“أوراق من ذاكرة متمردة”.. (إبن تاونات) الصحافي الشراط يحكي قصة صعود وهبوط حميد شباط
عن موقع “هسبريس”:”تاونات نت”/-صدر للكاتب والصحافي المغربي عبد النبي الشراط الجزء الثاني من كتاب بـ”أوراق من ذاكرة متمردة (حميد شباط.. قصة الصعود والهبوط)”، ضمن 222 صفحة من الحجم المتوسط.
وأوضح الشراط أن الكتاب يحكي عن أحداث ووقائع على مدى ست عشرة سنة قضاها إلى جانب حميد شباط في البأساء والضراء وحين البأس، ورافقه طيلة هذه السنين مقدما له الخبرة والاستشارة في كل ما تتطلبه مقالب السياسة وتقلبات السياسيين حوله، خاصة أبناء وبنات حزبه “العتيد”، إذ منهم من كانوا أشد عداوة له لكن بعد حين أصبحوا يسبحون بحمده و”عظمته” صباح مساء. كما تحمل مسؤولية إدارة جريدته بالتفويض “غربال القرويين” لمدة ثمانية أعوام، وعاش معه كل هزائمه وانتصاراته.
وأضاف الشراط أن المعركة الأشرس في حياة شباط كانت مع عائلة الجبيليين الذين كانوا يكيدون له كيدا، فحاول إزاحتهم من طريقه؛ لكن في نهاية المطاف وبقدرة التحولات والمصالح أصبح آل الجبيليين (مناضلون في حزب الاستقلال ومن الممولين الرئيسيين لأنشطة شباط الخاصة والعامة).
وأشار الشراط إلى خوضه حربا ضروسا مع الصحافيين وأشباههم، وأزاح من طريقه الكثيرين منهم، خاصة أولئك الذين كانوا يتبعون خطواته وهفواته، ليس من أجل نشر خبر أو مقال يخدم المصلحة العامة، بل من أجل التكسب وراء ما يكتبون وما ينشرون في صحفهم متعددة الألوان… وبالنتيجة دائما فإن الكثيرين منهم أصبحوا في خدمته وتحت تصرفه مقابل كرمه وسخائه معهم.
ورصد الكاتب ذاته عبر صفحات الإصدار إيجابيات الرجل قبل سلبياته، معاناته ومعاناة عائلته وأسرته قبل ممارساته وإخفاقاته بلا تحامل أو انتقام، محاولا قدر الإمكان التجرد من الذاتية المطلقة لتقديم وثيقة سليمة للقراء، كما رصد أحوال العديد من الصحافيين الذين كانوا لا يرون في “شباط” إلا أنه مجرد “سكليس” لا يتوفر على أية شهادة باستثناء مستواه التعليمي “الرابعة إعدادي” وشهادة في مهنة “الخراطة”.
كما يستحضر كيف أصبح الصحافيون يخاطبون شباط بلقب “الأستاذ” وهي العبارة التي رفض الشراط أن يخاطبه بها يوما، فكان ذلك أحد الأسباب التي دفعته إلى أن يقلص من علاقته معه، بالإضافة إلى نصيحته له سنة 2009، حينما اعتلى عرش نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، فطلب منه أن يتوقف هنا وألا يطمح فيما هو أكثر من ذلك، خاصة حين بدأ يفكر في الاستيلاء على حزبه (حزب الاستقلال)، حيث أضحى فيما بعد أمينه العام بعد معركة ضارية مع آل الفاسي الذين كانوا في الماضي يشكلون له عقدة؛ لكن حينما تقوى رد لهم “المعروف”.
ويرصد الشراط في الكتاب أيضا ملف جريدة “غربال القرويين” التي كانت سببا في صعود شباط، فتخلى عنها في آخر لحظة، (من كان يمولها؟ كيف كنت أحصل على مستحقاتي المالية)؟ إلخ… كما تعرض الكتاب أيضا إلى الكثير من الاختلالات والأسباب التي أطاحت بشباط أو كيف أطاح بنفسه، بسبب غروره واستعلائه وعدم استفادته من الأحداث.
ويتناول الكتاب، وفق صاحبه أيضا، بعض الحلقات التي لا علاقة لها بشباط؛ لكنها قد تكون مرتبطة بطريقة أو أخرى بالأحداث، منها على سبيل المثال: محاولة الاعتداء التي تعرض لها الشراط لها بسوق أحد غفساي بإقليم تاونات خلال انتخابات سنة 1997، من طرف عصابة من حزب الاستقلال ذاته. كما سيجد القارئ بعض الوثائق مرفقة في آخر الكتاب للاستئناس.
وفي هذا الصدد، قال عبد النبي الشراط إن “الأمور المنشورة بالكتاب ليس جديدا؛ بل سبق نشر الكثير من حلقاته على صفحات “الفيس بوك” وبعض الصحف والمواقع، مشيرا إلى إعادة الصياغة وتجميع تلك الكتابات في ملف واحد ليصبح كتابا أو وثيقة، قد يستفيد منها البعض، وقد يغضب منها البعض الآخر، وفي نهاية المطاف فأنا رصدت ما اعتبرته حقيقة جرت والباقي لا يهم”.
قد يغضب أيضا بعض “الصحافيين” مما هو منشور عنهم في الكتاب، وهذا أيضا لا يهمني ما دمت رصدت الحقيقة وكشفت الكثير من الدسائس والمؤامرات، لا لشيء، سوى أن يستفيد هؤلاء.
ويختتم الشراط فصول كتابه بالدعوى القضائية التي رفعها ضد الصديق حميد شباط وهو في أوج عظمته وسلطته، مبرزا أن القضاء كان محايدا ونزيها في كافة أطوار وفصول تلك الدعوى التي كان الحكم والقرار فيها لصالحه، وبذلك انتهت فصول ارتباطاته مع شباط، أورد الكاتب الشراط.