إبن إقليم تاونات الشاعر الدكتور أحمد مفدي يوجه كلمة إلى العالم تدعوه إلى السلام والمحبة والوحدة
توفيق الحياني:”تاونات نت”/-وجه مؤخرا اتحاد كتاب المغرب، بمناسبة اليوم العالمي للشعر، كلمة إلى شعراء العالم بعنوان “يا شعراء العالم اتحدوا..!”، نظمها إبن إقليم تاونات الشاعر الدكتور أحمد مفدي، واعتبرها رسالة إلى شعراء العالم لعلهم يتحدون لرعاية الجمال والسلام والمحبة، ولا يخجلون.
وقال الشاعر في كلمته: “يا شعراء العالم اتحدوا، وانتبهوا إلى قـراصنة الفرح وهم يشنقون وردة المحبة والجمال، وكان عبيرها قد لامس أيدي العاشقين، واحذروا تشظي القيم النبيلة وقد داس بهاءها الطغاة العابرون الذين إذا رأوا الخير المشرق بجماليات المحبة أدبروا، وإذا رأوا الشر المحدث بالبشرية أقبلوا، في زمن تسوده المسوخات المهترئة جهارا، أمام صانعي عاهات هذا العالم المغموس في بهارات النفاق ودماء الأشقياء، وهم فرحون بما يفعلون..! ولا يفسحون مجالا للشعراء ليزرعوا كرمة الفرح لعشاق العروج إلى المدى اللا متناهي، حيث تمحق المحبة الكراهية، فترقص عنادل العاشقين على شطآن المحبة، حين تهوي الكراهية وصانعوها إلى الجحيم”.
وواصل الشاعر نفسه قائلا إن “العالم بلا شعر أعشى، لا يرى ما يحمله من أسقام للبشرية، حيث يمشي مقلوبا على رأسه، بلا زاد ولا قيم تشفع له انكساره وانحداره حتى استهان الغر بنبوءات الشعر وصفاء روائه، وازور الأمير عن لآلئه وابتغاه حذاءه، وتمنع القصيد على الجهبذ الكبير- أحيانا- حتى قال ذات زمان: لقلع ضرس أهون علي من قول بيت شعر، إذا توارت الطقوس الشعرية وانكسرت الكؤوس على شفاه الشعراء دون أن يذوقوا من راح ما تملأت به الكأس من لذيذ الشفوف الآتي من أعماق الوجود الشعري..! فاشرأب الشعراء بأعناقهم إلى الأعلى ليسبحوا في ملكوت الحدس اللامرئي، يأملون أن يتلقفوا إيحاء يومض من نبع الخيال ليدلهم على محاكاة الواقع بقصيدة تورق في الذات رؤى الشدوه والانبهار من ناشئة الشعر، التي لا تزهر إلا إذا انزوى الشاعر بذاته في ذاته، ودخل في شكرته الأبدية، وكان في خلوة تغشاها شطحات الرؤيا..!”.
وتحدث الشاعر نفسه قائلا “الشاعر إذا أدرك السر في سكرة الوجود، وأيقن أنه ملاقيه، سينفض عن اللغة المحايدة الصامتة ما علق بها من دلالات معيارية، ويهز جذع حروفها لعل ما بقي بها من دلالة المجاز يساقط شعرا ملتهبا وحبا سنيا وجمالا وسلاما يخرس الكراهية الشرسة والحروب الوحشية المدمرة للقيم الإنسانية”، موضحا: “الشعر نور ونار، وطين وروح جنان وجحيم، جمال وحب، فلينظر كل متلق كيف يتلقى من ناشئة الشعر قصيد شاعر اختلى فردا في حوشه، ثم ذاب عشقا في ذاته حتى أمسى لا يدري أهو القصيد أم القصيد هو..!”.