أطفال يصطفون على طول الطريق الجهوية 510 الرابطة بين تاونات وطهر السوق يعرضون سلال قصب مملوءة ب”الكرموس”
بوجمعة الكرمون:”تاونات نت”/- يصطفون على طول الطريق الجهوية رقم 510 الرابطة بين مدينة تاونات ودائرة طهر السوق، يعرضون سلال قصب تقليدية مملوءة بفاكهة التين المعروف ب”الكرموس”، وينتظرون ما سيجود به النهار في حضرة مستعملي الطريق.
موقع “تاونات نت” وجريدة “صدى تاونات” ينقلان لقرائهما أسرار تجارة الكرموس التي يتعاطى لها أطفال تاونات، ويكشف تفاصيل المسكوت عنه في رحلة البحث عن ثراء الشريحة.
مشهد يلفت الانتباه!
كل زائر لجماعات خلالفة وبوهودة وطهر السوق بتاونات، يلفت انتباهه مشهد اصطفاف أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و12 سنة، يلوحون لأصحاب السيارات، ويعرضون سلالهم المملوءة بفاكهة الكرموس، وذلك طيلة أيام التخريفة التي تمتد لشهرين متتابعين.
أطفال على طريق الوحدة بمحاذاة قنطرة ” أسكار”، وآخرون بقرية الݣزار المجاورة لمركز بني وليد، وبالقرب من مركز فناسة باب الحيط.. يستيقظون في الصباح الباكر، يتوغلون وسط حقول التين، ويشرعون في جني التين الأخضر ( الكرموس)، قبل أن يجعلوا فوق حباته المعبأة بالسلال قليلا من العشب أو ورق القصب.
سِلال معروضة..
“محمد” واحد من أطفال دوار فناسة يؤكد ل” صدى تاونات”و”تاونات نت” أن أطفال القرية ينزلون إلى الطريق الجهوية الرابطة بين مدينة تاونات ودائرة طهر السوق، كغيرهم من أطفال القرى المجاورة، لعرض سلال التين الأخضر، وتوفير مصروف يضمن لهم استقلالا ماديا، كما يضمن لهم عودة مريحة إلى حجرات الدرس بداية الموسم المدرسي.
وقال محمد إنه يبيع ما بين 5 إلى 6 سلال من قصب، ويوفر ما مجموعه 150 إلى 200 درهم يوميا، إذ كلّما كان الطلب كان هامش الربح أوفر.
إقبال على المنتوج..
مستعملو الطريق في اتجاه كتامة، أو في اتجاه طهر السوق وبني ونجل، يقبلون على التين الأخضر الذي يعرضه أطفال المنطقة، اعتبارا لجودته، وطراوته، كما يقبلون على بعض المنتوجات الفلاحية التي تُعرض على جنبات الطريق كالفلفل والياقطين والعنب البلدي.
“حفيظ س.” من ساكنة منطقة الݣزار التي تشتهر بإنتاج الشريحة والتين الأخضر، يؤكد أن كرموس المنطقة يحضى بإقبال كبير، وممارسة الأطفال لهذا النوع من الأنشطة، يضيف حفيظ، يعكس ارتباط الإنسان بالأرض، وسعي هؤلاء الأطفال لتوفير مصروف الجيب، وأيضا مساعدة أسرهم خلال هذا الوقت من السنة الفلاحية.
طقس عرض فاكهة الكرموس على الطرقات من قبل الأطفال، صار مألوفا بتراب إقليم تاونات، كما أن تزامن نضح التين الأخضر مع عطلة الصيف، ونهاية الموسم الدراسي، يعفي هؤلاء الأطفال من القيام بواجباتهم المدرسية، ويجعلهم متحررين من ضغط اليومي المدرسي، مقابل انخراطهم في عملية جني الغلة، ومساعدة أسرهم في بيع المحصول.
مشهد توقف سيارة، ومفاوضة صاحبها أطفال ” الكرموس” حول سلة مملوءة بات مألوفا؛ بيع وشراء، مساومة وإصرار.. هكذا يبدأ نهار الأطفال وينتهي، لكن مدخولهم الوافر يزرع فيهم النشاط، ويجعلهم أكثر تحمّسا لعرض تينهم الأخضر.
شجرة التين رافد اقتصادي..
جدير بالذكر أن شجرة التين تشكل رافدا اقتصاديا لساكنة إقليم تاونات بصفة خاصة، ولجهة فاس مكناس بصفة عامة، تبلغ مساحتها 28 ألف هكتار، ويبلغ الإنتاج الجهوي لهذه الفاكهة ما يناهز 95 ألف طن، كما أن ثمنها المرتفع أضحى يحمس على تعاطي الفلاح لزراعة شجر التين، وانخراطه في تعاونيات وجمعيات تعنى بتثمين الشريحة والكرموس والباكور.
مهرجان وطني ..
تحتفي تاونات بمهرجان التين، الذي تنظمه المديرية الجهوية للفلاحة بجهة فاس مكناس، بتعاون مع عمالة اقليم تاونات، ومساهمة مجلس الجهة، والمجلس الإقليمي، والغرفة الفلاحية الجهوية، ومجلس جماعة تاونات، وهو فرصة لإعادة الاعتبار للمنتوج المحلي، وتمكين الفلاحين من شروط تطوير إنتاج الشريحة وفاكهة الكرموس التي تسوّق داخل الإقليم وخارجه.