عبد الغني العلالي ‎‎:نتطلع إلى خلق تكتل محلي يضم جمعيات في مختلف الجماعات الترابية المشكلة لمنطقة مرنيسة وحوض ورغة

يوسف بخوتة-طهر السوق:”تاونات نت”/- التقينا مؤخرا الأستاذ عبد الغني العلالي كفاعل جمعوي وعضو اللجنة الإعلامية لفدارلية آفاق المزمع تأسيسها في الأيام القليلة القادمة كتكتل محلي  يضم جمعيات وكفاءات في مختلف المجالات ومن مختلف الجماعات الترابية المشكلة لمنطقة مرنيسة وحوض ورغة، من متيوة إلى بني وليد ففناسة باب الحيط وبني ونجل تافراوت ثم طهر السوق وتمضيت بهدف خلق التنمية محليا.وفيما يلي نص الحوار:

س: تتجه جمعيات مدنية من مرنيسة وحوض ورغة العليا بإقليم تاونات إلى التكتل في فيدرالية محلية، لماذا هذا التكتل في نظركم؟ ولماذا كل هذا العدد من الجمعيات؟

ج:أعتقد أن المتتبع للفعل الجمعوي بمنطقة مرنيسة حوض ورغة بإقليم تاونات لن يحتاج كثير عناء للخروج بخلاصات أساسية، أولاها أن لم شتات المجتمع المدني المحلي في إطار تكتل جمعوي قوي هي نتيجة طبيعية لمسار حافل من حيث التنسيق بين الجمعيات المحلية والعمل المشترك والتشاركي في العديد من الأنشطة، ولعل أبرزها مسابقة “عيني على مرنيسة” ومسابقة “مع أهل القرآن” إضافة إلى السباق على الطريق دورة المرحوم “عبد السلام الراضي” ودوري “يوسف فرتوت“.؛ناهيك عن التواصل الدائم بين مختلف الجمعيات المؤثثة للمشهد الجمعوي بالمنطقة، ومساعدة بعضها البعض في انجاز وانجاح مختلف الأنشطة والمشاريع  وتبادل التجارب الناجحة فيما بينها.

لكل هذه الاعتبارات حصلت قناعة لدى الفاعل الجمعوي المحلي بضرورة خلق تكتل جمعوي قوي قادر على المساهمة  من موقعه وفي حدود مجالات اختصاصاته ومؤهلاته المادية والبشرية في تنمية المنطقة الى جانب شركائه المؤسساتيين.

أما عن العدد فمشروع التكتل وآفاق اشتغاله إضافة إلى اتساع مجاله الجغرافي ساهمت بشكل كبير في ربح هذا الرهان دون أن نغفل مستوى النضج الفكري والتنظيمي والتدبيري لمرحلة مهمة من مسار التأسيس الذي أبانت عنه مكونات المجتمع المدني المحلي، كلها ساهمت في تحقيق هذا الزخم العددي وأملنا أن يستطيع تكتلنا استيعاب كل الطاقات الغيورة على منطقتها لتحقيق مشروعنا.

وعليه فإن مجريات الأحداث خلال السنوات الثلاث الأخيرة إضافة إلى الدينامية التي يعرفها المجتمع المدني الإقليمي والجهوي والوطني ومساهمته الوازنة في تنمية وطننا الحبيب كلها محفزات أوصلتنا لهذه المحطة.

فالمولود إن شاء الله من رحم تجربة ناضجة طبيعية استوفت كل شروط النجاح بإذن الله.

س: على ماذا تراهنون في هذا النسيج الجمعوي في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة؟

ج:يتشكل النسيج الجمعوي المرنيسي من جمعيات وكفاءات في مختلف المجالات ومن مختلف الجماعات الترابية المشكلة لمنطقة مرنيسة وحوض ورغة، من متيوة إلى بني وليد ففناسة باب الحيط وبني ونجل تافراوت ثم طهر السوق وتمضيت.

 ولعل هذا التنوع الجغرافي والمؤهلات البشرية والمادية يشكل عاملا أساسيا ومهما في رسم معالم تكامل اقتصادي واجتماعي متنوع وفعال للدفع بعجلة التنمية من خلال فك العزلة عن الدواوير والمنطقة في اتجاه تازة من جهة تمضيت والحسيمة من جهة تاونات وتمضيت، قصد توفير مراكز شبه حضرية قادرة على استيعاب المشاريع التنموية ذات الصلة بالمنتوجات المحلية بهدف الحد من الهجرة القروية والعمل على توفير زراعات ومنتوجات بديلة وذات مردودية أفضل.

 هذا على المستوى الاقتصادي، أما على المستوى الاجتماعي فيراهن النسيج الجمعوي على تقريب الإدارة من الساكنة بتنسيق تام مع مختلف المصالح والقطاعات، إضافة إلى العمل على تشجيع التمدرس ومحاربة الانقطاع والهدر المدرسيين عبر الانخراط في توفير النقل المدرسي والمطاعم والداخليات ودور الطالب والطالبة والارتقاء بفضاءات المؤسسات المتوفرة والعمل على تجهيزها لترقى إلى مصاف المؤسسات التعليمية الوطنية

أما على المستوى الصحي فيبقى هاجس التجهيزات والأطر البشرية بمختلف المراكز الصحية والمستوصفات المتواجدة بالمنطقة من أولى الأولويات قصد تجويد خدماتها وتنو يع اختصاصاتها.

بصفة عامة لدى النسيج الجمعوي تصور واضح وتشخيص متكامل للمنطقة في مختلف الميادين، ثقافيا وتربويا واجتماعيا واقتصاديا ورياضيا وفق مبدأ الأولويات والتشاور الدائم مع القطاعات الحكومية المتخصصة،  في انفتاح تام على مختلف الشركاء وخاصة أبناء مرنيسة  غير القاطنين والمهاجرين بالخارج لاحتضانهم وتحفيزهم على الانخراط في تنمية منطقتهم، وانسجام تام مع التوجهات الكبرى للمخطط التنموي الوطني والتوجيهات الملكية السامية لتحقيق الدولة الإجتماعية.

س: في نظركم هل لدى السلطات والمجالس المنتخبة قابلية وأرضية للتفاعل مع مطالبكم ورهاناتكم؟

ج: بالنسبة لنا في النسيج الجمعوي المرنيسي تعلمنا ألا نكون إطارا سلبيا يعيش على الإنتظارية يكتفي بصياغة مجموعة من المطالب وتقديمها للمصالح المختصة، بل سطرنا أهدافا وفق مؤهلاتنا الذاتية ومؤهلات منطقتنا في انسجام تام مع الصلاحيات المخولة لنا قانونا والضوابط المنظمة لعملنا. كما حددنا آليات وأساليب اشتغالنا- وفق نفس الرؤية- لتحقيق تلك الأهداف وفي مختلف المجالات.

وبالنظر للزخم الذي راكمه المجتمع المدني المحلي المرنيسي- رغم فتوة بعض مكوناته- إضافة إلى الطاقات والأطر التي يتوفر عليها، فإن شروط نجاح التجربة على المستوى الذاتي ناضجة وأكثر، وبالتالي فإننا نطمئن شركاءنا المؤسساتيين من سلطة وهيئات منتخبة ومصالح خارجية لمختلف القطاعات الحكومية أننا سنكون قوة اقتراحية وازنة وسواعد ميدانية قادرة على حمل أعباء تنمية منطقتنا في إطار من الثقة والعمل التشاركي المنتج.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7242

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى