هذه هي حياة و مسار الشيخ العلامة عبد الله بن احمد الخالدي السلاسي المعروف بابن حسون

العلامة إبن حسون

العلامة إبن حسون

       نسبه وولادته :هو أبو محمد عبد الله بن الحسن الخالدي اسلاسي المعروف بابن حسون ولعل هذه الكنية ابن الحسون ترجع إلى لقب أبيه سيدي احمد الحسوني لان أصله من قبيلة بني حسان إحدى قبائل إقليم شفشاون ومنها إلى مدشر بني هلال بقبيلة اسلاس فشارط في مسجده وأصبح إماما وخطيبا فيه .

وقد هيا الله له الاستيطان بهذا المدشر وقبيلته هذه المشارطة بمسجد بني هلال ان تزوج من عائلة الجمليين .

وجدت عند الإمام المشارط بهذا المسجد الفقيه الامام الخطيب سيدي عمر الغندوري.

في بطاقة بخط يده سجل فيها بحثه عن هذا الولي الصالح من خلال مذكراته مع شيوخ واعيان بني هلال تسلمتها منه بعد ان قراها علي ” اما ما يقال عن الولي الصالح سيدي عبد الله بن حسون الذي يوجد ضريحه في دوار بني هلال قبيلة اسلاس من قبيلة بني حسان وهي إحدى قبائل شفشاون ولهذا يدعى بالحسوني  جاء من قبيلة بني حسان والله اعلم وشارط في مدشر بني هلال فتزوج من عائلة الجمليين بفتاة تسمى رحمة الجملية فانجب منها سيدي بن حسون…”  غير ان نقيب الشرفاء الحسونيين الأستاذ سيدي عبد المجيد الحسوني يقول في لقبه ( الشهير بابن حسون نسبة لجده الحسن.)   

وبحكم استيطان سيدي احمد الحسوني في قبيلة اسلاس واستقراره بها وولادة سيدي عبد الله بن حسون فيها صار اصل هذا الولي الصالح عبد الله بن حسون من قبيلة اسلاس التي قيادتها الوردزاغ ودائرتها غفساي وهي احدى قبائل إقليم تاونات تبعد ب 35 كلم تقريبا وتقع غرب عمالة تاونات وشمال مدينة فاس التي تبعد عنها بحوالي مرحلتين اي نحو 80 كيلومترا وتحاط بقبائل فشتالة والجاية وبني زروال وبني ورياكل.

ولد سيدي عبد اله بن حسون بعد سنة 920ه/1514م. من غير تحديد غير ان النقيب سيدي عبد المجيد الحسوني احد احفاده ذكر انه ولد سنة 920ه/1514م. بالتحديد ولم يذكر المصدر المعتمد بمدشر بني هلال احمد مداشر قرى قبيلة اسلاس والدليل على ذلك وجود قبر ابيه سيدي احمد الحسوني بمقبرة قرية بني هلال ووجود ضريح اخر بالقرية لسيدي عبد الله بن حسون يقام له موسم يتزامن وموسم الشموع بسلا  يقوم خلاله الشرفاء السلاسيون واخوال الوالي الصالح وسكان القبيلة باعمال اجتماعية كالختان وغيرها.

نشأته وتعليمه :

مما لا شك فيه ان الشيخ سيدي عبد الله بن حسون نشا في قرية بني هلال بقبيلة اسلاس التي ولد فيها وترعرع في حضن والديه وحفظ القران الكريم في مسجدها وهو ابن ثمان سنوات ودخل فاس المدينة لطلب العلم رغم ما في هذا الانتقال والرحلة من تعب ومشاق وغربة لما فيه من فضل كبير وشرف عظيم. قال العلامة الشيخ ابن قيم الجوزية في كتابه مفتاح دار السعادة وقد رويت اثار عديدة عن جماعة من الصحابة في هذا المعنى.

منها ما رواه الثوري عن عبد الكريم عن مجاهد عن ابن عباس ” ان ملكا موكلا بطالب العلم حتى يرد له من حيث ابدا مغفور له  “.

منها ما رواه فطر بن خليفة عن ابي الطفيل عن علي ” ما انتعل عبد قط ولا تخفف ولا لبس ثوبا ليغدو في طلب العلم الا غفرت له ذنوبه حيث يخطو عند باب بيته”.

وهذه الاسانيد وان لم تكن بمفردها حجة فطلب العلم من افضل الحسنات يذهبن السيئات فجدير ان يكون طلب العلم ابتغاء وجه الله يفكر ما مضى من السيئات فقد دلت النصوص ان اتباع السيئة الحسنة تمحوها فكيف بما هو من افضل الحسنات واجل الطاعات وقال ايضا ان الله سبحامه اخبرنا عن صفيه وكليمه الذي كتب له التوارة بيده وكلمه منه اليه انه رحل الى رجل عالم يتعلم منه ويزداد الى علمه .حرصا منه على لقاء هذا العالم وعلى التعليم منه فلما لقيه سلك معه مسلك المتعلم مع معلمه وقال له “هل اتبعك على ان تعلمن مما علمت رشدا” فبداا بعد السلام بالاستئذان على متابعته وانه لا يتبعه الا باذنه وقال ” على ان تعلمن مما تعلمت رشدا” فلم يجئ ممتحنا ولا متعنتا وانما جاء متعلما مستزيدا علما الى علمه وكفى بهذا فضلا وشرفا للعلم فان نبي الله وكليمه سافر ورحل حتى لقي النصب من سفره في تعلم ثلاث مسائل من رجل عالم ولما سمع به لم يقر له قرار حتى لقيه وطلب منه متابعته وتعليمه.

ويدل دخول الشيخ سيدي عبد الله بن حسون الى مدينة فاس لاخذ العلم وتحصيله عن علمائها بجامع القرويين الذين ذكرهم من ترجم له ومن بين هؤلاء العلماء العلم العلامة الفقيه الخطيب ابو الحسن علي بن موسى بن هرون المطغري كان يدرس بالقرويين ثم بالمدرسة العطارين  وغيرهما كما سياتي في موضوع شيوخ الشيخ سيدي عبد الله بن حسون السلاسي فنهل العلم من مثل هذا العالم في العلومالشرعية ولم يتطرق احد ممن ترجم له الى شيوخه في الطريقة والتصوف ربما اكتفوا بهؤلاء العلماء وغالبا ما كان علماء جامع القرويين يجمعون في تعلمهم وتعليمهم وتربيتهم بين الشريعة والحقيقة.

شيوخ الفقيه سيدي عبد الرحمن بن حسون   

ان  كل عالم  لا بد ان يدرس وياخد عن علماء اجلاء يعتبرون شيوخا له وقد جعل الامام ابو الحسن بن مسعود اليوسي الشيوخ انواعا عند تطرقه لمعنى الشيخ في فهرسته فقال وقد يطلق الشيخ ايضا على مفيد العلم فكل من افادك علما بقوله او فعله او حالة فهو شيخك فيه وهذا المعنى ماخوذ من المعنى الاول ايضا لان الاصل كون الكبير لمزيد تجربته يفيد الصغير ما ليس عنده او من الثاني لان صاحب العلم مرجو عاليه فهو الكبير وان كان صغيرا كما قيل.

وان صغير القوم والعلم عنده                كبير اذا التفت عليه المحافل.

وقد قسم الشيخ في الدين إلى ثلاثة أقسام ( شيخ تعليم وشيخ تربية وشيخ ترقية) وبعد بيان ما يدل عليه كل قسم قال ( وقد تجتمع هذه الأمور في واحد فيعلم ويربي ويرقى) واعلم أن هذه الأحوال الثلاثة ماخودة من حال النبي (ص) فهو أصلها لأنه  (ص) جمعها على أكمل وجه وقال احمد بن المأمون البلغيتي ولعله نقل كلام الشيخ ابي علي اليوسي ( إن الشيخ من حيث هو في العرف يطلق على ثلاثة أقسام .

الاول : شيخ التعليم ووظيفته الاخبار بالاحكام وبيان ما يحتاج لبيانه.

الثاني : شيخ التربية ووظيفته تدريب المريد في طريقه ومعالجته بما يصلح به حاله.

الثالث : شيخ الترقية  ووظيفته التوجه الى الله تعالى في اصلاح المريد ويحيل عليه سمته في ذلك فينتفع.

الشيوخ الذين اخذ عنهم سيدي عبد الرحمن ابن حسون قد جمعوا هذه الخلال الثلاثة والا قد جمعوا الاثنين يعلمون ويرقون.

ومن هؤلاء الشيوخ

  •  الشيخ الفقيه العالم العلامة المحقق ابو زيد عبد الرحمن بن ابراهيم الدكالي المشترائي الفاسي بينما عند المؤرخ العالم العلامة عبد الهادي التازي ابو زيد عبد الرحمن بن محمد بن ابراهيم المشترائي وهو من دكالة جد اسرة ابن ابراهيم المعروفة الى اليوم.

جاء في الدوحة امام جامع القرويين وخطيب منبرها جمع بين الصلاح والعلم وكان يدعى ابا الرسالة اعني رسالة ابن زيد النفزي لانه كان افقه الناس بغوامضها واعرفهم بمشاكلها وكان يفسر بها المدونة وسائر كتب المدهب وكان رحمة الله من الفقهاء المحققين المقتدى بعلومهم وهديهم نفع الله بتعليمه امة عظيمة توفي عام 962ه/1554 وقيل 963ه/1555م.

الشيخ الفقيه العالم العلامة الفرضي العددي المفتي الخطيب ابو الحسن علي بن موسى بن هارون المطغري نسبة الى مطغرة بتلمسان لازم الشيخ العلامة ابن غازي بعد انتقاله لفاس عام 891ه/1486م 29 سنة وحصل عنه علما جما حتى قيل له  خزانة علم لكثرة الفنون عنده اجازه ابن غازي في جميع ما قرا عليه واخذ عنه سنة 906ه/1500م توفي في ذي القعدة 951ه/1544م. وقد تجاوز 80 سنة وحضر جنازته السلطان يقال عنه افاداته لا ساحل لها حتى كانه لا يتنفس الا بفائدة كان غاية في حفظ ولا يقف لم يخلف بعده من فنه مثله متواضعا منصفا كثير التلاوة وعيادة المرضى وحضور الجنائز.

  •  الشيخ الفقيه العالم العلامة المحقق المفتي القاضي الموثق الاديب الخطيب ابو محمد عبد المواحد بن احمد بن يحيى بن علي الونشريسي ولد بفاس بعد 880ه/1475م نقل صاحب الابتهاج عن الشيخه المنجور في قهرسته قوله فيه وكان رائق الخط فائق الانشاء والشعر متقدما في الوثائق والمكاتبات بابدع كلام بلا تكلف هو الذي يكتب لابن غازي ما يحتاجه توفي مقتولا في ذي الحجة سنة 955ه/1548م ويذكر عن ابي شامة بن ابراهيم انه راه في المنام بعد وفاته فساله عن حاله فانشده

لقد عمني رضوان ربي وفضله                ولم ار الا الخير في وحشة القير

واني اسال الاله بفضله                         ليحفظني يوم الخروج الى الحشر

وما بعد ذلك من امور عسيرة                 كنشر الكتاب والجواز على الجسر

  •  الشيخ الفقيه العالم العلامة الحافظ المتفنن الفهامة القاضي ابو عبد الوهاب بن محمد بن علي التجيبي الزقاق الفاسي ولد سنة 905ه/1499م قال عنه تلميذه احمد المنجور كان شيخنا الاستاذ ابو محمد علامة متفننا حافظا فهامة اية الله في الحفظ والفهم لا يجارى في حفظ مختصر خليل وفهمه يضرب اوله باخره وياتي بنصوصه في كل باب .

وقال صاحب جامع القرويين يلقي عليه صباح كل يوم ثلاثة دروس متوالية في التفسير والفقه والتصوف وله غير هذا دروس اخرى مسائية قتل ضربا بالسياط بامر محمد الشيخ المهدي السعيدي لاتهامه اياه بانه من شيعة ابي حسون المريني الوطاسي في ذي القعدة سنة 961ه/1553م.

  •  الشيخ الفقيه العالم العلامة ابو العباس احمد بن محمد الحباك جاء في نيل الابتهاج كان قواما بالحق مغيرا للمنكر اية من ايات الله لا تاخذه في الله لومة لائم توفي سنة 923ه/1531م. وقال محمد حجي نقلا عن لقط الفرائد.

( توفي الفقيه الاستاذ ابو العباس احمد الحباك مسموما لانه كان قوالا للحق لا تاخذه في الله لومة لائم بعد رجوعه عن حركة الصلح سنة 936ه/1529م). 

  • ·الشيخ الفقيه العالم العلامة المحقق ابو زيد عبد الرحمن بن ابراهيم الدكالي المشترائي الفاسي بينما عند المؤرخ العالم العلامة عبد الهادي التازي ( ابو زيد عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن ابراهيم المشترائي وهو من دكالة جد اسرة ابن ابراهيم المعروفة الى اليوم).

جاء في الدوحة ( امام جامع القرويين وخطيب منبرها جمع بين الصلاح والعلم وكان يدعي ابا الرسالة اعني رسالة ابن ابي زيد النفزي لانه كان افقه الناس بغوامضها واعرفهم بمشاكلها وكان يفسر بها المدونة وسائر كتب المذهب وكان رحمة الله من الفقهاء المحققين المقتدى بعلومهم وهديهم نفع الله بتعليمه امة عظيمة .توفي سنة 962ه1554م وقيل 963ه/1555م.

  • ·  الشيخ العالم العلامة الفقيه الصوفي سيدي ابو محمد عبد الله بن محمد بن الطنجي المعروف بالهبطي نسبة الى الهبط وتعتبر طنجة من قطره وكانت له معروفة تامة بعلوم القوم قال فيه صاحب مراة المحاسن : وهو من اكابر اهل العلم والعرفان ورفعة القدر والواضحة البرهان كانت الجبال التي كان بها – وهي جبال غمارة – كثيرة الجهل وشرب الخمر وغير ذلك من المناكر فبذل الوسع في تعليم التوحيد وتقرير العقائد وتغيير المناكر  وخاطب في ذلك ولاة البلاد واشياخ القبائل ومن له كلمة مسموعة فيهم ووعظ وذكر وبلغ الغاية في الاجتهاد في ذلك فنفع الله به نفعا عظيما وهدى به عالما لا يحصى وحسن حال البلاد وأهلها قال ولده أبو عبد الله محمد الصغير سألته يعني والده الشيخ ابا محمد سنة ثلاث وستين وتسعمائة عن سنه فقال لي بلغت سبعين سنة قال وفي ذي القعدة من هذه السنة توفي غدوة الثلاثاء ودفن يوم الاربعاء وقبره مشهور بمنزل يعرف بمعاتب وبه كان سكناه بحوز شفشاون وقال تلميذه الذي كان يصاحبه محمد بن عسكر الشفشاوني توفي رضي الله عنه سنة ثلاث وستين وتسعمائة وقد نيف على الثمانين سنة ودفن بزاويته بموضع يعرف بمواهب وقد كان اسمه معاتب فابدل الشيخ اسمه من الجبل الاشهب بلاد بني زجل قبيلة من اقليم الشاون وقال صاحب درة الحجال ( ولد سنة 805ه/1402م. وتوفي سنة 968ه/1560م).

  • ·الشيخ الفقيه العالم العلامة بحر العرفان ومجمع الماثر الحسان ابو محمد وابو فارس عبد العزيز بن عبد الحق الحرار المعروف بالتباع يقول عنه محمد المهدي الفاسي ( امام ائمة الطريقة في عصره من غير اختلاف ولا نزاع ) ونقل عن ابي العباس احمد بن موسى المرادي الوراق الاندلسي قوله ) كان رضي الله عنه في امامته وجلالته بمكانة يعز على الوصف بلوغ مداها ويعلو على ارتفاع الشان وشهرة الصيت نداها وقد تخرج عليه المشايخ ما لا يكاد يحصيحه عد او يحصره حد…)وتوفي سنة 914ه/1508م. وربما اخذه عنه بواسطة تلامذته.

  • ·الشيخ الفقيه الصالح ابو محمد عبد الله الغزواني قال الشيخ ابو عبد الله القصار وكان سيدي عبد الله الغزواني من كبار المحبين لرسول الله (ص). توفي سنة 940ه/1533م.

واما غيرهم من الشيوخ والذين كانوا في عهده فهم كثيرون منهم.

  • · الشيخ الفقيه العالم المقري الصالح الحاج ابو عبد الله محمد بن علي الاندلسي البرجي الشهير بالشطيبي الزروالي التزغادري المولود سنة 882ه/1477م. والمتوفي سنة 963ه/1555م.

  • ·        الشيخ الفقيه العالم الشهير بالولاية ابو محمد عبد الوارث بن عبد الله اليالصوتي المولود سنة 888ه/1483م والمتوفي سنة 971ه/1563م.

سبب انتقاله الى مدينة سلا واستقراره بها :

يلحظ في فقهاء السلف المغاربة انهم يجولون في القبائل وفي المدن التي توجد فيها جوامع لدراسة العلوم وفنونه ومن بين هذه الجوامع جامع القرويين بفاس ولما ينال كل واحد منهم الاجازة عن شيخه فيما اخذ عنه او عن عدة شيوخه فمنهم من يستقر وياخذ كرسي التدريس بالجامع او يرجع الى بلاده للمشارطة والاقراء اما في مدشره او احد المداشر بقبائل المغرب ولكن يبقى استقراره وسكناه حيث تسكن عائلته واسرته الا الشيخ الفاضل الولي الصالح سيدي عبد الله بن احمد بن حسون لم يبق مستقرا في قبيلته اسلاس ورغم رجوعه اليها بل ارتحل الى مدينة سلا وسكنها لماذا فقال الامام محمد بن احمد الحضيكي عبد الله بن احمد بن الحسن الخالدي السلاسي نسبة لسلاس بلد من عمالة فاس عرف بابن حسون ثم انتقل الى مدينة سلا بسبب فتن وقعت بين قبائلكم وراى ان ما طبعت عليه النفس من حب الغلبة لقومها وانهزام الاخرين لا ينبغي ولا يجوز المقام حيث يتشوش باله بذلك فقال علي عهد الله الا اقيم هناك فلما استقر بسلا اتاه اهل بلده يحاولون رجوعه فامتنع واخذ قدحا من ماء البحر فقال لهم ما بال هذا الماء سكن وهمد واخواته في البحر  تضطرب ويضرب بعضه بعضا لا يسكن ولو ساعة فقال لهم لو بقي في البحر لاضطرب ولو رد له كان كذلك ولكن الغربة تسكن وتطفئ فقنطوا منه وانصرفوا وذر العالم المؤرخ بن الحاج بن محمد بن عبد الله الصغير الافرائي القصة ايضا بلفظ اصله رحمه الله من اسلاس مداشر على مرحلة من فاس ثم انتقل الى سلا  ارتحاله اليها انه كان بين اهل اسلاس قتال وحروب فكان سيدي عبد الله اذا غلب اهل مدشره فرح واذا هزموا حزن فتفكر في نفسه وقال محبة الغلبة تستدعي محبة الشر للمسلمين وعلي عهد الله لا جلست في موضع ارق فيه بين المسلمين وابغى لهم الشر فارتحل من هناك الى سلا ولما استقر بسلا اتاه اهل اسلاس يراودونه على الرجوع الى بلادهم وحثوا عليه في ذلك فاخذ قدحا وملاها من ماء البحر ووضعه ثم قال لهم ما بال ماء البحر. فقال لهم ما بال هذا الماء سكن وهمد واخوته في البحر تضطرب ويضرب بعضه بعضا لا يسكن ولو ساعة فقال لهم لو بقي في البحر لاضطرب ولو رد له كان كذلك ولكن الغربة تسكن وتطفئ فقنطوا منه وتنصرفوا وذكر العالم المؤرخ محمد بن الحاج بن محمد بن عبد الله الصغير الافرائي القصة ايضا بلفظ اصله رحمه الله من اسلاس مداشر على مرحلة من فاس ثم انتقل الى سلا وسبب ارتحاله اليها انه كان بين اهل السلاس قتال وحروب فكان سيدي عبد الله اذا غلب اهل مدشره فرح واذا هزموا حزن فتفكر في نفسه وقال محبة الغلبة تستدعي محبة الشر للمسلمين وعلى عهد الله لا جلست في موضع افرق فيه بين المسلمين وابغي لهم الشر فارتحل من هناك الى سلا ولما استقر بسلا اتاه اهل اسلاس يراودونه على الرجوع الى بلادهم وحثوا عليه في ذلك فاخذ قدحا وملاها من ماء البحر ووضعه ثم قال لهم ما بال ماء البحر يضرب بعضه بعضا وتتلاطم امواجه وما لهذا الذي منه في القدح ساكن فقالوا له  لم يبق في البحر فقال لهم الغربة تصفي وتسكن فعلموا مراده وانصرفوا ايسين منه.

قال العالم المؤرخ احمد بن خالد الناصري في انتقال الشيخ عبد الله بن حسون وسببه وفي انتقاله من اسلاس الى سلا اشارة لطيفة وهي ان لفظ اسلاس باعتبار تفكيكه سلو موصول بحرف السين وهو حرف السين وهو حرف ذو قرون ثلاثة متشبعة فيؤخذ منه بطريق الاشارة انه سلو موصول بكدر بخلاف لفظ سلا فانه سلو محض بالاضافة الى ما كانت تعتبر مقصدا للعباد واهل الخلوة والانفراد من لدن قديم وقد وصفها لسان الدين ابن الخطيب فقال العقيلة المفضلة والبطيحة المخضلة والقاعدة المؤصلة والسورة المفصلة ذات الوسامة والنضارة والجامعة بين البداوة والحضارة معدن القطن والكتان والمدرسة والمارستان والزاوية كانها البستان والوادي المتعدد الاجفان والقطر الامين عند الرجفان والعصير العظيم الشان والاسواق السارة حتى برقيق الحبشان اكتنفها المسرح والخصب الذي لا يبرح والبحر الذي ياسو ويجرح وشقها الوادي الذي يتمم محاسنها ويشرح وقابلها الرباط الذي ظهر به من المنصور الاغتباط حيث القصبة والساباط ثم يقع الانحطاط الى شالة مرعى الذمم ونتيجة الهم ومشمخ الانوف ذوات الشم وعنوان الرمم حيث الحسنات المكتتبة والاوقاف المرتبة والقباب كالازهار مجودة بذر الله اناء الليل واطراف النهار وطلل حسان المثل في الاشتهار وهي على الجملة من غيرها اوفق ومغارمها لاحترام الملوك الكرام ارفق ومقبرتها المنضدة عجب في الانتظام معدودة في المواقف العظام ويتاتى بها العباد الخلوة وتوجد عندها للهموم السلوة.

وصلت حثيث السير فيمن فلى الفلا                   فلا خاطري لما ناى وانجلا انجلا

ولا نسخت كربي بقلبي سلوة                         فلما سرى فيه نسيم سلا سلا

وقد كتب الشيخ العالم المؤرخ احمد بن خالد الناصري تعليقا على وصف ابن الخطيب هذا فقال وما قاله في حق سلا من كونها تتاتى بها للعباد الخلوة هو كذلك معروف عند صلحاء المغرب وعباده من لدن قديم ولذا لما قدم ابو العباس ابن عاشر رضي الله عنه من الاندلس وتنقل في بلاد المغرب مثل فاس ومكناسة لم يطب له القرار الا بسلا وقد صرح رضي الله عنه بذلك حيث قال :

سلا كل قلب غير قلبي ما سلا              ايسلو بفاس والاحبة في سلا

بها خيموا فالقلب خيم عندهم             فاجروا دموعي مرسلا ومسلسلا

وكتب الفقيه الاديب المحاضر ابو عبد الله محمد بن عزور الرباطي الاصل المراكشي الدار رسالة الى الشيخ العالم المؤرخ احمد بن خالد الناصري والحقها بهذين البيتين :

سلا البحر ما بحر ينبت بشطه                 كبحر علوم فيك انشئ صالحا

فهذا هو الفياض بالعلم والتقى                وذاك هو الفياض بالماء مالحا

وقال شاعر سلا ابو محمد عبد الله قباج يمدح المدينة :

سلا بلد بالغرب ليس لها به                   نظير ولا رسم يشابه رسمها

ولو لم تكن خير البلاد باسرها               لما كتب الرحمان في كنفنا اسمها     

لهذا احب الشيخ العالم الفقيه الصوفي سيدي عبد الله بن حسون الاقامة بسلا الى ان توفي بها رحمه الله.

حاله والمهام التي قام بها واقوال العلماء فيه :

وخير ما يقال في هذا الموضوع ما ذكره الشريف سيدي عبد المجيد الحسوني نقيب الشرفاء الحسونيين في كتاب موسم الشموع لمولاي عبد الله بن حسون بسلا ربيع الاول 1433 فبراير 2012 الذي امدني به عند لقائي به في مدينة سلا بضريح الولي الصالح رفقة اخيه سيدي محمد الحسوني .

وقد جمعه من عدة مصادر ممن ترجم له جاء فيه : ( وقد صار سيدي عبد الله بن حسون بسلا عمدة وقدوة بعلوم الشريعة والتصوف يدرس ويفتي ويخطب فجمع بين التدريس والفتوى والامامة والخطابة بالمسجد الاعظم…).

وكان ملازما للامور الشرعية متين الدين قوي النفس محبا للخير وكان مهيبا وله جراة في الكلام السيد الشريف ذو القدر المنيف راسخ القدم في مقامات اليقين قطب العارفين وقدوة السالكين ومربي المريدين وامام المجاهدين.

لقد اجمع الذين ترجموا له على قتلتهم ان القطب ابن حسون كان من العلماء المتصوفة الذين يجهرون بالحق ولا يخافون في الله لومة لائم ومن خلال اوصاف مترجميه ندرك انه اشتهر بين معاصريه بالجراة على قول الحق وعلى الامر بالمعروف وانهي عن المنكر كما كان شديدا على الظلمة.

ومن الكتب القيمة المخطوطة والمهمة في المضمون والنادرة في المراجع التاريخية التي لا تستغني عن مثلها المكتبات الخاصة والتي تعتبر مراجعتها ضرورية لفهم شخصية ابن حسون كتاب “المعرب الفصيح” للقاضي الشيخ محمد الهبطي الصغير لانه عاشره في معهد المواهب ويعرف عنه اكثر من غيره ولان مؤلفه يعطينا فكرة واضحة عن منهجية وطريقة ابن حسون الصوفية.   

ومنهج العدل الرضا حلف الزهد                ذلك عبد الله طعمة الشهد

وهو ابن حسون اخو الصيانة                  والعلم والثقافة والديانة

وقال الاستاذ الاديب محمد زنيبر وعبد الله بن حسون المنعوت عند العامة سلطان سلا.

تلاميذته :

ان العلماء المتصوفة كان دابهم وشغلهم الشاغل التربية والتكوين وتعليم الناس دينهم لانهم ورثوا هذه المهمة عن معلمهم الاول سيدنا ونبينا محمد (ص) لقوله ” العلماء ورثة الانبياء” ومنهم العالم العلامة الفقيه الصوفي الصالح سيدي عبد الله بن حسون قال نقيب الشرفاء الحسونيين الاستاذ سيدي عبد المجيد الحسوني ( ولما حل بمدينة سلا احيى نفوسا وبعث همما بمعارفه الغزيرة وعلومه المنيرة فقد اخذ يدرس بالمسجد الاعظم الفقه المالكي بمختصر خليل ومختصر ابن الحلجب وشرحه للشيرازي والمنطق بمختصر خليل وعلم الكلام بعقائد السنوسي الكبرى والوسطى والصغرى وبكتاب السلالجي وعلم الحساب بتلخيص ابن البناء والنحو بالفية مالك والتفسير بمقتضى قواعده والاشارات الصوفية الى غير ذلك من العلوم التي اخذها بجامع القرويين ومعهد المواهب وقد صار بسلا عمدة وقدوة بعلوم الشريعة و التصوف يدرس ويفتي ويخطب بين التدريس والفتوى ولامامة والخطابة بالمسجد الاعظم.

ومن اشهر تلامذته الذين درسوا عليه واخذوا عنه وتربوا على يده.

  • ·        احمد بن احمد بن عطية المتوفى سنة : 1015ه/1607م.

  • ·        علي بن ابي المحاسن الفاسي المتوفى سنة : 1030ه/1620م.

  • ·        محمد بن سعيد العتابي المتوفى سنة  : 1032ه/1623م.

  • ·        فاطمة بنت عمر الفشتالي وتوفيت سنة : 1045ه/1635م.

  • ·        محمد بن ابي بكر الدلائي المتوفى سنة : 1046ه/1636م.

  • ·        محمد القجيري المتوفى سنة :1046ه/1636م.

  • ·        محمد العياشي المتوفى سنة : 1051ه/1641م.

  • ·        محمد بن محمد بن عطية المتوفى سنة : 1052ه/1665م.

  • ·        عبد الله السائح المتوفى سنة : 1076ه/1665م.

  • ·        الحسن بن علي بن احمد بن موسى السملالي المتوفي حوالي سنة 1080ه/1669م.

  • ·        الفقيه يوسف بن عابد الادريسي الحسني الفاسي.

  • ·        احمد السائح.

أثاره وأقواله :

لقد اثر عن الشيخ سيدي عبد الله بن حسون السلاسي اصلا السلاوي دارا ومدفنا اقوال منهم من اعتبرها كشوفات ومنهم من اعتبرها كرامات ومن ذلك : ما ذكره الفقيه العالم الاديب الصوفي أبو الحسن اليوسي في كتابه المحاضرات ان رجلا من رؤساء البحر جاء الى سيدي علي ابي الشكاوي فشاوره على السفر في البحر فقال له لا تفعل وان فعلت فلا تربح مالك ولا نفسك وخرج من عنده فاتى سيدي عبد الله بن حسون فشاوره فقال له سافر تسلم وتغنم فسافر فاتفق عند دخولهم البحر ان اسرهم الروم فذهبوا بهم الى ان لقوا بعض سفن المسلمين فوقع بينهم قتال فظهر المسلمون فاستمكن هؤلاء من سفينتهم التي اسرتهم فقبضوا عليها وغنموها ورجعوا سالمين غانمين.

وفاته :

قال الشيخ العالم المؤرخ احمد بن خالد الناصري في كتاب الاستقصا عند معرض الأحداث في سنة ثلاث عشرة وألف في ثاني عشر محرم منها 12 محرم 1013ه /10 يونيو 1604م. توفي الولي الكبير ابو محمد عبد الله بن احمد بن الحسن الخلدي السلاسي المعروف بابن حسون نسبة الى جده الحسن المذكور وعلى هذا التاريخ اتفق جميع من ترجم له.

إلا انه اقبر في اليوم الموالي قال العلامة المؤرخ عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الفاسي الفهري في ليلة الخميس المسفر صباحها عن ثاني عشر محرم الحرام فاتح السنة المذكورة توفي الشيخ الصالح سيدي عبد الله بن حسون ودفن من الغد بعد صلاة الظهر وذلك بثغر سلا عن سن عالية تزيد على التسعين قاله القاضي ابو الحسن البطوئي والمستقرئ لكتب المترجمين لسيدي عبد الله بن حسون يرى اغلبهم قد اثبتوا اقباره ودفنه بمدينة سلا الذي أقيم ضريح يقيم فيه الشرفاء الحسونيون موسم الشموع يوم المولد النبوي الشريف .

والزائر لمدشر بني هلال بقبيلة اسلاس قد يجد ضريحا اخر اقيم على قبر ينسب أيضا للولي الصلح عبد الله بن حسون يقيم فيه الشرفاء الحسونيون وأخوال سيدي عبد الله بن حسون موسما يتزامن مع موسم الشموع فما القصة في وجود قبرين اقيم على كل قبر ضريح للولي الصالح عبد الله بن حسون الأول في سلا والثاني في مدشر بني هلال بقبيلة اسلاس كلاهما يزاران.

والقصة في ذلك يحكيها اهل مدشر بني هلال حسونيون وجمليون اخوال سيدي عبد الله بن حسون وغيرهم وقد اهتم بالبحث عنها الفقيه الامام المشارط بمسجد المدشر سيدي عمر الغندوري وكتبها في بطاقة كما سمعتها مشافهة من السيد اجمل محمد بن عبد السلام بن عمر بن الفقيه سي محمد أجمل الكبير من عائلة اخوال سيدي عبد الله بن حسون وهو في سن يتجاوز السبعين .

وقد اخصت فيما يلي ا ناهل مدشر بني هلال حسونيين وجملين من عائلة سيدي عبد الله بن حسون وغيرهم لما علموا بموت سيدي عبد الله بن حسون بمدينة سلا ذهبوا للإتيان بجثته الى مدشرهم وقبيلتهم ليدفن بمقبرتهم جانب والديه لكن اهل سلا الذين عاشوا معه وتربوا على يديه امتنعوا من تسليم جثته الى بني هلال السلاسيين مما ادى الى تنازع بين الفريقين وجثة سيدي عبد الله بن حسون في تابوت خشبي موضوع لم يدفن وفي الصباح عند استيقاظ اهل سلا وأهل اسلاس وجدوا تبوتين فدفن السلاويون واحد في سلا وحمل اسلاسيون اخر فدفنوه في مدشرهم ويقام له موسم في هذا المدشر متزامن مع موسم الشموع يجتمع فيه اهل القبيلة فيقومون خلاله بأعمال اجتماعية كالختان وغيره ولا ادري هل يعلم سيدي نقيب الشرفاء الأستاذ سيدي عبد المجيد الحسوني بهذه القصة ام لا

وما زالت معالم اثارية بمدشر بني هلال منذ عهد سيدي عبد الله بن حسون إلى الآن بالإضافة إلى الضريح ومنها المسجد الذي تعلم فيه وحفظ القران الكريم.

°ذ.عبد الكريم احميدوش/عضو المجلس العلمي لتاونات   

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7235

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى