تهيئة منتجع بوعادل السياحي بتاونات..رافد أساسي للتنمية المحلية: إلى أين؟؟

تهيئة منتجع بوعادل السياحي بتاونات..رافد أساسي للتنمية المحلية: إلى أين؟؟

تهيئة منتجع بوعادل السياحي بتاونات..رافد أساسي للتنمية المحلية: إلى أين؟؟

محمد العبادي:”تاونات نت”/تتنوع المغريات السياحية لمنطقة بوعادل بتاونات بين ما هو طبيعي وبشري. فعلى المستوى الطبيعي، تزخر المنطقة بموارد جذابة، تتمثل في منبع بوعادل وشلاشلاته وانسياب مياهه العذبة وسط منظر جبلي وفلاحي قل نظيره، وفي غزارة المياه العذبة ورطوبة الأجواء المحيطة بها.

وقد سمح وجود هذا المنتجع المصنف ايكولوجيا ضمن اتفاقية “رامسار” في خانة المناطق الرطبة بتلطيف الجو الحار صيفا، حيث يتحول الى قبلة للفارين من لهيب الشمس وغير بعيد عنه ترتسم معالم تراث بشري آخر تميزه الصناعة التقليدية باولاد آزام ( الدرازة، الخشب،..)، وما تنتجه الأرض من فواكه بيولوجية طرية من برقوق وخوخ وتين ورمان وأعناب..الخ حيث يتنوع المنتوج السياحي من تراث مادي ولا مادي.

       غير أن تكامل هذا المدار السياحي بالمنطقة ظل في وضعية كمون بسبب ضعف مستوى الولوجية، وغياب ثقافة السياحة والايواء والاستقبال لدى معظم الساكنة المحلية وتواضع البنية التحتية وغياب فنادق ودور الايواء و تراجع أهمية الصناعة التقليدية الشيء الذي جعل بوعادل خارج حركة السياحة الجهوية والوطنية؛ بل أن انعدام الامن وترويج المخدرات وحدوث اعتداءات على الزوار خلال السنوات الأخيرة، شكل تهديدا حقيقيا للتنمية بالمنطقة ومستقبلها.

 لهذا، فإن النهوض بالقطاع السياحي لمنتجع بوعادل، من خلال مجموعة من الإجراءات، بدء بالاجراء الأمني الناجع الذي تبناه قائد المركز الترابي للدرك الملكي وباقي عناصره بعد عملية التجديد الذي عرفه، مكن من حفظ الأمن واستتبابه ومنع ترويج المخدرات والفوضى بالشكل الذي سجلنا من خلاله ارتياح غير مسبوق للزوار خلال هذا الصيف وعدم تسجيل أية محاولة اعتداء بالمنتجع، اذ سيسهم مشروع تهيئة المنتجع في تنويع فرص الشغل بهذا المجال الجذاب، وفي الرفع من قيمة ترابه، ومن مستوى اندماجيته في محيطه الاقليمي والجهوي ثم الوطني.

نحو تنمية سياحية فاعلة

تهيئة منتجع بوعادل السياحي بتاونات..رافد أساسي للتنمية المحلية: إلى أين؟؟

تهيئة منتجع بوعادل السياحي بتاونات..رافد أساسي للتنمية المحلية: إلى أين؟؟

تتوخى التنمية السياحية المقترحة لمنطقة الدراسة الرفع من قيمة ترابها، وتقوية اندماجيتها في محيطها المباشر، بالشكل الذي لا يجعلها تنمية سياحية قطاعية منعزلة.

ومن هنا، فالمدار السياحي المقترح هو ريفي بامتياز، سيمكن، في حال إنجازه، من إخراج المؤهلات السياحية الطبيعية والبشرية الموجودة من وضعيتها الكامنة إلى سوق سياحي منظم وجاذب.

منبع بوعادل وقرية اولاد آزام ..مدار سياحي غني في تنوعه

منتجع بوعادل للسباحة والاستجمام:

في حال تهيئته، ستخلق مياه منبعه وانسيابها العذب على شكل شلاشلات وسط مناظر ذات حلة خضراء وارفة الظلال، فضاءات حقيقية لممارسة رياضة السباحة ومجالا للاستجمام والمشي على امتداد مجاريها الطويلة.

كما يمكن أن تستقطب عين بوعادل العديد من هواة ومحبي السباحة خلال فصل الصيف، في حال إنشاء مسبحين للذكور والإناث بالمواصفات الوقائية والصحية الجيدة، وفي حال خلق مواقف للسيارات وتوسعة الطرق المؤدية إليها.

نعتقد أن هذا الرهان سيكون سهل المنال لكون تهيئة المجالات الزرقاء لا تتطلب أموالا ضخمة، ولكون الكثافة السكانية المرتفعة المحيطة بها (100 ن/كلم2) ستمكن من ارتفاع الإقبال على السباحة خلال فصل الصيف.

تشجيع السياحة الداخلية أولا ثم التفكير في السائح الأجنبي:

تهيئة منتجع بوعادل السياحي بتاونات..رافد أساسي للتنمية المحلية: إلى أين؟؟

تهيئة منتجع بوعادل السياحي بتاونات..رافد أساسي للتنمية المحلية: إلى أين؟؟

ينبغي، في الظروف الحالية، استهداف الزائر المغربي القريب من المنطقة، وهو الرهان الذي يمكن تحقيقه لكون المفاتن السياحية للمجال الجبلي المدروس لا تقل أهمية عما هي عليه بمنطقة إفران وإيموزار بالأطلس المتوسط. كما أن بعض مدن الجهة كفاس ومكناس تأوي شريحة اجتماعية ميسورة، لها نزوع لممارسة تنقلات تجوالية جبلية.

 يضاف إلى هذا ضغوطات نمط العيش الحضري في هذه المدن التي من شأنها أن تدفع الحضريين إلى البحث عن فضاءات طبيعية تتميز بالهدوء والبيئة النظيفة. ولهذه الاعتبارات فان الرهان على السائح الأجنبي أمر سابق لأوانه وبحاجة لعمل اكبر واحتضان اوسع، ذلك أن المنتجع السياحي لبوعادل يوجد خارج نطاق التوافد السياحي الدولي بالمغرب و غير معروف نهائيا لدى الأجانب، والجهات الدولية المنظمة للزيارات السياحية لا تعنيها المنطقة حاليا؛ كما أن حالة البنية الطرقية والولوجية لا تسمح البتة بوصول السائح الدولي؛ كما ان الجولات السياحية الدولية تحتاج إلى توفر مستوى معين من الخدمات السياحية في مجالات العبور.

غير أن العائق الأساس الذي يحول دون خلق تنمية فاعلة ومندمجة للسياحة الاستجمامية في المنطقة يكمن في ضعف وغياب ثقافة وسلوك الايواء والتعامل مع السائح الوافد لدى الساكنة المحلية وبالتالي فان ذلك يستدعي توعيتها بالأهمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للسياحة البيئية، لذا فان انجاز مشروع تهيئة منتجع بوعادل السياحي يفرض اعداد دراسة سوسيواقتصادية ( دراسة الوقع ) لمعرفة مدى تقبل الساكنة للمشروع وبالتالي احتضانه وانجاحه ومدى مواكبة الجمعيات الثقافية التي تعنى بالبعد البيئي بتنظيم أنشطة ورحلات تجوالية في المنطقة، والتعريف بالسوق السياحي عبر الفضاء الأزرق.

 وكل هذا يعني أن التشجيع المالي واللوجستيكي للمجتمع المدني، وتحسين البنية الطرقية، شرطان أساسان لإخراج السياحة من وضعها الخامل إلى سياحة حيوية.

مشروع تهيئة المنتجع السياحي لبوعادل بين الواقع والطموح 

تهيئة منتجع بوعادل السياحي بتاونات..رافد أساسي للتنمية المحلية: إلى أين؟؟

تهيئة منتجع بوعادل السياحي بتاونات..رافد أساسي للتنمية المحلية: إلى أين؟؟

في هذا الاطار ولتوضيح الرؤية أكثر لقراء جريدة “صدى تاونات” الورقية ومعها متتبعي موقع “تاونات نت” الإلكتروني حول مآل المشروع وراهنيته وآفاقه، أجرينا لقاء مع رئيس جماعة بوعادل قاسم بكاري، الذي أوضح لنا ما يلي:

فكرة المشروع: جاءت فكرة إحداث هذا المشروع السياحي الرائد على مستوى اقليم تاونات، بداية سنة 2015 ، حيث تم الشروع في البحث عن العقارات الصالحة لتنزيله على ارض الواقع. وفي هذا الصدد أعدت جماعة بوعادل طلب معاوضة أو اقتناء قطعة أرضية حبوسية الى جانب قطعة تابعة للملك الجماعي فيما يسمى بسوق الاثنين القديم.

رئيس جماعة بوعادل قاسم بكاري

رئيس جماعة بوعادل قاسم بكاري

للأسف عملت إدارة الاحباس على إعداد مطلب تعرض جزئي، والدخول في مفاوضات مع الجماعة بعد تحفيظ القطعة الأرضية. بعد هذا التماطل حددت إدارة الأوقاف على المستوى المركزي سعرا خياليا وغير مبرر بالنسبة للجماعة وصلت قيمته الى 20 ألف درهم للمتر المربع. على اثر ذلك عقدنا لقاء مع العامل السابق حسن بلهدفة الذي كان أبدى امتعاضه من تلك القيمة العقارية التي حددتها وزارة الأوقاف، لذا كان من اللازم التوجه الى طرق باب الخواص ( ملاك خواص) لقطعة أرضية مجاورة لقطعة الاحباس، حيث عقدنا لقاء تواصليا مع الساكنة خاصة ملاك القطعة الارضية المذكورة. وبكل صدق لقينا ترحيبا بفكرة المشروع بعد اقناع واقتناع هؤلاء بجدوى انجازه ووقعه الايجابي على الملاك الخواص وعلى الساكنة والجماعة عموما، اذ اتفقنا على تحديد سومة شراء المتر المربع ب 40 درهم فقط، لذا باشرنا مسطرة اقتناء القطعة الارضية واشتغل مكتب الدراسات 7 اشهر وشكل لجنة.

 على اثر ذلك تم توقيع اتفاقية شراكة مع الاطراف الممولة، ان دل هذا على شيء فانما يدل على مدى حنق بعض الواقفين وراء قرار وزارة الاوقاف بتحديد ذلك السعر الخيالي وتاخير اجراءات اعداد الدراسات والاتفاقية كما كان منتظر، وبالتالي حرمان الجماعة الترابية لبوعادل وساكنتها المحلية من تحقيق سبل التنمية وتحسين ظروف العيش، رغم ذلك ولله الحمد وجدنا ملاك خواص لهم غيرة على بلدتهم ومسقط رأسهم.

تعبئة 6.1 مليار سنتيم مع الشركاء لإنجاز المشروع

 

تهيئة منتجع بوعادل السياحي بتاونات..رافد أساسي للتنمية المحلية: إلى أين؟؟

تهيئة منتجع بوعادل السياحي بتاونات..رافد أساسي للتنمية المحلية: إلى أين؟؟

في هذا الاطار، حثنا العامل السابق بلهدفة بالبحث عن 50 بالمائة من كلفة المشروع، الذي يتجاوز غلافه المالي وفق الدراسة المنجزة 6 ملايير سنتيم، لذا تلقينا وعدا من وزير الاسكان الأسبق محمد نبيل بن عبد الله بتمويل يصل الى 100 بالمائة من كلفة المشروع الاجمالية، غير أن طبيعة المشروع السياحي فرضت لزوما دخول شركاء آخرين من بينهم وزارة السياحة التي عبر من خلالها الوزير الوزير ساجد عن رغبته التامة في توقع اتفاقية الشراكة والتمويل ثم كتابة الدولة في الماء من خلال كاتبة الدولة السابقة شرفات افيلال التي لم تبخل بدورها عن الاسهام الفعال في تمويل المشروع، حيث فاقت نسبة مساهمة الاطراف الثلاث 50 بالمائة من الكلفة الاجمالية وهو ما كان مشجعا للمضي قدما في البحث عن مصادر تمويل اخرى لتغطية الكلفة المتبقية، وقد جاءت مساهمة الشركاء على الشكل التالي:

–       وزارة اعداد التراب الوطني والسكنى والتعمير 17.5 مليون درهم

–       كتابة الدولة في الماء والبيئة 11 مليون درهم

–       وزارة السياحة 9.10 مليون درهم

–       المديرية العامة للجماعات المحلية 8 مليون درهم

–       وزارة الشباب والرياضة 7 مليون درهم

–       المجلس الاقليمي بتاونات 4 مليون درهم

–       وكالة التنمية لأقاليم الشمال تكلفت بإعداد وانجاز الدراسات التقنية للمشروع2.25 مليون درهم.

–       جماعة بوعادل 1.25 مليون درهم

–       وزارة الفلاحة 2.15 مليون درهم

–       المبادرة الوطنية للتنمية البشرية 1 مليون درهم

–       الكلفة الاجمالية للمشروع السياحي الكبير 61 مليون درهم.

مكونات المشروع الهائلة ستحول منبع بوعادل الى محطة سياحية جذابة

تهيئة منتجع بوعادل السياحي بتاونات..رافد أساسي للتنمية المحلية: إلى أين؟؟

تهيئة منتجع بوعادل السياحي بتاونات..رافد أساسي للتنمية المحلية: إلى أين؟؟

–       تهيئة المسابح والفضاءات الخارجية الخ ( 15.5 مليون درهم)

–       تهيئة منتزه بوعادل ( 14 مليون درهم)

–       تطهير السائل، الأرصفة، احداث اربع مآوي سياحية ( 10 مليون درهم)

–       تطهير الصلب ومعالجة المياه المستعملة ( 6.5 مليون درهم)

–       تهيئة فضاءات ركن السيارات والحافلات والقوافل ( 300 سيارة، 10 حافلات، 10 قوافل سياحية). ( 6.5 مليون درهم)

–       خلق فضاء لبيع المنتجات المحلية والصناعة التقليدية ( 5 مليون درهم)

–       خلق فضاءات للترفيه الاستجمام بالمنبع بكلفة (  3.5 مليون درهم).

وهكذا ينتظر أن تنطلق اشغال انجاز المشروع بداية السنة القادمة أي 2020 ، حيث ستكون الاعتمادات متوفرة 100 بالمائة، ونعول على شراكة الجميع من ساكنة ومجتمع مدني ومختلف الشركاء والفاعلين لانجاح هذا الورش التنموي السياحي الرائد بجماعة بوعادل، دون أن ننسى في هذا الاطار الاهتمام البالغ الذي توليه السلطات الاقليمية وعلى رأسها العامل الجديد سيدي أحمد الدحا الذي له رغبة كبيرة وطموح للنهوض بالإقليم إقتصاديا وسياحيا واجتماعيا وحرص الأطراف الموقعة على اتفاقية الشراكة لتنزيله على ارض الواقع.

المشروع السياحي يعد باستثمارات هامة

ونجاحه رهين بالانخراط الايجابي للساكنة ومختلف الفاعلين 

تهيئة منتجع بوعادل السياحي بتاونات..رافد أساسي للتنمية المحلية: إلى أين؟؟

تهيئة منتجع بوعادل السياحي بتاونات..رافد أساسي للتنمية المحلية: إلى أين؟؟

لا شك أن قطاع السياحة بجماعة بوعادل بحاجة إلى دعم وتأطير، تماشيا مع النتائج الايجابية التي حققتها الدولة في هذا المجال، لذا فانه بات على فعاليات الجماعة من مجتمع مدني وخواص وساكنة الى جانب رجال اعمال اقليم تاونات و مسؤولي مصالحه الخارجية ومنتخبيه توجيه فرص الاستثمار لاستغلال هذا المنتوج السياحي الهائل والقريب من مدينة تاونات ثم فاس ومكناس رغم الجاذبية التي تظهرها جبال الاطلس وافران.

 ولا شك ان المرور الى هذه المرحلة ينطلق بإحداث مندوبية إقليمية للسياحة للسهر على  التدبير والتأطير الإداري والتقني والمجالي لهذا القطاع البكر والحيوي الواعد.

ومما لا شك فيه ايضا، أن استثمار هذه المؤهلات وتعبئتها لتقوية فرص التنمية المحلية يتطلب تظافر جهود جميع الفاعلين من قطاعات حكومية ومنتخبين وقطاع خاص ومجتمع مدني، ملحين على ضرورة الانخراط في تنزيل مكونات هذا المشروع السياحي الضخم الذي سيغير ملامح المنطقة ويجعلها محطة سياحية بامتياز.

 الى جانب ذلك فان التعريف بهذا المنتجع من شانه ان يحفز وكالات الاسفار على استغلاله كوجهة سياحية جديدة تساهم في تحقيق الأهداف المرسومة، ولأجل ذلك فقد بات من اللازم تكتل الجميع للسهر على  اخراج هذا المشروع السياحي إلى حيز الوجود.

مشكل موقف السيارات ببوعادل

مشكل موقف السيارات ببوعادل

اذ أن مخطط التنمية السياحية الجهوية الذي يستهدف تطوير الأقطاب السياحية ارتكازا على المنتوج السياحي الأساسي، تتمحور حوله مختلف أنواع الأنشطة المكملة والمناطق المحيطة بالمنتزه السياحي لبوعادل المزمع تطويره وتنميته، في تكامل بين الارث الطبيعي لمنبع بوعادل والصنعة التقليدية لقرية اولاد آزام والتراث اللامادي المحلي المتنوع ( التبوريدة، الغيطة، الطقطوقة، اعيوع، الهيت،…).

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7607

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى