنيهم من جوع(…).

مواطنون يحاصرون قائداً بمعية عوني سلطة داخل سيارة من نوع "داستر" بغفساي نواحي تاونات

مواطنون يحاصرون قائداً بمعية عوني سلطة داخل سيارة من نوع “داستر” بغفساي نواحي تاونات

وفي هذا السياق قال ناشط حقوقي بنفس الجماعة ” أننا نؤكد دائما على التحذير من مخاطر توسع هذه الآفة على جميع المستويات، وأضاف:”لقد تم اجتثاث الفلاحة البسيطة التي لها قيمها الثقافية وأخلاقها، وتم تعويضها بمنتوج آخر يتنافى مع الثقافة وقيم المنطقة التي هي جزء لا يتجزأ من القيم المغربية”، موضحا أنه “على الدولة ضرورة إدماج مناطق زراعة القنب الهندي بتاونات في النسيج الاقتصادي الوطني لاجتثاث هذه الزراعة؛ وذلك في نظره عبر “حضور الإرادة لدى الدولة واقتراح بدائل حقيقية لهذه الزراعة بالموازاة مع إسقاط المتابعات في حق المتهمين؛ فالعفو بدون إعطاء البدائل ليس له معنى”، مبرزا أن” أغلب المزارعين، الذين وصفهم بالضحايا، أصبحوا غارقين في الديون”.

مواطنون يحاصرون قائداً بمعية عوني سلطة داخل سيارة من نوع "داستر" بغفساي نواحي تاونات

إنتشار الكيف بغفساي نواحي تاونات

وحسب معطيات رسمية لوزارة الصحة فقد بلغت نسبة تعاطي المغاربة للمخدرات بكل أنواعها 4.1 في المائة، أي ما يقدر بـ800000 شخص، موضحة أن تعاطى المخدرات ببلادنا يتسم بهيمنة تعاطي القنب الهندي بنسبة 3.93 بالمائة.

وتشير الإحصاءات الوطنية إلى تعاطي المخدرات القابلة للحقن، كالكوكايين بنسبة 0.05 بالمائة، والمواد الأفيونية بنسبة 0.02 بالمائة، مشيرة إلى أن تعاطي المخدرات يتسبب في مضاعفات على الصحة العامة، مثل انتشار التعفنات (كالسيدا والالتهاب الفيروسي الكبدي والأمراض المنقولة جنسيا وداء السل).

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7235

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى