هذا ما قاله الإعلامي عبد السلام الزروالي الحايكي ليلة تكريمه بتاونات
في ختام برنامج الاحتفال بالذكرى الواحدة والعشرين(21) لصدورها ،نظمت جريدة “صدى تاونات” بفضاء قاعة الافراح ” السفيحة ” بملتقى طريق تاونات عين عائشة(نواحي تاونات)،سهرة فنية متنوعة تخللها حفل تكريمي لثلاثة زملاء إعلاميين أبت إدارة الجريدة – كما دأبت على هذا التقليد السنوي – إلاّ أن تحتفي بهم كعربون محبة منها ووفاء لما أسدوه من خدمات لجريدة “صدى تاونات” وللحقل الإعلامي بشكل عام.ويتعلق الأمر بكل من الأستاذ عبد السلام الزروالي الحايكي ابن إقليم تاونات ، المدير الجهوى ومندوب وزارة الاتصال سابقا بكل من العيون وفاس ، والأستاذ محمد البشيري الذي يشغل حالياً مهمة رئيس تحرير بقناة “ميدي 1 تي في”بطنجة،وكذلك الأستاذ جواد التويول الصحفي بوكالة المغرب العربي للأنباء ومدير مكتبها سابقاً بأبو ظبي بالإمارات العربية المتحدة.وهذين الأخيرين يعتبران معاً من خريجي مدرسة “صدى تاونات” ومن خيرة المراسلين والكتاب الصحفيين الذين أنجبتهم مدينة تاونات ونواحيها .وفيما يلي الكلمة التي تلاها الأستاذ عبد السلام الزروالي الحايكي على هامش تكريمه :
…هذا كلام يفتتح به كل هارب من مكر المناسبة…
أما ابن خلدون فينسف هذه المقولة – الكليشي – و يؤكد أن اللغة لا تشكو من أي عي و أنها قادرة على كشف المخبوء و الملموس و المحسوس و اللامرئي العاطفي و العقلي.
و أنا الآن في مقام بين المقامات… أيها الإخوة العزاز:
ليس من قبيل تحصيل الحاصل و لكن بكل الاعتزاز، و بالجزء الآخر الذي يعاند و يكابر و أحرص على أن لا يصيب العطب، أتقدم بعميق الشكر و الامتنان لابن البلد أخي و عزيزي إدريس الوالي على تحفيزه لي للوقوع في ورطة التكريم.
فكأنني أرتمي في البحر أكتشف فن العوم…
هو نداء تاونات… و ما أدراك ما تاونات…
أدرك الآن لٍمَ يهرب من كشاف النور وتوهجه و الشمس الساطعة، لا يدعي تواضعا ، لكنه مثل الحيوان الذي ينزف مفضلا الاختباء بجرحه، بجروحه و قد لامس باكرا سقوط الأحلام و عاش كل صدمات و خيبات جيله، و بين يديه سقطت الكثير من الأنصاب التماثيل …و أمام عينيه تهاوت قيم ولحق المسخ الكثير من المبادئ التي تغنينا بها… و ليت ولسنا منهزمين، لكننا وقد ضيعنا الممكن… فقدنا القدرة على مطاولة المستحيل و انطفأت فينا العواطف الجميلة و ارتددنا إلى وعي شقي فرأينا كيف بحث بعضنا عن خلاصه في السبحة و اللحية… و بعضنا الآخر في فقدان الجاذبية و الانخراط في حزب الولاءات: من مخزن و مجون و تخدير… تحت وطأة الكثير من هذه التهويمات… أخافني شرك التكريم كأنني انخرطت ولو بجزء مني في العدمية الإيجابية التي لا تقتل و لا تحيي…
أرجوكم أيها الإخوة، أكملوا بياضاتي و املأوا الفراغات…
إني سعيد بتاونات العالمة و أرجو أن أكون مستحقا لحسن ظنكم بي…
أشكركم، أشكركم على تحريك بعض المواجع و أعتبر هذا التكريم الكريم دعوة إلى استعادة الذاكرة و مغالبة الإحباط و على الانتفاض من بلل الاعوام و تذويب تكلس الزمن في الدواخل…
كان الله وليك في الحال و المآل – اخي إدريس الوالي – و الله ولي التوفيق…وشكرا ل”صدى تاونات”…
عن الكاتب
مواضيع ذات صلة
اكتب تعليق
لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.