جريدة”تاونات نت”تنفرد بنشر سيرة وحياة إبن إقليم تاونات الشيخ العلامة عبد الرحمن بن محمد السلاسي

واجهة-كتاب-الأستاذ-احميدوش

واجهة كتاب الأستاذ احميدوش

تاونات:جريدة”تاونات نت”/نسبه وولادته :

هو ابو زيد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عمران السلاسي الاصل الفاسي المولد ولم يذكر احد ممن ترجم له من دخل من ابائه او اجداده مدينة فاس وقد يجد المستقرئ لعلماء بني ابن عمران السلاسي التباسا واشكالا في التمييز بين الابناء والاخوة والاعمام وابناء الاخوة وابناء الاعمام في هذه الاسرة العريقة في العلم على سبيل المثال قول صاحب النشر ; ( وليس هو من اولاد قاضي فاس المتقدم انما هو من ابناء عمه ) . ولم يذكر اسم عمه واسم القاضي المتقدم وذلك بحذف بعض الاسماء من عمود النسب او انه لم يحذف من عموده اسم.

اما ولادته فالإشارة الواضحة انه ولد بفاس دون ذكر تاريخ ولادته وذلك لقولهم السلاسي الاصل الفاسي المولد.

نشأته وتعليمه :

نشا سيدي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عمران السلاسي الفاسي في مدينة فاس في حضن اسرة عريقة في العلم وفنونه المتنوعة يتردد على الكتاتيب القرآنية بعد بلوغه سن التمدرس . في تعليمه الاولي المعتمد على حفظ القران الكريم والمتون الفقهية والنحوية المعتمدة في طلب العلم وفنونه وتحصيلها والذي يقول فيه الامام ابو علي الحسن بن مسعود اليوسي الذي كان في عهده المترجم له ربما درس عليه او درس معه _ حسبما اظن والله اعلم _ ( وكان الحفظ في الصدور شان الائمة الصدور قم ذهب ذلك عند الجمهور منذ دهور فلم يبق اليوم الا الحفظ في السطور حتى ما يكاد يحصل في الافهام الا خطور اكتفاء باستيطان الدفاتر والاتكال على كثرة القماطر كما قيل :

انما الصولــــــــــي شيخ             اعلم النـــــــــاس خزانــــــــة

ان سألنـــــــاه بعـــلــــــم             طلبنـــــــا منــــــــه الابانـــــة

قـــال يـــــا غلمان هاتوا             رزمـــــة العلـــــــم فلانـــــــة

وهذه سخافة فينا معشر المتأخرين اوجبها الاخلاد الى الراحات والركوب الى البطالات والتكاسل عن الدرجات مع انطماس البصائر بطفوح الرعونات والتوغل في الشهوات…)

هذا في زمن العلامة اليوسي والعلماء امثاله كابي عبد الله محمد بن احمد القسمنطيني الذي كان ينعت في كتب التاريخ بانه احفظ علماء عصره وتوفي سنة 1116هـ/1704م  وابي عبد الله محمد بن عبد القادر الفاسي كان من اهل الرسوخ في العلم توفي سنة 1116هـ / 1704م. وابي عبد السلام بن الطيب القادري كان من مشايخ فاس ومؤرخيها واعلامها توفي سنة 1110 هـ/ 1698م وابي عبد الله محمد بن ابي العباس بن ابي المحاسن الذي كان ينظم تسهيل ابن مالك ومختصر ابن الحاجب الاصلي توفي سنة 1084هـ/1983م. وغيرهم كثير فماذا سيقول عن زماننا واهله في هذا المجال وغيره م المجالات…

تم شب بتعاطي العلم وفنونه الشرعية والادبية واللغوية على كبار علماء جامع القروين وغيرها من الجوامع والمساجد التي كان يتصدر فيها هؤلاء العلماء والفقهاء للتدريس والاقراء حتى تنال مرغوبه وصار استاذا يتلقى عنه الطلبة العلم وخاصة النحو واللغة والعروض كما يحكي عنه تلميذه ابو علاء ادريس المنجري .

شيوخه :

من الشيوخ الذين درس عليهم واخذ عنهم فنون العلم :

  • ·        الفقيه العلامة ابو العباس احمد بن العربي بن الحاج الذي كان يقرئ بمدرسة العطارين وكان له كرسي ظهر خصة العين من جامع القرويين لتدريس صحيح البخاري توفي رحمة الله سنة 1109هـ/1697م.

  • ·        الفقيه المؤرخ المؤلف عبد السلام بن الطيب القادري من مشايخ فاس له مؤلفات نفيسة في تاريخها وانساب اهلها ورجالها توفي رحمة الله سنة 1110هـ/1698.

  • ·        الفقيه العلامة المدقق الامام ابو عبد الله محمد – فتحا – بن عبد القادر الفاسي له تأليف جيدة منها : شرح حصن ابن الجزري والشواهد توفي رحمة الله سنة 1116هـ/1704م.

  • ·        الفقيه العلامة الشيخ الكامل صاحب الكرامات ابو عبد الله محمد العربي ابن احمد الفشتالي المتوفى رحمة الله عليه سنة 1090هـ/1679م.

  • ·        الفقيه العلامة المتفنن القدوة ابو عبد الله محمد بن احمد القسمنطيني توفي رحمة الله سنة 1116هـ/1704م.

تلامذته :

وان لم يذكر من تلامذته الا واحد عند من ترجموا له فإنما على سبيل المثال فقط دون حصر لان المعهود في الشيخ المدرس للعلوم الشرعية او اللغوية ان يكون له من الطلبة عدد كبير زمن بين تلامذته :

  • ·        الفقيه العلامة شيخ الجماعة ابو العلاء ادريس بن محمد الحسني الادريسي المعروف بالمنجرة يقول صاحب السلوة : ( واخذ عنه النحو وغيره جماعة من الائمة بفاس منهم : الاستاذ ابو العلاء ادريس المنجري وقد عده في فهرسته من شيوخه قائلا : ” قرات عليه الجرومية والفية ابن مالك مرارا قراءة تحقيق وباحثته في علم العروض واللغة وكان له تحصيل في مهمات العربية والتصريف وله طريقة في التدريس حتى انه يأتي بنص الدرر في تقرير ابواب النحو ويحدث ان ذلك شيخه سيدي العربي الفشتالي وكان كثيرا في تقريره – بعد تحصيل المسائل وتبيينها غاية – يقول : والله اعلم لا  يدعها عند كل نقرير كان يباشر مهنته بيده ويبادر من يلقى بالسلام أيا كان ويسيد كل من يلقى اختص بأخلاق انفرد بها في وقته ” هـ)

اقوال العلماء فيه :      

قال بعض الادباء :

ولله قوم كلمـــــــا جئت زائــــــــــــرا           وجدت نفوسا كلهــــــا ملئت حلمـــــا

اولئك مثل الطيب كل لـــــه شـــــــذى          ومجموعهم اذكى اريجـا اذا سمــــــا

تعاطوا كؤوس العلم في روضة التقى           فكلهم مــــــــن ذلك الري لايظمــــــا

اذا اجتمعوا جاءوا بكـــــل فضيلـــــه            ويزداد بعض القوم من بعضهم علما

هـــــم ســــــادتي ابغي التقرب منهم            وارجو من المولى الكريم بهم فهمـــا

فلولاهم ما طاب عيشك فــــــي الدنيا           ولا زلت في ليل من الجهل كالاعمــى   

لهذه الغايات التي تتحقق بوجود العلماء في الحياة الدنيا يبقى ذكرهم والثناء عليهم بعد وفاتهم لاتهم تركوا طعاما يغذي ارواح اجيال بعدهم بتأثيرهم واثرهم ومن هؤلاء العلماء الشيخ الفاضل الاجل سيدي عبد الرحمن بن محمد السلاسي.

يقول تلميذه العلامة الاستاذ ابو العلاء ادريس المنجري في فهرسته :  ( قرات عليه ” الجرومية” والفية ابن مالك ” مرارا قراءة تحقيق وباحثته في علم العروض واللغة وكان له تحصيل في مهمات العربية والتصريف وله طريقة في التدريس حتى انه يأتي بنص ” الدرر” في تقرير ابواب النحو ويحدث ان ذلك داب شيخه سيدي العربي الفشتالي وكان كثيرا في تقريره – بعد تحصيل المسائل وتبيينها غاية – يقول :  والله اعلم لا يدعها عند كل تقرير وكان يباشر مهنته بيده ويبادر من يلقى بالسلام أيا كان ويسيد كل من يلقى اختص بأخلاق انفرد بها في وقته ” هـ).

و يقول الشيخ الشريف ابو عبد الله محمد بن جعفر الكتاني : ( الشيخ العلامة الفاضل المدرس الهمام الحاج الابر النحوي الابهر ابو زيد سيدي عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عمران السلاسي الاصل الفاسي المولد والدار كان رحمة الله مداوما على التدريبس “الفية ابن مالك” ويحفظ توضيح ابن هشام وله مشاركة في البيان وغيره ومحل تدريسه مدرسة الصهريج من عدوة فاس الاندلس وغيرها ) ويقول الشيخ محمد بن محمد مخلوف : ( ابو زيد عبد الرحمن السلاسي الفاسي العلامة الفقيه الفاضل المدرس العمدة الكامل ).

ويقول محمد بن الطيب القادري : ( وكان صاحب الترجمة يحسن النحو مداوما على تدريس “الفية ابن مالك” ويحفظ توضيح ابن هشام يقوم على جميع ذلك بحواشيه وشروحه).

اثاره :

ان نسبة الشيخ ابي زيد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عمران السلاسي الفاسي الى النحو – النحوي وذلك لاهتمامه به وبمتونه وشرحه واتخاذ مجلس الدرس فيه بمدرسة الصهريج عدوة فاس الاندلسي قال صاحب النشر وكان صاحب الترجمة يحسن النحو مداوما على تدريس الفية ابن مالك ويحفظ توضيح ابن هشام يقوم على جميع ذلك بحواشيه وشروحه) وترك فيه شرحا لابيات البطليوسي قال سيدي عبد الرحمن بن زيدان عن هذا الشرح :

( عبد الرحمن بن محمد السلاسي له شرح على ابيات البطليوسي في تصريف الفعل المحذوف الفاء واللام في صيغة الامر واستدرك عليه كثيرا ) وقال محمد بن الخطيب القادري في هذا الشرح : وهي عجيبة ومفيدة ونصها :

اذا اقول لمن تلرجى وقايته    في المستجر قياه قوه قي قينا

وان صرفت لوال شغل اخر قل          ل شغل هذا لياه لوه لي لينا

وان وشى ثوب غير قلت في ضجر          ش الثوب ويك شياه شوه شي سينا

وقل لقاتل انسان على خطا    د من قتلت دياه دوه دي دينا

وان هم لم يروا رايي اقول لهم            ر الراي ويك رياه روه ري رينا

وان هم لم يعوا قولي اقول لهم           ع القول مني عياه عوه عي عينا

وان ارمت بواي للمحب فقل                    ا من تحب اياه اوه اي اينا

وان اردت الونى وهو الفتور فقل       ن يا خليلي نياه نوه ني نينا

ومن ابى ان يفي بالوعد قلت له           ف يا حبيبي فياه فوه في فينا

وقل لساكن قلب ان جراك به    ج القلب مني جياه جوه جي جينا 

 وقد كتب الشيخ محمد بن الطيب القادري تعقيبا على هذه الابيات جاء فيه  ( وقد استدرك على هذا النظم كثيرا وله نظائر كثيرة ) وهذا الشرح يوجد في نسخة مخطوطة بالخزانة الحسنية في ثمان ورقات تحت رقم : 10240.

وفاته :

فارق الشيخ النحوي ابو زيد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن عمران السلاسي الفاسي الدنيا والحياة فيها والتحق بالدار الاخرة سنة 1118هـ/1706م. بعد ان انتفع به وبمعلمه خلق كثير ودفن داخل باب المسافرين في روضة سيدي عمران بفاس.

فذهب معه علمه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله (ص) في قوله تعالى : ” ننقصها من اطرافها” قال ذهاب العلماء وقال مجاهد في قوله تعالى : ” او لم يروا انا ناتي الارض من اطرافها “  قال : موت العلماء الفقهاء  وقال ابن عباس في هذه الاية : هو موت علمائها وفقهائها وذهاب خير اهلها” وقال الليث بن سعد ; ( ما هلك عالم قط الا ذهب ثلث علمه ولو حرص الناس).

فرحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته امين والاحمد لله رب العالمين .

 المؤلف:ذ. عبد الكريم احميدوش عضو المجلس العلمي لتاونات

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7251

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى