ابنة قرية بامحمد بتاونات وفاء المهدي… محبة التبوريدة وعاشقة توثيق حياة البراري

حميد الأبيض-فاس:”تاونات //- لا يمكن لابن الوز إلا أن يكون عواما يتقن ما ورثه وجبل عليه.. وكذلك من تربى في بيئة عنوان يومياتها الإبداع، على غرار الشابة وفاء المهدي، ابنة المصور الأكاديمي عبد الله المهدي، مراسل جريدة “صدى تاونات” لمدة 30 سنة بقرية أبا محمد؛وأحد مؤسسي أول جمعية للفن الفوتوغرافي بالمغرب قبل 4 عقود… سارت على خطاه راسمة خارطة نجاحها في دروب الصورة تلتقطها بعين راصدة لأدق تفاصيل الحياة.

تأثرت وفاء ابنة قرية با محمد بتاونات المزدادة بالبيضاء، كثيرا بوالدها.  وجبلت على خصاله وأخلاقه واقتبست طريقته في التقاط الصورة وتصوير طلعات التبوريدة والمناظر الطبيعية قبل أن تتخصص في تصوير الحياة البرية، سيما الطيور، ما جعلها واحدة من أشهر 5 مغربيات جائلات في البراري متقفيات أثر  كل الكائنات البرية.

تعلمت وفاء فن التصوير من والدها منذ نعومة أظافرها... بدايتها الأولى فيه كانت مع مناظر طبيعة عشقتها بكل تجلياتها وجمالها ومع فن التبوريدة تراثا متجددا في التاريخ شاهدا على نخوة وأصالة الفارس المغربي. وتدريجيا صقلت موهبتها بالممارسة واستفادت من قنوات التعلم في هذا المجال في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.

شغفي بالتصوير الفوتوغرافي والكتابة، قديم... منذ صغري تأثرت كثيرا بمسار والدي وإبداعه، سيما في تصوير المناظر الطبيعية، فكان هذا الشق أول شغفي، تحكي وفاء، أستاذة اللغة الفرنسية، التي خاضت تجربة تصوير التبوريدة في مختلف تظاهراتها وحيثما وجد الفرس، وتقول إنهاأعجبت بها إلى أقصى الحدود لرمزيتها وجماليتها وقوتها”.

لكن سنة 2019، حيث انضمت فيها للجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية بالمغرب، ستشكل منعطفا جديدا وهاما في حياتها وتجربتها مع الصورة وعدسة الكاميرا، فأصبح جل اهتمامي ينصب على تصوير الحياة البرية خاصة مختلف أنواع الطيور المقيمة والمهاجرة، ليس توثيقا لها فقط، بل بحثا عن جوانب إبداعية أكتشفها باستمرار”.

ولشدة حبها للطيور جادت قريحتها بقصيدة نظمتها ونقلت فيها لواعج قلب اجتمع فيه حب المجنحات والأبيات، راسمة مزايا كل طير  أبياتا دون عدسة، كماحسون إن يشدو يسكت الكون وعرشه يتبوأوحميراء لم أر في غيرها السواد يضيء ويتلألأوشحرور على نغماته يمسي العالم ويصبحوأبو الحناء ملك الحشا طولا وعرضا”.

بقراءة مثل هذه الأبيات تكتشف وجها آخر لابنة قرية با محمد. أبدعت شعرا بعدما رسمت طيورا في شكل لوحات تشكلت دون حاجة إلى ريشة وألوان، في صور ناطقة بجمال طيور عشقتها بعد طول تمنع، فطوقت فؤادها شرايين حبها يتغلغل في جسدها تدريجيا، وكلما همت بالتقاط صورة في لحظة ينأى فيها الأنا والذاتي ويحضر الجمعي.

أتمنى أن يتحقق الوعي لدى جميع الناس... إننا لسنا سوى حلقة واحدة في سلسلة التوازن البيئي فوق الأرض، وبالتالي وجب الحفاظ على جميع الكائنات واحترام أوساط معيشتهاتقول وفاء في كلمة لها بعد مشاركتها في دورة لمعرض متنقل بالمنتزه الوطني بإفران، للتعريف بغنى التنوع البيولوجي والتحسيس بأهمية الحفاظ عليه.   

شاركت وفاء في عدة معارض جماعية في مختلف المدن المغربية مع فنانين يسكنهم حب تصوير الحياة البرية، وتقول عن تجربتها “أحبذ التصوير الفني الذي يهتم بالمحيط والخلفية الجميلة والإضاءة. لقد صرت أحمل مع هذا النوع، هم الحفاظ على بيئة المخلوقات التي أصورها وحمايتها عبر تحسيس المتلقي بواسطة الصورة، بأهمية الأمر”.  وبصمت وفاء، مدرسة الفرنسية بفاس، اسمها بمداد وحروف خاصة وذهبية متميزة في كل مراحل ومعارض الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية بمختلف ربوع الوطن. وأتحفت خلالها متابعيها بمناظر طبيعية خلابة قل نظيرها، التقطتها عدستها الرائقة، كاشفة إحساسا رهيفا لامرأة صنفت بين 5 نساء شغوفات بتصوير وتوثيق حياة البراري.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7258

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى