جامعة القاضي عياض بمراكش تكرم الكاتبة المغربية الراحلة (إبنة مرنيسة –إقليم تاونات) فاطمة المرنيسي

مراكش – ومع:”تاونات نت”/- جرى،يوم الجمعة، 20يناير بالمدينة الحمراء/مراكش، تكريم عالمة الاجتماع والكاتبة المغربية والمدافعة عن القضية النسوية الراحلة (إبنة منطقة مرنيسة -إقليم تاونات) فاطمة المرنيسي، وذلك خلال ندوة نظمتها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية التابعة لجامعة القاضي عياض بمراكش.

ومكن هذا اللقاء، الذي نظم بتعاون مع مختبر الدراسات الدستورية وتحليل الأزمات والسياسات، ومؤسسة هانس سايدل، وجمعية أصدقاء مركز فاطمة المرنيسي للأنشطة الثقافية، تحت شعار “نساء مغربيات..من الحدود إلى العبور”، مفكرين مغاربة وأمريكيين من إبراز المشروع الفكري لفاطمة المرنيسي، كـ”أحد المنجزات الفكرية بالغة الأهمية في هذه الحقبة”.

وقالت نائبة رئيس جامعة القاضي عياض، المكلفة بالتعاون والعلاقات الدولية، فاطمة الزهراء إفلاحن، في كلمة بالمناسبة، إن هذا اللقاء يشكل مناسبة لاستحضار المسار المتفرد لأيقونة نجاح المرأة المغربية وكل النساء المنحدرات من “مجتمعات أبيسية”.

وذكرت بأن فاطمة المرنيسي كرست كل حياتها للتفكير والإنتاج الأكاديمي، حيث أثارت القضايا التي تمثل “طابوهات” بالمجتمعات العربية المعاصرة، مضيفة أن التظاهرة تروم تسليط الضوء على كتابات والأفكار  الطلائعية لهذه “السيدة المرموقة” التي ناضلت من أجل تحقيق المساواة بين الرجال والنساء في كافة ال

من جهته، أوضح عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش، عبد الكريم أوطالب، أن اللقاء، الذي يتواصل ليومين، يروم نكريم ذاكرة عالمة اجتماع وباحثة وكاتبة ومناضلة استثنائية، كسرت كل العراقيل التي تجعل النساء المغربيات في وضعية تبعية.

وقال إن “التزامها الراسخ من أجل القضية النسوية جعلها مثالا يحتذى بالنسبة لعدة شابات مغربيات وعربيات ممن يطمحن إلى الاستقلالية والانبثاق، ومن ثمة ضمان مكانتهن داخل المجتمع”.

وأكد محسن الأحمدي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض ومنسق اللقاء، من جانبه، أن السيدة المرنيسي أبرزت صفحات ناصعة من الثقافة العربية – الإسلامية في المحافل العالمية، من خلال التأكيد على أن الإسلام خص المرأة بمكانة مرموقة، وأولى العناية اللازمة للنهوض بوضعيتها على كافة الأصعدة.

وخلص إلى أن مشروع السيدة المرنيسي لا يتأسس البتة على القطيعة النهائية مع التراث، بل يروم التجسير مع الجوانب المضيئة من التراث الإسلامي التي طالها التحريف والتشويه الإيديولوجي، مشيرا إلى أن فاطمة المرنيسي أعادت قراءة الماضي والتراث مستندة على العلوم الإنسانية والاجتماعية العصرية وقدمتها في قالب أدبي ذي أسس سوسيولوجية وأنثروبولوجية.

وانكبت باقي المداخلات على بسط المشروع الشامل لفاطمة المرنيسي الرامي، أساسا، إلى نقد العلاقات بين الرجال والنساء، من حيث علاقات الهيمنة في سياق مطبوع بتنامي تيارات دينية متشددة، وأزمة الديمقراطية.

وتطرقت الندوة، التي عرفت مشاركة ثلة من الفنانين والفاعلين الجمعويين، إلى ثلاث قضايا رئيسية، هي “فكر المرنيسي.. عند حدود التحليل النفسي وعلم الاجتماع والأدب”، و”الأصوليات ومشاركة النساء في الفضاء العمومي”، و”شهادات حول فاطمة المرنيسي”.

كما يتضمن برنامج اللقاء عرض فيلم “فاطمة.. السلطانة التي لا تنسى” وزيارة إلى ثانوية فاطمة المرنيسي بغرض التشاطر مع تلاميذ ومدرسي هذه المؤسسة التعليمية  حول مختلف جوانب المسار الاستثنائي لهذه المناضلة التي كافحت من أجل النهوض بحقوق النساء وتحسين ظروف عيشهن.

 وتجدر الإشارة أن الكاتبة فاطمة المرنيسي ولدت في 27 سبتمبر 1940 في فاس بالمغرب؛من أب جاء إلى العاصمة العلمية فاس من منطقة إسمها مرنيسة بإقليم تاونات. نشأت في حرمة جدتها الغنية من جهة الأب مع العديد من الخادمات والأقارب الإناث.

 تلقت تعليمها الابتدائي في مدرسة أنشأتها الحركة القومية، والتعليم الثانوي في مدرسة للبنات مولتها الحماية الفرنسية. في عام 1957، درست العلوم السياسية في جامعة السوربون في باريس ولاحقًا في جامعة برانديز بالولايات المتحدة، حيث حصلت على درجة الدكتوراه عام 1974.

عادت للعمل في جامعة محمد الخامس ودرّست في كلية الآداب بين عامي 1974 و1981 في مواضيع مثل المنهجية العلمية وعلم اجتماع الأسرة وعلم الاجتماع النفسي؛ علاوة على ذلك، كانت باحثة في المعهد الجامعي للبحث العلمي في نفس الجامعة.

كتبت المرنيسي “ما وراء الحجاب: ديناميكيات الذكور والإناث في المجتمع الإسلامي” كأطروحة الدكتوراه الخاصة بها وتم نشرها لاحقًا ككتاب يختص بتوضيح “قوة المرأة المسلمة فيما يتعلق بالعقيدة الإسلامية”.

 وعرفت المرنيسي بنهجها السياسي الاجتماعي في مناقشة الجندر والهويات الجنسية، وتحديدا تلك الموجودة في المغرب والدول الإسلامية الأخرى.

تعتبر شخصية نسوية مؤثرة، وعملت كمتحدثة عامة وباحثة ومعلمة وكاتبة وعالمة اجتماع. توفيت فاطمة المرنيسي في الرباط في 30 نوفمبر 2015.

المنشورات وتأثيرها:

نُشرت أول دراسة للمرنيسي بعنوان «ما وراء الحجاب» عام 1975. نُشرت طبعة منقحة في بريطانيا عام 1985 والولايات المتحدة عام 1987أصبح ما وراء الحجاب عملاً كلاسيكيًا، لا سيما في مجالات الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع حول المرأة في العالم العربي أو منطقة البحر الأبيض المتوسط أو المجتمعات الإسلامية بشكل عام

بصفتها ناشطة نسوية إسلامية، كانت المرنيسي مهتمة إلى حد كبير بالإسلام وأدوار المرأة، حيث قامت بتحليل التطور التاريخي للفكر الإسلامي ومظاهره الحديثة. من خلال تحقيقها المفصل في طبيعة خلافة محمد، شككت المرنيسي في صحة بعض الأحاديث النبوية، وبالتالي «تبعية المرأة» التي تراها في الإسلام، ولكن ليس في القرآن.

في عام 1984، ساهمت بنص «ابنة التاجر وابن السلطان» في مختارات الأخوية النسائية عالمية: مقتطفات من الحركة النسائية الدولية، من تحرير روبن مورغان. 

كتابها الأكثر شهرة كنسوية إسلامية، وعنوانه الحجاب والنخبة الذكورية: تفسير نسوي للإسلام، هو دراسة شبه تاريخية لدور زوجات النبي محمد (أمهات المؤمنين). نُشر لأول مرة باللغة الفرنسية عام 1987 وترجم إلى الإنجليزية عام 1991. تم حظر الكتاب لاحقًا في المغرب وإيران ودول الخليج العربي.

كعالمة اجتماع، تولت المرنيسي بشكل أساسي أعمالاً ميدانية في المغرب.

في عدة مناسبات في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيا، أجرت مقابلات من أجل رسم خريطة للمواقف السائدة تجاه النساء وعملهن. قامت ببحوث اجتماعية لليونسكو ومنظمة العمل الدولية وكذلك للحكومة المغربية.

 في نفس الوقت، ساهمت المرنيسي بمقالات في دوريات ومنشورات عن المرأة في المغرب والمرأة والإسلام من منظور معاصر وكذلك من منظور تاريخي.

تم الاستشهاد بعملها كمصدر إلهام لنسويات لمسلمات أخريات، مثل أولئك اللائي أسسن حركة “مساواة”. من أجل إصدار كتاب «خوض معركة يومية: مقابلات مع نساء مغربيات» (1991)، أجرت المرنيسي مقابلات مع نساء فلاحات وعاملات وخادمات.

في عام 1994، نشرت المرنيسي مذكرات بعنوان أحلام التعدي: حكايات من فتاة حرملك (في الولايات المتحدة، كان العنوان الأصلي للكتاب The Harem within: Tales of a Moroccan Girlhood، ولا يزال معروفًا بهذا الاسم في المملكة المتحدة).

من المواضيع المتكررة في كتاباتها الشخصية الخيالية شهرزاد من ألف ليلة وليلة. تستكشف مقالتها، “The Satellite, the Prince, and Scheherazde: The Rise of Women as Communicators in Digital Islam”  الحالات التي تشارك فيها النساء في وسائل الإعلام عبر الإنترنت، بينما يغطي كتاب «الشهرزادات الرقمية في العالم العربي» مواضيع الأنشطة عبر الإنترنت المغيرة للثقافة.

 في هذه المقالات، تذكر كيف تنتشر التكنولوجيا بسرعة (وأن أحد المصادر الرئيسية هو شبكة الويب العالمية) وتحلل أدوار ومساهمات النساء في هذا الأمر.

كتبت كثيرًا عن الحياة داخل الحرملك والجندر والمجالات العامة والخاصة. «مقاس 6: حرملك المرأة الغربية»، هو مقال في كتابها «شهرزاد تذهب غربًا: ثقافات مختلفة، حريم مختلف» يناقش القمع والضغوط التي تواجهها النساء في المجتمعات المختلفة بناءً على مظهرهن الجسدي فقط.

 وسواء كانت تحلل النساء في المجتمع المغربي أو في الغرب، فإنها ترى أنه من الواجب عليهن الالتزام بالمعايير النمطية والمفروضة ثقافيًا، مثل مقاسات الملابس. تقارن المرنيسي مقاس الملابس 6 بالحرملك وتقول إن هذه الممارسات الغربية تعزل النساء وتسيئ معاملتهن.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7255

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى