هذه هي سيرة الشيخ العلامة الأديب محمد بن علي الفشتالي أبو عبد الله

كتاب النسمات في تراجم علماء وصلحاء إقليم تاونات

كتاب النسمات في تراجم علماء وصلحاء إقليم تاونات 

تاونات:خاص بجريدة “تاونات نت”/نسب الشيخ العلامة الأديب محمد بن علي الفشتالي أبو عبد الله وولادته :

هو ابو عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن وقيل ابن ابراهيم بدل عبد الرحمن الفشتالي نسبة الى قبيلة فشتالة.

ولد ابو عبد الله محمد بن علي الفشتالي سنة 956ه/1549م. وهي السنة التي ولد فيها الشيخ العلامة الوزير سيدي ابو فارس عبد العزيز بن محمد الفشتالي ولعل ولادته كانت في قبيلته ابي فارس عبد العزيز الفشتالي.

نشاته وتعليمه :

لعل النشاة التي نشا عليها ابو عبد الله محمد بن علي الفشتالي هي تلك النشاة التي نشا عليها الشيخ ابو فارس عبد العزيز لما يلحظ من تلقيهم العلوم وتحصيلهم لفنونها وحتى المهام التي زاولوها تكاد تكون موحدة بينهما وان لم يجمعهما المدشر الذي ولد كل واحد منهما فيهفقد جمعتهما القبيلة فشتالة وجامع القرويين والاساتذة الذين درسوا عليهم واخذوا عنهم خصوصا واننا نقرا ما يقوله الشيخ ابو فارس عبد العزيز الفشتالي عن ابي عبد الله محمد بن علي الفشتالي ويصفه باوصاف لا يقولها احد في اخر الا بعد صحبة وعشرة طويلة يقول ابو فارس عند الحديث عن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف الذي يقيمه السلطان احمد المنصور الذهبي وانشاد الشعراء في هذا الحفل البهيج باشعارهم بالترتيب في الشاعر الاديب محمد بن علي الفشتالي وتلاه الفقيه الكاتب شعلة ذكاء ومحرز خصل السبق في مضمار الانشاد النابه الترية العزيز المكانة المغدق السجية المسترسل الطبع العذب الفكاهة الحلو الناذرة المبرز في اشتات الفضائل الاخ الكريم والولي الحميم ابو عبد الله محمد بن علي الفشتالي.

شيوخه :

قال الاديب محمد بن تاويت في معرض حديثه عن نثر الوزير القاضي الاديب الشاعر ابو عبد الله محمد الفشتالي وينم عن مشاركة له في عدة فنون وهذا ما يوحي الى ان محمد الفشتالي قد درس على عدد كبير من العلماء والادباء والفقهاء ونذكر منهم على سبيل المثال :

–         الفقيه العلامة شيخ الاسلام ابو العباس احمد بن علي بن عبد الله الرحمن بن عبد الله المنجور المكناسي النجار الفاسي المولد والدار المتوفي سنة 995ه/1586م.

–         الفقيه العلامة حامل لواء المذهب المالكي ومرجع النوازل قاضي الجماعة ابو مالك عبد الواحد الحميدي المتوفي سنة 1003ه/1594م.

–         الفقيه العالم المفتي خطيب جامع القرويين ابو زكرياء يحيى الثاني بن محمد السراج حفيد يحيى الاكبر المتوفي سنة 1007ه/1598م.

المهام التي زاولها :  

ان الشيم التي تخلق بها الاديب محمد بن علي الفشتالي بالاضافة الى ما اتصف به من النباهة والنزاهة والذكاء مما كان سبب اختيار السلطان احمد المنصور له وحظي عنده زمن خلافته بالمكانة العالية حيث تولى في عهده مهام متعددة منها :

كاتب في ديوان انشاء السلطان واثناء هذه المهمة حدث له امر مع السلطان احمد المنصور يحكيه عند ابن بلدته وابن قبيلته ابو فارس عبد العزيز الفشتالي في مناهل الصفا اذكر بعض ما يحضرني ليكون عنوانا على ما وراءه مرض لصاحبي ووليي الكاتب أبي عبد الله محمد بن علي الفشتالي صبي صغير مرضا اشرف به على الاياس واتفق ان جاءه يوما بالديوان الكريم النذير من منزله بإشراف الولد على الفوت فأرهقته الشفقة التي تجد الوالد وأزعجته إلى منزله قلقا ثم عرض بروز مولانا أمير المؤمنين ايده الله للديوان الكريم فاستدعاني وأملى علي من المهمات ما تتعين في كتبه المشاركة والمعاضدة قصدا للانجاز والمبادرة وسألني عن صاحبي بما كان ظهيرا وردءا لي عن الإنشاءات التي اختصتني وإياه العناية الأمامية بالنهوض بأعبائها والأمانة على أسرارها وكنت جهلت السبب الذي أزعجه وخفي عني وجه العذر فاستشاط مولانا امير المؤمنين أيده الله غضبا لغدوه من قبل ان يحين الرواح وبعث عنه أيده الله مستحثا له فلم اشك ان وصل ان يصب عليه من العتاب والملامة سوط عذاب وأهمني ذلك شفقا على صاحبي من موقف الخجل والارتباك فوصل وأعرب عن حاله وأبان وجه عذره فما كان الا ان رق ايده الله للحال واستحال من حينه الغضب الى الرحمة وجعل يسائل أيده الله عن حال الصبي ومرضه سؤال مشفق وبالغ في ذلك إلى أن قال له أيده الله ان أمراض الصبيان قلما ينجح في علاجها الا طب العجائز ولا كعجائز دارنا فابعث من بسائلهن و من الامثلة على مهمة الكتابة في الديوان هي تلك الرسائل التي كان يكتبها عن السلطان الى ملك الاتراك ووزيره وجيش الجزائر وما الى ذلك.

تقلده منصب الوزير يقول الشيخ عبد الله كنون ابو عبد الله بن علي بن ابراهيم الفشتالي احد وزراء المنصور.

تقلده منصب سفير بتوركيا قال ابو العباس احمد بن محمد بن ابي العافية ابن القاضي المكناسي ورحل الى القسطنطينية استعمله مخدومه مولانا ابو العباس السلطان الاعظم والهمام الافخم المجاهد احمد المنصور الشريف الحسني في السفارة بعثه سفيرا لملك الاتراك.

اثاره :

لقد حظي محمد بن علي الفشتالي بعناية فائقة واهتمام بالغ لدى رفقائه واصدقائه المقربين اليه فمدحوه واشادوا بشاعريته وبراعته في الظم  والنثر فقال الاديب الخفاجي الذي خصه بترجمة وافية في كتابه ريحانة الالبا فكنت اذا جاذبته اهداب الاداب واجلت في ناديه قداح الخطاب كاني جاث بين الفرزدق او جرير لانه بصير بعورات الكلام خبير وقال الاديب الوزير بلديه وابن قبيلته الفقيه الكاتب المجيد والاديبب الذي يبدئ فن المحاسن ويعيد صاحب القلم الذي يصيب من الاغراض كلاها ومفاصلها وتعترف له بقوة امضاء من الصوارم مناصلها.

 وقال ابن القاضي وزير القلم الاعلى الكاتب الاديب البليغ . فهؤلاء من معاصريه وغيرهم الذين شهدوا له بالبراعة في قرض الشعر والمهارة الفائقة في الكتابة النثرية لم تكن منطقة من فراغ بل من خلال ما ترك من اثار في النوعين قال ابن القاضي وله نظم رائق ونثر فائق ومن هذه الاثار من الكتابات والتأليف :

–         نظم وفيات ابن قنفذ قال العالم المؤرخ محمد بن الطيب القادري ومن بدائع نظمه قصيدته البديعة  التاريخية التي نظم فيها ما تضمنه تاليف ابن قنفذ من وفيات الاعيان من زمان النبوة المحمدية الى تمام المائة الثمانية وزاد عليها الى تمام الف سنة وذليلها ابو عبد الله المكلاتي واشار لوفاة صاحب الترجمة فيها بقوله :

شكا الدهر فقد ناظم وبكى له                         بكاء محمب بان عن مترجل 

 وهي قصيدة لامية في مخطوطة بالخزانة الوطنية بالرباط تحت رقم 487د وقال الشيخ عبد الله كنون من ماثره الادبية اللامية التي نظم فيها ما تضمنه تاليف ابن قنفذ في وفيات الاعيان من زمن البعثة الى تمام المائة الثامنة وزاد عليه الى تمام الف سنة رامزا الى التواريخ بنقط الحروف الابجدية على ما شاع عند ادباء العصور المتاخرة وقد ذيل على هذه القصيدة الاديب المكلاتي واشار الى وفاة المترجم بقوله :

 شكا الدهر فقد نازم وبكى له              بكاء محب بان عن مترجل

وقالت نجاة المريني في هذه اللامية ومن مؤلفاته ايضا منظومة من البحر و وفيات ابن القاضي ولقط الفرائد وتقع في مائة واربعة وتسعين بيتا وفيها استوعب وفيات الاعيان من ظهور الاسلام الى تمام المائة العاشرة للجهرة وهي مخطوطة في نسختين :

احداهما بقسم الوثائق والمخطوطات بالرباط.

والثانية بالخزانة الحسنية بالرباط.

–         عدة قصاعد شعرية متنوعة ومتفرقة وقد بذلت الاستاذة نجاة المريني مجهودا تشكر عليه في جمع اشعار الاديب محمد الفشتالي المتفرقة وضبطها وتحقيقها حيث تقول في معلمة المغرب وقد عملت على جمع اشعاره المتفرقة وضبطها وتحقيقها من مصادر العصر وغيره في كتابي الشعر المغربي في عصر المنصور السعدي وصنعت له ديوانا شعريا جعلته ضمن ملحق الكتاب ويضم هذا الديوان عشر قصائد وسبع مقطوعات في سبع وثلاثمائة بيت توزعت بين المقطوعات التالية :

ü     اربع قصائد في المدح السلطاني.

ü     ثلاث مولديات .

ü     قصيدتان في الوصف .

ü     اربع مقطوعات سجالية.

ü     ثلاث مقطوعات في الغزل.

ü     ومقطوعة في التهنئة .

وهذه نماذج من اشعاره:

–         قصيدة في احدى مولدياته التي قالها بمناسبة الاحتفال للميلاد الكريم والتنويه بموسمه العظيم الذي كان يقيمه السلطان وينشد فيه الشعراء مديحهم بحضرته بالترتيب حسب ما جاء في مناهل الصفا حيث يقدم الوزير ابو فارس عبد العزيز الفشتالي من بلدته وابن قبيلته لقصيدته هاته بقوله وتلاه الفقيه الكاتب شعلة ذكاء ومحرز خصل السبق في مضمار الانشاد والنابة النزيه العزيز المكانة المغدق السجية المسترسل الطبع العذب الفكاهة الحلو الناذرة المبرز في اشتات الفضائل الاخ الكريم والولي الحميم ابو عبد الله محمد بن علي الفشتالي فانشد له :

اسرار وجدك من جفونك تعلم                    ولسان دمع عن هواك مترجتــــم

تخفي الغرام وفي الشهود عدالة                 لا يقبلون رشى على ان يكتمــــوا

دمع وسقم والسهاد وصفرة                       كل على الصبابة يرســـــــــــــــم

لم يرد من الف السلامة ان ما                 ء العين من نضج الفؤاد منعــــــــدم

اطبقت احشائي على نار الجوى                 فمنازل الصبر بها تتهـــــــــــــــدم

وتادبت فمن هويت جوارحي                    فالعين تنثر واللسان ينظــــــــــــــم

ان لم يفض دمعي على اخدوده في             صحن فــــــهو فــــــيه مبهــــــــــم

نار البعاد على خفاء مكانها                     احرق من نار العـــــــذاب والــــم

برق باقصى المشرقين وماؤه                   من مقلتي بــــــالمغربين بــــه دم

يا ساكني سلعا فقد سلع الحشى                من رقش موصول التفرق ارقــــــم

وسكنتم بالمنحنى من اضلعي                  وجرت دموعي بالعتيق علـــــــــيكم

وروت حديث ابي الزناد جوانحي              نوم المضاجع عن قتادة يحــــــــرم

بتولهي وتولحي وشوقي                       وتشوقي لــــــورد طيف منكـــــــــم

لانا الذي سلت يد النوى                        سيفا من المهجران وهو مصــــمم

يا بادي النخل النجاب بمهمه                   ضـــل الظليم بــــه ونســـر قشعهم

اغواله وقف على ارجائه                       فــــــالريح ان مــرت به تتـــــــرنم

فاضت مياه جهاته وتلاطمت                    امــــــــواج الــــه فــلا تتجشـــــــم

الف اغتيال السالكين بقفره                     بطشا فلا تكاد نفــــــــس تســــــلــم

صفر البسايط والذرى متهيب                   بالال عن درك الحيـــــــــا يتلـــــثم

تطفو النجائب فوقه فكانها                   سفن يــــــــدافعهن يم خضـــــــــرم

تسمو على كفل النجود وتارة               ترسب في خــضر الوهاد وتتهــــــم

رفقا على قلب الذي ذهبت به               تلك النواحي في النوى تتحكـــــــــم

هن اقسى لرمي اهداف المنى               اوتارها الحدا ونحن الاسهـــــــــــم

واذا المطى بنا بلغن محمدا                 فظهورهم على الرجال تحــــــــــرم

ولها المراعي الخضر حول مناهل         زرق ببيض ازاهر تتنعـــــــــــــــــم

بلغت بنا شمس الرسالة والهدى           سيف الالوهية الذي لا يقحـــــــــــم

تاج النبوءة سرها وجلالها                 العروة الوثقى الملاذ الاعصــــــــم

يا طلعة بمولد جذلت بها                   الدنيا لها ثغر العلا يبتســــــــــــــــم

عم السرور العالمين وقد عدا             عرس بها للكائنات وموســــــــــــــم

ايوان كسرى ساجد شكرا وش           هب الافق ترمي المحرقات وترجــــــم

غاضت بحيرة ساوة كخمود  نا           ر الـــــفرس للنور الذي هو اعظـــــم

يا خير من عنت الوجوه لجاهه            وهو الوسيلة للجنان وسلــــــــــــــم

طلعت شموس الدين في افق العلا         بك وانتاى للشرك ليل مظلـــــــــــــم

وغدا بك الكفر كان عيونه                 مطروفة اوفت فيها حصـــــــــــــــرم

فباي ايات التحدي يعتني                  فكري ونطقي بالفهاهة ملجــــــــــــــم

ابانفجار الماء من بين انا                 مل حكاها النهر وهو مفصــــــــــــــــم

ام بانشقاق البدر وفق اللذاتي            عـــــــلى شرط الــــــذي يتوهـــــــــــم

ام بالاساليب التي بيمينها                 ســــــيف البلاغة وهو عضب مخـــدم

يفرى به غلب الرقاب من الاولى        جـــــــاءتهم عصــم الفصاحة تخـــــدم

واتى مسيلمة اليمامة افكه               فكان منه علــــــى الحماقة ميســــــــم

اترى الخواق من مخارق كاذب         محمــــــد لا يستــــــوي ومذمــــــــــــم

شب ابو لهب ضرام لهيب               ومن القرابــــــة مـــــن يضر ويؤلــــــم

قبل الدعاء على الصناديد الالي         سحبوا الـــــى غور القلب واســـــــلموا

يا خير من نيطت بعروة عزه الا                 سباب وهي وثيقـــة لا تفصـــم

يا خير من خطت رواحل الدجا                   بفائه واليوم صــــعب ايـــــــوم

اوصاف قدرك منهل متهيب                     وعليه اطيــــار المدائح حــــــوم

ان كان قد اثنى عليك الوحي يا                 عين الوجود فمـــا لنــا متكلــــــم

قل للذي حاك القريض لا نت في                جنب ثنــــاء الله الكـــــن ابكـــــم

فاثن العنان لنجله وسليله                       المنصــور اي وسيلـة لا تحــــرم

ملك ترى الاملاك خاضعة له                    لتحوز عزا مــن حمــــاه يقســــم

ودت عداه ان تكون رعية                      اخذا من الراي بما هـــــو احـــزم

طود يلوذ بعزه وبعدله                          دين الرسول من الفساد فيعصـــم

الملك المنصور نجل الما                       لك المهدي سبط محمد وهم هـــم

لهم الغطارفة الذين توارثوا                    مجدا بنوه على النجوم فخيمـــــوا

انت الذي بكر الخلافة حزتها                  فــــي المازق فيـــه القنا يتحطـــــم

ولبوس باسك في المخازن اردى             وســـط المخازي بستيان الاشـــــام

وبريت ارزاق الطيور من العدا               فتخــــــاف اخلاف المواعــد فيهـــم

داست قبائلك القبائل واعتلا                   كعــب ايـالـتــــــك التـي لا تســــــام

جهزت جيشك وهو عذاب كوثر              عدلا ونـــار بالتهامـــــة تضـــــــرم

فارفق على القوم الذين تريدهم              فهم السوام وانت فيهـــم ضيغـــــــم

وطدت في السودان مملكة لها               بين المغارب والمشـــــارق مجثــــم

فغزوتهم بصواهل وبوازل                   يدري عنافتها الوجيه وشدقــــــــــم

بخلائق ضريبة شهدية                       ساما وصاب في الحروب وعلقــــم

وعواسل بجحافل وفساطل                  عقدت برودا بالقشــــاعم ترقـــــــــم

وقواضب عربية قرشية                     علـــوية حسنيــــــــة لا تهـــــــــدم

رضاعة مهج الكما تاما درى                الانذال إن أن رضيعـــــها لا يفطــم

بكتائب لون السماء دروعها                وفلا نص الفرسان فيــــها الاتحـــــم

دكن لهم من الاسئلة اعين                   ومن مثار النقع ثـــــوب اسحــــــم

خرس كما ركد الادى شهامة                ولسان سيفك في الطــــلا يتكلــــــم

ايم الفنات يغوص في يم الدرو             ع كــــانه بــــدم القلــــــوب متيــــــم

اما ترى سمر الرماح يسودها                كالبيض في الافــرانج دابا تحطــم

فاجتحت من بسنغاي اسحاقا وقد             حف بجيش السود وهو عرمــرم

ظنت حصاتك في الوجود فكل من             ناواك فهو بالمهــــابة يقصـــــــم

اهل الاقاليم ابد تاما ترى                      جــــــل الاقـــاليم بــــــذل سلمـــوا

فمدت الاملاك من اقطارها                    راح الضراعـــة رنجهــا والدليـــم

هذي العزائم قد ارشت نبالها                 فقســـــــيها الـــى بلــــب تسهــــم

فاجل قداح الراي واعقد راية                باليمن واركب فالنجــاح مطهــــــم

ابن الامام الظافر المهدي من                فض الجموع وهــــو فـــرد معلـــم

ناداكم السعد باعلى صوته                   والـــــدهر قـــــاد نجائبا فتسنمـــــوا

علمت بنو الدنيا جميعا انكم                   قوم لهم مـــــلك الــــوجود مسلــــم

دوموا لهذا الامر وابنوا بيته                 لا زال وهــــو بـــعزمكم مستحكـــــم

انبى القريض الخائضين بابحر              من مدح احمد فــــي الســـماء حللـــم

هذي الاناشيد التي تشدو بها                ورق البلاغــــــة بـــــالثنا وتـــرنــــم

من دوح فضلك يجتنى ثمر المنى           بيــــــد النشيــــــد مؤخـــــر ومقــــدم  

عذرا امير المؤمنين فمن غدا              يرسف في قيـــد المهابــــــة يفهـــــــم

وهذه قصيدة لما رجع من الصفارة هنا بها مخدوم هابا العباس احمد النمصور قال فيها :

هذا اعتذاري في الصبابة لاح                لمـــــــا تــبذت طلـعة كـــالصبــــاح

يقلها قد يميس كما يميــــــــــ                س  غصــــن بمـرور الــــريــــــاح

يا عاذلي لست انكر ما                       تحلى عليه فــــي غــــرام المـــــلاح

لكنني قضى على الهوى                     بحـــظ عدلــي نــرجـــس واقــــــاح

رسم متى حاججت مستظهرا                بــــه اتـــــانـي بمعلــــى القـــــــداح

فكب عن نشوان خمر الهوى             لونك فهــــــو منــــه ليـس بصــــاح

انى له بالصبر عن جؤدر                تشبـــيهـه بالشمــس ظلــــم صـــراح

لولا الافول والكسوف لصحح            قـــــول مــــن شبهـهــا بــالصبـــــاح

يا طامعا في عسل دونه السعال           يــــــزري بــقــــوام الــــــرمــــــاح

حذر من قوس الحواجب قد             اوقــــرهــــا لــحفـــظ شهـــــــد وراح

فكم اراشى السهد بالهدب كي           يـــريـــك تاثـير المــراض الصحــــاح

ظبي قلوب الاسد مرعى له              ولـــيس يرضـى بنبـــــات البطــــــاح

يا طلعة ما زلت احتج في                بـــرورها علــــــى عقـــوق اللــــواح

وطرة نادى دجاها على                  غــــــرة شمــس وجـــهه لا بــــــراح

وورد جنة يواصل من                    ماء الشبــــــاب بـــالغدو والــــرواح

وشنبا لبرقة بين سمـــــ                ـــــرة  القمــــور واللثــــات التيــــــاح

قد بان ظلم الناس اذا شبهوا            طــرفــــك بـــالنعـل ببيض الصفــــاح

والخذ بالورد الجني وبال                اغصان قـــــد اجــــال فيــــه الوشاح

يا ملبسي ثوب السقام اما                يـــكفيك خلعــــي العــذار افتضــــاح

انا الكثوم في فنون الهوى               لكن علــى مـــن شهــودي اتضــــاح

فخانني صبري فكنت اشدد               فـــي ادخــــاره اكـــفـــــا شــحـــــاح

من حسن عهد الطرف لما راى          كســـرا بقلـــبي لـــــزوم انفتــــــاح

وصب اخمادا لنار الجوى                دمعــــــا راه لــــــــم يعده فســــــاح

عطفا على صب يرى السم من          هجرك شهدا او ضـــريب اللــقــــاح

يا غصن روض الحسن من دوحة      مصونـــة الاجـــــــوار لا تستبـــــاح

هل نسمة تاتيك يا من عدت تجري       بـــه التيـــــه جـــــري جمـــــــاح

توهمت نفسي الوصال كمن               يطمح فـــــي الال بـرى القــــراح

رجوت واو الصدغ للعطف كي           احظى بهـــا ونلـــت وصـلا متـــاح

فقال لا من الحواجب قد نشدت            بنفي الــــوصال وجهـــا فــــــلاح

لما تجاهلت وقلت انا                       اسيركم والقـــــرب شيء مبــــاح

قال فواو الصدغ عاطفة                    لكن علــــى النفي امتناع السراح

ان كان نيل الطرف لا يرجى               فكيف ترجوا بالــوصال السمــــاح

 فدنت طوعا مثلما دنت الاملاك           للـمنصـــــــور قـــطــب الـكفـــــاح

عالمة انه في بعاثها                       عقاب لـــــيس معهـــــــا مـــــــزاح

بني على دين الرسول سياجا              احتمتـــــه فــــــي محسوم الـقراح

ملك مناط الشهب من دون ما              تطـــــا رجلاه بكـــــل اصطــــــلاح

فكيف  والشان اعظم قدران               يــفـــي بـــــه مقــــال الفصــــــاح

اي افتخار بعد فخر النــــــــ               ـــــــــبـــــوءة  واي انــشــــــراح

قد عقدت على صعاد العلى                رايـــــات مـلكـــه بـــايد النجــــاح

ان الملوك لتدير كؤوس الــــــ            ــرعب منه فــــي النوادي الفســاح

نادى لسان النصر في جنده               بنـي الحـــــروب وفحـــول النطاح

على الصليب ان يصوغ سلا               حه حلــــى كــــــل خـــــــود رداح  

يفتدي بها على خطر من                  بــــاس عزم المـــلك المستمـــــاح

رجا نسيءة لنسيانه                      صــــوت المتاني بتواني النيـــــاح

راى الملوك فريهم بالخازي              زمـــن المنصــور وابدى احتيــاج

يا ابن الملوك والملوك لهم              عنهم قصور فـــي ضروب السماح

هم اركبوا الملك النجوم ووش           شحـوه بــــالجـــوازء اي اتشـــاح

من كل غطريف يباشر من               نار الحروب مــن سهـــاها افـتداح

كانت معالي الملك في صورة الــــــ      ـــــحسناء تحت ستائــر ووضــاح

تلراقب الاكفاء حتى تراءت               فقــــــالت :نـــعم كفئا :النكــــــاح 

امهرتها تسعين الفا غدت                قتلــى واســرى في ثقال الجــراح

بذلت نفسا حرة دابها                    رضـي الالــــه  مغتـــدي ومـــــراح

ما زال سيفك يفاخر فيها الر            مـــــح بـــالسبق لمثـــــل الاحـــــاح

حتى تجلى عن غياهبها نص              ر تلقـــاك بــــــوجه وضـــــــاح

فابت والفتح الهني تواصل اغــــ          ـــــــــتباق انســـــه بـاصطبـاح

هذي الفعال والاسود متلى                 صالت ارتنا بالصيال الصــــياح

كانت ترى الدهور وقد تنا                  فسـت فيــــك لــفرط ارتيــــــــاح

ما اسعد العصر الذي فاز من              عليـاك عنهــا لـو قهر الصــــلاح

متى عقدت الراي او راية                  قدحت زنـد النجــم عين سحـــاح

اطرت الباب الورى لك من                 اقطـــــارهـا شوقـــا بغير جنــــاح

وفي قبول الخلق اقوى دليــ                ـــــــل في قبول الله كل اقتــــراح

خذ نفسك السمحاء عفوا فقد               حـزت مطامع مـــــلوك النـــــواح

اما رضيت ان تفوتهم في                   كــل فعــل جــال فيــه امتــــــداح

فاركب سوابق الليالي ولا                  تخش عثـــارها لفـرط المــــــراح

وانعم بملك سيعم الورى                   دل علــى الــــدوام فيـــه افتتـــاح

وله موشح ايضا تقول الاساتذة نجاة المريني وللفشتالي موشحة يتيمة في المدح انفردت بروايتها درة الحجال جاء في هذا الموشح :

طلعة كالصباح احسنوا عذري في          فـــــــــــــي قضيب البـــــــــال

قوس الحواجب وترها المزاح               قتــــــــــل الهيمــــــــــــــــــان

انظر الى سيف العيون المراض            دون تحدـــــــــــــــــــــــــــــــيد

زاد على فعل السيوف المواضي             حـــــــــــــــــــال توريـــــــــــد

للمبتلي مثلي بحسن البياض                 ثــــــــــــــم تسهيــــــــــــــــــد

يا ليت شعري هل وصله بامتداح            يـــــــــا بنــــــي زيــــــــــــدان

حضر الكتائب حمر القنى والصفاح         قـــــــاهر الصلبـــــــــــــــــــان

اهل المنن بيت الملوك العظام                معشـــــــــــر النصــــــــــــــــر

بنى الحسن نجل الرسول التهامي            منبـــــــــــــــع الفخــــــــــــــر

ملك الزمان لاحمد بن الامام                 مــــــــلك العــصــــــــــــــــــــر

لا زال يجري ضرع المنن والنحاج          بيـــــــــــد السلــــــــــــــــــوان

ما قائل قولا يفيض السماح               مــــــن يـــــــد السلطـــــــــــــان

اما نثره الفائق فتقول الاساتذة نجاة المريني عنه فاغلب ما نتوفر عليه رسائله السياسية ضمن كتاب رسائل سعدية الذي اعتنى بجمعه وتبويبه عبد الله كنون وصدر سنة 1952 وتقع هذه الرسائل في ثمان عشرة رسالة كتبها عن السلطان المذكور بعضها الى سلطان الاتراك وبعضها الى جيش الجزائر وبعضها الى اهل توات واشياخهم وتمتاز هذه الرسائل بدقتها وضبط تواريخها واسلوبها الانيق المسجوع…

وهاتان رسالتين من بين رسائله :

رسالة الى احد وزراء الاتراك كتبها عن المنصور – كما يقول محمد بن تاويت – ورد فيها :

( المرتبة التي ما زالت عظمتها تنشر على صعاد العز الموصول واعلام جلالها تخفق على هضاب الرعي المتلقى بالقبول وحسن الاختيار الخاقاني في استخلاصها متمحض التمكين والخلوص ومدود اسماء اكبارها لا تقصره النقول والنصوص والمكانة الراسخة القدم في درج المعالي الجامعة في استنتاج الفضائل بين المقدم والتالي الحائزة من المثابة العثمانية في حلبات الاضراب والاكفاء قصب  السباق الفائزة من جلائل ايثارها وادناها بنفائس الاعلاق والمنزلة التي لها من خلوص الاعتلاق بتلك الايالة الخاقانية ما اشرف شموسها واقمارها واناطت بعرى قاعدتها العثمانية من حبائل محبتها واسباب وصلتها ما فسح اطناب معاليها واجل مقدارها واعملت عزائمها فيما اجال لديها قداح مرضاتها  وادارها منزلة الوزير الاعظم الكبير الجليل الخطير الاقرب الوجيه المشاور الاشهر الاشمخ ابي فلان باشا يسر له من اسباب البر ما شاء سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اما بعد حمد الله الذي جعل هذا الامر الكريم منازا لاقامة اود الدين ظاهرا واختار لمحبته من سبقت له السعادة من عباده المؤمنين وجعل لهم منه مساعدا وظهيرا واتحف منه اكناف البسيطة واقطار المعمور بسياج لا يزال وهاجا وامطر من السماء معاليه لاوليائه غيث فضل لا ينفك  ثجاجا وحكم باتلاف وشائج الارواح مع تنائي مقار الاشباح وانتقى لمحبة بيت نبيه (ص) من زاد في السعادة على غيره واربى وقال جل اسمه اثر اظهار خطر الموعود به : ” قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى ” وانفس المذخور المتخذ عند الرحمان عهدا  ” ان الذين ءامنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا “. والصلاة والسلام على عروس الحضرة القدسية الذي اعيى وصف كماله المنازع ولو سحبانية  والاساليب ولو قسية سر الكون ونتيجة قياسه وخلاصة الوجود على تباين انواعه وتفاصيل اجناسه سيدنا ومولانا محمد الذي انصدع فجر دعوته الغراء عن ليل الكفر والشقاق وجاء وادى اية البينات فطم على القرى في الاقطار والافاق وعلى اله الذين حافظوا على سنته محافظة الكريم على عرضه والبخيل على عرضه ودافعوا حوزتها بكل ماضي الغرار من الالسنة الزرق والبواتر الحرار حتى اذعن العصي  واخلد الابي وانتظم القريب والقصي وعن صحابته الذين شدوا في نصرة دين الله حيازيم العزائم ولم يكتفوا بكرائم الاموال حتى بذلوا النفوس الكرائم فانا كتبناه اليكم كتب الله لكم من المسرات المستمرة اوفرها نصيبا وجعل لكم في الكمال سهما لا يزال مصيبا من الحضرة المراكشية حاطها الله حيث عزائمنا الجهادية مشحوذة المدى وهممنا العلوية فيما يرضي الله ويسخط عدو دينه بعيدة المدى وجياد المذاكي لارهابه مرتبطة وجمل الاحوال في انتظام شمل الاسلام منة الله متناسبة مرتبطة وملة التوحيد بهذه الاقطار لا تزال تعض التثليث منها بانياب مسمومة وتنثر اشلاءه وقد كانت بمدد الامهال منظومة فاتلفت والشكر لله ملة الاسلام اي ائتلاف ولم يجر الوهم في خللها خيط تنافر ولا اختلاف وصنع الله لهذا الامر العلي الذي ما زالت ادوار السعود متحركة بامانيه ولا برحت اناء الجديدين مجدة في تحصيل بشائره وتهانيه وزاده اللع عزا وظهورا وابقاه في عين الوجود نورا مفعم الحياض انيق الرياض ولله المنة.     

هذا ومصدر هذا المدرج الكريم اليكم تقرير ود تلوح من لدنكم دلائله وتروق من تلقائكم بكره واصائله وما يعرض لكم بهذه الانحاء فمقابل مرادكم فيهان شاء الله بالتسهيل ومتلقى بوجه من الترحيب جميل ادام الله تعالى كرامتكم وتولى بمنه كلاءكم والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

رسالة كتبها على لسان السلطان مخاطبا جيش الجزائر على ولائه وطاعته جاء فيها اما بعد حمد الله الذي جعل الملة الاسلامية نورا في البسيطة وهاجا وامطر من سحائب الائتلاف على نصرتها ماء لا يزال بمنة الله ثجاجا واصطفى لذلك من خلقه عصائب لا تنفك على الحق ظاهرة وفي اجتثاث اصول الكفر متناصرةمتظاهرة. الى ان يقول هذا وقد تادى لمخلنا العلي من مدرجكم المعتبر ما فض عن ليل نفسه ختامه وحسر عن وجه مقتضاه لثامه فلاح بتضاعيفه من ودادكم المحض لهذا الجناب والخلوص الذي لا يتطرق الى صفوه كدر ارتياب ما اسفر لكم عن وجه الاقبال وسيما واعقب لولائكم به عرفا عاطرا ونسيما.

اقوال العلماء فيه :

لقد احتل الاديب الشاعر ابو عبد الله بن علي الفشتالي الصدارة في الادب في عصره وذلك لمهارته في الصناعة وبراعته في الشعر وتفننه في ضروب النظم بالاضافة الى المكانة التي حظي بها عند السلطان احمد المنصور الذهبي كان وزيرا وكاتبا مما دعا الادباء يثنون عليه كثيرا ومن اقوالهم فيه :

–         قول العالم عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الفاسي الفهري حيث قال فيه كان اديبا حافظا كاتبا بليغا كثير التمثل بالاشعار والحكم والادب وحسن الخط متقن الضبط ذا حظ صالح من قرض الشعر.

–         قول العالم محمد بن الطيب القادري جاء فيه الفقيه الكاتب الاديب ابو عبد الله محمد بن علي الفشتالي صاحب الانظام الرائقة والاشارات الفائقة اعجوبة الدهر وفريدة عقد العصر ياتي في رسائله بالعجائب ويسحر في ترسله الالباب كتب للمنصور احمد الذهبي فابهج حضرته وانار طلعته.

–         قول العالم ابي العباس احمد بن محمد بن ابي العافية ابن القاضي المكناسي جاء فيه محمد بن علي بن ابراهيم ابو عبد الله يعرف بالفشتالي ووزير القلم الاعلى الكاتب الاديب البليغ الشهير الذكر بالمغرب وهو علم في الفضيلة والسراوة ومكارم الاخلاق وكرم النفس واسع الايثار متين الحرمة عالي الهمة كاتب بليغ اديب شاعر حسن الخط يكتب خطوطا على انواع كلها على جميل الانطباع فصيح القلم ذكي الشيم موثر لاهل العلم والادب بر باهل الفضل والحسب نفقت بوجوده للفضائل افاق وله ولوع بالادب وصبابة باقتناء الكتب وله نظم رائق ونثر فائق.

–         قول العالم الاديب عبد الله كنون قال فيه ابو عبد الله بن علي بن ابراهيم الفشتالي احد وزراء المنصور ومن صدور الادباء في عصره كان كاتبا مجودا ماهرا في الصناعة شاعرا بارعا متفننا في ضروب النظم قال صاحب الريحانة في حقه ” وزير مولاي احمد اديب فاس وريحانة فضائلها الاكياس تقدم فيها متقلدا قلادة انشائها فائقا برسائله على سائر ادبائها وله ماء شعر تشربه افواه الاسماع ورياض منثور تغرد جمائم بمطرب الاسجاع”.

–         قول رفيقه في العشرة والمهنة وابن قبيلته وبلديه ابي فارس عبد العزيز الفشتالي حيث جاء فيه الكاتب البارع الاصيل الفقيه الكاتب المجيد والاديب الذي يبديء فن المحاسن ويعيد صاحب القلم الذي يصيب من الاغراض كلائها ومفاصلها وتعترف له بقوة امضاء من الصوارم مناصلها والفقر التي رفعت للبلاغة لواء وارتدت من المحاسن رداء وضرب بها المثل في العذوبة ولقلوب الادباء خلوية الفقيه الكاتب شعلة ذكاء ومحرز خصل السبق في مضمار الانشاء النابه الترية العزيز المكانة المغدق السجية المسترسل الطبع العذب الفكاهة الحلو النادرة المبرز في اشتات الفضائل الاخ الكريم والولي الحميم.

–         وقول ما جاء ي معلمة المغرب : ومحمد بن علي الفشتالي من الشعراء الذين نالوا الحظوة في بلاط السلطان احمد المنصور السعدي فتبوا رئاسة القلم ليشارك المؤرخ الوزير المنصب مدة من الزمن.

وفاته :

لقد توفي الاديب الشاعر الكاتب ابو عبد الله محمد بن علي بن عبد الرحمن الفشتالي عام 1021ه/1612م. فرحمه الله رحمة واسعة حيث استفاد من نعمتي الصحة والفراغ الذي قال فيهما رسول الله (ص) نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ فكان رحمه الله ممن انشد فيهم العالم الاديب ابو القاسم الجزي.

لكــل بنب الدنيــــا مراد ومقصــــد            وان مــرادي صحة وفــــــراغ

لابلغ فـــي علم الشــــــريعة مبلــغا            يكون بــه لي للجنان بـــــــلاغ

وفي مثل هذا فليتنافس اولو النهى           وحبي مــن الدنيا الغرور بــلاغ

فما الفوز الا فـــي النعيم موبــــــد            به العيش رغد والشراب سـاغ    

فنال مراده ومقصوده من النعمتين باكتساب نعمة العلم التي تنافس فيها فجمع بين العلوم الشرعية والادبية بشهادة اقرانه ومعاصريه من العلماء والادباء فحاز حظوة وفخرا في الدولة السعدية عهد الخليفة احمد المنصور وذلك بالمهام الجسيمة التي كان يشغلها ويقوم بها قال الامام علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه :

مــا الفخر الا لاهــل العلم انــهم           على الهدى لمن استهدى ادلاء

وقدر كل امريء ما كان يحسنه           والجاهلون لاهل العلم اعــــداء

ففز بعلم تعش حيـا بـه ابــــــدا            الناس موتى واهل العلم احيــاء

نعم انه فخر وحياة ادبية لصاحبه في حياته وبعد مماته ولكن موته يعتبر الله وجهه ورضي الله عنه العالم افضل من الصائم القائم المجاهد واذا مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها الا خلف منه.

فرحم الله الشيخ الاديب ابا عبد الرحمن الفشتالي رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته امين والحمد لله رب العالمين.

المؤلف: ذ. عبد الكريم احميدوش كاتب وعضو المجلس العلمي لتاونات

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7245

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى