انتحارات جديدة بإقليم تاونات:إنتحار شاب بارغيوة وفتاة بالجاية وامرأة بساحل بوطاهر وشاب وشابة بتفرانت
أقدمت سيدة من مواليد 1979 ، متزوجة وام لطفلتين على الانتحار شنقا زوال يوم الاثنين 11 ماي 2015 بمنطقة ساحل بوطاهر بجماعة مزراوة، وأكد مصدر مطلع ان اقدام السيدة المذكورة على وضع حد لحياتها شنقا بواسطة حبل بمنزل زوجها، له علاقة باضطراب نفسي كانت تعاني منه رغم استعمالها ادوية ومهدئات تتعلق بالكآبة واعراض نفسانية، وقد عثرت طفلتها البالغة اربع سنوات من عمرها والدتها معلقة بواسطة حبل لما عادت من روض للاطفال، حيث أخبرت جدتها بالحادث دون ان تدرك حينها ما حصل.
وبدوار البوهادي بجماعة كلاز، أقدمت عازبة في عقدها الخامس على وضع حد لحياتها شنقا يوم الاثنين 4 ماي 2015، حيث عثر عليها سكان الدوار مشنوقة بمنزل عائلتها المهجور، حيث هاجر اخوتها الى المدن وتوفي والديها، وظلت وحيدة تعاني متاعب نفسية الى أن وضعت حدا لحياتها في ظروف غامضة يوم الاثنين.
وفي يوم الثلاثاء 28 ابريل 2015 استفاق دوار بوعزون بجماعة ارغيوة على وقع حادث انتحار اقدم عليه شاب في 32 سنة من عمره بمنزل أسرته، وتحدث مصدر مطلع أن الشاب الذي اقدم على الانتحار شنقا كان يعاني من اضطرابات نفسية ويعاني من ازمة مالية حادة، بعدما تعرض للطرد من المهجر باحدى المدن الاسبانية حيث كان يشتغل في وقت سابق قبل ان يطرد ويعود الى مسقط راسه حيث مارس العنف ضد الاصول ( والدته) لاسباب على علاقة باضطرابه النفسي. وقد عثر أفراد اسرة الشاب الهالك على جثته معلقة بواسطة حبل بالمسكن، على اثر ذلك تم ابلاغ السلطة الملحية ومصالح الدرك، حيث امرت الاخيرة بنقل جثة الهالك الى مشرحة الطب الشرعي وفتح تحقيق في الحادث.
يشار هنا في السياق ذاته الى حدوث عمليتي انتحار في يوم واحد بجماعة تفرانت بدائرة غفساي شهر أبريل الماضي، الحدث الأول للانتحار سجل بدوار تويرة، حينما أقدم شاب في 25 من عمره على وضع حد لحياته شنقا بحبل ربطه الى جذع شجرة بدوار تويرة القريب من سكنى اسرته والحدث الثاني بدوار تيلغراص ويتعلق باقدام فتاة يبلغ عمرها 18 سنة على شرب مادة سامة (سم الفئران)، سريان السم في جسدها لم يترك لها فرصة للنجاه، حيث لفظت أنفاسها في الطريق الى مستعجلات مستشفى الحسن الثاني بغفساي، بعدما تم نقلها في غياب سيارة اسعاف على متن سيارة عائلية، اذ فارقت الحياة على بعد كيلومترات من مركز غفساي.
ويرجح وفق المصدر نفسه في هذا الاطار، أن من دواعي اقدام الفتاة على تجرع سم الفئران وبالتالي الانتحار، رفض والدها لخطبتها من شخص تقدم لهذا الغرض، فيما يجهل سبب اقدام الشاب الذي يشتغل في النشاط الفلاحي على الانتحار، علما أنه يضيف المصدر، أن الحادثين منفصلين ولا علاقة بينهما رغم حدوثهما في يوم واحد وهو من غرائب الصدف التي حدثت بالمنطقة في الآونة الأخيرة.
لا للانتحار… نعم لوقف الظاهرة
أصبح شبح الانتحار من الظواهر الاجتماعية الخطيرة المتفشية داخل المجتمعات بحيث حصدت في السنوات الأخيرة العديد من الأرواح. وخلفت الحزن والأسى العميق لدى اسر الضحايا وبمحيطها الاجتماعي بصفة عامة.
فهذه الظاهرة الخطيرة والمدمرة تطال فئة الإناث والذكور على السواء في غياب أي تحرك للإسراع بوضع استراتيجية من اجل مساندة شريحة المكلومين والمظلومين داخل المجتمع ونشر ثقافة التحدي البناء من خلال ضرورة وضع خلية لهذا الغرض…وفتح المجال أمام المواطنين اللذين وصلوا ذروة المعانات…والتعذيب النفسي أو الجسدي أو الضغوطات الاجتماعية بجميع أنواعها.
فدوافع هذه المعضلة تنحصر في أسباب اجتماعية واقتصادية أو صدمات نفسية عاطفة أو الرسوب في أي مجال من مجالات الحياة وكذا الانجذاب أمام تيار المخدرات هذا الدخيل المدمر لشبابنا والفتاك الصامت.
فبإمكان الأسرة أن تلعب دورا كبيرا ومباشرا في معالجة هذه الآفة الخطيرة وذالك بالمراقبة المستمرة للفرد وسلوكاته ومساعدته ومساندته في حالة إذا كان هذا الأخير قد تعرض لصدمة نفسية كالرسوب في الامتحانات مثلا. فالأسرة ومدى وعليها وتفهمها بإمكانها أن تكون الحاجز السميك الذي يمنع لغيرها السلامة والأمان…
فإذا كان الاضطراب النفسي للفرد ناتج عن ظروف صعبة وفقر مدقع فوجدو الأسرة وسخائها العاطفي هو الغنى والثروة التي بإمكانها أن تغير نظرته التشاؤمية بنظرة أمل وتصدي للصعاب.
وفي حالة إذا كانت الحالة النفسية صعبة ومعقدة فيمكن للأسرة أن تعرض فردها على أخصائيين نفسيين من اجل اجتياز محنتها وتخطي الازمة النفسية .
كما أن الدولة بما فيها السلطات والصحة هي أيضا مسؤولة بشكل كبير عن معالجة هذه النازلة فثمة أشخاص يعيشون تحت وطأة الأزمات النفسية الحادة أو الخلل العقلي . فهذه الشريحة هي في اشد الحاجة الى الرعاية والعطف والمساندة والدعم النفسي والمعنوي والمادي وتلقيها الصحة النفسية والعقلية كي لا تسقط فريسة هذا الشبح المدمر او تقع داخل انزلا قات خطيرة…
فلنجعل الصبر والتحدي والصمود سلاحنا القوي وثقافتنا الراسخة تجاه التصدي للظلم والقهر او البطالة والمعانات النفسية والعنف بشتى أنواعه داخل المجتمع….
فلا الانتحار…لا للانتحار… كفى ألما وحسرة وحزنا نعم للصبر والتحدي من اجل مواجهة كل متناقضات الحياة.
فليتحد الجميع من أجل التصدي لهذه الآفة وإيقاف شبح الانتحار المدمر المخيف الذي يخطفا أفراد المجتمع في صمت…يأتي من منابعها فبالوعي وتظافر الجهود سيسكرها هاجس الانتحار وينعم أفراد المجتمع بحياة ووفاة طبيعية.
م. عبادي. (تاونات) و سعيدة الوراك / عين بوشريك – الورد زاغ.
عن الكاتب
مواضيع ذات صلة
اكتب تعليق
لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.