في يوم دراسي حول قطاع الثقافة بالإقليم: الجميع يطالب بإعادة إحداث مندوبية إقليمية للثقافة بتاونات

عامل إقليم تاونات ومدير الفنون والمندوب الجهوي للثقافة

عامل إقليم تاونات ومدير الفنون والمندوب الجهوي للثقافة

شكل موضوع دراسة الوضعية الراهنة لواقع قطاع الثقافة بإقليم تاونات والآفاق المستقبلية لتطويره في أفق بلورة رؤية استراتيجية لدور الثقافة في تحقيق تنمية مندمجة ومستدامة بالنفوذ الترابي لهذا الإقليم، محور أشغال اليوم الدراسي الذي نظم بمقر الكتابة العامة للعمالة يوم 15/1/2015 تحت رئاسة حسن بلهدفة عامل إقليم تاونات وبحضور عبد الحق أفندي مدير الفنون بوزارة الثقافة والمدير الجهوي وبعض أطر المديرية الجهوية للثقافة بتازة وممثل وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في عمالات وأقاليم شمال المملكة و الكاتب العام للعمالة ورئيس المجلس الإقليمي وبعض نواب ومستشاري الإقليم في البرلمان ونائب رئيس المجلس العلمي المحلي ورجال السلطة ورؤساء المجالس الجماعية وبعض رؤساء المصالح الخارجية الإقليمية وممثلي جمعيات المجتمع المدني الفاعلة في المجال الثقافي وبعض مراسلي الصحف والمواقع الإلكترونية على المستوى المحلي.

وقد افتتح الاجتماع بكلمة عامل الإقليم، أوضح فيها أن هذا الاجتماع يندرج في إطار بلورة رؤية شاملة وتسطير استراتيجية واضحة المعالم للنهوض بهذا القطاع  تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى إيلاء  الثقافة المكانة اللائقة بها ، وفي سياق دينامية النقاش الدائر حاليا حول  قضايا الثقافة ببلادنا والذي توج بعقد المناظرة الوطنية حول الثقافة  المنظمة بمدينة طنجة بتاريخ  10  يناير 2015، والتي  شكلت محطة مناسبة لالتئام  الفاعلين المتدخلين  في هذا المجال بغية  الإجابة عن الإشكالات  المرتبطة بالثقافة المغربية  في مختلف جوانبها  المادية والرمزية  من أجل مستقبل  تتحول فيه الثقافة إلى قاطرة  ودعامة أساسية للتنمية المجتمعية الشاملة  ومدخل أصيل للديمقراطية  والمواطنة.

 وبعد أن ذكر بالدور الطلائعي الذي يلعبه القطاع الثقافي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، أكد على ضرورة توسيع المجال الثقافي  وتنويع الاهتمام  به بالطرق  المعهودة والمستحدثة تبعا لما يستجد في ميدان  الاستثمار الثقافي  من وسائط وتقنيات وفضاءات، داعيا إلى التفكير  بكيفية شمولية في مختلف الجوانب التي تمس  من قريب أو بعيد هذا  القطاع من خلال خطة النهوض  الثقافي بهذا الاقليم ترتكز على عدة عناصر رئيسية وهي:

يوم دراسي حو الثقافة بتاونات

يوم دراسي حو الثقافة بتاونات

— رد الاعتبار للعمل الثقافي باعتبار أهميته الحيوية في موضوع التنمية البشرية من خلال  تشجيع الاستثمار  المادي والبشري فيه؛

— الرفع من قيمة  التراث الثقافي والطبيعي وتثمين اقتصاد  قائم على التراث  كقطب لخلق الثروات  ورافعة للتنمية المحلية؛

— تحويل الشأن الثقافي  من شأن نخبة إلى شأن عام  وذلك بالعمل على  استثماره  في مختلف مرافق الحياة خارج الصيغ والأطر والمجالات المعهودة؛

— التنسيق بين كافة  الفاعلين و المتدخلين في إطار خطة واضحة سواء كانوا حكوميين او غير حكوميين  على الصعيدين الاقليمي أو المحلي؛

 — توفير بنية تحتية مؤهلة لأن تواكب  الأهداف المسطرة  للإقلاع الثقافي على أمل بلوغ صناعة ثقافية  واضحة المعالم على جميع المستويات .

وفي نهاية تدخله دعا إلى انخراط الفاعلين المعنيين في تشخيص ومعالجة مختلف الإكراهات والتحديات التي تواجه هذا القطاع الهام وترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة التي تستلزم إيجاد أساليب حديثة وكفيلة بخلق إقلاع تنموي ومستديم يعطي مكانة أكبر للامركزية والديمقراطية المحلية من أجل تدشين مسلسل واعد كفيل بربح رهان الشأن الثقافي بهذا الإقليم .

وفي مداخلة أفندي مدير الفنون بوزارة الثقافة،استعرض إنجازات وبرامج وتدخلات وزارة الثقافة بالإقليم والتي من بينها بناء بعض المنشآت الثقافية وهي دار الثقافة ببلديتي تاونات وغفساي ومجموعة من فضاءات القراءة العمومية في إطار مفهوم القرب على المستوى المحلي ومفهوم التنشيط الثقافي وبرامج الدعم الثقافي والفني للوزارة ومنوغرافية القطاع الثقافي بالإقليم، معبرا عن استعداد الوزارة ضم مجهوداتها وإمكاناتها إلى الجهود المبذولة من طرف السلطات الإقليمية والمحلية والمنتخبين وجمعيات المجتمع المدني للنهوض بالشأن الثقافي بالإقليم والتعاون والمساعدة ومواكبة ودعم جميع المبادرات المرتبطة بهذا المجال.

كما اشتمل برنامج هذا اليوم الدراسي على تقديم مجموعة من العروض والمداخلات  ومنها العرض الذي تقدم به المدير الجهوي للثقافة حول واقع وآفاق القطاع الثقافي بالإقليم، شمل 3نقط أساسية وهي:

النقطة الأولى: سياسة القرب الثقافي الهادفة إلى تقريب الثقافة من المواطن ، من خلال مشروع بناء دار الثقافة بمدينة تاونات الذي رصد له غلاف مالي إجمالي يقدر ب 12 مليون درهم والذي رصدت الوزارة مبلغا ماليا إضافيا لإتمام أشغال إنجازه يقدر ب 7 ملايين درهم ، هذا المشروع يتكون من مسرح تبلغ طاقته الاستيعابية 560 مقعدا وخزانة تستوعب 150 مقعدا وقاعتين للاجتماعات وقاعتين للتكوين وورشات ورواق للفنون التشكيلية و4 غرف لإقامة الفنانين.

النقطة الثانية : دعم الإبداع والمبدعين من خلال دعم بعض الجمعيات المهتمة بالحقل الثقافي والاهتمام بشبكة القراءة العمومية وتنظيم المهرجان الوطني لفنون العيطة الجبلية بإقليم تاونات والمعرض الجهوي للكتاب الذي ينظم بالتناوب بين أقاليم الجهة وتنظيم المباراة الجهوية في الفنون التشكيلية وتأهيل 7 نقط للقراءة تنفيذا لما أعلن عنه وزير الثقافة خلال الدورة الثانية للمهرجان الإقليمي للزيتون بغفساي إقليم تاونات .

النقطة الثالثة : صيانة وتثمين التراث الثقافي والمادي واللامادي .

بينما عرض رئيس المصلحة الثقافية بالمديرية الجهوية للثقافة فقد  قدم فيه  تقريرا حول الزيارات التي قامت بها مصالح المديرية المذكورة لمراقبة ظروف سير 7 خزانات متواجدة بكل من بلديات تاونات وتيسة وقرية ابا محمد وغفساي وجماعات الوردزاغ  وعين اكدح ودار الثقافة بجماعة عين مديونة ، والإكراهات التي تحول دون اشتغالها في أحسن الظروف والمقترحات العملية لتجاوز الوضع الحالي .

في حين استعرض المفتش الجهوي للمباني التاريخية وضعية المباني التاريخية والمواقع الأثرية بجهة تازة الحسيمة تاونات حيث أشار أن  المديرية الجهوية رصدت لتاونات  مبلغ 11 مليون درهم  من بينها مشروع ترميم وتثمين قصبة أمركو الأثرية والتاريخية بجماعة مولاي بوشتى، دائرة قرية ابا محمد، إقليم تاونات والتي رصد لها مبلغ مليوني درهم.

قصبة أمركو بنواحي تاونات

قصبة أمركو بنواحي تاونات

وركزت تدخلات مختلف المشاركين في هذا اللقاء الذي شكل فضاء للنقاش والحوار والتداول حول مجموعة من الملاحظات والمقترحات التي من شأنها الرقي بوضع القطاع الثقافي بالإقليم والتي من بينها:

الإشادة والتنويه بفكرة تنظيم هذا اليوم الدراسي الذي اعتبر مبادرة فعالة وإيجابية لدراسة واقع قطاع الثقافة وسبل تطويره؛

ضرورة إحداث مندوبية إقليمية للثقافة بتاونات ؛

المطالبة بالرفع من الاعتمادات المخصصة للقطاع الثقافي بإقليم تاونات على غرار باقي أقاليم الجهة؛

إعادة هيكلة المكتبات العمومية بالإقليم والارتقاء بدورها وإعادة الحياة لها من خلال ترميمها ومدها بالتجهيزات اللازمة وربطها بشبكة الأنترنيت وتجديد رصيدها الوثائقي وتعيين مشرفين متخصصين لتسييرها؛

إنجاز مونوغرافية للقطاع الثقافي بالإقليم تمكن من جرد المؤهلات التي يتوفر عليها والتي تتميز بالغنى والتنوع من مواقع تاريخية أثرية وحكاية شعبية وبعض أنواع الفنون ومواسم ومهرجانات والعمل على رد الاعتبار لها وصيانتها وتسخيرها في خدمة وتطوير هذا القطاع ؛

التفكير في طرق دعم العمل الجمعوي والعمل على وضع برامج سنوية للجمعيات المهتمة بالمجال الثقافي تكون الأرضية لدعمها ومواكبتها؛

خلق فضاءات للاستقبال تثمن وتكمل عمل الفضاءات الثقافية؛

تقوية التنسيق بين وزارة الثقافة والقطاعات الوزارية الأخرى والجماعات المحلية وربط الثقافة بالتعليم؛

الأخذ بعين الاعتبار للشأن الثقافي عند تهييء المخططات الجماعية للتنمية؛

الأخذ بعين الاعتبار للولوجيات في إنشاء المرافق العمومية والمنشآت المتعلقة بالقطاع الثقافي.

وفي نهاية اللقاء ، تدخل عامل الإقليم  مقترحا إعداد مخطط شمولي لقطاع الثقافة على مستوى إقليم تاونات خلال الفترة الممتدة ما بين 2015  و 2020  يتمحور على الخصوص حول نقطتين أساسيتين وهما الفضاءات الثقافية والتنشيط الثقافي، من خلال تهييء مسودة ومشروع المخطط تسهر عليه لجنة مختلطة تضم مصالح الكتابة العامة للعمالة والمجلس الإقليمي ووزارة الثقافة واثنين من ممثلي جمعيات المجتمع المدني الفاعلة في الحقل الثقافي ودراسته ووضعه للنقاش وتقاسمه مع جميع الفعاليات المهتمة بالحقل الثقافي بالإقليم .

ع.الحافيظي 

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7242

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى