هل الأطفال أفضل في تعلم اللغات؟

هل الأطفال أفضل في تعلم اللغات؟

هل الأطفال أفضل في تعلم اللغات؟

يرى روديجر جروتيان، أستاذ البحوث اللغوية بجامعة الرور، بوخوم، أن الأمر يعتمد على مفهوم كلمة تعلم اللغة الأجنبية “الجيد”. فإذا نظرنا إلى النتائج الأخيرة لاكتساب اللغات، لوجدنا أن البداية في سنوات عمرية مبكرة تنطوي على مزايا بكل تأكيد.” ويسري هذا بوجه خاص على تعلم النطق بطريقة مأحوذة من الواقع. بل أن كثير من زملائه يعتقدون أنه يجب البدء في تعلم لغة أجنبية في مرحلة عمرية محددة – قبل سن المراهقة أو حتى قبل ذلك بكثير- حتى يتمكن المتعلم من الوصول إلى إمكانية نطق اللغة كما ينطقها متحدثوها الأصليون. ولكن هناك جدل بشأن وجود مثل هذه “المرحلة الحرجة” على الإطلاق. لأن هناك أيضا الكثير من الأمثلة على متعلمين، بلغوا من الإتقان في نطق اللغة الأجنبية درجة هائلة رغم أنهم تعلموها وهم بالغون.

الاعتماد على خبرة السن – مزايا تعلم اللغات الأجنبية في سن أكبر

إذا كان تدريس اللغات الجيد يعني بالنسبة لك التعلم السريع فإن هذا يثبت أن معدلات التعلم لدى الأطفال الصغار لا تكون جيدة مقارنة بالشباب او البالغين الشباب: حيث يكون تقدم الشباب والكبار أسرع كثيرا من الأطفال عند البدء في تعلم لغة أجنبية في المقام الأول، وذلك وفقا لرأي جوتيار. وفيما يخص تعلم المفردات وفهم النصوص والمطالعات فهذه مجالات يتمتع فيها الشباب والبالغون الأكبر سنا كذلك بأفضلية على المدى الطويل.

“في هذا المجال يمكن أن يستعين المتعلم البالغ بمعلومات ومخزون لغوي من المعارف المفهومة في لغته الأصلية بشكل أوسع كثيرا، كما يمكنه الاعتماد على مخزون كبير من المعارف الدنيوية. ونحن نعرف من علم نفس التعلم: أن التدريس الناجح يستند في المقام الأول على المعارف المتوافرة بالفعل.”

وينطبق هذا بشكل مشابه إذا كانت هناك كلمات كثيرة في اللغة الأجنبية المراد تعلمها يمكن استخلاصها استنادا إلى اللغة الأولى للمتعلم. كما تلعب استراتيجيات تعلم اللغات الأجنبية المكتسبة دورا مهما بخلاف ذلك.

فمن قضى حياته بأكملها في الاستمتاع بتعلم اللغات الأجنبية بنجاح ، يمكنه مواصلة ذلك عند تعلم لغات جديدة حتى في سن متقدمة – رغم ضعف الذاكرة بعض الشيء وصعوبة الاحتفاظ بمعلومات جديدة في سن كبيرة.

يتعلم الأطفال اللغات بكل الحواس، بينما يتعلمها الكبار بعقولهم.

غالبا ما يتميز رد فعل الأطفال تجاه اللغات الجديدة بالفضول والسذاجة الشديدة، بينما يستند البالغون عند تعلم الكلمات والتراكيب والمخططات الخاصة بلغة أجنبية في سن متقدم على خبرات التعلم والحياة بشكل أكبر. هكذا يحدث أن يتعلم الأطفال بطريقة تعتمد على التقليد والمحاكاة واللعب بدرجة كبيرة، وفي المقابل يقترب الكبار من اللغات الجديدة معتمدين على التحليل في الغالب كما يستعينوا بالقواعد المتضمنة. ويجب أن يراعي التدريس الجيد للغات الأجنبية هذه المقومات وطريقة التناول المختلفة، على حد قول جوتيار. وسواء كانوا يدندنون معا أغنيات  جاكوب Frère Jaques أو لا بامبا La Bamba ، أو يوجهون التحية إلى النادل أثناء قضاء الأجازة باللغة البولندية أو التركية، وسواء كانوا يقرأون كتب أطفال صينية أو روايات روسية- فالسعادة التي يشعر بها كثير من الصغار والكبار عند التعرف على اللغات والثقافات الأجنبية تكون متساوية.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7180

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى