جريدة “صدى تاونات” تختار الوزير ناصر بوريطة شخصية سنة 2021
إدريس الوالي- الرباط:”تاونات نت”/- قررت الجريدة المحلية الورقية “صدى تاونات” إبتداء من هذه السنة على اختيار شخصية السنة مع حلول نهاية كل عام، وذلك بناء على معايير متعددة تهم مجال تخصص الشخصية المنتقاة وأثر إنجازاتها على الصعيد المحلي والجهوي والوطني.
ووقع اختيار “صدى تاونات” هذه السنة على إبن تاونات وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج الرجل البشوش ناصر بوريطة نظرا للإنجازات الكبيرة التي حققها لفائدة المغرب وللقضية الوطنية الأولى قضية الصحراء المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ونعتقد أن نجاح الوزير بوريطة، وراءه عوامل عدة، تتجاوز تجربته الديبلوماسية الكبيرة، وتدرّجه في مختلف المهام والمناصب داخل وزارة الخارجية، دون نسيان ديناميته الملفتة للنظر، وتواضعه، حتى أن جريدة “الباييس” الإسبانية ذات الصيت العالمي افتتحت بورتريها حول الرجل بهذه الكلمات: “بنبرة منخفضة، وبنغمة غير مسموعة تقريبًا، بيد أن صدى تحركاته ونشاطاته الدبلوماسية تتجاوز حدود بلاده”، لكن العامل الأكثر تأثيرا، يرتبط بوطنيته العالية والتزامه وانضباطه، واستيعابه لما تتطلبه المرحلة…
وكان ناصر بوريطة قد قال خلال إحدى خرجاته الأخيرة إنه من أجل مصلحة المملكة، فإنه مستعد للتحالف مع الشيطان، ردا على سؤال حول استئناف العلاقات مع إسرائيل. بعبارة أخرى، جعلت دبلوماسيتنا البراغماتية أحد ركائز عقيدتها، التي تبحث أولا عن الدفاع عن مصالح المملكة.
وعندما تكون هذه المصالح موضوع مؤامرة، فإن الدبلوماسية المغربية لا تدير الخد الآخر، أو تتجاهل الأمر. هذا الحزم هو الذي تم التعامل به خلال الأزمة مع إيران، مع ألمانيا وخاصة مع إسبانيا التي استقبلت على أراضيها العدو الأول للمغرب، لأسباب إنسانية مزعومة.
الوزير ناصر بوريطة يقول لمن يريد أن يستمع إن عهد الأبوة قد انتهى، وإن من يريد التعامل مع المغرب يجب أن يفعل ذلك في احترام تام لمصالحه ولمؤسساته. علاقات الند للند وعلاقات رابح-رابح، أما غير ذلك، فالمغرب لا يمكنه أن ينخرط في اللعبة.
وبوريطة رجل المهام الصعبة، كأنه ولد من بطن أمه دبلوماسيا، يمتاز بأسلوب يستثنيه عن باقي الوزراء المغاربة، حتى كاد البعض يجزم بأنه أكثر الوزراء حنكة في أداء مهامه داخل وخارج الوطن.
هادئ الطبع، فصيح اللسان، يتكلم أكثر من 5 لغات متناسق الهندام، ترافقه ابتسامة دبلوماسية كمهمته، ويطبق مقولة “الدبلوماسية هي أن تفكر مرتين قبل أن تنطق بأية كلمة”، لا ينطق عن الهوى السياسي لأنه بعيد عن معتركها ولم يُعرف بانتمائه لأي حزب من قبل.
الإنجازات الديبلوماسية:
تميزت سنة 2021 بتواصل دينامية تعزيز حضور المملكة المغربية في المنظمات الدولية والإقليمية ، مؤكدة على مدى المصداقية التي تتمتع بها دبلوماسيتها المتعددة الأطراف.
وهكذا حقق 41 ترشيحا مغربيا النجاح سنة 2021، مقابل 29 ترشيحا السنة الماضية، وهو ما يعكس الثقة التي يضعها المجتمع الدولي في الخبرات والكفاءات المغربية في مواجهة التحديات العالمية.
و-حسب بلاغ صحافي توصلنا بنسخة منه -هذه النجاحات الأكيدة تعزز استراتيجية المملكة الرامية إلى تعزيز حضورها ورؤيتها داخل النظام متعدد الأطراف ، وذلك طبقا للتوجيهات الملكية السامية المتضمنة في الرسالة الملكية إلى الندوة الأولى لسفراء جلالته”، والتي دعا من خلالها جلالته إلى “تقوية الأداء الدبلوماسي الوطني حتى يعزز مكانة المملكة بوصفها عضوا فاعلا ومسؤولا داخل المجتمع الدولي“.
وتماشيا مع الرؤية الملكية السامية، وضعت الدبلوماسية المغربية على رأس أولوياتها نجاح الترشيحات المغربية لمختلف المناصب الشاغرة في المنظمات الدولية والإقليمية.
وتؤكد مختلف النجاحات التي تحققت سنة 2021 وجاهة المقاربة الاستباقية الذي تتبعها المملكة في تدبير ترشيحاتها، وأيضا قوة تعبئة جهازها الدبلوماسي بمناسبة كل حملة ترويجية، بالتنسيق الوثيق مع القطاعات المعنية.
ويأتي انتخاب المملكة لشغل مناصب مهمة في النظام متعدد الأطراف خلال سنة 2021، ليؤكد مصداقية العمل الذي تقوم به، في ظل الرؤية السامية لجلالة الملك محمد السادس، في مجال حماية حقوق الإنسان، ومحاربة انتشار الأسلحة والجريمة عبر الوطنية ومنع الجريمة، وفي مجال العدالة الجنائية، فضلا عن مجالات أخرى اقتصادية واجتماعية وأمنية وثقافية وبيئية.
كما تمكنت المملكة من تسجيل نجاحات في المجالات الثلاثة لاشتغال النظام متعدد الأطراف والمتمثلة في السلم والأمن الدوليين، وحقوق الإنسان والتنمية.
ففي ما يتعلق بالسلم والأمن الدوليين، تمكن المغرب، باعتباره مدافعا ملتزما عن نزع السلاح العام وعدم انتشاره، من الولوج خلال سنة 2021 إلى رئاسة اللجنة الأولى للدورة 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة ورئاسة المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية لمدة عام واحد من 12 ماي 2021 إلى 11 ماي 2022.
كما تم انتخاب المغرب عضوا في المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية لمدة عامين (ماي 2021 – ماي 2023)، وعضوا في اللجنة التوجيهية لبرنامج منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتعزيز التعاون مع إفريقيا للفترة ما بين يناير 2021 ويناير 2022، وكذا عضوا في اللجنة الاستشارية للتربية والتحسيس بنفس المنظمة لولاية 2022-2024.
كما تمت إعادة انتخاب المملكة المغربية منسقا لمجموعة التنفيذ والتقييم للمبادرة الشاملة لمكافحة الإرهاب النووي، ورئيسا مشاركا لمجموعة العمل حول حث الدول على التقليص والحد من الأسلحة النووية المنبثقة عن مبادرة “خلق بيئة مواتية لنزع السلاح النووي“.
واعترافا بدوره الكبير والتزامه الراسخ لفائدة استقرار جمهورية إفريقيا الوسطى، تمت إعادة انتخاب المغرب، بالتزكية، رئيسا لتشكيلة جمهورية إفريقيا الوسطى للجنة تعزيز السلام التابعة للأمم المتحدة.
واعترافا بدور المملكة الرائد في مجال المكافحة الدولية للإرهاب والجريمة المنظمة العابر للحدود والوقاية من الجريمة والعدالة الجنائية، تم انتخاب المغرب نائبا أول لرئيس الدورة الـ31 للجنة منع الجريمة والعدالة الجنائية التابعة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة ورئيسا ل”اللجنة الجامعة” لهذه اللجنة.
وفي السياق نفسه، تم انتخاب المغرب نائبا لرئيس مؤتمر الأمم المتحدة الرابع عشر لمنع الجريمة والعدالة الجنائية خلال الانتخابات التي جرت في كيوتو من 7 إلى 12 مارس 2021.
من جهة أخرى، وفي سياق جهوده الرامية لمكافحة الإرهاب بالقارة الإفريقية، تم تعيين المغرب، إلى جانب إيطاليا والنيجر والولايات المتحدة، كرئيس مشارك غير دائم لمجموعة النقاش المركزة حول إفريقيا بالتحالف الدولي لهزيمة داعش.
وتم اختيار المغرب لتولي رئاسة مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا المكلفة ببلورة المعايير الدولية في مجال تبييض رؤوس الأموال وتمويل الإرهاب، كما تم تعيين المغرب بإدارة المركز الاقليمي لمكافحة الإرهاب التابع لتجمع دول الساحل والصحراء.
وتم، كذلك، انتخاب المملكة المغربية، بأغلبية ساحقة، يوم 12 نونبر 2021، في لجنة القانون الدولي، في اعتراف بالدور الذي تقوم به المملكة في تدوين والتطوير المتدرج للقانون الدولي، وعضوا في لجنة الرقابة على محفوظات المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول).
وفي ما يتعلق بحقوق الإنسان، تميزت سنة 2021 بانتخاب المغرب لرئاسة أشغال الاجتماع الثامن عشر للدول الأطراف في اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، كما تم انتخاب المملكة عضوا في لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب للفترة 2022-2025، وذلك خلال الانتخابات التي أجريت في 11 أكتوبر 2021 بجنيف، وكذا رئيسا للجنة المعنية بحالات الاختفاء القسري خلال الاجتماع الرابع للدول الأطراف في الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري الذي انعقد يوم 14 يونيو 2021.
وكانت سنة 2021 مثمرة أيضا بالنسبة لترشيحات المغرب في مختلف المناصب المتعلقة بالتنمية حيث تم اختيار المغرب من قبل المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية لاحتضان أول مكتب إقليمي لهذه المنظمة في إفريقيا.
كما تم انتخاب المملكة عضوا في المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية للفترة 2021-2025، ورئيسا للدورة الـ 109 لمؤتمر العمل الدولي، في 20 ماي 2021 بجنيف، ورئيسا للجمعية العامة للمنظمة العالمية للملكية الفكرية لمدة سنتين 2020-2021.
كما جرى تعيين المغرب ممثلا لإفريقيا في المجلس الاستشاري للقمة الأممية بشأن النظم الغذائية، ورئيسا مشاركا لمجموعة أصدقاء المراجعات الوطنية الطوعية لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
وتم انتخاب المغرب، بالإجماع، للسنة الثالثة على التوالي، في منصب نائب رئيس المجلس التنفيذي لليونيسيف.
كما تمت إعادة انتخاب المغرب، خلال الدورة التاسعة عشرة للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، عضوا في الهيئتين الرئيسيتين للمنظمة خاصة مجلس التنمية لليونيدو للفترة 2022-2025، ولجنة الميزانية والبرامج بالمنظمة برسم الفترة 2022-2024.
وتمت، أيضا، إعادة انتخاب المغرب، بأغلبية ساحقة، عضوا في مجلس المنظمة البحرية الدولية للفترة 2022-2023، للولاية ال15 على مستوي مجلس المنظمة البحرية الدولية، وانتخابه نائبا لرئيس مجلس المنظمة للفترة 2022-2023.
في السياق ذاته، تم اختيار المغرب لتنسيق عمل المجموعة الإفريقية داخل منظمة العمل الدولية للفترة 2020-2024. كما تم انتخابه بمجلس إدارة المنظمة الدولية لمكافحة الأمراض السارية لسنة 2021 باسم الدائرة الانتخابية الإفريقية.
وانتخب المغرب نائبا لرئيس لجنة اتفاقية سنة 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، ونائبا لرئيس لجنة التراث العالمي غير المادي، وفي المجلس التنفيذي للجنة الحكومية الدولية لعلوم المحيطات التابعة لليونسكو للفترة 2021-2023.
كما تم تعيين المغرب نائبا للمدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، ورئيسا مشاركا لمجموعة أصدقاء منصة النزوح في حالة الكوارث، ورئيسا للاتحاد العالمي لجمعيات جراحة الأعصاب للفترة 2021-2023.
كما تم تعيين المغرب في لجنة الأمم المتحدة للخبراء في الإدارة العامة. كما تميزت سنة 2021 بنجاح العديد من الترشيحات من المغرب داخل الاتحاد الإفريقي، مما يؤكد مصداقية عمل المغرب داخل المنظمة الافريقية من أجل صعود القارة.
وهكذا تم تعيين السيد فتح الله السجلماسي، في أعقاب عملية انتقاء قام بها الاتحاد الإفريقي، كأول مدير عام لمفوضية الاتحاد الإفريقي، وهو أعلى منصب غير انتخابي في التسلسل الهرمي لمفوضية الاتحاد الإفريقي، كما تم تعيين السيد عبد العزيز نيهو مستشارا اقتصاديا لدى مكتب رئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي.
وتم تعيين السيد مصطفى بوسمينه رئيسا للمجلس الإفريقي للبحث العلمي والابتكار التابع للاتحاد الإفريقي، لولاية ثلاث سنوات.
وينضاف إلى هذه الترشيحات المغربية الناجحة انتخاب المغرب لرئاسة مجموعة الـ77 والصين، في شخص السفير، الممثل الدائم للمغرب في فيينا السيد عزالدين فرحان برسم سنة 2022.
ويتولى المغرب لأول مرة منذ إنشاء المجموعة في فيينا في سنة 1994، رئاسة هذا التجمع الإقليمي الكبير للأمم المتحدة اعتبارًا من يناير 2022.
ووفقا للتوجيهات الملكية السامية، فإن الدبلوماسية المغربية ستظل منخرطة بشكل كامل في دينامية تعزيز حضور المغرب في النظام متعدد الأطراف.
كما سيبقى الجهاز الدبلوماسي المغربي بكامله بالتنسيق مع القطاعات المعنية، معبئا لإشعاع صورة المغرب لصالح تعددية الأطراف موحدة وموجهة نحو خدمة السلام والأمن الدوليين ، والتنمية المستدامة، والنهوض بحقوق الإنسان وحمايتها.
من هو الوزير ناصر بوريطة:
الأمر يتعلق بواحد من أبناء المغرب العميق أبناء الشعب الأكفاء الذين لم يولدوا وفي أفواههم ملاعق من ذهب، خريج المدرسة العمومية، ولد في27 ماي 1969، بمدينة تاونات ،وسط أسرة متواضعة الدخل، ترعرع وأتم مساره الدراسي بالمغرب، وظل مقيما في بلده وهو وزيرا على رأس الخارجية المغربية. ولم يسبق له أن حصل على أي جنسية أخرى غير الجنسية المغربية التي يحملها .
حصل بوريطة على شهادة الإجازة في القانون سنة 1991، من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالرباط، ثم شهادة الدراسات العليا في العلاقات الدولية سنة 1993، وفي 1995 حصل على دبلوم الدراسات العليا في القانون الدولي العام.
تدرج في أسلاك الدبلوماسية، حيث شغل سفير مدير عام العلاقات المتعددة الأطراف والتعاون الشامل، ومدير مديرية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بين 2006 و 2009، ومدير ديوان وزير الخارجية، ورئيس مصلحة الهيئات الرئيسية بالأمم المتحدة ورئيس قسم الأمم المتحدة خلال الفترة الممتدة بين 2003 و 2006.
كما عمل من قبل في الإدارة المركزية للتعاون الوطني في الرباط، وفي سفارات المغرب في كل من فيينا وبروكسيل.
في 2011، تم تعيينه كاتبا عاما لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، وهو ما جعله مؤهلا لثقة جلالة الملك ليعينه وزيرا للخارجية المغربية في أبريل 2017، ليستمر على رأس الوزارة نفسها مع الحكومة السابقة برئاسة الدكتور عزالدين العثماني.
خلال التاسع من أكتوبر 2019، أثناء التعديل الثالث في عهد حكومة سعد الدين العثماني، جدد جلالة الملك محمد السادس ثقته في ناصر بوريطة، وعينه وزيرا للشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.
ناصر بوريطة من بين الوزراء الذين وثق بهم جلالة الملك محمد السادس، ليعيد تعيينه للمرة الثالثة، وزيرا للشؤون الخارجية والتعاون الافريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، يوم الخميس 7 أكتوبر 2021 مع الحكومة الجديدة برئاسة عزيز أخنوش.