متى يتحرك الدرك بورتزاغ لإحضار مغتصب فتاة قاصر منذ سنتين لقاضي التحقيق؟

صورة الدرك الملكي (أرشيف)

صورة الدرك الملكي (أرشيف)

هي ليست سابقة في سجلات المعاملات التي تميز عمل قيادة الدرك الملكي بورتزاغ(إقليم تاونات)..بل هي حالة عادية ومستمرة..أن تتقدم بشكاية لهذه المصلحة فذاك يعني أنك حكمت على نفسك بالملل والقرف..حينها وجب عليك التفرغ للقيام بعشرات الزيارات لمقر هذه الإدارة..تسأل فتجد كل شيء كما هو..أن تشتكي إلى هذه الإدارة من ظلم أحدهم لك فهذا يعني أنك تشتكي على الواد..وما أكثر الوديان بجوار هذه المصلحةحتى أنك حينما تسلك المسطرة القانونية بشكل صحيح،وتنفذ كل ما تطلبه بنود وفصول هذه المسطرة،وتخضع لمسطرة الزمن أيضا،لأن القضية قد تستمر سنوات وأنت تتدحرج بين ردهات المحاكم ومكاتب الخبرة إلخ..وحين تحصل معجزة وينتصر القضاء لقضيتك،ويصدر القضاء أوامره بإحضار خصمك..فاعلم أنك ستعاد من جديد لهذه المصلحة،(إدارة الدرك الملكي بورتزاغ) وتبدأ رحلتك من الصفر..فتذهب كل مجهوداتك سدى..لأن الزمن متحالف مع هذه المصلحة..وأن هذا الزمن كفيل بإرجاعك إليهم مهما حاولت أن تتحاشاهم..لإن الزمن أيضا يدور لصالحهم..ولا يمكنك أن تتهرب من الزمن.

إنهم يؤولون القوانين حسب رغبة طرف من الأطراف لأسباب قد تكون معلومة ومجهولة،فيصبحون فقهاء أيضا في تفسير المصطلحات القانونية ضدا على القانون نفسه،لكنهم يحاولون إقناعك بأنهم في خدمة العدالة وأنهم لا يخرقون القانون وهم يذبحونه ذبحا..ويدفنونه دون أن يسمحوا لأحد بإقامة صلاة الجنازة عليه،(لأن صلاة الجنازة أضحت عندهم شبهة ويخشون على الأمن العام).هكذا يؤولون كل شيء..

المعركة الآن تدور حول تفسير بند من بنود المسطرة الجنائية (الأمر بالإحضار والأمربالحضور) وقد اجتهدوا فجعلوا الإحضار هو الحضور.

ما هي القصة؟

بدأت الحكاية بتاريخ3 أبريل 2013حينما تقدم دفاع المواطن (أ.ز.) نيابة عن ابنته القاصر (ع.ز.)بشكاية للسيد الوكيل العام لمحكمة الاستئناف بفاس تفيد بتعرض ابنته القاصر للاغتصاب الذي نتج عنه حمل،وذلك ضد المسمى(ي. ح.) لكنه أنكر أمام السيد قاضي التحقيق كل صلة له بهذه الصبية وعلى مدى أكثر من سنتين تخللت هذه القصة عدة أحداث.

البنت القاصر أنجبت وليدها خلال شهر أكتوبر 2013 وعلى ضوء ذلك أمر السيد قاضي التحقيق بإجراء خبرة جينية لتحديد نسب المولود،وتم إجراء هذه الخبرة بالمختبر الجيني للدرك الملكي بالرباط على الثلاثي:الأم،الطفل،الأب المحتمل..وكان الأب المحتمل قد تماطل كثيرا في إجراء هذه الخبرة،لكن إصرار دفاع الصبية ومطالبته المستمرة للمحكمة بضرورة إجراء خبرة للأب المحتمل حينها أدى إلى نتيجة،حيث تمت هذه الخبرة بعد طول الزمن،وكانت نتيجة الخبرة صادمة للأب الذي كان أنكر جملة وتفصيلا ما نسب إليه أمام السيد قاضي التحقيق،وللعلم فقد تمت كل الإجراءات وهو في حالة سراح..لأنه لم يكن هنالك شيء يدينه.

تقرير الخبرة أنجز بتاريخ:9 أبريل 2014وأكدت نتائجها أن المولود ينتسب لأبيه هذا بنسبة:99,9999 بالمائة.

