الحمداني…ابن بطوطة التاوناتي ارتحل بين مختلف المواقع السياحية بالإقليم ويعرف به بمواقع التواصل الاجتماعي
حميد لبيض-فاس:”تاونات نت”/- رسم الشاب محمد الحمداني الملقب ب”السيمو” خارطة طريق شهرته ونجاحه عبر رحلات مكوكية لاكتشاف أهم ما تزخر به أقاليم الشمال، من مؤهلات طبيعية ومآثر، ليتحول بذلك إلى “بن بطوطة تاوناتي” فاقت شهرته حدود الإقليم، بعدما “غزا” مواقع التواصل الاجتماعي، بإنجازاته في المجال.
لم يترك بقعة بإقليم تاونات، تستحق الزيارة والتفقد، إلا وزارها مشيا على الأقدام. زاده حقيبة بها حاجياته وعزيمته لا تقهرها الظروف المناخية والاجتماعية، مصرا على المضي في طريق اختاره لنجاح يزداد تدريجيا في انتظار توثيق كل اكتشافاته في زمن قل فيه المهتمون بالرحلات، من غيره.
كل جبال تاونات شاهدة على خطوات قدميه وطأتها في طريقه إلى قممها حيث عادة ما يثبت علامات توثق لوصوله إليها سيما ببني وليد وفناسة وبني ونجل وزريزر وخلالفة وتابرانت وبوهودة وبوعادل ومرنيسة، على غرار جبال درينكل وتلفواس وأزرو والحدادة والكيل والمرواني ومتيوة.
كل غايته اكتشاف أمكنة ساحرة ليس فقط بين الجبال، بل حتى في مختلف منابع المياه ببوعادل وبني بربر وغدير حامة بمرنيسة وسدي أسفالو وبوهودة، ومنتزه بوارشد بجماعة بوهودة وغيره.
مغامرات “السيمو” لا تنتهي ولا تقتصر على ذلك أو اكتشاف مغارات لا يصل أحد كما مغارة بني بربر، بل يتعدى ذلك للمغامرة بحياته في مسالك غير مؤمنة، في سبيل اكتشاف كل شبر من هذا الإقليم الذي يتحدر منه وعاش وتربى وشب في دوار بجماعة بوهودة حيث ولد ويستقر.
ويقول “قررت أن أركز في رحلاتي على إقليم تاونات ومحيطه، لاكتشافه كاملا بعدما قمت برحلة وحيدة لأكادير. هدفي الوصول لكل موقع سياحي والتعريف به في مواقع التواصل الاجتماعي، للدعاية إليه، أملا أن تلتفت وزارة السياحة إليه مستقبلا، لأن في تاونات الكثير مما يستحق التفقد”.
لم تكن رغبته في بداية مغامراته، استكشافية، بل فرضتها عليه ظروفه الاجتماعي التي حالت دون سفره إلى مدن شاطئية أو جبلية للتخييم بوجهات سياحية معروفة وحتى مع جمعيا كما يفعل أصدقاء دراسته كل صيف، ما “لم يكن ممكنا بالنسبة إلي، فعائلتي بالكاد توفر تكاليف دراستي”.
ويقول “كنت أشتغل في محل لبيع الخضر والفواكه. وكان يحز في نفسي معاينة أصدقائي حاملين أمتعتهم وحقائبهم متجهين للشاطئ”، “ما جعلني أفكر في طريقة أنجع لسفر وتنزه أبناء الفقراء” و”من هنا انطلقت في رحلات مشيا على الأقدام لأيام معدودة بمنتجعات قريبة من مسقط رأسي”.
ويضيف “كنت ذاك العام بمدينة فاس أتابع دراستي. مر النصف الأول من العطلة وارتفعت درجة الحرارة، ما اضطرني للعودة لبوهودة” و”هناك استعدت ذكريات طفولتي بوادي اسرى وسد بوهودة وطرت إليهما واحتضنتني غابة بوراشد بجمالها” “لتكون بذلك انطلاقة مغامراتي”.
ويؤكد هذا الشاب العشريني، أن ما حفزه كثيرا تفاعل عدة أصدقاء افتراضيين مع ما نشره من صور وأشرطة فيديو من أولى رحلاته، سيما رحالة مغربي صال وجال مختلف ربوع الوطن، الذي “تواصلت معه وشجعني على مواصلة الطريق”، قبل أن “أقنع زملاء لي بمشاركتي بعض رحلاتي”.
لم يكمل محمد دراسته وانقطع عنها في مستوى الإعدادي، بسبب ظروفه الاجتماعية، ليجد فيما اختاره “حلا للاستمتاع بجمالية طبيعة تاونات” و”التعرف على ثقافة ورياضة الترحال”، ما جعل أبناء منطقته يتوجونه “شخصية السنة في مجال البيئة الإيكولوجية” يقول الفاعل الجمعوي محمد لطفي.
ويثني لطفي على السيمو المعروف بديناميته الفائقة لما يقوم به من مغامرات وينفقه من موارد مالية لشراء اليافطات وتكلفة صنعها وكتابتها وتثبيتها في أعلى قمم الجبال، مؤكدا أنه يترك بصمته أينما حل وفي عز شبابه، ب”غرامه وحبه الأفلاطوني للبيئة الإيكولوجية وغرامه بالطبيعة”.
ما أحوج وطننا لشباب من صنف السيمو يضحي بالغالي والنفيس للتعريف بما تزخر به مناطق تأويه أو يرتحل إليه ويبصم بصمته فيها بيافطات أو صور تؤرخ لمروره بأماكن وحيث لا يفكر المسؤولون عن قطاع السياحة في استثمار ما بها من مؤهلات طبيعية قد تجعل منها مزارات مشهورة.