جلالة الملك محمد السادس يعين إبنة تاونات عائشة الحجامي من بين أعضاء المجلس الأعلى للتعليم

إدريس الوالي-الرباط:”تاونات نت”/- ذكر بلاغ من الديوان الملكي، يوم الأربعاء 16 نونبر، أن جلالة الملك محمد السادس تفضل بتعيين أعضاء المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، الذين يخول القانون المنظم لهذا المجلس للملك حق تعيينهم.

ويتعلق الأمر، وفق المصدر نفسه، بعشرين عضوا من فئة الخبراء والمتخصصين، مشهود لهم بالخبرة والكفاءة في مجالات التربية والتكوين والبحث العلمي والثقافة، مع مراعاة التنوع والتكامل بين التخصصات.

ويتعلق الأمر بكل من إبنة إقليم تاونات الدكتورة عائشة الحجامي وجميل السالمي، أمينة لمريني الوهابي، أمين بنسعيد، يوسف السعداني حسني، آسية أقصبي مسفر، محمد الصغير جنجار، حميد بوشيخي، محمد البرنوصي، ، ليلى بنسليمان، مختاري قويدر، أمال الفلاح السغروشني، صلاح الوديع، فؤاد شفيقي، جمال بلحرش، مولاي إدريس العلوي، محمد أمين الصبيحي، محمد سلاسي سنو، رشيد بن الزين، وفاطمة الزهراء بياز.

وأضاف البلاغ: “تأتي هذه التعيينات الملكية بعد تفضل جلالة الملك، أعزه الله، بتعيين السيد الحبيب المالكي، رئيسا للمجلس، وتهدف إلى تجديد تركيبة هذه المؤسسة الاستشارية، وتمكينها من النهوض بالمهام التي يخولها لها الدستور، لاسيما من خلال إبداء الرأي في السياسات العمومية التي تهم التربية والتكوين والبحث العلمي، وتقييم السياسات والبرامج العمومية في هذا القطاع المصيري، وذلك من أجل الارتقاء بالمدرسة المغربية، والعمل على توفير تعليم جيد للجميع، وتحقيق المساواة وتكافؤ الفرص في هذا المجال”.

كما زاد بلاغ الديوان الملكي: “إضافة إلى فئة الأعضاء المعينين لصفتهم، والتي تتألف من أعضاء الحكومة المعنيين بهذا القطاع، وممثلي بعض الهيئات والمؤسسات الوطنية، تضم تركيبة المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي أيضا، عضوين من كل من مجلسي البرلمان، وكذا ممثلين عن النقابات التعليمية وأعضاء أخرين يعينهم رئيس الحكومة طبقا لأحكام المادة 7 من القانون المنظم لهذا المجلس”.

وتجدر الإشارة أن  الأستاذة عائشة الحجامي العضو الجديد في المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي،هي  سليلة أسرة عالمة؛ جمعت في كسبها بين الشريعة، والحقيقة (الصوفية السنية)، والجهاد.

لقد نشأت في بيت علم وتصوف وجهاد، حيث كان والدها الأستاذ أحمد بن محمد الحجامي الحسني الإدريسي رحمة الله عليه من علماء القرويين، كما أنه انخرط في المقاومة المسلحة للاستعمار مع والده وعمره لا يتجاوز الرابعة عشرة وذلك سنة 1914. أما والده فقد كان صاحب زاوية يهتم بالتربية الروحية والدينية لمريديه، غير أنه لما وصلته أخبار عقد الحماية الفرنسية نادى للجهاد في القبائل وقاد حملة على مدينة فاس، بهدف تحريرها، قوامها عشرون ألف مجاهد ينتمون إلى خمس وعشرين قبيلة لبت نداءه كما ورد في كتابات المارشال ليوطي والوثائق العسكرية الفرنسية.

وعلى الرغم من انهزامه في هذه المعركة في ماي 1912، إلا أنه ظل يجاهد في نواحي فاس وتاونات وبني زروال وتازة والريف حتى ألقي عليه القبض سنة 1929 ووضع تحت الإقامة الإجبارية إلى أن توفي رحمه الله سنة 1945.

وحسب تصريح صحافي سابق لها ؛قد كان والد الأستاذة عائشة الحجامي  يحكي لها كثيرا عن هذه المعارك التي حضر جلها.

 أما من جهة والدتها رحمها الله سليلة أبي عبد الله محمد بن أبي جمعة الهبطي صاحب “تقييد وقف القرآن”، فقد أدركت خالها سيدي محمد الهبطي الإدريسي الذي كان من علماء القرويين.

فكان من الطبيعي أن تكون أجواء المنزل العائلي مفعمة بالذكر والمدارسات العلمية التي كان أبوا حريصا عليها، ويحضرها عدد من علماء فاس، نذكر منهم على الخصوص الفقيه سيدي عبد الرحمان الغريسي والفقيه الطاهري اللذان كانا من أصدقائه المقربين.

 وقد أتيحت لأستاذة عائشة فرصة مجالستهما والاستفادة من علمهما خاصة في مجال حقوق المرأة في الإسلام والمنظور الفقهي لها، وقد كان للمناقشات حول هذه القضية معهما ومع أبيها رحمه الله أثر كبير على توجهها للبحث فيها لاحقا نظرا لما كانوا يتمتعون به، ثلاثتهم، من فكر متفتح، وقبول للاختلاف، وتشجيع على إعمال الفكر النقدي.

ومن جهة أخرى قيض الله لها أن تدرس في معهد الفتيات التابع للقرويين والذي أسسه جلالة الملك محمد الخامس رحمه الله، وتخرجت منه مجموعة من عالمات المغرب.

وقد تلقت  الأستاذة عائشة الحجامي في هذا المعهد مختلف العلوم الشرعية من فقه، وحديث، وأصول، ومنطق…على يد أساتذة أجلاء من مثل الفقيه مولاي أحمد الصقلي، والفقيه سيدي محمد الأزرق، والفقيه البكاري، والفقيه بلحاج ولد سيدي الطايع وغيرهم. وكانوا يعتبرونهن مثل بناتهم ويقومون بمهمة تدريسهن بجدية وإخلاص نادرين.

وعلى الرغم من أن تكوينها اللاحق كان في القانون الخاص بكلية الحقوق بالرباط ثم في القانون العام بجامعة باريس بفرنسا، إلا أنها ظلت دوما مهتمة بالعلوم الشرعية، وخاصة ما تعلق منها بوضعية المرأة في الإسلام قرآنا وحديثا وفقها علما أن احتكاكها في فرنسا كان مع جمعيات نسائية فرنسية ذات توجه يساري علماني، وبالفكر الحقوقي الغربي عموما.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7251

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى