مجموعة “حروف ثايرة”التاوناتية تدعو إلى التعايش بين الأديان في عملها الجديد
“هدف كل ثورة إحداث التغيير. وتعريف هذا التغيير يخلق عالما أفضل” يقول عبد السلام دحماني قائد فرقة الراب «حروق ثايرة». من هذا المنطلق أطلق مشروع أغنية «نحلم حول» يروم تفكيك المعنى الحقيقي لحروف الثورة. ورسائلها المضمرة بين ثناياها «أنها موجهة إلى الإنسان أينما كان في المقام الأول، وتشجع على الحب والسلام وخاصة التعايش بين الديانات»، لم يكن مشروع «نحلم حول» وليد اليوم، بل ظل يحمله، ويحلم به عبد السلام الملقب بـ«اللسان الحر» وأخوه جعفر الملقب بـ «عفريت» طيلة ثلاث سنوات، في كل مرة ينضاف اسم مغن جديد حتى اكتمل العقد، وباتت كل الشروط جاهزة للدخول إلى الأستوديو. «نحلم حول» أسست بها مجموعة “حروف ثايرة التاوناتية “لتجربة غير مسبوقة في إطار مجموعات الموسيقى البديلة من زاويتين. الأولى أن قطعة واحدة التف حولها فنانون ينتمون إلى ثفاقات وجنسيات مختلفة. من المغرب المغنية الشابة كوينزي، والفنان الريغي الكناوي نعمان. الرابور بيغ يوس المنحدر من غينيا كوناكري. المغنية فانيسا قادمة هي الأخرى من غينيا الاستوائية. الصين ممثلة ضمن القطعة من خلال دافيد ليو. البصمة العراقية حاضرة عبر الإيقاعات الموسيقية، ووضعها المؤلف الموسيقي حميد العبيدي. كل هاته الأسماء «التقيتها بجامعة محمد الخامس أكدال حيث أدرس هناك، التقيت أول الأمر بالغيني بيغ يوس، وهو من استقدم فانيساو الصيني بالصدقة جمعني لقاء به بالكلية وشرحت له المشروع، وسألته ما إذا كان يعرف فنانا من بلده يحب الانخراط معنا، فاقترح نفسه واتفقنا على كل التفاصيل» يوضح عبد السلام.
الزاوية الثانية، أن كل فنان ينتمي أو يمثل نمطا فنيا لا يشبه الأنماط الأخرى، وهو ما منح للتجرية زخما فنيا من حيث الألوان الموسيقية المتحاورة مع بعضها البعض داخل القطعة الواحدة من راب وأرنبي وسول والريغي والبوب والكناوي وكونتري… كل فنان أدى أسلوبه في تناغم مع باقي الأساليب الموسيقية الأخرى. لم يكن كاتب كلمات هذا السينغل واحدا، بل شارك كل فنان بنصه الخاص، وألف «ثمانية سطور بلغته أداها بنفسه والعراقي من ألف الموسيقى كان سيشارك معنا في الغناء، لكن عقد العمل بالإمارات عجل بسفره بعدما انتهى من كومبوزيسيون ديال الموسيقى. نستعد الآن لتنظيم ندوة صحفية نطلع فيها الإعلام على كل تفاصيل هذا العمل » يقول قائد “حروف ثايرة”.
إلى ذلك، بعد مقاساة ومعاناة طرح أول باكورة فنية لمجموعة «حروف ثايرة» تسنى لهم إصدارها بعد ما فرض عليهم ضعف الإمكانيات، وافتقار مدينتهم الصغيرة”تاونات”لأي استوديو للتسجيل، تأجيل هذا الحلم أيضا ردحا من الزمن، ومع حلول العام الجاري استقر رأي الأخوين دحماني على إخراج أول بصمة غنائية لهما الموسومة بـ «الحروف الثايرة» مهما كلف الثمن،،مهما كان، ولو اضطرا إلى تحمل كل مصاريفه، وهو ما كان فعلا، إذ لم يجدا بدا، وسبيلا آخر غير اعتماد الإنتاج الذاتي كما هو حال كل مجموعات الراب. ضم عشر قطع هي كالتالي “تاوناتي”. «حروف ثايرة». «تاوناتي سيتي». «الغضب» فيتورينغ مع لامين. “قضية شعب” مع لامين وبلاك جاكوار وبشرى ويوسف وبرانس. «آخر المطاف» فيتورينغ مع نورمان من الرباط. «طريق لي ما منو رجوع». «حس بيك» فيتورينغ مع زودياك ولبنى ولامين. وقطعتان بالإنجليزية «هي يو» فيتورينغ مع الغيني بيك يوس و«المال والشهرة» مع زودياك من تمارة. عبد السلام وجعفر الدحماني مثال لشباب ينحدر من مدينة تسبح في بحر التهميش، أخذا على عاتقهما تقديم صورة استثناء داخل المشهد العام لمدينتهما تاونات «الحياة قاسية جدا هنا ولا شيء متوفر تقريبا، وأبناء المنطقة باتوا مشهورين إما بالحشيش أو الحبس» يقول عبد السلام. فهل استطاعا فعلا أن يغيرا من الواقع الصعب شيئا؟ «فترة قليلة بعد ظهور أول مجموعة للراب تحركت موجة محلية وكثرت محاولات الشباب باش يديروا مجموعات ديالهم في ظل الفراغ القاتل للي تيعانيو منو على مدى سنوات…» يجيب عبد السلام دحماني.
عن جريدة “الأحداث المغربية”
عن الكاتب
مواضيع ذات صلة
اكتب تعليق
لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.