البروفيسور(إبن تاونات) عبد السلام الإدريسي :كورونا يتسبب في إصابة الدماغ والجهاز العصبي

سعد داليا- عن جريدة “الأحداث المغربية”:”تاونات نت”/توصل فريق طبي مغربي ثلاثي بالمدينة الجامعية نيويورك الأمريكية وجامعة القاضي عياض بمراكش لدراسة علمية دولية حول فيروس ” كورونا ” المستجد ، وكشفت الدراسة العلمية الخلفية الجينية للفيروس كوفيد 19 وفهم مدى مميزاته المُمْرضة وأثر علاقته بالدماغ في تحديد العلاج المناسب بوصوله للجهاز العصبي المركزي .
الفريق الطبي  يضم إلى جانب البروفسور(إبن مدينة تاونات) عبد السلام الإدريسي البوزيدي- أستاذ باحث بالمدينة الجامعية نيويورك الأمريكية رئيس قسم البيولوجيا وقسم علم الأعصاب سابقا ، البروفسور سعيد أيت بنعلي- أستاذ جراحة الدماغ بجامعة القاضي عياض بمراكش رئيس قسم جراحة الدماغ والعمود الفقري وكذا الدكتور ياسين يشو

ويعتبر فريق البحث المغربي أول فريق بالعالم اشتغل على الأبحاث منذ ظهور فيروس كورونا ، قد توصل لفك لغز العلاقة التي تجمع فيروس كورونا المستجد والجهاز العصبي المركزي ومدى تأثيره على المستوى القريب والمتوسط والبعيد ، ومن المنتظر أن تنشر بمجلة Nature ذائعة الصيت وهي من أرقى المجلات العالمية في نشر الأبحاث العلمية .
الدارسة أبرزت أن الفيروس SARS-CoV-2 قادر على الوصول للدماغ ، إذ توجد بعض الحالات تسببت في التهاب الدماغ وتعفنه وبعض الأمراض العصبية التعفنية بالجهاز العصبي ككل ، وخلصت الدراسة أن الفيروس بوسعه الوصول للدماغ عن طريق استعمال الأعصاب مثل عصب الشم ، وأنه عند دخوله من الأنف يمكن أن يستعمل الخلايا العصبية المسؤولة عن حاسة الشم والمرتبطة بالدماغ ، أو عن طريق عصب المبهم vague الموجود بالرئة مما قدر يؤدي بوصوله للدماغ .
وفي اتصال هاتفي مع البروفسور ” عبد السلام الإدريسي البوزيدي ” من الولايات المتحدة الأميركية أن الفيروس ليس هو العدو الحقيقي الذي يدمر الدماغ بل الاستجابة المناعية ، مثل حرب فالمتحاربان هما الفيروس والخلايا المناعية ، وأرض المعركة هي الدماغ الذي يتم تدميره بسبب مخلفات هذه الحرب.

ويضيف البروفسور المغربي الذي يشغل حاليا مدير مركز البحث العصبي التنموي بالمدينة الجامعية نيويورك أن فقدان حاسة الشم عند المصابين بفيروس كورونا هو مؤشر جيد للاستجابة المناعاتية ، إذ أن فقدان الشم هو ناتج عن شلل الخلايا العصبية بسبب الاستجابة المناعية.

وتضيف الدراسة أن بعض الخلايا العصبية التي يوجد على سطحها “Converting Enzyme Angiotensin “ACE 2 ، الذي يلعب دوا كبيرا في ضبط الضغط الدموي ، ويدخل كوفيد 19 الخلايا البشرية باستعماله بروتين S1 المسمارية التي تتفاعل مع المتلقي ACE 2 .

وفي حالة ما وصل الفيروس للجهاز العصبي المركزي يؤدي إلى التهابات عبر ” Cytokines ”  وخلق مشاكل بعيدة المدى ، مثلا من المصابين بداء ” Mers / Sars ” التصلب المتعدد Multiple Scolerosis وعدد كبير من المصابين اتضح عندهم التصلب المتعدد .

ويعد التهاب العصبي مساهم رئيسي في التصلب المتعدد ، مما قد يؤدي لأمراض مستعصية لدى المصابين بفيروس كورونا في المدى البعيد .

وأكدت الدراسة العليمة للفريق العلمي أن كوفيد 19 هو فيروس يكتشف يوما بعد يوم وعلاجه هو الحماية ، رغم قدرته الوصول للدماغ في مختبر وتدمير الخلايا العصبية على المدى القصير أو البعيد وهو بذلك نتاج لتدهور الوضع المناعتي للمريض.

وقد يعتبر التهاب السحايا أو التهاب الدماغ عبارة عن مضاعفات مرضcovid19 وليس أعراض مباشرة ، إذ أن نسبة حدوث هذه المضاعفات هي تحت% 1 من المصابين ، وهذا يعني أن الفيروس لا يجب الاستهانة به على مستوى الحماية.

ويؤكد الفريق البحث أن أبحاثه العملية مازالت مستمرة حول تداعيات فيروس كورونا على الجهاز العصبي المركزي ، وأن الهدف من نشرهم الدراسة هو ترسيخ فكرة الحماية أفضل من العلاج في هذه الظروف التي يعيشها العالم ، ليس الهدف هو نشر الرعب بالقدر إشاعة التفاؤل ، خصوصا وهناك باحثين على الصعيد العالمي يعملون في الظل من أجل تحرير العالم أو على الأقل المساعدة على ذلك كل حسب تخصصه .