وزارة الأوقاف تلوي ذراع بلدية تاونات ولعنة الفشل طاردت مشروع المركب الترفيهي بسبب عقار غير قانوني

الموضع الثاني لبناء المركب الترفيهي لتاونات لم يوضع له الحجر الأساس

الموضع الثاني لبناء المركب الترفيهي لتاونات لم يوضع له الحجر الأساس

تاونات :خاص ب”تاونات نت”/استطاع رئيس بلدية تاونات حلحلة المشكل الذي كان تسبب في توقف مشروع انجاز المركب الترفيهي لتاونات بعدما تخبطت بلدية تاونات في الترامي على قطعة حبوسية تابعة لوزارة الأوقاف دون سلك المساطر القانونية المعمول بها، حيث تباشر اشغال انجازه من جديد.

وكان توقف أشغال بناء المركب الترفيهي لبلدية تاونات، أثار منذ أسابيع مضت، القيل والقال حول اسباب تعثر هذا المشروع الذي كان اشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس في زيارته التاريخية للاقليم شهر نونبر عام 2010 على اعطاء انطلاقة اشغال مشاريع تنموية ببلديات الاقليم ومن ضمنها هذا المركب الترفيهي الذي رأى النور في بلديات الإقليم ( غفساي، طهر السوق، ..) وتعثر في بلدية تاونات.

الجواب، لا شك يعرفه القائمون على الشأن  العام المحلي بتاونات، وهو أن المشروع كما يقول المثل العامي “من الخيمة طلع مايل”، وهذا الميلان يا سادة ويا مسؤولين مرده الى الاعوجاج في تدبير المشاريع وطرحها دون اعداد سليم وجيد.

اذ بعد تأخر المشروع لمدة ثلاث سنوات، سارعت بلدية تاونات في البحث عن مخرج لهذا التأخر في الوقت الذي كان فيه المشروع نفسه قد رأى النور ببلديات لا تعرف الاعوجاج في تدبير مشاريعها، ولا أدل على ذلك هو ذلك الاختيار الخاطئ في اختيار موضع إحداث هذا المشروع بفدان زوردال حيث أرضية انشائه مائلة ب 65 درجة مئوية، هناك توجه عامل الاقليم لتدشينه في احدى المناسبات الوطنية صيف 2013 ، والمفاجئة الغريبة آنذاك هو غياب رئيس البلدية عن تدشين مشروعه الذي يبدو أن النحس يطارده منذ اليوم الذي توجه الى بلدية غفساي ليدشن نفس المشروع وترك مشروع بلديته في مفارقة غريبة.

وهكذا شرعت المقاولة الفائزة بانجازه في مباشرة اشغال بنائه، وقد وضعت الأسس وبعض الأسوار، الا أن العيوب التقنية التي بدأت تلوح في افق المشروع على ما يبدو دفعت بعامل الاقليم الى الأمر بوقف اشغاله ومطالبة رئيس بلدية تاونات بالبحث عن موضع آخر، وبعد البحث والتنقيب، استقر هذه المرة رأي رئيس المجلس البلدي لتاونات على قطعة حبوسية عند المدخل الجنوبي لمدينة تاونات. وهنا يكمن مربط الفرس، ومربط هذا الفرس، هو أن بلدية تاونات التي تسهر على قانون التعمير وتنفيذه ومراقبته، لم تفعل مسطرة نزع الملكية مع وزارة الأوقاف التي تمتلك عقار انجاز المشروع. وهذا القانون تطبقه بلدية تاونات بما تملكه من تقنيين فقط على المواطن البسيط العادي الذي يجهل القانون، أو لا يجد سبيلا الى بناء قبر حياته وفقا لقانون التعمير الذي يخرقه الساهرون عليه أولا.

 ومن الغرابة أيضا أن مشروع بناء مندوبية وزارة الشباب والرياضة غير البعيد عن المشروع الترفيهي لبلدية تاونات، قد توقفت أشغاله منذ ثلاث سنوات، والسبب نفسه، هو الترامي على أراضي الاحباس دون سلك المسطرة القانونية. رغم ذلك يا سادة ويا أيها الناس…، لم يتعظ الساهرون على تدبير الشأن المحلي ببلدية تاونات واختاروا الطريق القصير والمائل في نفس الوقت لانجاز المشروع الذي توقفت أشغاله كما توقف سابقه.

الموضع الثاني لبناء المركب الترفيهي لتاونات لم يوضع له الحجر الأساس

الموضع الثاني لبناء المركب الترفيهي لتاونات لم يوضع له الحجر الأساس

تصورا إذن، أن بلدية تاونات تنجز مشروعا ووضعيته القانونية غير سليمة، بل يمر فوقه تيار كهربائي من الضغط المتوسط، فكيف تطلب من المواطنين البسطاء تسوية وضعيتهم القانونية في ملفات تراخيص البناء التي يكاد البعض يفقد صوابه ووعيه وماله وحياته وعمره في الحصول عليها.

ولاشك أن بلدية تاونات اصبحت الآن في ورطة، وهذه الأخيرة تقتضي شهورا بل سنوات للخروج منها، لأن الأمر يتطلب من البلدية وبطبيعة الحال من رئيسها توفير اعتماد مالي لاقتناء هذه القطعة بالرضوخ الى المسطرة القانونية، غير أن آمال وطموحات ساكنة مدينة تاونات ستتعطل مرة أخرى، وصيف آخر ستقضيه الساكنة بدون مركب ترفيهي كان اشرف صاحب الجلالة على إعطاء انطلاقة أشغاله قبل خمس سنوات. هذا المشروع الممول من قبل شركاء آخرين وهم وكالة إنعاش أقاليم الشمال ومجلس الجهة والمجلس الإقليمي، فشلت بلدية تاونات في تدبير عقاره لانجازه، فكيف يا ترى ستنجز مشاريع المخطط الجماعي المقترحة على الأوراق بدون رصيد عقاري..؟؟، أليس ذلك استهتارا بالمشاريع الملكية..؟؟؟ وبعمر ورفاهية الساكنة وحقها في مركب ترفيهي عماده المسبح البلدي..؟؟، كيف ستكسب بلدية تاونات شركاءها مستقبلا لاستقطاب وانجاز مشاريع، وهي في الوقت نفسه تطرد مشاريع أخرى ممولة، ولعل إعدادية البحتري وثانوية عثمان بن عفان لخير دليل على ذلك.

ألا يحق لهذه المدينة أن تجد من يسهر على تدبير شؤونها بحكمة وتبصر، أم أن دار لقمان ستظل على حالها، ومعها سيظل التاوناتي ينتقل الى فاس وافران للنزهة والتبضع، سينتقل التاوناتي الى فاس ومكناس للسكن والتمدرس..، الى متى سيظل ابناء تاونات ينتقلون لمسبح بني وليد والوردزاغ للسباحة…؟؟؟

كفى، كفى إذن، من العبث والاستهتار واللخبطة بمستقبل مدينة أريد بها أن تكون عاصمة إدارية لإقليم غصبا عنها.

محمد عبادي

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7180

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى