سكان دوار عين باردة بجماعة البيبان بتاونات يحتجون بسبب معاناتهم جراء أزمة العطش

محمد الزروالي:”تاونات نت”/- عادت أزمة العطش لتلوح في الأفق من جديد بإقليم تاونات، بعد موجة قلة المياه بل الجفاف التي باتت تعاني منها عدة مناطق فيه.

هدا الواقع بل هذه الأزمة دفعت هذه المرة، سكان دوار عين باردة بجماعة البيبان التابعة إداريا لدائرة غفساي بإقليم تاونات، إلى الخروج في مسيرة سلمية للاحتجاج يوم السبت فاتح يوليوز،تعبيرا عن إستيائهم من الوضع القائم ومطالبين السلطات بالتدخل العاجل لإيجاد حلول جذرية لأزمة ندرة المياه.

حسب مصادر من المنطقة تابعت هذا السلوك الإحتجاجي، فإن سكان دوار عين باردة، باتوا يعيشون في وضع مقلق، جراء نقص حاد في إمدادات المياه منذ فترة طويلة.

و يطالب المتضررون، من المسؤولين التدخل لإيجاد مخرج وحل سريع ، للحد من تفاقم معاناة السكان مع ندرة المياه التي تتفاقم يوما عن يوم بسبب قلة التساقطات المطرية.

وتجدر الإشارة أن إقليم تاونات هو إقليم عائم على الماء، مشهد يلفت انتباه كل من زار اقليم تاونات غربا حيث بحيرة سد الوحدة التي لا تنتهي مع لمح البصر وشرقا حيث بحيرة سد ادريس الاول وشمالا حيث بحيرات سد اسفالو وبوهودة والساهلة، دون الحديث عن البحيرات التلية (مقراش، غربية، الصاف، جرف الغراب، عنق الجمل، ولجة السلطان، لخزاين، باب بوغازي وعين كطارة)، في اقليم شاسع وغني بثروته الزرقاء لكنه في الواقع ينطبق عليه البيت الشعري لعنترة بن شداد “كالناقة في البيداء يقتلها الظمأ والماء على ظهرها محمول”، وبلغة الأرقام لا الشعر، وفرت أمطار الخير العميم حمولات مائية هائلة وضخمة رفعت حجم ونسب ملئ بحيرات سدود الإقليم إلى مستويات عليا بلغت الى حدود سنة 2018، ما يزيد عن أربعة ملايير و204 مليون م3 ، بما نسبته 43.5 % من المياه السطحية المعبأة في سدود المملكة، وهذا معناه أن إقليم تاونات عائم فوق ما يقارب نصف الثروة المائية السطحية للمغرب…

 مفارقة تطرح أكثر من علامات استفهام وتعجب..أليس من المخجل أن تكون ساكنة أرياف إقليم يملك مثل هذه الثروة من الماء التي غطت أخصب وأجود أراضيه تحتج مع حلول صيف كل سنة وهي تحترق وتتدور عطشا، أليس من الأجدر أن تكون ، حنفيات الماء ونافوراته عند كل منزل او دوار أولا ، قبل أن تنقل في أنابيب جر جهوي ضخمة لإرواء سكان بعيدين كل البعد عمن يصحو ويمسي عليها، بكل من مدن فاس ومكناس ومستقبلا بأرياف وزان وتازة والحسيمة، أليس من الأولى توسيع المساحات المسقية ( ورغة السفلى) وإنقاذ الفاشلة منها ( حوض الساهلة) لتعويض ولو جزئي لآلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية الخصبة التي انتزعت من الفلاحين بالاقليم لاجل المنفعة العامة، أليس من العار ترك سكان الأرياف في بني كيسان كما في الجاية وسلاس لا الحصر يركبون قوارب الموت لا قدر الله للخروج من العزلة التي فرضتها قسرا بحيرات هذه السدود.

اذا كان من العدالة اعادة توزيع هذه الثروة ونقلها من العالية ( اقليم تاونات) إلى السافلة ( السايس وسهل الغرب) ، فانه بالمقابل من باب الإنصاف والتضامن والعدل أيضا خلق صندوق لدعم التنمية بهذه العالية انطلاقا مما تزخر به السافلة من فرص للتنمية ( من بنيات تحتية وسقي عصري وتصنيع وفرص عمل وبرامج سكن وخدمات ).

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7273

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى