جمعية عدالة تكرم (إبن تاونات) الأستاذ ادريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان السابق

   إدريس الوالي-الرباط:”تاونات نت”/- في إطار الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان،واعترافا منها بمجهوداته في مجال حقوق الإنسان وعرفانا له بمساره النضالي الطويل في مجال حقوق الانسان،قامت مؤخرا؛بأحد الفنادق المصنفة بمدينة الرباط؛ بتكريم الأستاذ ادريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان سابقا ورئيس المؤسسة الأورومتوسطية لمساندة المدافعين عن حقوق الإنسان ورئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج.

 وتميز حفل التكريم، الذي جرى على هامش لقاء حقوقي حول “دور البرلمان في حماية الحقوق والحريات” والذي نظمته جمعية عدالة التي تترأسها الحقوقية والمحامية الأستاذة جميلة السيوري بتنسيق مع الشبكة الأزرومتوسطية للحقوق،بحضور العديد من الشخصيات البارزة في المجالين الحقوقي والنقابي والسياسي والجمعوي؛فضلا عن أعضاء وفد من منتدى كفاءات إقليم تاونات على رأسهم النائبة البرلمانية السابقة الدكتورة فاطمة اكعيمة مازي والدكتورة خديجة الحدادي وعزيز المرجاني عضو الغرفة الجهوية للصناعة والتجارة بجهة الرباط والإعلامي والحقوقي إدريس الوالي المنسق العام لمنتدى تاونات .

وخلال هذا التكريم أشاد كل من الدكتور  المحجوب الهيبة  المندوب الوزاري السابق المكلف بحقوق الإنسان والأستاذ التونسي كمال الجندوبي، رئيس الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان ورئيس اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الإنسان بتونس والحقوقية المغربية الأستاذة ربيعة الناصري  والمصري الأستاذ هاني مجالي  المدير التنفيذيي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لمنظمة هيومن رايتس ووتش من 1997-2003 والحقوقي الأستاذ حسن بهي الدين ،أحد مؤسسي حركة حقوق الإنسان المصرية في الثمانينات و يعمل حاليًا كمدير لمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان؛ هؤلاء كلهم أشادوا بالأدوار المهمة التي قام بها ادريس اليزمي في الدفاع عن حقوق الإنسان مغربيا ومغاربيا وفي إفريقيا والعالم العربي وكذا على الصعيد الدولي.

وأكدوا كل هذه الشخصيات البارزة في شهادتها أن إدريس اليزمي يعد من الرواد الذي أناروا طريق المستقبل، ومدرسة حقيقية ساهمت في تكوين أجيال من المناضلين في مجال حقوق الإنسان، معتبرين أن تكريم هذه الشخصية يمكن أيضا من نقل رسالة للأجيال الشابة التي تتمتع اليوم بعدد من الحقوق بفضل هذا الجيل من الرواد المؤسسين الذين ساهموا في تحقيق تقدم المغرب، خاصة في مجال حقوق الإنسان.

وقالت الأستاذة جميلة السيوري رئيسة جمعية عدالة، في تصريح صحافي ل”صدى تاونات” وموقع “تاونات نت”،أن ادريس اليزمي  يعد رمزا طبع مسار تأسيس حركة حقوق الإنسان بالمغرب، مذكرة بأن هذا الحقوقي  تم إختيار إسمه بعناية  لتكريمه لأنه شخصية متميزة وإستثنائية طبع بجرأته وكفاءته وتميزه وذكائه في تدبير الملف الحقوقي بالمغرب على مدى 10 سنوات تقريبا؛ فضلا أنه  كان مؤسسا ومشاركا في النهوض بمجال حقوق الإنسان مغاربيا وعربيا وعالميا، والدليل هو إنتخابه لمدة طويلة كأمين عام للفيدرالية الدولية لراوبط حقوق الانسان (FIDH)،وحصوله على عدة جوائز وشهادات عالمية في مجال حقوق الإنسان.

    من جهته،نوه الحقوقي إدريس اليزمي  في تصريح له لجريدة “صدى تاونات” وموقع “تاونات نت” بالتقدم الذي حققه المغرب في مجال احترام حقوق الإنسان، مسجلا الدور الهام الذي استطاعت المنظمات الحقوقية بالمغرب وكذا المؤسسات الرسمية المكلفة بحقوق الإنسان الاضطلاع به خلال سنوات من أجل تحقيق مكتسبات في هذا المجال.

  ولم يفت الرئيس السابق للمجلس الوطني لحقوق الإنسان  تقديم الشكر لجمعية عدالة ورئيستها الأستاذة جميلة السيوري وكل الشركاء على مبادرة التكريم المخصص له، معبرا عن إهداء هذا التكريم لكل أولئك الذين واللائي عملوا معه خلال سنوات العمل التي يعتبرها “نضالا إنسانيا أكثر منه سياسيا”. 

   هذا وتجدر الإشارة أنه سبق لجريدة “صدى تاونات” أن قامت بتكريم الأستاذ إدريس اليزمي وذلك يوم السبت 10 ماي 2014 بالمركز الاقليمي للتكوين المستمر بتاونات بمناسبة إحتفال الجريدة بذكراها 19 سنة من التأسيس.

وخلال تكريمه بتاونات اعترف الاستاذ ادريس اليزمي رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان أنذاك أن “اسمه الحقيقي هو الخمار وليس ادريس وأنه جبلي الأصل من أصول صنهاجة اولاد آزام (جماعة عين مديونة؛على بعد 21كلم عن تاونات) من جهة الأب ومن أصول فشتالة بفاس البالي من جهة الأم، قائلا ” الوالدة المرحومة كانت تقول لنا، ((احنا اجبالة ولكن الخلوق والترابي بفاس))، أما والدي رحمه الله فمسقط راسه اولاد آزام والوالدة من فاس البالي بجماعة مولاي بوشتى بإقليم تاونات، اسمي الحقيقي هو الخمار اليزمي الحسني وليس ادريس اليزمي، فاسم ادريس جاء في أيام السبعينيات من القرن الماضي، لما كنت مهاجرا وأشارك في النضالات، أخذنا أسماء حركية (نضالية) ، فحملت اسم ادريس بدل الخمار، فاسمي الحقيقي الخمار جاء على اسم مولاي بوشتى الخمار”.

وتحدث اليزمي في معرض مداخلته عند افتتاح ندوة تكريمه يوم 10 ماي 2014 بتاونات قائلا” بصراحة اقتربت من 62 عاما، وبالنسبة لي فان هذه الدعوة والتكريم الذي حضيت به من جريدة “صدى تاونات” له دلالة ومغزى كبير بالنسبة لي شخصيا؛ وبعد 35 سنة من الهجرة خارج ارض الوطن؛فأغتنم الفرصة لأشكر “صدى تاونات” جريدة القرب  ومديرها الأستاذ الوالي على هذه المبادرة الطيبة والنبيلة”.

وأضاف “لا اخفي أيضا أنني ترعرعت بأكل “الكركاع” والخروب والكرموس من اولاد آزام، حيث كانت تأتي به المرحومة خديجة خالة الوالد، وكبرت بالزيت والزيتون ديال فاس البالي.. كل العطل التي قضيتها الى غاية 17 سنة كنت أقضيها بفاس البالي ومولاي بوشتى واولاد آزام واولاد داوود، بهذه الأخيرة كان جدي فقيها بمسجد اولاد داوود، حيث كنت اقصده في فصل الربيع كما قصدت فاس البالي قبل بناء سد الوحدة، حيث نظمت بعض قصائدي هناك حيث ربوع المنطقة مزهوة بالربيع وذلك كان له أثر كبير في بداياتي مع الشعر، ثم أنني ترعرعت في طفولتي ايضا مع “الدرازة” ومع أناس مولعين بسماع الطقطوقة الجبلية.. الوالد رحمه الله كان خياطا بحي عين قادوس بفاس وكنت اتوجه الى محله للمطالعة أمامه وكان آنذاك برنامج في 11 صباحا من يوم الاحد على أثير اذاعة طنجة خاص بالطقطوقة الجبلية، هذه الأخيرة تحتل حيزا من ذكرياتي وثقافتي الطفولتية، لذا يجب أن نقوي روح الانتماء للأصول المحلية والانفتاح في نفس الوقت على العالم.. ومن تجارب انفتاحي على الاعلام أنني شاركت منذ 1979 الى غاية 1986 في انشاء جريدة اسبوعية للمهاجرين، في 1986 أصبحت رئيس تحريرها وأصبحت تطبع بالألوان، فالصحافة بنظري تعبير عن التعددية في الآراء وفضاء للنقاش العمومي ومعركة تتيح ولوج المواطن الى المعلومة ولها دور أساسي ومركزي في فضح الاختلالات والانتهاكات”.

ولد الأستاذ إدريس اليزمي بتاونات سنة 1952. ويشغل اليزمي، الذي حصل على دبلوم من مركز تكوين واستكمال تكوين الصحافيين بباريس، ومنصب منتدب عام لجمعية “جنيريك” المتخصصة في تاريخ الأجانب والهجرة في فرنسا كما يرأس تحرير مجلة  ” Migrance” ؛منصب رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج.

علاوة على ذلك، كان اليزمي نائبا لرئيس الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان وعضوا في اللجنة التنفيذية للشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان ويشغل حاليا منصب الكاتب العام للفيدرالية الدولية لعصب حقوق الإنسان ورئيس المؤسسة الأورو-متوسطية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان وعضو مجلس الإدارة ومجلس التوجيه بالمركز الوطني لتاريخ الهجرة بفرنسا.

شارك اليزمي في إخراج فيلم “فرنسا، أرض الإسلام؟” سنة 1984، وعمل كمفوض عام لمعرض ” فرنسا الأجانب، فرنسا الحريات” (مرسيليا، آرك دو لاديفونس وأورليون وستراسبورغ/ 1989 – 1992)، ومعرض “في مرآة الآخر، الهجرة بفرنسا وبألمانيا“.

فضلاً عن ذلك، شارك اليزمي في تحرير وتنسيق العديد من الإصدارات الجماعية”: “من أجل حقوق الإنسان” (باللغتين الفرنسية والإنجليزية – سيروس-آرتيس، باريس، 1989)، و”الأجانب في فرنسا، دليل مصادر الأرشيفات العمومية والخاصة” (القرنين 19 و20) و”باريس العربية” (لاديكوفيرت – 2003).

وأنجز (صحبة ريمي شوارتز) تقريرا من أجل إحداث مركز وطني لتاريخ الهجرة وثقافاتها، سلم في نونبر 2001 للسيد ليونيل جوسبان، وله العديد من المقالات المنشورة في الصحافة الفرنسية.

وجدير بالذكر،أن اللقاء الحقوقي حول “دور البرلمان في حماية الحقوق والحريات” نظم بمدينة الرباط في أربع جلسات، خصصت الأولى لتكريم الأستاذ ادريس اليزمي، تضمنت شهادات عدة في حق المحتفى به، الناشط الحقوقي، والرئيس السابق للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، فيما تضمنت الجلسة الثانية قراءة في كتاب “البرلمان وحقوق الانسان، مرجعيات وممارسات”.

وخصصت الجلسة الثالثة للمداخلات التعقيبية، فيما تناولت الجلسة الرابعة محور: دور المؤسسات الوطنية الدستورية والأدوار الترافعية للمجتمع المدني في التأثير في صناعة التشريع. هذا بجانب جلسة ختامية تضمنت الخلاصات العامة وتوصيات اللقاء الحقوقي.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7255

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى