ديجون الفرنسية تشهد أعمال شغب كان من ضحاياها شبان مغاربة ينحدرون من إقليم تاونات
محمد الرغيوي-فرنسا:”تاونات نت”/ساحة حرب بين مغاربيين وشيشان، هكذا وصفت التقارير الإعلامية ما حدث في منطقة ديجون شرق فرنسا مدينة ديجون (تقع في مقاطعة بورجوندي، و يسكنها حوالي 152 ألف نسمة تقريبا، ومساحتها حوالي 40 كلم مربع، و هي تعتبر من أجمل المدن السياحية في فرنسا وفي أوروبا) ، حيث أرسلت السلطات تعزيزات أمنية لوقف صراع بين عصابات تسيطر على المنطقة.
التعزيزات العسكرية التي أرسلتها الحكومة جاءت بعدما انتشرت مقاطع مصورة للعصابات الشيشانية وهي تطلق النار من بنادق هجومية استعدادا لهجمات انتقامية ؛كان من نتائجها إصابة عدد من الشبان المغاربة ذو أصول آبائهم من إقليم تاونات.
المقاطع تظهر رجالا بأقنعة ويحملون أسلحة نارية في مدينة تبعد عن باريس نحو 200 كلم، حيث ينخرط هؤلاء في عصابة شيشانية، وهم أبناء لاجئين قدموا للبلاد قبل 26 عاما.
وقد توجه نائب وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز إلى ديجون مؤخرا للوقوف على الوضع في المدينة، غداة اندلاع مناوشات بين شبان وقوات مكافحة الشغب في الشرطة، لليلة الثالثة على التوالي.
وأفادت الشرطة الفرنسية بأنها تدخلت بقوة لإعادة الأمن والنظام في مدينة ديجون، إثر إضرام شبان النار في مركبات وصناديق قمامة على مدار الأيام الثلاثة الماضية.
وقالت الشرطة إنها قد تجلب مزيدا من الوحدات إن استدعت الضرورة.
وذكرت شرطة المدينة في بيان نشرته عبر تويتر أن “الأحداث التي وقعت في الأيام القليلة الماضية في منطقة جريزيل في ديجون(Grisilles-Dijon)، حيث كانت هناك تجمعات من الشباب تسببوا في إشعال النيران في مركبات وصناديق قمامة، لن تسفر إلا عن مزيد من انعدام الأمن وإشاعة الخوف بين السكان في أعقاب أحداث عطلة نهاية الأسبوع“.
وقال مصدر في شرطة ديجون إن الاضطرابات مستمرة منذ ثلاث ليال ماضية، حيث حشدت العصابة الشيشانية المعروفة بتجارة المخدرات وأنشطة إجرامية أخرى العديد من أفرادها، وهم يحملون الفؤوس وأسلحة أوتوماتيكية.
وأشار المصدر إلى أن الخلاف نشب بين هذه العصابة وعصابة أخرى جزائرية، بعدما تعرض فتى عمره 16 للضرب، والتي يحقق فيها على أنها محاولة للقتل.
إريك ماثيس، المدعي العام في ديجون قال إن ستة أشخاص أصيبوا لكن لم تحدث اعتقالات.
وقال أحد أعضاء بلدية ديجون الفرنسية الحسوني (إطار مغربي ينحدر من إقليم تاونات) إن ما يحدث غير مسبوق وغير مقبول، حيث نفذت العصابة الشيشانية ثلاث هجمات انتقامية في المدينة مطالبا القوات الأمنية حماية الأشخاص والممتلكات.
وذكرت إذاعة “فرانس بلو” المحلية أن الاشتباكات بدأت في حي غريزيل في ديجون الأسبوع الماضي بعد تعرض مراهق من الأقلية الشيشانية في فرنسا لهجوم على يد تجار مخدرات، ما دعا أفراد المجتمع الشيشاني للتوجه إلى شبكات التواصل الاجتماعي للدعوة للانتقام.
وأظهرت اللقطات التي عرضتها قناة بي إف إم اشتعال النيران في سيارتين والعديد من صناديق القمامة ، وتصاعد الدخان الأسود الكثيف من أحد المباني السكنية.
وقال سكان محليون (غالبيتهم من إقليم تاونات وجهة بني ملال أزيلال) فضلوا عدم ذكر اسمائهم لموقع “تاونات نت” و”صدى تاونات” إنهم شعروا بأن الشرطة تخلت عنهم مع اندلاع أعمال العنف خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وخلال الآونة الأخيرة، اندلعت اشتباكات في بعض المناطق السكنية التي تقطنها أسر محدودة الدخل في أنحاء فرنسا، خصوصا بعد فرض الحجر لمواجهة فيروس كورونا، ما أدى إلى تأجيج التوترات الاجتماعية.