زرقة أودية ورغة بإقليم تاونات تحولت الى سواد المرج وسد الوحدة…مقبرة جماعية لنفايات معاصر الزيتون
تاونات :محمد العبادي/جريدة”تاونات نت”/عرف الاسبوع الأخير من شهر أكتوبر 2015، بروز المرج بوادي أمزاز أحد أهم روافد ورغة والذي يصب مباشرة في سد الوحدة، إذ حاول بعض أرباب معاصر الزيتون التخلص من مخزون المرج بصهاريج عميقة ليلا لما علموا بهطول أمطار قوية في الشمال، الا أن الأمطار كانت شحيحة فبرز المرج في الوادي مع الصباح في 26 اكتوبر 2015، منذ ذلك الحين ولون وادي امزاز يزداد قتامة بسائل المرج مع انحباس المطر، حصل هذا طبعا في غياب لجن التتبع والمراقبة والتفتيش التي كانت زارت بعض معاصر الزيتون بحوض ورغة بجماعة بوهودة على سبيل المثال، ولسان حال المشهد يقول ”غاب القط.. العب يا فار”.
جريدة ” تاونات نت” وسعيا منها لتنوير الرأي العام، ارتات في هذا العدد، انجاز ملف خاص حول هذه المعضلة التي تلوح كلما حل موسم للزيتون باقليم تاونات في مسلسل لا ينتهي وفي موسم شحت فيه الأمطار وتتوقع فيه مصالح الفلاحة أن يبلغ انتاج الزيتون باقليم تاونات 172 ألف طن، بمردود يصل معدله الى 1.3 طن للهكتار.
زرقة أودية ورغة تحولت إلى سواد المرج
مع حلول موسم جني الزيتون، تعود حليمة الى عادتها القديمة، ويتحول معها لون أودية ورغة الازرق الى سواد بعودة ارباب بعض معاصر الزيتون الى افراغ مخزونات المرج للموسم الفارط مباشرة في الاودية للتخلص منها، استعدادا لتعبئتها بمخزون جديد، مما تسبب في ظهور تلوث بيئي لبعض الأودية في وقت مبكر هذا الموسم، تلوث ستزداد حدته طوال شهري نونبر ودجنبر، وهو يعني في ما يعنيه، أن اللقاءات التواصلية التي عقدتها سلطات اقليم تاونات ووكالة الحوض المائي لسبو مع ارباب معاصر الزيتون، وحملات الاغلاق والتفتيش التي طالت عددا من المعاصر، لم تكن سوى ظواهر عابرة سرعان ما انمحت آثارها بانتهاء فترة عصر الزيتون لتعود الحالة الى ما كانت عليه، في تلك اللقاءات اعتبرت السلطات الاقليمية ومختلف المتدخلين، أن مشكل التلوث البيئي الناتج عن مخلفات معاصر الزيتون، يعد من بين الأولويات وأنه على هذا الاساس تمت سنة 2014 / 2015 زيارة جميع الوحدات وطالبت السلطات المختصة أصحابها بإعداد دفاتر التحملات ومنع من لم يحترم هذه الدفاتر من الاشتغال ، حيث تم إصدار قرارات إغلاق 7 وحدات وأن ثمة بعض أرباب المعاصر يوجدون أمام القضاء بسبب مخالفتهم لدفتر التحملات وإلقائهم للمرج مباشرة في الاودية.
تهديدات اعتبرها البعض ذرا للرماد في العيون بالنظر لحجم التلوث الذي يصيب سنويا اودية ورغة وسد الوحدة من جهة، وتأخر السلطات عن تنفيذ قرارات الاغلاق الى حين الاقتراب من موعد عصر الزيتون والسماح لبعض ارباب المعاصر بانشاء احواض لتجميع المرج بالقرب من الاودية دون اجراء دراسات الوقع على البيئة مما حول سد الوحدة الى ما يشبه مقبرة جماعية لمرج معاصر الزيتون.
مع انطلاق موسم جني الزيتون في اقليم تاونات، شرعت معاصر الزيتون المنتشرة بتراب الاقليم في استخلاص زيت الزيتون وإلقاء عدد منها بالمرج مباشرة في الاودية،… كان إنتاج زيت الزيتون في الماضي يعصر بالمعاصر التقليدية الموروثة عن العهد الروماني ومع تحديث وعصرنة هذا القطاع لاحت في الافق معضلة التلوث بسائل المرج. وذلك بسبب التخلّص العشوائي من هذه النفايات الذي يؤثر سلباً على التربة، والمياه السطحية والجوفية ومياه الأودية والسدود.
السلطات الاقليمية:”اتركوا الماء للوضوء على الاقل وآخر الدواء الكي”
في وقت سابق وعدت السلطات الاقليمية بتاونات ارباب المعاصر بتقديم الدعم المالي للتغلب على المرج باحداث تجهيزات لمعالجة المرج والفيتور واعتبرت ان احواض التبخر مجرد حل ترقيعي. كما سبق ان اقترحت وضع مهلة لارباب المعاصر للقيام باجراءات عملية وتاهيل وحداتهم حتى لا يصبحوا عرضة لقرارات الاغلاق وتفعيل دفتر التحملات في اطار اللجنة الاقليمية هذا مع ان ثمة معاصر تم تشييدها بتاونات قبل صدور قانون التعمير، وتطبيقا للمادة 50 من الميثاق الجماعي فقد اغلقت السلطات الاقليمية 11 معصرة سنة 2010 وسبعة معاصر سنة 2012 منها اربع معاصر ببلدية تاونات. ورغم ان هؤلاء اشتروا قطعة ارضية بجانب وادي اسرا وقاموا بانشاء صهاريج خاصة بكل معصرة بعدما تم الاستغناء عن صهريج التفريغ بتراب جماعة الزريزر نتيجة المعارضة القوية لاعضاء بجماعة الزريزر لمثل هذه الاحواض الملوثة على تراب الجماعة، فان هذا الحل لم يحل دون تلوث المياه، حيث تم تقريب خطر المرج من مجرى الوادي اكثر مما كان عليه الوضع سابقا، وظهرت مخاطره بأحواض أمزاز وأسرا وأولاي بعدما سمحت الجهات المسؤولة لارباب المعاصر باحداث اخرى جديدة على مقربة من هذه الاودية دون دفتر تحملات يحترم البيئة..
واعتبرت السلطة الاقليمية ان آخر الدواء الكي مطالبة ارباب المعاصر بترك الماء للوضوء على الاقل داعية الى اشراك الاقاليم المجاورة ( اقليمي الحسيمة وشفشاون) في ايجاد حل مشترك لهذه المعضلة، فيما شجعت وكالة الحوض المائي لسبو ارباب المعاصر على استعمال نظام 2 phase بدل 3 phase على اعتبار ان هذا الاخير يرفع من كمية سائل المرج ويضعف من جودة الزيوت المستخلصة وان اضافة الماء يرفع نسبة البوليفينول في الزيت والمرج، واعتبر ممثل الوكالة انه على المدى البعيد ستعمل الوكالة على الزام ارباب المعاصر باستعمال نظام 2phase بدل 3 phase كما هو معمول به بمعاصر مكناس.
فاعل جمعوي: المجالس الجماعية مطالبة بتحمل مسؤوليتها في تفعيل قرارت اغلاق المعاصر الملوثة
ازاء استفحال هذه الأزمة، بامكان المجالس الجماعية وفق ما يخولها لها القانون، التحرك تفعيلا للقرار رقم 29/2010 القاضي بمنع وضع مادة المرج بالقرب من الاودية، بناء على ظهائر شريفة وقوانين ومراسيم المنظمة والتي تنظم المؤسسات المضرة او الخطيرة وضمان سلامة الصحة والمحافظة على الصحة العمومية وبناء على القرار الوزيري المرتب للمؤسسات المضرة او الخطيرة وبناء على القرار الجماعي رقم 06 بتاريخ 16 مارس 1998 القاضي بمنع القاء مادة المرج ونفاياته بمجاري المياه السطحية والجوفية والذي ينص على ما يلي:
الفصل الاول: يمنع منعا كليا على مالكي معاصر الزيتون الصناعية والتقليدية افراغ المرج ونفاياته بمجاري المياه السطحية والجوفية، الفصل الثاني: يمنع منعا كليا احداث مستودعات للتخزين وحفظ نفايات المرج قرب مصادر ومجاري المياه ، الفصل الثالث: يتعين على ارباب المعاصر نقل سائل المرج ببراميل محكمة الاغلاق وافراغها بالاماكن المخصصة لذلك من طرف السلطات المحلية والجماعية، الفصل الرابع: يمنع على ارباب المعاصر الاضرار بالطرق العمومية نتيجة نقل المرج بالشاحنات او بصب المياه الناتجة عن غسل الزيتون او طرح مواد من شانها ان تخل بالصحة العمومية او بالسلامة الطرقية، الفصل السادس: يعهد بتنفيذ هذا القرار الى رئيس المجلس الجماعي والسلطة المحلية والمكتب الجماعي والكاتب العام للجماعة. وكذا بناء على محضر معاينة المصلحة التقنية الجماعية بتاريخ 21 دجنبر 2010 .
وإذا كان قائد قيادة بني زروال وجه رسالة الى رؤساء الجماعات القروية للودكة وسيدي المخفي وتمزكانة والبيبان والرتبة وسيدي يحيى بني زروال وسيدي الحاج امحمد حول تنظيم استغلال معاصر الزيتون في 16 فبراير 2010 والتي تقضي انه في اطار محاربة جميع اشكال التلوث والاخلال بالبيئة والتوازن الطبيعي كما هو مشار اليه في المادة 40 من الميثاق الجماعي (السابق)القاضية بسهر المجلس الجماعي على ضمان الوقاية الصحية والنظافة وحماية البيئة مع مراعاة الاختصاصات المخولة لرئيس الجماعة بمقتضى المادة 50 من الميثاق الجماعي (السابق)وعملا بمقتضيات الميثاق الوطني للبيئة وتنفيذا للتوصيات المنبثقة عن اللجنة المكلفة بمعاينة معاصر الزيتون المتواجدة بالنفوذ الترابي للجماعات.وبناء على ذلك فان اشعار قائد القيادة رؤساء الجماعات بان ظاهرة تصريف مادة المرج بشكل عشوائي بات يشكل تهديدا حقيقيا وخطيرا على سلامة البيئة، فان التماس القائد لرؤساء الجماعات باستصدار قرارات الاغلاق في حق المعاصر الغير الملتزمة بتطبيق معايير المحافظة على البيئة لعدم توفرها على التراخيص الممنوحة في هذا الشأن، ظل صيحة في واد.
تجارب عالمية في معالجة المرج.. لماذا لا نستفيد منها؟
وقد لاحظت احدى الدراسات في هذا المجال، أن الانعكاسات السلبية للرمي العشوائي للمرج في العديد من المناطق، في أنه يتسبب بانخفاض أعداد الأسماك؛ وتدهور جودة المياه ذات الاستعمال المنزلي؛ والإضرار بالمزروعات وبالمنظومة الاحيائية لبحيرات السدود.
إلا أن الكثير من الابحاث والدراسات والتجارب الحديثة، وجدت في مرج الزيتون فوائد متعددة إذا ما أحسنت إدارته.
لاحظت الدراسة أن الطلب على زيت الزيتون يزداد عالمياً بشكل لافت، والتلوث البيئي من نفايات معاصر زيت الزيتون يزداد أيضاً؛ فهذه النفايات تحتوي على نسب عالية من المواد العضوية والبوليفينول. ويسبب المرج الناتج عن المعاصر تدهوراً في موارد المياه، ينعكس في تغيير لون المياه وظهور طبقة من الزيت على سطحها، ونقص في الأكسيجين. كما يؤثر على نوعية التربة وتسمّم الحياة النباتية ويسبب انبعاث روائح مزعجة عند تصريفه إلى التربة.
من جهة أخرى، فهناك دراسات عالمية دلّت على إمكانية تحويل مثل هذه النفايات إلى مورد اقتصادي مثل استعمالها كوقود حيوي أو سماد، أو كمادة أولى في عملية استخراج منتجات ذات قيمة، مثل: مضادات الأكسدة، والأنزيمات، والغاز الحيوي. ولكي تتحاشى الفوضى الاقتصادية والاجتماعية التي يمكن أن تؤدي إلى أزمة في قطاع إنتاج زيت الزيتون نظراً لكلفة الاستثمار المرتفعة لمعالجة المرج الناتج عن معاصر الزيتون، فقد لجأت بعض البلدان إلى إصدار تشريعات ومعايير وخطط إستراتيجية احتياطية للتخلص من هذه النفايات،حيث تطبق في ايطاليا مثلا، عملية الري بالمرج ضمن معايير معينة. أما إسبانيا، فقد غيّرت تقنيات الإنتاج المعتمدة من الكبس والطرد الثلاثي إلى نظام الطرد الثنائي الذي يولّد مرج أقل. والدراسات الموسّعة والابحاث التي جرت في كل من إسبانيا وإيطاليا دلّت على قيمة عالية لهذه النفايات في تسميد التربة. وقامت إحدى المؤسسات الإيطالية بتطوير تقنية جديدة تسمح بمعالجة مرج معامل الزيتون والاستفادة منه، وهذه التقنية تقوم على استعمال سلسلة عمليات ترشيح غشائي يبدأ بالترشيح المجهري مرورا بالترشيح الدقيق، وينتهي بالتناضح العكسي (reverse osmosis)وينتج عن ذلك مواد ثانوية كالمياه (صالحة للاستعمال الزراعي) ومنتجات تصلح كعلف حيواني، ومادة Hydroxytyrosol، وهي مضاد فعال للتأكسد تستعمل في صناعة الأدوية ومواد التجميل.
القيمة التسميدية للمرج:
بينت الدراسات أن المرج يتميز بغناه بالمواد العضوية والمواد المغذية للتربة، كما يعتبر مصدرا للماء قليل الكلفة، مما يحفز استخدامه كمادة تسميدية أو كمواد محسنة للتربة. كما أن للمرج تأثيرا إيجابيا على تركيبة التربة وثباتها وعلى الخصائص الهيدروديناميكية للتربة الرملية؛ وبالتالي يمكن استخدامه كمحسن للتربة لتخفيض التبخر في المناطق الجافة وشبه الجافة.
إزهار المحاصيل الزراعية
وبالاستناد إلى الاستخدام التقليدي للأسمدة الكيماوية، فإن استخدام المرج قد يحقق وفراً سنوياً بقيمة 50 يورو في الهكتار الواحد في حقول الزيتون غير المروية، وحوالي 70 يورو في الهكتار لحقول الزيتون المروية. يضاف إلى ذلك الوفر المحقق في كلفة رش الأسمدة. وبينت الدراسة أن استخدام المرج يسمح بتخفيف استعمال الأسمدة الكيماوية بحوالى 550 كغم/هكتار في الأراضي غير المروية و800 كغم/هكتار في الأراضي المروية، بما يحقق توفيراً بقيمة 55 يورو/هكتار و80 يورو/هكتار على التوالي.
تأثير تقنيات العصر على نوعية الزيت
تعتمد نوعية زيت الزيتون على العديد من العوامل، أهمها اختلاف نوعية ثمرة الزيتون، ومنطقة القطف، والمناخ، ومرحلة النمو التي وصلت إليها ثمرة الزيتون، وظروف التخزين، إلخ.
تم تنفيذ العديد من المشاريع الهادفة إلى دراسة فعالية تقنيات عصر الزيتون وتأثيرها على نوعية الزيت المنتج. وقد تم استخدام تقنيتين لعصر الزيتون: النظام غير المتواصل (غير المستمر ـ الكبس) والنظام المتواصل (المستمر ـ الطرد) لاستخراج الزيت من نوعين مختلفين من الزيتون.
وتمت مراقبة بعض المؤشرات المتعلقة بنوعية وثبات زيت الزيتون، من بينها الــحموضة، ومحتوى الفينول متعدد الحلقات polyphenol، وتركيبة الحمض الدهــني وذلــك في أوقــات مختلفة.
يعتبر زيت الزيتون النباتي الزيت الوحيد الذي يحتوي على كميات مهمة من الفينولات المتعددة الحلقات، التي تعمل كمواد مضادة للأكسدة وتساهم في مكافحة أكسدة الزيت خلال فترة تخزينه، وأظهرت الدراسة أن الزيت المستخرج بالنظام المتواصل يحتوي على مستويات مرتفعة من الفينولات المتعددة الحلقات والتي تساهم في إعطاء الزيت درجة ثبات عالية ضد التأكسد عند حفظه لفترة طويلة.
إضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسة التي أعدها الدكتور سيلفادور في العام 2002 حول أثر نظام استخراج الزيت (الكبس، الطرد ثلاثي المراحل، الطرد ثنائي المراحل) على نوعية زيت الزيتون، أن محتوى الفينول الكلّي كان أعلى في الزيت المستخرج بنظام الطرد المتواصل منه في الزيت المستخرج بنظام الكبس، وأن معدل تركيز الفينول الكلي في الزيت المستخرج بواسطة الطرد الثلاثي كان أقل بقليل من ذلك المستخرج بواسطة الطرد الثنائي، وذلك نتيجة اعتماد الطرد الثلاثي على معدلات مرتفعة من الماء/العجينة، وبالتالي يتم إزالة الفينولات بشكل أكبر مع النفايات السائلة. تؤثر المواد الفينولية ليس فقط على نوعية الزيت، بل أيضاً على نكهته ورائحته، لا سيما بالنسبة لمذاقه المر؛ وهي خاصية مهمة تندرج ضمن التحليل الحسي لنوعية زيت الزيتون، مع الإشارة إلى أن شدة المرارة كانت، وحسب الإحصاءات، أعلى في المعاصر التي تعتمد الطرد الثنائي منها في المعاصر التي تعتمد الطرد الثلاثي.
ال (GIE ) مشاريع صديقة للبيئة بكلاز وبني وليد وعين عائشة
انطلق مشروع مجموعة ذات النفع الاقتصادي “الوحدة غفساي” بجماعة كلاز لانتاج زيت الزيتون البكر الممتازة، في واحد من بين اهم المشاريع الصديقة للبيئة باقليم تاونات الى جانب مشروعين مماثلين بجماعتي بني وليد وعين عائشة، ويتوفر المشروع الممول في اطار تحدي الالفية بشراكة مع الولايات المتحدة الامريكية ووزارة الفلاحة والتعاونيات المنخرطة في المجموعة، على احدث تقنيات وطرق التخلص من بقايا مستخلصات عصر الزيتون، حيث احدث صهريجين كبيرين لعزل مكونات المكونات الصلبة عن سائل المرج الذي خصص له حوض للتجميع مجهز بعازل مطاطي للحيلولة دون تسرب سائل المرج الى باطن الارض ولتسريع وثيرة التبخر من جهة ثانية، وتعتبر هذه الوحدة من اول المشاريع الصديقة للبيئة باقليم تاونات، حيث يتم التقيد بدفتر التحملات وبدراسة الوقع على البيئة، وينتظر ان تعول الدولة على مشاريع من هذا القبيل للحد من المعاصر الملوثة للبيئة بالمرج من جهة وتحسين جودة زيت الزيتون من جهة ثانية ورفع الطاقة الانتاجية وتنظيم الفلاحين المنتجين في اطار تعاونيات من جهة أخرى.
مقترحات لتجاوز معضلة التلوث بالمرج
لم تكن الدراسة التي أجراها أساتذة من معهد الحسن الثاني للزراعة لتُغفل إيراد بعض المقترحات لوضع حد ل«النزيف» البيئي الذي تتسبب فيه مادة «المرج». ويرى الباحثون أن التبخر الطبيعي يظل حلا فعالا لإتلاف هذا المادة، إذ يتم جمع هذه السوائل في أحواض محاطة بسياج أمني وذات قعر إسمنتي أو بلاستيكي بعمق أقل من 1.5 متر، بعيدا عن المجمّعات السكنية، وهي طريقة مستعمَلة حاليا في مدينة فاس ، ولو أن شدة التبخر محدودة، لأن الزيت تطفو على السطح وتمنع تبخر الماء.
أما الطريقة الثانية فتتمثل في استعمال الطاقة الحرارية لتركيز «المرج» للحصول على ماء التكاثف، النقيّ، الذي يمكن صرفه في الطبيعة دون خطورة، واستعمال «المرجان» المركز الناتج عن هذه الطريقة في تسميد الأرض أو كعلف للمواشي. غير أن الكلفة المرتفعة للمنشآت والطاقة أكبر بكثير من إمكانيات الوحدات الصناعية الصغيرة والمتوسطة. ويشير الأساتذة الباحثون إلى أن المعالجة الكيميائية لمادة «المْرج» تتم بإضافة المواد الكيميائية الأكثر استعمالا، وهي «سلفات الألمنيوم» و«كلورور الحديد»، غير أن هذه الطريقة تتطلب، بدورها، كميات كبيرة من المواد الكيميائية وتنتج عنها أوحال كثيرة يصعب التخلّص منها بسهولة. وتبدو المعالجة البيولوجية أكثر صعوبة، لذلك ينصح أصحاب البحث أرباب معاصر الزيتون باستخدام نظام الطورين، القائم على إزالة الأوراق من الزيتون وغسله وطحنه للحصول على العجين الذي يتم عصره للحصول على الزيت وفرز «المرج» و«التفل»، ونظام الأطوار الثلاثة، الذي يتطلب طحن الزيتون بالمطرقة أو الأسطوانة وخلط العجين بماء دافئ في أقل من 35 درجة، لتجميع الزيت على شكل قطرات كبيرة الحجم للحصول على مردودية عالية.
وحثت الدراسة، التي لاقت شهرة واسعة في المدينة؛على تثمين «المرج» فلاحيا، بمعالجته قصد استعماله في صنع الأسمدة والري، بغرض التخصيب واستغلاله في التغذية الحيوانية، وأيضا التثمين الصناعي في إنتاج البروتينات ذات القيمة العالية للتغذية الحيوانية والإنسانية وإنتاج الأنزيمات ومضادات الأكسدة الطبيعية.
وبالنظر إلى ما تتطلبه معالجة «المرج» أو إعادة تصنيعه من إمكانيات مالية وإلى غياب الاستثمار في هذا الشأن، تبقى هذه السوائل الملوثة خطرا قائما يُهدّد النظام البيئي، مما يفرض على المسؤولين محليا ووطنيا التحرك لاتخاذ الاحتياطات اللازمة، خاصة أن وزارة الفلاحة وضعت مخططا لتوسيع المساحات المغروسة بأشجار الزيتون، الأمر الذي سيترتب عنه، حتما، ارتفاع عدد الوحدات المصنّعة.
عن الكاتب
مواضيع ذات صلة
اكتب تعليق
لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.