بحضور نائبة الوزير الأول البلغارية..السفيرة زكية الميداوي بصوفيا تخلد ذكرى عيد العرش
صوفيا-بلغاريا:”تاونات نت”/- أقامت سفيرة المغرب بجمهورية بلغاريا،(إبنة إقليم تاونات) الديبلوماسية النشيطة زكية الميداوي، مؤخرا بمقر المكتبة الوطنية البلغارية، القديسان سيريل وميثوديوس” Saints-Cyrille-et-Méthode بصوفيا، حفل استقبال بمناسبة حلول الذكرى الرابعة والعشرين لتربع الملك محمد السادس على العرش، والذي شهد، على هامشه، افتتاح “ركن المغرب” بهذه المؤسسة العريقة.
وتميز هذا الحفل بحضور عدد من الشخصيات البلغارية، من بينهم على الخصوص، ماريا غابريال نائبة الوزير الأول، ووزيرة الخارجية لجمهورية بلغاريا ووزير الاقتصاد والصناعة، بوكدان بوكدانوف، زاريتسا دينكوفا ووزيرة السياحة، زاريتسا دينكوفا بالإضافة إلى مسؤولين كبار بمختلف الدوائر الحكومية البلغارية.
كما شارك في الحفل العديد من السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية والعسكرية المعتمدة لدى بلغاريا وممثلين عن المؤسسات الدينية المتواجدة ببلغاريا، وعن الجالية المغربية المقيمة ببلغاريا، والقنصل الفخري للمملكة المغربية ببلغاريا بوريس فاسيليف ردانسكي، وكذا نساء ورجال من أوساط المال والأعمال ومن عوالم السياسة والفن والثقافة والإعلام، فضلا عن عدد من عمداء الجامعات في كل من صوفيا وبلوديف وأكاديميين وممثلين عن جمعيات من المجتمع المدني …
وفي كلمة لها بالمناسبة، أبرزت السفيرة أن “الاحتفال بعيد العرش ، والذي يوافق الثلاثين من شهر يوليوز من كل سنة، يشكل تجديدا لميثاق الولاء وتعزيزا للعلاقات العميقة بين الشعب المغربي، وملوكه والتي تعود إلى قرون عديدة”.
وأضافت قائلة بأنه “يمثل لحظة شراكة قوية ويجسد الروح التأسيسية للأمة المغربية. إنه يرمز إلى وحدتها واستقرارها وتنوعها وقيمها العميقة المتمثلة في السلام والاحترام والتسامح. كما ان يعكس التلاحم الدائم، والتجاوب التلقائي، بين العرش والشعب”.
كما أوردت أنه “منذ أكثر من عقدين من الزمن، انخرط المغرب، الدولة التي تضرب جذورها في أعماق التاريخ، تحت القيادة النيرة للملك محمد السادس، في عملية شاملة من الإصلاحات العميقة على جميع المستويات، وذلك من خلال نهج تشاركي واجتماعي ومسؤول”، وأن هذه العملية ما تزال مستمرة، ومكنت من إحراز تقدم كبير حتى الآن في مختلف المجالات السياسية والمؤسساتية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية”.
وتابعت، في نفس الإطار، بأن الإصلاحات التي شرع فيها المغرب منذ بداية القرن الجاري “ساهمت في الارتقاء بالمغرب، إلى مستوى اعلى من حيث الاستقرار والديمقراطية واستقلال العدالة وحماية الحقوق والحريات الفردية”.
وأضافت كذلك بأنه و”بفضل هذه الإصلاحات تمكن المغرب من تحديث وتطوير اقتصاده، مما جعله من الدول الرائدة في المنطقة التي ينتمي إليها من حيث تبني استراتيجيات اقتصادية متكاملة ومبتكرة وتدفق الاستثمار في مختلف القطاعات الاقتصادية والمالية، والتي كانت محل سياسات قطاعية مواتية تعتمد بشكل خاص على تأهيل الموارد البشرية والتنمية المادية وغير المادية لكل من القطاعات المستهدفة”. كما أشارت إلى أن “هذه الديناميكية ترافقت مع تطو ير وتأهيل بنية تحتية حديثة وفعالة مثل الطرق السريعة والسكك الحديدية عالية السرعة والموانئ وما تبعها من تنمية في المناطق الحضرية والريفية”. كما توقفت، في نفس السياق، عند الجهود المستمرة لتعزيز علامة “صنع بالمغرب” وتقوية مكانة بلادنا كوجهة للاستثمار المنتج.
في نفس الاتجاه، تعرضت زكية الميدواي إلى جملة التحديات الهادفة إلى ضمان التنمية الشاملة والمتكاملة للبلد بأسره وإرساء العدالة الاجتماعية، معتبرة أنه تم رفعها باقتدار وحققت إلى حد الآن نتائج مقنعة، مثل الحد من الفقر، ومكافحة الفوارق الجهوية، وتأسيس حكم جهوي متجدد وتمكين المرأة والمساواة بين الجنس.
وبخصوص السياسة الخارجية للمملكة، ذكرت السفيرة أن “المغرب، وبفضل الرؤية الملكية، يواصل لعب دوره كفاعل نشط وملتزم ومسؤول على الساحة الدولية والقارية والإقليمية. لقد أظهر – تقول السفيرة- دائمًا التزامًا واضحًا ومستمرًا إزاء التعاون المتعدد الأطراف، والتعاون بين بلدان جنوب- جنوب، وضرورة التنمية البشرية وإقامة علاقات اقتصادية عادلة ومتوازنة. كما كان في طليعة الجهود الدولية لمواجهة التحديات المشتركة المتزايدة، بما في ذلك تلك المتعلقة بالسلام والأمن والهجرة ومكافحة الإرهاب وتغير المناخ”.
وشددت بالمناسبة على “المغرب حريص على إقامة علاقات وطيدة مع الدول الشقيقة والصديقة، وخاصة دول الجوار”.
من جهة أخرى رأت السفيرة أن الاحتفال بعيد العرش، الذي يشهد افتتاح “ركن المغرب” بالمكتبة الوطنية البلغارية على هامشه يعكس “الإرادة القوية لكل من المملكة المغربية والجمهورية البلغارية لإعطاء دفعة جديدة للعلاقات الثنائية القائمة والارتقاء بها إلى مستويات أعلى، وذلك في مختلف مجالات التعاون ذات الاهتمام المشترك”.
وبعد ان أشارت زكية الميداوي إلى أن المغرب، “بلد يتمتع بحضارة متميزة وضاربة في عمق التاريخ، وثقافة نابضة بالحياة وتنوع لا مثيل له، أبرزت أن كلا البلدين يضعان الشأن الثقافي في مقدمة اهتمامهما ويسعيان جاهدا لبلورة ذلك على أرض الواقع”.
وفي هذا الإطار، أبرزت أنه “منذ اعتلاء الملك محمد السادس العرش، جعل من الشأن الثقافي أولوية وطنية”.
وأضافت بأن جلالة الملك “يولي عناية كبيرة خاصة لهذا القطاع الذي يعتبر أساسيا في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمغرب. وعلاوة على ذلك فإن هذه الرؤية الملكية مكرسة في دستور 2011، الذي يؤكد على تمسك المملكة بقيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار، ويتضمن أيضا، في نفس الوقت، التزام السلطات العمومية بتقديم كل الدعم اللازم لتطوير الإبداع الثقافي والفني”.
في نفس السياق، اعتبرت السفيرة أن “الركن المغربي ليس مجرد مساحة لعرض كتب تهتم بالثقافة المغربية فقط، بل يجسد رغبة اكيدة لدى الجانبين المغربي والبلغاري لتعزيز أواصر الصداقة والتعاون. وهو نتاج تعاون وثيق بين البلدين ودليل على التزام مشترك بتعزيز الحوار بين الثقافات لما في ذلك من اثراء المتبادل”.
“هذا الركن، تضيف الميداوي، والذي يهدف إلى أن يكون مكانًا للتبادل الفكري، سيتيح للزوار البلغار فرصة اكتشاف جوانب واسعة من الثقافة المغربية ويطلع إلى أن يصبح بابًا مفتوحًا على المجتمع المغربي. وهو دعوة مفتوحة أيضا للجمهور البلغاري للانغماس في الثقافة المغربية على اختلاف أوجهها”.
وفي الختام شكرت السفيرة الحاضرين، الذين أتوا بصفة مكثفة، على تلبيتهم الدعوة. وهو ما يدل، تقول السفيرة، على “ان طيفا واسعا من المجتمع البلغاري، يحمل تقديرا كبيرا ومهتما بواقع وآفاق العلاقات الأخوية المغربية البلغارية وسبل تطويرها وتقويتها”.
من جهتها، عبرت ماريا غابرييل عن سرورها الكبير لتلبية الدعوة الموجهة إليها لحضور حفل الاستقبال المقام بمناسبة الاحتفال بعيد العرش، واغتنام هذه الفرصة لتتوجه بتهانيها الحارة الصادقة للملك والحكومة والشعب المغربي بالمناسبة. وبعد ان أشارت إلى العلاقات الطيبة التي تجمع كلا من المغرب وبلغاريا، اللذين يشتركان في المواقف نفسها من العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، أعربت عن أملها في أن تتعزز وتتعمق في جميع مجالات التعاون من خلال تضافر جهود الجانبين.
في نفس السياق، أظهرت ماريا غابرييل تقديرا خاصا لفكرة تنظيم الاحتفال بعيد العرش بين جدران مكتبة وطنية مرموقة. واعتبرت أن الثقافة قادرة على الجمع بين الناس وبوابة لنشر روح وقيم التسامح والانفتاح على الآخر.
تجدر الإشارة إلى أن هذا الحفل تخلله توزيع كؤوس الشاي، والمشروبات مع تشكيلة متنوعة من الحلويات المغربية التقليدية على المدعوين، الذين كان لهم موعدا أيضا مع تذوق أنواع مختلفة من أطباق المطبخ المغربي العريق. وهو الأمر الذي لاقى استحسانا لدى الحاضرين وكان محل إشادة وثناء.
والجدير بالذكر، فإن سفارة المملكة المغربية بصوفيا هي صاحبة المبادرة في إنشاء ركن مغربي بالمكتبة الوطنية البلغارية، حيث، وعلى غرار بعض الدول التي سبق وإن افتتحت ركنا لها بهذه المكتبة كالهند وباكستان وصربيا وسلوفينيا ونيجيريا وسلوفاكيا والكويت وإسرائيل، بادرت بالاتصال مع المسؤولين عن هذه المكتبة في أفق تجسيد هذا المشروع.
وفي هذا السياق، وبالتعاون الوثيق مع المصالح المختصة بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ومدير المكتبة الوطنية للمملكة المغربية محمد الفران، تم اخراج المشروع إلى حيز الوجود ووضع إطار للتعاون بين المكتبتين المذكورتين بكلا البلدين.
وللإشارة فإن المكتبة الوطنية للمملكة المغربية أرسلت إلى نظيرتها البلغارية بالمناسبة 24 مؤلفا تهم مجالات التاريخ واللغة والأدب مساهمة في إثراء الركن المغربي.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الحفل عرف تنظيم حفل شاي مصحوبا بتقديم تشكيلة متنوعة من الحلويات المغربية التقليدية إضافة إلى مشروبات أخرى على شرف المدعووين، الذين كان لهم أيضا موعدا مع تذوق أنواع مختلفة من أطباق المطبخ المغربي العريق،وهو الأمر الذي لاقى استحسانا لدى الحاضرين وكان محل إشادة وثناء.