تراجع الغرقى والحد من الحرائق: رهانات ربحها اقليم تاونات في صيف 2014

 معدات التدخل الخفيفة لمكافحة الحرائق عرضت على المندوب السامي للمياه والغابات بجبل ودكة صيف 2005

معدات التدخل الخفيفة لمكافحة الحرائق عرضت على المندوب السامي للمياه والغابات بجبل ودكة صيف 2005

سجلت الحرائق الغابوية صيف 2014 ، تراجعا ملحوظا ومساحات محدودة قياسا بالعشر سنوات الماضية، حيث تم رصد 7 حرائق الى غاية 05 شتنبر 2014، أتت على مساحة غابوية تناهز في مجموعها ثلاث هكتارات، منها 2.70 هكتار بغابة ودكة والباقي موزع مابين اورتزاغ واخلالفة وتمضيت.

تفسير هذا التراجع أرجعه المدير الاقليمي للمياه والغابات ومكافحة التصحر بتاونات، الى حزمة اجراءات جديدة اتخذتها الادارة الغابوية بتنسيق مع مختلف الشركاء والمتدخلين، بما في ذلك تفعيل آلية المجلس الاقليمي للغابة الذي ظل مجمدا منذ 1984 .

هذه الاجراءات التي تحدث عنها االمسؤول الاقليمي للغابة السيد محمد تاوتاو، تتعلق:

أولا : بالحزم الذي بدأت تنهجه ادارته في الحفاظ على المجال الغابوي ومحاربة كافة أشكال الترامي عليه، بما يلزم من جدية وصرامة.

ثانيا: انفتاح الادارة الغابوية على الساكنة المجاورة للغابة وبناء ثقة متبادلة ودراسة طلبات المواطنين من شكايات وأغراض ادارية وتسوية وضعيات بالسرعة اللازمة وفي اطار الشفافية والوضوح، والتعامل مع الجميع دون محاباة أو انحياز وعلى قدر المساواة.

ثالثا: بناء ثقافة جديدة للادارة الغابوية في التعامل مع السكان المجاورين للغابة، وتقاسم مسؤولية التدخل في المجال الغابوي بين الادارة وباقي الفرقاء والشركاء. وذلك بتدخل الجماعات المحلية فيما يتعلق بقرارات هدم السكن بالملك الغابوي بدون ترخيص، وتدخلات مصالح الدرك والقوات المساعدة في اتلاف القنب الهندي بالملك الغابوي ومساهمة جمعيات بيئية في تخصيص حراس غابويين للوقاية من الحرائق مقابل الاستفادة من خلايا نحل مجانية، الى جانب برمجة تدخلات جديدة استهدفت المجاورين للغابة بتمكين عدد من الأسر من الاستفادة من خلايا النحل مجانا لتنويع مصادر العيش والحفاظ على الغابة في الوقت نفسه.

رابعا: محاربة مكثفة لأشكال استنزاف الثروية المائية بالمجال الغابوي، وذلك من خلال عمليات طمر جميع نقط الماء المفتوحة بدون رخصة ( تم طمر 111 نقطة ماء بغابة ودكة سنة 2013 ) والقيام بالموازاة مع ذلك بدراسة علمية تهم تدبير استعمال المياه بالمجال الغابوي والمناطق المجاورة بإسهام من وكالة الحوض المائي لسبو بدائرة غفساي.
ثم الدور الفعال لعامل الاقليم في تفعيل آلية المجلس الاقليمي للغابة بموجب ظهير 1976 ، باعتباره آلية ذات سلطة قانونية لاتخاذ القرار المناسب بالحفاظ على المجال الغابوي في اطار من الديمقراطية المحلية. وشكل نجاح هذه التدخلات والاجراءات رهانا ناجحا ربحه اقليم تاونات في صيف 2014 بتقليص مساحة وعدد الحرائق الغابوية بشكل يدعو الى الارتياح والتفاؤل.

وبالنسبة للرهان الثاني الذي كسبه اقليم تاونات في صيف 2014 ، فالامر يتعلق بتقليص الخسائر في الأرواح لدى الأشخاص الذين يقدمون على السباحة في أودية ورغة وايناون واللبن وراوفدها وفي بحيرات سد الوحدة والساهلة وبوهودة وأسفالو وادريس الأول.

اذ كشفت بيانات رسمية، ان عدد غرقى السباحة بالأودية والسدود باقليم تاونات خلال العطلة الصيفية الأخيرة ما بين يونيو ويوليوز وغشت، لم تتجاوز سقوط ضحيتي غرق بمنطقة أورتزاغ سجلت الاولى شهر يوليوز والثانية شهر غشت الماضي، وحالة ثالثة سجلت شهر أبريل، مقابل ذلك فان عدد ضحايا الغرق في السباحة صيف السنة الماضية و صيف 2012 ، سجلت على التوالي حدوث 07 و 09 حالات غرق مميتة ، وهي ارقام تنازلية تدعو بدورها الى الارتياح والتفاؤل، بعدما استحدث مسابح جماعية بكل من أورتزاغ وبني وليد ثم بلدية غفساي. ويظل الرهان معلقا على احداث المزيد من المسابح الجماعية والاسراع بالتي تعثرت مشاريعها في بعض الجماعات وعلى رأسها بلدية تاونات وذلك في افق الحد من ضحايا الغرق بالأودية والسدود وإعلان صيف اقليم تاونات بدون غرقى.

محمد العبادي

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7254

اكتب تعليق

لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى