توتّرات تعليمية في ثانوية ابن خلدون بقرية بّا محمد بتاونات تضع مستقبل النّاشئة على المحك

نبيل التويول:”تاونات نت”// – يعيش المشهد التعليمي في ثانوية ابن خلدون التأهيلية بقرية بّا محمد بإقليم تاونات على وقع أزمة حادة، وسط تبادل الاتهامات بين جمعية آباء وأمهات التلاميذ وبعض الأطراف النقابية.
وبينما شهدت انطلاقة الموسم الدراسي 2024-2025 إشادات بجهود جميع المتدخلين، برزت توترات أثّرت على السير العادي للدراسة، خاصة بعد رفض أستاذ للرياضيات استقبال تلاميذه لمدة 15 يوماً، مما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط التعليمية والإدارية.
بداية إيجابية وسط إشادة محلية
بحسب بيان صادر عن جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالثانوية التأهيلية ابن خلدون، فإن الدخول المدرسي لهذا الموسم بدأ بشكل ” ناجح للغاية ” بفضل التنسيق الوثيق بين الطاقم الإداري والتربوي للمؤسسة، والجمعية، والدعم الملحوظ من السلطات المحلية. الجمعية أكدت مساهمتها الفاعلة في توفير مستلزمات الدراسة لأكثر من 200 تلميذة وتلميذ ينتمون لأسر هشة، مما يعكس حرصها على محاربة ظاهرة الهدر المدرسي. إضافة إلى ذلك، تمكنت الجمعية بالتنسيق مع السلطات المحلية والمديرية الإقليمية من توفير الإقامة لأكثر من 100 تلميذة قروية، وهو ما اعتبر خطوة إيجابية في مسار دعم الفتيات القرويات لمتابعة دراستهن في ظروف ملائمة.
أزمة بسبب رفض أستاذ استقبال التلاميذ
على الرغم من هذه الانطلاقة الإيجابية، فإن الأزمة الحقيقية ظهرت بعد رفض أستاذ الرياضيات ” ع خ ” استقبال التلاميذ لمدة 15 يوماً، منذ 18 سبتمبر وحتى 2 أكتوبر.
وحسب ما ورد في بيان جمعية الآباء، فإن هذا الرفض كان له تأثير مباشر على التحصيل الدراسي لحوالي 200 تلميذ وتلميذة، مما خلق حالة من الاستياء العام بين أولياء الأمور.
الجمعية وصفت هذا السلوك بـ”اللامهني”، مطالبة المديرية الإقليمية للتعليم باتخاذ إجراءات سريعة لإنهاء هذه الأزمة وإعادة الأمور إلى نصابها.
وأكدت الجمعية في بيانها أنها حاولت التواصل مع الأستاذ المعني لإقناعه بالعدول عن قراره، لكن محاولاتها باءت بالفشل. وذكرت أن جوابه كان “سيرو كتبو بيديكم وبرجلكم”، في إشارة إلى عدم استعداده لتغيير موقفه. كما أشارت إلى أن الأستاذ كان متشبثًا بتدريس قسم معين، مما أثار شكوكًا حول دوافعه الشخصية من وراء هذا القرار.
تدخل النقابة وتأجيج الأزمة
في الوقت الذي حاولت فيه جمعية الآباء احتواء الموقف، دخلت النقابة التعليمية المنضوية تحت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل على الخط، لتزيد من تعقيد المشهد. في بيان لها، دافعت النقابة عن الأستاذ المعني، معتبرة أن الأزمة التي تعاني منها ثانوية ابن خلدون، جزء من مشكلة أعمق تتعلق بنقص الموارد البشرية والمعدات الضرورية للتعليم في المؤسسات التعليمية بالمنطقة.
النقابة أعربت عن استيائها من ما وصفته بـ”التشويش المتعمد” من بعض الأطراف، مشيرة إلى أن مشاكل الدخول المدرسي لا تقتصر على ثانوية ابن خلدون، بل تشمل أيضاً مؤسسات أخرى مثل ثانوية المغراوي والإعدادية القدس، حيث تعاني هذه المؤسسات من نقص حاد في الأطر الإدارية والتربوية وعمال الحراسة والنظافة.
مواقف متباينة ونداءات للتدخل العاجل
وفي ظل هذا الوضع المتأزم، دعت جمعية آباء وأمهات التلاميذ إلى ضرورة تدخل عاجل من الجهات المسؤولة لضمان استئناف الدراسة بشكل طبيعي. الجمعية طالبت بتطبيق مبدأ تكافؤ الفرص بين التلاميذ، حيث يجب ألا يتضرر أي طالب بسبب تصرفات فردية، كما أكدت استعدادها لخوض جميع الأشكال القانونية لضمان حق التلاميذ في بيئة تعليمية آمنة ومستقرة.
في المقابل، واصلت النقابة التشديد على أن أزمة التعليم في القرية لا يمكن اختزالها في مشكلة فردية، وإنما تعكس مشاكل هيكلية مرتبطة بنقص الإمكانيات وضعف التخطيط، مؤكدة دعمها لمطالب الأطر التربوية بتحسين ظروف العمل.
في خضم استمرار التوتر بين مختلف الأطراف، يبدو أن الأزمة مرشحة لمزيد من التصعيد إذا لم يتم التوصل إلى حلول سريعة و فتح حوار مباشر بين إدارة المؤسسة والجمعية والنقابة لإيجاد حل توافقي يحمي مصلحة التلاميذ قبل كل شيء، ويمنع تكرار حدوث مثل هذا الشنآن في المستقبل.