مستشفى الحسن الثاني بغفساي مؤسسة بلا مدير منذ سنوات
غفساي:خاص ب”تاونات نت”/يبدو أن حظ ساكنة غفساي من الحق من الاستفادة من الخدمات الصحية لوزارة الصحية يتسم دائما بالرداءة وعدم الاكتراث بإنسان قبائل بني زروال الصامدة.فبالرغم من توفر دائرة غفساي على مستشفى محلي وخمس مراكز صحية جماعية ومستوصفين بجماعة الرتبة إلا أن الكل متذمر من هزالة الخدمات الصحية كما ونوعا.
المستشفى المحلي لغفساي هو في الحقيقة كبناية يعد معلمة ومكسب تاريخي للمنطقة إلا أن هذه البناية تؤثث عمران مركز غفساي فقط.فصرح كهذا لم توليه الدولة والوزارة الصحة العناية اللازمة ليلبي الاحتياجات الصحية الضرورية لساكنة لطالما عانت من التهميش والعزلة والفقر ومازالت.فهذا المستشفى الذي يتوسط منطقة يتعدى تعداد ساكنتها أكثر من 15000نسمة ؛لايوفر الحد الأدنى من الخدمات الصحية مما يفرض على المرضى تكبد وتحمل آلام المرض ومعاناة التنقل للبحث عن سراب الاستشفاء بالمستشفى الإقليمي بتاونات أو الجامعي بفاس.
هذا المستشفى الذي يقصده المرضى من كل الأعمار من جميع مناطق الدائرة إن كان يتوفر على طاقم تمريضي كافي في جل التخصصات من مولدات(9)،تقنيي راديو(4)،تقنيي مختبر(2)،المستعجلات(5)،التلقيح(2)،العلاج(2)،الصيدلية(2) والمداومة(5).في أنه يعاني من خصاص حاد في الأطباء إذ لا يتوفر إلا على خمسة(5) أطباء يتناوبون على كم هائل من طالبي التطبيب والعلاج الذين يقارب عددهم يوميا 200 مريض يستقبلهم في أحسن الأحوال طبيبان.أما قسم المستعجلات فقلما تجد به طبيب مداوم. فالتدخل الاستعجالي غالبا ما يقوم به الممرضون بالرغم من جسامة المهمة.
ما يميز هذا المستشفى أخيرا هو نوعية الخدمات المقدمة للنساء المقبلات على الولادة،فقسم الولادة يشرف عليه تسع (9)مولدات بالتناوب في ظروف تبقى مقبولة إلا من سلوكات بعض عاملات النظافة اللواتي يتجاوزن حدود عملهن بابتزازهن لنزيلات صالات الاستشفاء حسب رواية بعض النساء اللواتي عبرن عن تذمرهن من هاته التجاوزات. قسم الولادة في حاجة ماسة لاختصاصي في طب النساء والتوليد بالنظر للعدد الهائل من النساء اللواتي يقصدن المستشفى للولادة والنساء في سن الإنجاب والحوامل اللواتي في حاجة للتتبع والمصاحبة.
وعلى الرغم من توفر المستشفى على قسم للجراحة للتكفل بكل حالات الولادة العسيرة محليا تحت إشراف طبيب مختص إلا أنه مهجور من دون تجهيزات أساسية ولا طاقم بشري مختص لتخفيف معاناة المرضى دون تعميق جرح الألم بجراح التنقل والمصاريف وفظاظة سلوك بعض حراس الأمن ولا إنسانية بعض الأطر الصحية بتاونات وفاس.
ومن المفارقات العجيبة بهذا المستشفى،أنه مزود بجهاز متطور للفحص بالصدى في غياب مختص في الراديو لتشغيل هذين الجهازين الذي يعتمد عليه بشكل أساسي لتشخيص الأمراض،هذه حكامة بمفهوم مغاير.
وإذا كان هذا المستشفى قد استفاد من سياراة إسعاف حديثة فالخلل دائما موجود،فهي من دون سائق تابع لوزارة الصحة،فالسائق الوحيد المكلف بمهمة نقل المرضى لباقي المؤسسات الصحية هو موظف تابع لجماعة الرتبة موضع رهن إشارة ويعمل 24/24 و7/7.كيف يعقل لمستشفى بهذا الحجم وبمنطقة مترامية الأطراف يتوفر على سيارة إسعاف وحيدة ومن دون سائق.؟
أما المشكل الرئيسي الذي يعاني منه هذا المستشفى هو أنه مؤسسة من دون مدير لسنوات،فمهمة التسيير بكل جوانبه وضعت على كاهل ممرض مقتدر وغيور يقوم بمهمة جسيمة لضمان سير مرافق المؤسسة.فكيف لمرفق حيوي كهذا أن يبقى من دون مدير؟
والنتيجة هي أن الأمور غالبا ما تنفلت من يد هذا الممرض القائم بالإدارة بالنيابة داخل وخارج المستشفى فتضيع مصالح المرضى.وغياب مدير لهذه المؤسسة يؤثر أيضا على الأدوار المحورية للمراكز الصحية الجماعية والمستوصفات التابعة لها لتخفيف العبء عن المستشفى المحلي.فغياب المراقبة وتدبير الموارد البشرية الصحية بشكل عقلاني أفرغ هذه المراكز من مضمونها والأهداف التي أحدثت من أجلها.
ولجعل هذه المعلمة الصحية في مستوى تطلعات الساكنة،فإنه من المستعجل تعيين مدير للمستشفى وإمداده بالموارد البشرية الكافية لتحسين الخدمات العلاجية وتقريبها من المواطنين،وملحاحية تعيين طبيب مختص في النساء والتوليد ومختص في الجراحة العامة. تشغيل قسم الجراحة،وتزويد المستشفى بسيارة إسعاف إضافية وتشغيل سائقين وضبط أدوار حراس وحارسات الأمن دون تجاوز لتقمص دور الممرضين وإداريين .
المراسل :محمد حجاج
عن الكاتب
مواضيع ذات صلة
اكتب تعليق
لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.