بعد هذه المدة الزمنية الطويلة التي أفضت لمعرفة الحقيقة،بدا الجاني يتهرب من العدالة ولم يحضر أي جلسة من جلسات التحقيق لحد الآن،بالرغم من الاستدعاءات الموجهة إليه،وبالرغم من علم دفاعه بتواريخ هذه الجلسات .

المشتكى به ي. ح. هذا حينما دمر مستقبل البنت القاصر كان يتابع دراسته الثانوية بمدينة غفساي،وقد إلتحق هذه السنة بجامعة سيدي محمد بن عبد الله لمتابعة دراسته الجامعية هناك..إذن الأمر لا يستحق شيئا بالنسبة له،فهو يبني مستقبله بكل اطمئنان بينما البنت القاصر التي دمرها تعيش على الكآبة هي وأسرتها..

ربط الأحداث ببعضها:

قبل أن يصل الأمر للمحكمة مر بطبيعة الحال عن طريق إدارة الدرك الملكي بورتزاغ،وعرف الملف هناك تأخرا كبيرا..لأن الشاب الفاعل لم يكن لديه وقت للمثول أمام الضابطة القضائية،بمعنى أنه جاني مدلل..ولم يستمع إليه هناك إلا بعد معارك طويلة من الاتصالات من طرف أسرة الضحية..

الآن وبعد كل هذه المدة عاد الأمر للسادة في ورتزاغ..وهذا هو القانون ولا اعتراض عليه،لكن ما يمكن الاعتراض عليه هو أن إدارة الدرك الملكي توصلت من السيد قاضي التحقيق بأمر إحضار المتهم بمعنى أنه يجب عليهم الانتقال لبيت أسرته وإحضاره بكل الطرق الممكنة لجناب السيد قاضي التحقيق وهذا الأخير يقرر بشأنه:إما إيداعه السجن طبقا للمنسوب إليه أو يطلق سراحه..إذا ثبت لم يثبت بحقه ما هو مؤكد بشأن جريمته.(إرسالية تحمل رقم:612 بتاريخ:21/10/2014)

دفاع الضحية وخلال استفساره إدارة الدرك عن الأمر قيل له أن عبارة:إحضار لا تعني إحضاره بالقوة..وأن عليهم أن ينتظروا تاريخ الجلسة ثم يقدمونه،ونحن نعلم أنهم (لن يجدوه) لسبب وحيد،هو أن عائلته تدعي امتلاكها للمال والنفوذ،وأن لا أحد يستطيع أن يخضعهم للقانون ما داموا يملكون المال والنفوذ والعلاقات ..وأشياء أخرى..

بل يفتخرون أن ابنهم (راجل) استطاع تدمير حياة أسرة بكاملها دون أن يمسه أحد؟؟؟ فأين هي العدالة؟؟؟

عائلة ي.ح. قالت لعائلة الضحية يوماأنكم لن تأخذوا شيئا”..بل تم تهديد والدها بما لا تحمد عقباه أمام الملأ بمدينة غفساي..

عنوان المتهم ومحل سكن عائلة المشتكى به معروف بنواحي غفساي ،والدرك يعرفون العنوان جيدا..لأنهم دائما يقومون بدورية روتينية هناك وبأماكن أخرى لمراقبة زراعة القنب الهندي كما يقولون..(لكنهم لا يستطيعون إحضار الجاني)؟؟

القضية دامت أكثر من عامين..والمولود لا شك أنه بدأ يتكلم..فهل ينتظرون منه بدوره أن يرفع قضية جديدة؟

عائلة البنت القاصر تستنجد بالمدافعين عن حقوق الإنسان وعن الطفولة وعن المرأة بتبني قضيتها مثلما تبنت هذه الجمعيات والمنظمات قضايا أخرى ليست هذه أقلها شأنا..

وننتظر من هذه المنظمات ألا تكتفي بالدفاع عن قضايا الاغتصاب في المدن..بل يجب عليها أن تلتفت لهذه البنت القاصر..فهل نسمع يوما أن هذه المنظمات نظمت وقفة احتجاجية صاخبة أمام قيادة الدرك الملكي بورتزاغ للمطالبة بإنصاف البنت ؟

أما الدرك ..بدون هذه الأمور فإنهم لا يستطيعون القيام بأي شيء..خاصة وقد تحولوا من ضباط الشرطة القضائية عليهم تنفيذ أوامر القضاء إلى فقهاء في القانون يؤولونه طبقا لهوى من يطلب منهم ذلك.

فهل سمعتم؟؟؟

عبد الرزاق الزروالي / غفساي

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7180

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى