منتدى كفاءات تاونات ينظم مهرجان تاونات للشعر أيام 28 – 29 و30 نونبر 2025 بتاونات

الرباط –خديجة بناجي : “تاونات نت”//- بمناسبة الذكرى الخمسين (50) للمسيرة الخضراء المظفرة؛ينظم منتدى كفاءات إقليم تاونات مهرجان تاونات للشعر (الدورة الأولى للشاعر إدريس الجاي) أيام 28 – 29 و30 نونبر 2025، بمدينة تاونات؛ تكريمًا لروح الشاعر الكبير  والإذاعي اللامع الراحل إدريس الجاي (1924 – 1977)، أحد الأصوات الشعرية المغربية المتميزة، الذي خلّد اسمه في سجل الأدب الوطني من خلال ديوانه سوانح (1967) وبرنامجيه الإذاعيين (حقيبة الأربعاء) و(مع ناشئة الأدب)، حيث قدّم للأجيال الناشئة التوجيه والتشجيع في المجال الأدبي.

  ويتضمن برنامج المهرجان –حسب بلاغ صحفي توصلنا بنسخة منه- إطلاق “جائزة إدريس الجاي لناشئة الأدب”(مع الإشارة أن المسابقة مفتوحة أمام الشعراء المغاربة الناشئين الذين لا يتجاوزون سن الثلاثين (30)- آخر أجل لإرسال المساهمات هو 30 أكتوبر 2025)، إلى جانب عرض مسرحي مستوحى من ديوانه السوانح، وجلسات نقدية حول تجربته الشعرية، وتكريم فعاليات شعرية على رأسها نجل الفقيد الشاعر إدريس الجاي الكاتب المقيم بفرنسا الأستاذ سليم الجاي ؛ بالإضافة إلى أمسيات يشارك فيها نخبة من الشعراء المغاربة.

ويأتي هذا المهرجان وفاءً لروح شاعرٍ آمن بأن الشعر حياة، وبأن الشباب يشكلون معالم المستقبل.

وتجدر الإشارة أن الفقيد الشاعر إدريس الجاي الذي ينحدر من قبيلة الجاية إقليم تاونات، وُلد بمدينة فاس سنة 1924.

وقد صدر ديوانه الوحيد (السَّوانِح) سنة 1967 بتعليمات من الملك الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه، عن المطبعة الملكية بالرباط.

والديوان عمل شعري مُكثَّف، اختزل رؤيته للوجود والإنسان. كما تضمن قصائد وجدانية ووطنية ودينية وقومية، أُنشد بعضها بين يدي السلطان محمد الخامس، ومعظمها ـ بعد ذلك ـ بين يدي الملك الحسن الثاني.

وقد كتب مقدمة ديوان (السوانح) الأديب العلامة عبد الله كنُّون الذي نصّ فيها على تميزه بتنوع موضوعاته وأغراضه، ونَحْت شعريته اعتماداً على البنية الفنية الأصيلة في النظم، وانفتاحه على الأساليب اللغوية الحديثة التي مكنته من الأداء السلس للمعاني والدلالات.

يقول عبد الله كنُّون في مقدمته: “وبعد، فإن حجة الأستاذ إدريس الجاي على شاعريته هي هذا الديوان العامر الذي ضرب بِسَهْم في كل باب من أبواب الشعر القديم والجديد؛ فمن مدح ورثاء إلى وصف وغزل، ومن هذا إلى شعر وطني واجتماعي يُذْكي الحماس في النفوس ويدعو إلى إصلاح الأوضاع، ومن هذا إلى شعر الخواطر والتأملات الفلسفية، وغير ذلك من الأغراض والمقاصد…”.

ومما تجدر الإشارة إليه تميز الشاعر إدريس الجاي بإسهامه في نهضة الإذاعة المغربية بُعَيْدَ الاستقلال من خلال برنامجيْه الشهيرين: “حقيبة الأربعاء”، و”مع ناشئة الأدب” ؛حيث كان المرحوم يتلقى نصوص الشباب عبر البريد، فيقرأها بعناية واهتمام، ويقوِّمها بحب وتواضع، مانحاً الجيل الجديد من الأدباء التشجيع والاحتضان.

لقد كان بذلك مرشداً ومربياً للأذواق قبل أن يكون شاعراً فحسب. وتخرّج على يديه ثلة من الشعراء والأدباء المغاربة الذين لا يزالون يذكرون فضله عليهم إلى اليوم.

وقد رافقت مسيرته الأدبية محاولات في الترجمة عن لغات مختلفة، من بينها ترجمته إلى العربية لنصوص شعرية عالمية، فضلًا عن اهتمامه بترجمة دون كيخوطي في شبابه.

كما رأى فيه النقاد شاعراً متأملاً، قادراً على التجديد مع تمسكه بجذور الشعر العربي الأصيل، حتى شُبّه بالمتنبي؛ وهو الذي آمن بجدوى الشعر ودوره في حياة الناس وأمزجتهم.

إن الشاعر الفذ إدريس الجاي يعتبر من أقطاب الإبداع في هذا الوطن، خصوصا وأن أجيالا من الشعراء قد تخرجت من مدرسة الإذاعة الوطنية من خلال برنامجه التوجيهي: مع ناشئة الأدب، علما بأن الراحل إدريس الجاي كان من الطاقات الأساسية التي ساهمت في بناء الإذاعة المغربية في مرحلة ما بعد الاستقلال.

وقد حظي الشاعر إدريس الجاي بعناية كريمة متواصلة من طرف جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني أكرم الله مثواه الذي كان يخصه بعطف سابغ خلال كثير من المناسبات الوطنية؛ حيث كان يلقي قصائده العصماء في حضرة جلالته، كما كان يوثره بالتفاتات مباركة، حيث يجعله ضمن خاصته من الأدباء والفنانين الذين يرافقون جلالته في بعض رحلاته الخارجية.

ويعتبر أمر جلالته السامي بالتكفل بطبع ديوانه الوحيد (السوانح) مكرمة تحفظها الأجيال الحاضرة واللاحقة.

تاونات

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.