معرض فني فريد للفنانة العصامية خديجة بوكرين بفاس خاص بالمكفوفين وضعاف البصر

حميد لبيض-فاس:”تاونات نت”/- نظم مؤخرا  برواق محمد القاسمي بمدينة فاس، معرض فني فريد دام 12 يوما حيث ضم عدة لوحات أبدعتها طيلة سنة ونصف، الفنانة العصامية خديجة بوكرين من العقيق والأزرار خصيصا للمكفوفين وضعاف البصر، واختارت له شعار “مسموح اللمس… أطلق لأناملك العنان”.

وعكس المألوف بالمعارض من منع للمس اللوحات، سمحت بوكرين لزوار معرضها الثاني من نوعه بالرواق نفسه، بلمس زواره من المكفوفين لوحاته لتحسس واكتشاف درجة الإبداع فيها ومحاولة قراءة مضمون كل لوحة يجد الزائر بجانبها بطاقة معلومات يمكن الاطلاع عليها بطريقة برايل.

ويؤكد الإعلامي الاستاذ نور الدين شكردة (الذي سبق له أن إشتغل لمدة طويلة في التعليم بتاونات قبل أ ينتقل إلى مدينة فاس)، ابن هذه الفنانة، “إن هذه الخطوة غير المسبوقة في تاريخ المعارض، فرضتها كون الفئة المستهدفة بهذا المعرض من ضعاف البصر والمكفوفين ليسوا أناسا عاديين، بل يحتاجون لملامسة اللوحة وقراءتها بأرواحهم وقلوبهم حتى يتيسر لهم فهمها بشكل جيد”.   

وأوضح أن والدته الفنانة العصامية خديجة بوكرين اشتغلت على اللوحات طيلة سنة ونصف مباشرة بعد انتهاء معرضها الأول المخصص للمبصرين، بعدما تبادرت إلى ذهنها فكرة الالتفاتة إلى هذه الفئة، إذ “فكرت وبلورت الفكرة وأبدعت وكافحت لضمان خروج اللوحات وإنجازها في وقت قياسي لإسعاد المكفوفين”.

وقالت الفنانة بوكرين إن سعادتها كبيرة وهي تعاين مكفوفين وضعاف البصر يزورون معرضها المنظم من طرف قطاع الثقافة بمندوبية وزارة الشباب والثقافة والتواصل بجهة فاس بتنسيق مع جمعية ربيع الإبداع، إذ يلامسون لوحاتها ويسألون عن طبيعتها في محاولة للفهم.

المعرض منظم لمناسبة اليوم العالمي للبرايل في التفاتة فريدة وغير مسبوقة للمكفوفين، ويتيح الفرصة لهم لاكتشاف ما أبدعته أنامل هذه الفنانة. وقدمت في افتتاحه طلبة مكفوفين وضعاف البصر من المعهد الجهوي للموسيقى والفن الكوريغرافي، وصلة موسيقية من فن الملوح.  

تجدر الغشارة أن كل لوحات المعرض مرسومة بأزرار وعقيق ويمزج بينهما والثوب ومخلفات الأساور والحلي القديمة ويستقبل تلاميذ مؤسسة محمد الخامس لإنقاذ الضرير بفاس، باعتبارهم ضيوف شرف فيه، إلى جانب جمعيات ومؤسسات تهتم بهذه الفئة المحتاجة لإيقاظ ملكاتها وإدماجها عبر مدخل الفن.