تاونات:المنطقة الجبلية التي أنجبت قامات سياسية ورياضية وفنية وفكرية…تخصصت في إنتاج الوزراء والمعارضين لكنها ظلت خارج ركب التنمية
حسن البصري:عن جريدة “الأخبار”اليومية الورقية °/يعيش إقليم تاونات أغرب المفارقات، إذ يصنف في خانة المناطق التي أخطأتها مشاريع التنمية، وداستها الوعود الانتخابية، ويصنف في باب “المغرب غير النافع”، إذ كان هناك مغرب نافع فعلا… يعيش الإقليم عزلته الاجتماعية بالرغم من الأسماء الكبيرة والشخصيات المؤثرة في صناعة القرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفكري والحقوقي والفني وقس على ذلك، لذا يتباهى أبناء المنطقة الجبلية بكون هذا الربوع المعزول قد أنجب خير الكفاءات التي صنعت جزءا من تاريخ المغرب.
بالقدر الذي يفتخر فيه أبناء المنطقة بالشخصيات المنحدرة من تاونات ونواحيها، بالقدر الذي يرفعون شكاويهم الفايسبوكية لهؤلاء “الكوادر” التي ولدوا بهذه الربوع أو ترعرعوا فيها أو ينحدرون منها، ومنهم من لايزال يقيم بها أفراد عائلاتهم بمختلف درجات قرابتهم لهم، كي يساهموا في انتشال المنطقة من الإقصاء و التهميش الذي تعرفه.
تحت عبارة “حتى لا تنسوا تاونات…يا أعيان تاونات”، وجه شباب المنطقة رسائلهم وحملوا صرخاتهم لعدد من الشخصيات المؤثرة في صناعة القرار، أملا في مساعدتهم على رد الاعتبار لمسقط الرأس والقلب.
كثيرة هي الأسماء التي خرجت من إقليم تاونات وهي نكرة وعادت إليها بعد أن اصطفت في خانة النخب السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو الفنية، ومنها من أدار ظهره للجبل ونسي حياة العسر حين ارتمى في حضن اليسر.
يضيق المجال لسرد لائحة خريجي تاونات بمراكزها وقراها ودواويرها ومداشرها وقبائلها، لكن لابد من التذكير بالجذور حتى لا يصبح رجالات المنطقة مدانين بتهمة العقوق.
“الأخبار” تبحث في سجلات الحالة المدنية عن قصص الانتماء…
أبناء الجبل يتحدون قساوة الطبيعة
تصنف تاونات في خانة المناطق الجبلية، لأنه تجلس القرفصاء فوق تلال ترتفع عن سطح البحر بحوالي ألف متر، كما تعد امتدادا لمنطقة الريف الجبلية شمال المملكة، بغطاء نباتي غابوي وطبيعة تميل إلى الطابع القروي وسيطرة الجبال على تضاريس المنطقة. كل هذا التلاقح الطبيعي يحول المكان إلى فضاء ساحر بالرغم مما يخفيه من تجاعيد الألم وأعراض الخصاص.
من عين مديونة إلى أولاد آزم مرورا ببني وليد وبوعادل جبال اكتامة وامتيوة ومزراوة وعين عائشة وارغيوة ومرنيسة والوردزاغ و بني زروال، وأمركو ومولاي بوشتى… لا يمكن للمرء إلا أن يعيش على إيقاع “الماء والخضرة والوجه الحسن”. لكن الدراسات التاريخية أجمعت على الأصول الأمازيغية للمنطقة.
وحسب أحمد بونيف الباحث في تاريخ الثقافة الأمازيغية، فإن أصل الكلمة يعني “تانوالت”، وتعني “النوالة” لكن تعديلات في النطق والتداول حولتها إلى تاونات. ويرى آخرون أن الاسم الحقيقي للمنطقة هو مزياتة، وقيل إن هذا الإسم له علاقة بأشجار الزيتون المدرة للزيت.
لم ترتق تاونات إلى مستوى الإقليم إلا سنة 1977، بعد أن ظلت تعيش في معطف فاس، وتسمى أحواز فاس، ومع ارتقائها لهذا التصنيف بدأت المدينة والإقليم عموما يعرف تطورا في بنياته التحتية، دون أن تنقطع الصلة بفاس.
حسب إحصاء سنة 2014م، والإقليم يضم 45 جماعة قروية ، و5 باشويات وبلديات وهي: تاونات، وطهر السوق، وغفساي، وقرية أبا محمد، وتيسة. ولكل تجمع سكاني امتدادات قبلية، حسب ما جاء في كتاب “جبالة العالمة”.
صقور الداخلية يسكنون مغارات تاونات
لا يمكن حصر أسماء الشخصيات التي لها جذور “تاوناتية” في قطاع معين، بل إنها حاضرة في كل المجالات خاصة السياسية، بدءا بادريس البصري الذي رغم انتمائه الوجداني لمدينة سطات إلا أنه من جذور تاونات (بني زروال) التي عاش فيها أبوه العربي البصري قبل أن ينتقل والده إلى حاضرة الشاوية حيث عين حارسا بسجن عين علي مومن، وفي المدينة التي يحرسها سيدي لغليمي بنى أشهر وزير داخلية في تاريخ المغرب مجده السياسي.
ليس البصري هو وزير الداخلية الوحيد الذي نبت في تربة تاونات، هناك العديد من رجالات أم الوزارات والراسخين في السلطة، الذين تكشف دفاتر الحالة المدنية عن عمق الانتماء كوزير الداخلية أحمد الميداوي، الذي شاءت الصدف أن يخلف البصري ويتحول من تابع له إلى خصم أبدي، فضلا عن الراسخين في جهاز الداخلية أمثال طريشة والضريف…
رغم ارتباطه بالشاوية فإن البصري لم يتنكر لأبناء جلدته ودفع بطريشة والضريف إلى المواقع المتقدمة من السلطة، ومكنهم من امتيازات لا حدود لها ومظلة واقية ضد تقلبات الوظائف السامية(…).
في خريف سنة 1986، قرر البصري الاعتماد كليا على أبناء تاونات، وهو ما يرويه لحسن بروكسي رفيق دربه، “منذ ذلك الحين لم تعد تربطني علاقة عمل بالبصري، على الأقل بشكل رسمي، لقد غيّر الرجل جلد محيطه، وأصبحت “مجموعة تاونات” هي البديل لفريق السبعينيات، وهي مصدر ثقته بعد أن وضع جانبا رجالات الأمس، الذين كانوا يكنسون الأشواك من طريقه في بداية عهده بالسلطة، بينما بدأت أسهم طريشة والضريف ومن يدور في فلكهما ترتفع يوما بعد يوم، رغم أن هذين الأخيرين لا يتوفران على المؤهلات الفكرية والسياسية التي تبيح لهما التموقع في دائرة القرار، لأن العديد من عمال البصري كانوا يتفوقون على محيطه من حيث الكفاءة المهنية والزاد الفكري”.
تسلق الضريف سلالم السلطة بسرعة، من عامل إلى مدير للأمن الوطني ومدير للوكالات الحضرية، أما ابن تاونات الهادئ أحمد الميداوي الذي ينحدر من أولاد عمران (تيسة)، فلا تستهويه جاذبية السلطة، لذا عاش سنوات الجفاء مع ادريس بالرغم من مناصبه التي كانت تضعه تحت رحمة البصري.
معركة الوزراء الثلاث في تيسة
أنجبت منطقة تاونات أسماء حملت حقائب وزارية أخرى في فترات متباعدة، ومنها من كانت تحتل مناصب في منزلة الوزير، فالوزير التجمعي محمد عبو، وهو رئيس جماعة بني وليد بتاونات، لم يمكث عبو وزير الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة كثيرا في حكومة عباس الفاسي، إذ أطاح به تعديل حكومي،بعد واقعة الإعتصام أمام مقر والي جهة تازة الحسيمة تاونات …لكن بعد بعد أيام اختار كل من محمد عبو الوزير الإبن، ومحمد عبو الأب المستشار البرلماني الالتحاق بصف الأمين العام الحالي (مزوار)في آخر لحظة، حيث احتضن منزل العائلة بمدينة فاس أحد أهم الاجتماعات الحاسمة الممهدة لمؤتمر الإطاحة بمصطفى المنصوري من على رأس الحزب(…).
وإذا كانت عائلة عبو من أبرز العائلات السياسية التي ارتبط اسمها بإقليم تاونات، فإن المنطقة أنجبت عدة شخصيات سياسية، آخرها إدريس مرون الذي تم تعيينه، في 20 ماي 2015، وزيرا للتعمير وإعداد التراب الوطني، والحامل لعضوية المكتب السياسي للحركة الشعبية، وهو منسق الحزب بإقليم تاونات، ومنسق منتدى الكفاءات الحركية.نسج علاقات سياسية راسخة، رغم ارتدائه عباءة وزارة الداخلية في بداية مشواره المهني سنة 1978، حيث ظلت شهية الرجل مفتوحة للاستحقاقات الانتخابية، مما مكنه من التمرس بالعمل الجماعي ليس فقط في مسقط رأسه عين مديونة بتاونات بل في مسقط قلبه أيضا مدينة سلا التي تقلد فيها مناصب سياسية في بلديتها.
وتعتبر لطيفة طريشة الكاتبة العامة السابقة لوزارة التربية الوطنية من الوجوه النسائية التي تمثل تاونات على مستوى أجهزة القرار،وكان يعول عليها كثيرا تلاميذ المنطقة الحاصلين على الباكالوريا في تفهم شكاويهم خاصة منح الجامعة(الذين حصلوا في عهدها كلهم على المنح)؛ فضلا عن نساء “جبليات” تألقن في أكثر من مجال كالقيادية الاستقلالية والنائبة البرلمانية ابنة إقليم تاونات كنزة الغالي (من المحتمل تعيينها قريبا في إحدى دول أمريكا اللاتينية)وزكية الميداوي مديرة التعاون المتعدد الأطراف والشؤون الاقتصادية الدولية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون(من المحتمل تعيينها قريبا في إحدى دول أوروبا الشرقية). في ما يظل العياشي المسعودي البرلماني السابق والقيادي في حزب التقدم والاشتراكية(شفاه الله والذي تعرض لحادثة سير خطيرة في الطريق السيار الرباط-فاس) من أكثر الوجوه ارتباطا بالفعل السياسي في المنطقة وعين مديونة على الخصوص.
ومن المفارقات التي ستعيشها المنطقة في حالة ترشح الوزير إدريس اليزمي بإقليم تاونات، حصول منافسة شرسة حول دائرة تاونات تيسة، في سابقة تجعل 3 وزراء في قلب المنافسة الانتخابية ويتعلق الأمر بمحمد عبو وزير التجارة الخارجية (رئيس جماعة بني وليد) بإسم التجمع الوطني للأحرار وإدريس مرون وزير التعمير (رئيس جماعة عين مديونة) بإسم الحركة الشعبية، وإدريس اليزمي وزير الميزانية (عمدة فاس) بإسم حزب العدالة والتنمية.
الثلاثي اليزمي ..الحقوقي والاجتماعي والسياسي
ينحدر من تاونات أكثر من فاعل سياسي واجتماعي وحقوقي إلا أن اليزميين كان لهم حضورهم في هذا الثالوث من خلال ادريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، الذي ولد سنة 1952 في آولاد آزام بنواحي تاونات وقضى فيها فترة الطفولة ، كان الفتى حريصا على قضاء عطله المدرسية في مسقط رأس والده بأولاد أزام، وتحديدا بجماعة بوعادل، وكانت خالته ترافقه باستمرار إلى هذه المنطقة الجبلية وتعيد تطبيع علاقاته بأصوله…
لقد اعترف الاستاذ ادريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان أن اسمه الحقيقي هو الخمار وليس ادريس وأنه جبلي الأصل من أصول صنهاجة اولاد آزام (جماعة بوعادل؛على بعد 21كلم عن تاونات) من جهة الأب ومن أصول فشتالة بفاس البالي من جهة الأم،خلال تكريمه من طرف جريدة”صدى تاونات” يوم10ماي2014؛ قائلا ” الوالدة المرحومة كانت تقول لنا، ((احنا اجبالة ولكن الخلوق والترابي بفاس، أما والدي رحمه الله فمسقط راسه اولاد آزام والوالدة من فاس البالي بجماعة مولاي بوشتى بإقليم تاونات، اسمي الحقيقي هو الخمار اليزمي الحسني وليس ادريس اليزمي، فاسم ادريس جاء في أيام السبعينيات من القرن الماضي، لما كنت مهاجرا وأشارك في النضالات، أخذنا أسماء حركية (نضالية) ، فحملت اسم ادريس بدل الخمار، فاسمي الحقيقي الخمار جاء على اسم مولاي بوشتى الخمار))؛تيمنا بهذا الولي الصالح مولاي بوشتى الخمار، دفين ربوع قبيلة فشتالة بإقليم تاونات، والذي يحج إليه أهالي أولاد أزام، ومن جميع المناطق المجاورة لفاس وتاونات…
أما ادريس اليزمي القيادي بالعدالة والتنمية فهو كذلك من مواليد أولاد آزام بجماعة بوعادل القروية بتاونات ، التي درس فيها ولم يغادرها نحو فاس لمتابعة دروس الكيمياء إلا بعد أن اشتد عوده، وأصبح قادرا على سير أغوار المعرفة لينخرط في حزب العدالة والتنمية الذي عبد له الطريق نحو مسؤوليات سياسية بعيدا عن تخصصه الكيميائي.
وينضاف إلى الأزميين محمد الأزمي العضو في المجلس التنفيذي لمؤسسة محمد السادس للتضامن، والذي يخلف الآن الراحلة زوليخة نصري التي كانت وراء استقطابه للمؤسسة حين كانت وزيرة للتعاون الوطني.
بين المرزوقي والهيني والحايكي
لا يتردد أحمد المرزوقي (صاحب كتاب الزنزانة رقم 10) عميد معتقلي سجن تازمامارت في الافتخار بانتمائه للبادية التاوناتية، خاصة مسقط رأسه في غفساي، التي تابع فيها دراسته الابتدائية في مدرسة يديرها الفرنسي سوغان، قبل أن ينتقل إلى فاس ومنها إلى مدرسة أهرمومو التي كانت وراء مشاركته، من حيث لا يدري، في انقلاب على الملكية انتهى بالزج به هو ورفاقه في سجن تازمامارت الرهيب.
ومن نفس المنطقة ينحدر تاوناتي آخر لا يتردد في قول كلمة الجق، وهو القاضي المقال محمد الهيني، الذي ينحدر والده الفقيه من دوار “إيفوزار” في غفساي، وهي منطقة جبلية، تابعة لإقليم تاونات. في سنة 1980، باغثت المنية والده، فبقي الطفل محمد يتيما وعمره خمس سنوات؛ لكن هذا الحدث كان حافزا له للسير بعيدا في مساره الدراسي ليصبح أشهر قضاة المملكة. دون أن ننسى القاضي عادل فتحي (إبن جماعة سيدي امحمد بلحسن)الذي أقيل هو الآخر من القضاء ومحمد النظراني معتقل سابق بأكدز والذي يسكنه الدفاع عن حقوق الإنسان.
وأنجبت غفساي أيضا أسماء لها مكانتها في هرم الجيش، أبرزهم الجنرال عبد الحق الزروالي الحايكي، البالغ من العمر 62 سنة، وشغل منصب مدير سابق بالمدرسة الملكية العسكرية للمشاة بابن كرير.
وقبل الجنرال الحايكي أنجبت تاونات الجنرال البوزيدي الذي يعود له الفضل الكبير في إدخال عدد كبير من الشباب والتلاميذ من أبناء الإقليم إلى مدارس الجيش الملكي ومصالحه.
وإلى جانب هؤلاء، فإن ساكنة المنطقة، تعتبر عددا من المسؤولين في مختلف أجهزة الدولة من أبناء المنطقة، بالرغم من أن سيرهم الذاتية تشير إلى أنهم ولدوا في مناطق أخرى، كما هو الحال بالنسبة لمصطفى الباكوري،الأمين العام السابق لحزب “البام” و المدير السابق لصندوق الإيداع والتدبير،والمدير الحالي لوكالة الطاقة الشمسية بورزازات،ورئيس جهة الدارالبيضاء حاليا الذي ينحدر والده من تاونات.
شامة الزاز صوت الجبل
تفضل شامة الزاز لقب “نجمة الجبل”، لكن الصحافيين يفضلون لقب “أيقونة الطقطوقة الجبلية”، وبين اللقبين توجد مساحة كبيرة من الإبداع، وهي في سن 21 من عمرها. ولدت شامة في بداية الستينات، في وسط متواضع جدا في دوار الروف التابع لجماعة سيدي المخفي بإقليم تاونات في قمة جبل يلفها خضرة وجمالا. دخلت المسيد والتحقت بالمدرسة لكنها غادرت الفصل مبكرا بعد أن تعرضت لضرب مبرح من أحد المعلمين.
كانت هي وحيدة أسرتها من البنات، قبل أن يتوفى الوالدان، ويتركان شامة في عهدة الزمن، لكن الوالدة أصرت في نهاية حياتها على وضع ابنتها في أحضان آمنة، ووافقت على زواجها من رجل مسن جعل من شامة زوجته الثانية لكنه سرعان ما توفي.
مباشرة بعد فقدان زوجها، قررت شامة المشاركة في المسيرة الخضراء، تركت ابنيها في عهدة والدتها، التي كانت تود بدورها المشاركة في الحدث، ومع متطوعي المسيرة كشفت عن مواهبها الدفينة حيث نشطت مخيم طرفاية ولفتت انتباه المنظمين لوجود شابة تاوناتية تملك صوتا رخيما وقدرة على استمالة مشاعر المستمعين.
إلى جانب الزاز يملك الفنان محمد العروسي جذورا جبلية، وهو الذي ارتبط فنيا بشامة، على الرغم من الحصار الذي كان مضروبا على الطاقات النسائية، ومع فرقة العروسي جابت “نجمة الجبل” عشرات الدول وفاقت شهرتها تاونات. لكن وفاة العروسي أثرت سلبا على شامة التي أصبحت تعيش وضعا مزريا ولجأت للغناء في الأعراس لضمان لقمة العيش لأسرتها.
يلقى الفنان التشكيلي العالمي ابن تاونات بوشتى الحياني، اهتماما واسعا داخل الوطن وخارجه… والحياني له تجربة فنية كبيرة مكنته من تدريس هذا الفن على أعلى المستويات، في معهد الفنون بالرباط.
رياضيو الجبل الذين يصنعون فرحة الآخرين
على المستوى الرياضي، لا يمكن الحديث عن تاونات دون الإشارة إلى ابن “مرنيسة” البطل العالمي عبد السلام الراضي، الذي عاش طفولته يركض بين هضاب وجبال المنطقة، قبل أن يلتحق بالجيش ويكتشف قدرته على طي المسافات ويمنح المغرب ميدالية فضية في أولمبياد ورما 1960. فالراضي هو جندي انخرط في القوات الفرنسية سنة 1950… سمي بعبد السلام تيمنا بدفين الجبل عبد السلام بن مشيش، وعلى امتداد مساره في الديار الفرنسية كان البطل الذي خرج من الثكنة، يرفض حمل الجنسية الفرنسية ومثل المغرب ورفع علمه خفاقا لكنه ظل يتعرض، قبل رحيله للتنكر من ذوي القربى… هو الذي رفض كل الإغراءات التي قدمت إليه من أجل خوض السباقات تحت رايات أجنبية فرنسية وبلجيكية، وهو الذي قال لكل من كان يساومه على جنسيته وهويته “أنا مغربي من المهد إلى القبر”.
هناك أسماء أخرى لها جذور في تاونات على غرار محمد بودريقة رئيس الرجاء البيضاوي، ومراد فلاح اللاعب الدولي السابق والمدرب الحالي ليوسفية برشيد، الذي كان والده عسكريا قبل أن يلتحق بإحدى ثكنات الدار البيضاء، واللاعب ابراهيم البحري ابن تيسة الذي برز في البطولة المدرسية قبل أن ينضم للجيش الملكي ومنه إلى عوالم احترافية أخرى انتهت به في الوداد. وهشام الزروالي اللاعب الدولي السابق وأنس عزيم وبوسف فرتوت واللائحة طويلة…
طيور تاونات التي هاجرت نحو الإعلام
على المستوى الإعلامي تنحدر العديد من الأسماء من تاونات، أبرزها الصحافية إيمان أغوتان معدة ومقدمة برنامج “بدون حرج” في قناة ميدي 1تيفي، والصحافي بالقناة الأولى علي الهيري، والصحافي جواد اتويول صحافي في وكالة المغرب العربي للأنباء بالرباط، والصحافي إدريس الوالي مدير جريدة “صدى تاونات” التي تخصصت في تكريم الوجوه التي غادرت تاونات بحثا عن كسرة خبز وعادت إليها برتب ونياشين؛ ورئيس جماعة الرتبة الإعلامي والحقوقي عبد الحق أبوسالم، والأستاذ القاص محمد الجاي دون أن ننسى محمد الكرضة الصحافي ب”راديو مارس” وأول صوت أعلن تدشين هذه المحطة الرياضية والمسكون دوما بحب اتحاد تاونات الرياضي.
عن الكاتب
مواضيع ذات صلة
اكتب تعليق
لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.