التسمم الغذائي … مشكلة متزايدة

Tasamom

يموت سنوياً أكثر من مليون مواطن على مستوي العالم بسبب التسمم الغذائي. وفي الواقع، قد تكون الأمراض بفعل ميكروبات الطعام، والتي تحتل المرتبة الثانية من حيث الانتشار بعد نزلات البرد في المجتمعات الغربية، سبباً مباشراً للاستخدام المفرط والعشوائي لأكثر من 50000 طن من المضادات الحيوية سنوياً.

ترجع المشكلة جزئياً إلى الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية مباشرة، عندما ازداد الطلب على اللحوم بصورة حادة، واللحوم هي هدف تفضله ميكروبات الطعام. وبالتالي، ازداد الطلب على اللحم الرخيص ومصدره بالطبع حيوانات تمت تربيتها في دول استوائية حيث تنتشر العدوى بين الحيوانات.

ورغم أن إجراءات الفحص والحجر الصحي تكافح هذه المشكلة إلا أن خطورتها لا تزال قائمة . فالحيوانات التي منحها هذه الأطعمة الملوثة ، أدت أيضاً إلى مزيد من التلوث البيئي عندما أصبحت نفسها وسطاً لنمو وتكاثر الميكروبات المعدية .

 تساهم ملايين الحيوانات على مستوي العالم في هذه المشكلة البيئية وفي الاستمرار هذه الدورة المعدية التي تلعب الآن دوراً بارزاً كمرض من الأمراض التي يسببها الطعام. تضاعفت المشكلة بتطور صناعات معالجة الطعام المعاصرة . على سبيل المثال، وبسبب أن عمليات المعالجة تتم في مصانع كبيرة مركزية، يمكن لحيوان واحد أن يلوث مصدر لحوم مدينة بأكملها. وبتراجع الطبخ المنزلي وانتشار اللجوء إلى المطاعم والأطعمة السريعة والجاهزة، يزداد تفاقم تلك المشكلة . هذا، بالإضافة إلى زيادة أعداد الأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي(جزئياً، نتيجة انتشار استخدام الأدوية مثل المضادات الحيوية)، وتطور المزيد من الفصائل البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية، يجعل المشكلة في غاية الحساسية. الأطعمة شديدة الخطورة هي اللحوم والبيض ومنتجات الألبان.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7251

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى