ع.العالي حميصة عون السلطة الذي صنع لنفسه شخصية مميزة وغير مألوفة بقرية أورتزاغ بغفساي بإقليم تاونات
نبيل التويول-الوردزاغ:”تاونات نت”/ – قد يكون الغوص في ثنايا شخوص في أزمنة عابرة ينم عن الرغبة في رصد سلوكات لافتة تسترعي الانتباه، للوقوف عن كثب على خصال قل نظيرها في جوانب وظيفية عدة و أخرى إنسانية محضة ..
عبد العالي حميصة ..عون السلطة بقيادة أورتزاغ بدائرة غفساي بإقليم تاونات،هو ذاكرة مكان و زمان في نفس اللحظة، صنع لنفسه شخصية مميزة و غير مألوفة بقرية الوردزاغ، جمع من الخصال ما يكفي لتسميته و بدون منازع ” المقدم الإنسان “.
كلما حلت بك مشكلة أو عثرت على لبس في وثيقة إدارية أو حتم عليك الأمر الحصول على شهادة نادرة لاجتياز مباراة، لا يمكنك أن تفلح في ذلك دون التردد على عبد العالي حميصة لأخذ ” المشورة ” حاضر بثقله في كل صغيرة و كبيرة.
يشرب قهوته بسرعة في مقاهي ” الفيلاج ” ويدنو إلى مقر القيادة على متن دراجته النارية .. حيث يحرص في طريقه على بعث تحاياه لكل من صادفه أو استوقفه طالبا استشارة أو راغبا في وثيقة إدارية عاجلة أو مسترشدا للحصول على مساعدة أو تدخل في أمر وشيك.
لا تكاد تمر برهة وجيزة حتى يفاجئ عبد العالي حميصة سائليه بالحل والخلاص .. عليك زيارة مركز الجماعة والحصول على الوثيقة التالية و التردد على مركز الدرك أو مصلحة الضرائب أو الصحة أو الفلاحة أو المياه، لجلب شهادة كذا أو كذا .. وستجدني في انتظارك لتسليمك وثيقة كذا.. بعد ختمها من طرف السيد القائد.. هكذا يحدث عبد العالي حميصة مرتفقيه من عوام الناس رجالا و نساء و أرامل و شباب بنبرة تفاؤل تعلو محياه دائما…
منذ حصوله على وظيفة مقدم بداية سنوات 2000 وإدماجه في سلك أعوان السلطة لم يسجل على عبد العالي حميصة قط اقترافه شططا أو سلوكا منافي للقوانين ..
الرجل يقدم لك النصح والاستشارة وأحيانا يمكن أن يمنحك إن اقتضى الأمر” التنبر” لختم وثيقة إدارية بعد شرائه من ماله الخاص .. و إن لم تقدم له ثمنه كن على يقين أنه لن يطالبك بذلك.
و للأمانة والتاريخ .. لم يسبق لأحد من ساكنة جماعة الوردزاغ أن صرح بأن عبد العالي حميصة طالبه بعمولة أو مبلغ مالي مقابل تسليمه شهادة إدارية أو التوسط لدى مسؤول من أجل الحصول على مزايا كيفما كان نوعها…
عبد العالي حميصة من أعوان السلطة الذين يقومون بواجبهم الوظيفي وفق ما يمليه عليهم ضميرهم المهني والأخلاقي.. يعتمد في أوقات كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي للإطلاع على أحوال وأمور المركز والدواوير المجاورة، و لا يتردد إن تطلب الأمر كذلك التفاعل في قضايا كثيرة تتم إثارتها على موقع “فيسبوك” من قبل شباب المنطقة..
شخصية فريدة تحظى بحب ومودة وارفتين من قبل ساكنة مركز الوردزاغ نظير إخلاصه في عمله و حرصه على إرضاء طلبات المرتفقين وتقديم العون لهم لتسهيل مأموريتهم كلما اقتضى الأمر ذلك.
جانب أخر لا يمكن إغفاله في شخصية عبد العالي حميصة، هو حرصه على الإسهام في كل عمل تضامني وإحساني، و تقديم المعونة والمساعدة الضرورية لمعوزي وفقراء المنطقة، كما يساعد أهالي المنطقة في إقامة حفلات الزفاف وتنظيم المآتم وتشييع المتوفين، الأمثلة عديدة في هذا الأمر و كل ساكنة المركز تؤكد ذلك ..
عبد العالي حميصة الذي مر من أوقات عصيبة بعد أن فقد في سنة واحدة أعز ما يملك، إبنته المشمولة برحمة الله و عفوه القاضية فاطمة الزهراء التي وفتها المنية و حرص على تربيتها أحسن تربية و وفر لها كل مستلزمات الحياة، مضحيا بالغالي والنفيس من اجل ذلك حتى تصبح إطارا عاليا تشرف منطقتها و إقليمها، و ابنه البار محمد الذي لبى نداء ربه في حادثة سير مروعة، وهو الشاب الودود الذي تابع دراسته الجامعية بفاس، و كان أمله في أن يستشرف المستقبل بطموح ومثابرة، طبعا فقدان فلذتي كبديه خلف جرحا غائرا لدى أفراد أسرته المكلومة و صدمة كبيرة لدى كل أهالي الوردزاغ…
وربما تجربته كمنتخب ممثلا لدوار بني بولحباب حاملا صفة نائب رئيس جماعة الوردزاغ في إحدى الولايات التمثيلية مع بداية الألفية الثالثة منحته ذلك الفهم العميق لأمور وقضايا الساكنة والدفاع عنها من أي موقع كان..
عبد العالي الحميصة صورة مميزة تغدو كأنها نبراس يحتذى، دائم الحضور في بلدته وملتزم بأخلاقيات واجبه المهني ومدافع بشراسة عن قضايا الساكنة، هو فعلا نموذج جلي لعون السلطة الإنسان…