تاونات بين الماضي والحاضر …

تاونات قديما في الخمسينات

خلال العشريات و العشرينيات من القرن الماضي كان المسافرون القادمون  من فاس إلى تاغزوت لشراء سلع الجلد من الزعبولات والبزاطبم والسماطي والبلاغي والريحيات والكرزيات …الخ ،على صهوة البغل أو البغلة يقفون في “البراريك ” حيث كانت هناك “براريك ” قيل لي،عبارة عن 3حوانيت لبيع السلع من سكر وشاي وشمع وأوقيد /كبريت وغاز للإنارة  gaz à lampe.

وبقي اسم البراريك مرتبطا بتاونات حتى اليوم ، ولو أن كلمة فيلاج village بدأنا باستعمالها خلال منتصف الستينات .

وفي منتصف السبعينات كنا نتوق بكل ما أوتينا من إرادة مشفوعة بمتمنيات ان تصبح البراريك/ village تحمل اسم مدينة .

وعندما تم رفع “تاونات الدائرة” إلى مستوى عمالة بظهير شريف خلال شهر أكتوبر 1977 ، وتم تعيين أول عامل من طرف صاحب الجلالة الملك الراحل الحسن الثاني اسكنه الله فسيح جنانه بداية سنة 1978 ، كنا نتوق ونعمل ونشتغل كل حسب موقعه كأطراف فاعلة خصوصا انطلاقا من سنة 1982 بتنسيق مع عامل صاحب الجلالة  آنذاك المرحوم سي اسليمان الحداد ورئيس الجماعة القروية سي بوزيد حسوني رحمه الله ، في إطار جمعية قدماء تلاميذ ثانوية  تاونات بدفع عجلة المعمار والتعمير من جهة  والتأطير لفلاحي وتجار تاونات من أجل الدفع بهم تجاه قطاعات  اقتصادية كالصناعات الصغيرة والمتوسطة من جهة أخرى.

ورغم أن تاونات التي تسكن قلوبنا أصبحت مدينة جميلة ، نطمح دائما ان تخطو مسافات إلى أفق افضل واجمل على كل المستويات التنظيمية والهيكلية والبنيوية والفكرية … ورغم كل ما أنجز بقي الحنين يشدنا إلى الماضي الجميل فنقول : البراريك.ونشعر بنشوة فريدة تغمرنا ونحن نعبر بهاتة الكلمة ، فمعذرة .

د.بوزيد عزوزي 

أستاذ بمجموعة المعهد العالي التجارة وإدارة المقاولات بالدارالبيضاء