الأكاديمي إبن تاونات الودغيري يدعو إلى الحد من “تغول اللغة الفرنسية” في المغرب

إدريس الوالي:”تاونات نت”/- السمة الطاغية على الوضع اللغوي بالمغرب هي الفوضى والتسيب”، بهذا الجواب رد الأكاديمي المغربي (إبن إقليم تاونات) الدكتورعبد العالي الودغيري على سؤال طُرح عليه حول رؤيته للمشهد اللغوي في المملكة.

وقال الودغيري، الذي ناقش مسألة الوضع اللغوي في المغرب إلى جانب باحثين آخرين في ندوة نظمت مؤخرا حول الموضوع بالمعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، إن من تجليات “الفوضى والتسيب” اللتين تسمان الوضع اللغوي في المملكة “التغول الملحوظ للغة الفرنسية التي هي موروثة عن الاستعمار، وعن سياسة لغوية موضوعة منذ الحقبة الكولونيالية”.

واعتبر الأكاديمي ذاته أن “تغول اللغة الفرنسية يتم على حساب حقوق اللغتين الرسميتين، العربية والأمازيغية”؛ ذاهبا إلى القول: “الظاهر أن اللغة الرسمية في المغرب ليست هي العربية أو الأمازيغية وإنما الفرنسية، والعربية والأمازيغية هما مساعدتان فقط للفرنسية التي يطغى استعمالها في الإدارات”.

وشدد المتحدث ذاته على أن “الثنائية اللغوية التي يجب أن تكون في المغرب هي العربية والأمازيغية”، مضيفا: “نحن نرحب بالتنوع اللغوي، ولكن لا بد من تقنين المسألة بما لا يسلب حق اللغتين الرسميتين ويحقرهما، لأنه على المدى البعيد سوف تنقرضان إذا ظلت التعددية اللغوية بدون ضوابط”.

كما توقف الودغيري عند النقاش الذي شهده المغرب حول إدماج العامّية في النظام التعليمي، معتبرا أن هناك “أمور يخطط لها بشكل عنيف الغاية منها هو إحلال الدارجة مكان العربية وإعطاؤها وظيفة اللغة العالمة المعيارية، من أجل إنزال العربية إلى المستوى الدارج”.

وشدد المتحدث ذاته على ضرورة وضع سياسة لغوية “تضمن لمختلف التعبيرات اللغوية الوطنية والأجنبية نموها الطبيعي، في تكامل للأدوار والوظائف، مع الاحتفاظ للغتين الرسميتين والوطنيتين بمكانتهما ووظيفتها الأساسية في التعليم والإدارة والاقتصاد والحياة العامة”، داعيا إلى “الحد من تغول اللغة الفرنسية”.

وتابع الأكاديمي عينه: “الاهتمام باللغات الأجنبية لا يجب أن يُنسينا ما هو أهم، وهو الرقي باللغات الوطنية، فمنذ السبعينيات ونحن نسمع أسطوانة ‘العربية تحتاج إلى تهيئة وتدبير لكي تكون صالحة للتعليم’”، معتبرا أن الخطاب الرائج حول هذه المسألة “هو مجرد مخدرات وأقراص تنويم يراد بها تأجيل العمل باللغة العربية وكأنها لغة ناشئة، وهذه الأسطوانة يجب أن تنتهي”.

كما انتقد الودغيري الأصوات التي تروج أن هناك صراعات بين العربية والأمازيغية، قائلا: “كلنا مغاربة ولا أحد يصدق مثل هذا الكلام الذي يراد به شحن مادة ناسفة تغذي الصراعات الأيديولوجية والعرقية”؛ وانتقد أيضا جعل الحكومة والدولة الثقافة واللغة ضمن الأجندات السياسية التي تتأثر بالسياسات الخارجية، فمثلا، يردف، “كان المغرب يبدأ في التعريب حين تتصدع العلاقات مع فرنسا، واليوم يتم اللجوء إلى الإنجليزية كرد فعل، علما أنها كانت مطروحة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين منذ 1999”.

تجدر الإشارة أن الدكتور عبد العالي الودغيري أكاديمي وكاتب ولغوي مغربي ؛ولد في 20 يناير 1944 بغفساي بإقليم تاونات.

حصل على الإجازة في الأدب العربي سنة 1970بفاس، ودكتوراه السلك الثالث سنة 1976، ودكتوراه الدولة في اللغة العربية وآدابها سنة 1986. وتابع دراساته العليا في جامعتي السُّوربون بباريس بفرنسا وجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وجامعة محمد الخامس بالرباط. عمل أستاذا بالتعليم الثانوي والجامعي في كليتي الآداب بفاس والرباط.

 كما عمل مستشاراً بوزارة الشؤون الثقافية المغربية، وكاتباً عاماً للجنة الوطنية للثقافة. عضو سابق في المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، وعضو مؤسس لاتحاد اللسانيين المغاربة.

 ولج الصحافة والإعلام حيث سبق له أن أصدر مجلة تحت عنوان “الموقف” وعمل مديراً لها منذ 1987.

 تولى منصب رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بالنيجر ( تابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي) من 1994 إلى 2005، ومدير مؤسسة علال الفاسي بالرباط من 2006 إلى 2008.

الدكتور الودغيري ولج كذلك عالم الشعر والأدب  حيث نشر قصائده الشعرية وأبحاثه الأدبية واللغوية في العديد من الصحف والمجلات المغربية والعربية. ومن دواوينه الشعرية  “الموت في قرية رمادية”الصادرة سنة 1980 – “لحظة أخرى” الصادرة في سنة 1995.

كما للأستاذ عبد العالي الودغيري مجموعة من الكتب والمؤلفات على رأسها :

أبو علي القالي وأثره في الدراسات اللغوية والأدبية (1976)- قراءات في أدب الصباغ (1977)- المعجم العربي بالأندلس (1984)- قضايا المعجم العربي في كتابات ابن الطيب (1989)- التعريف بابن الطيب (1990)- الفرنكوفونية والسياسة اللغوية والتعليمية الفرنسية بالمغرب- اللغة العربية والثقافة الإسلامية بالغرب الإفريقي وملامح من التأثير المغربي- اللغة والدين والهوية (2000)-

الدعوة إلى الدارجة بالمغرب – الجذور والإمتدادات، الأهداف والمسوغات (2011)- اللغةُ العربية في مراحل الضَّعفِ والتبَّعيّة (2013)- لغة الأمة ولغة الأم (2013)- نحو معجم تاريخي للغة العربية، إلى جانب مجموعة من المؤلفين (2014)-العربيات المغتربات: قاموس تأثيلي وتاريخي للألفاظ الفرنسية ذات الأصل العربي أو المعرب (2018).

كما سبق للودغيري ان حصل على عدة جوائز وفي طليعتها:

– جائزة “المغرب للآداب”سنة  1977.

– جائزة “المغرب الكبرى للآداب”سنة 1989.

– جائزة “المغرب للكتاب” لعام 2014، قسم الدراسات الأدبية واللغوية عن كتاب “اللغة العربية في مراحل الضعف والتبعية”.

–  جائزة الألكسو-الشارقة للدراسات اللغوية والمعجمية بالإمارات العربية المتحدة  سنة 2018. محور الدراسات في المعجم التاريخي للغة العربية.

_  جائزة الملك فيصل العالمية في دورتها ال41 فرع اللغة العربية والأدب مناصفة مع المصري الدكتور محمود فهمي حجازي الأستاذ في كلية الآداب بجامعة القاهرة وذلك يوم 24مارس2019 بالرياض بالمملكة العربية السعودية.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7544

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى