اجتهاد مفضوح في نفخ فقراته لجني “الدعم”…في دورته السادسة لازال المهرجان الوطني للعيطة الجبلية بتاونات مبتذلا

الدورة السادسة لمهرجان العيطة الجبلية بتاونات

الدورة السادسة لمهرجان العيطة الجبلية بتاونات

محمد العبادي:”تاونات نت”/تنظيم المهرجان الوطني للعيطة الجبلية بمدينة تاونات، فكرة جيدة، لكن هذه الفكرة لا تحتاج فقط من وزارة الثقافة والإتصال أن ترصد ميزانية سنوية لا يعرف قدرها الا من يتلذذ بها، لتصرف على المنظمين والفنانين، بل كان من الأجدر بها ان ترتقي به من مهرجان للفرجة المبتذلة المحتكر من لدن زمرة من مسؤولي مديرية الثقافة بتازة وفاس، اذ بالمناسبة اللجنة المنظمة للنسخة السادسة للمهرجان تتشكل من ( مدير المهرجان عن المديرية الجهوية للثقافة، والمدير الفني والمسؤول التقني والمسؤول الاعلامي واللوجستيك والتنظيم وكتابة المهرجان التي تضم في عضويتها خمسة أشخاص عن المديرية الاقليمية للثقافة بتازة).

 وهكذا استفرد هؤلاء بتنظيم المهرجان الوطني للعيطة الجبلية بتاونات، وكان بالاحرى ان ينظم او ينقل في دورته المقبلة الى مدينة تازة.

من الأخطاء القاتلة لوزارة الثقافة في هذه الفرجة التي تخلقها سنويا للشباب التاوناتي مشكورة على ذلك، أنها افرغت اقليم تاونات من محتواه الثقافي وشلت قوى فعالياته الثقافية لما حذفت المندوبية الاقليمية للثقافة بتاونات، وركزتها بتازة وابقتها بالحسيمة.

 حدث هذا لما كانت تاونات ضمن جهة الحسيمة تازة كرسيف، أما اليوم ومع جهة فاس مكناس، فلا أمل يلوح في الأفق لاعادة الاعتبار للثقافة والمثقف والفعاليات الثقافية بهذا الاقليم… دار الثقافة بتاونات لازالت تراوح مكانها وهي عبارة عن اطلال بناية اسمنتية مهجورة منذ سنوات مضت.

لدورة السادسة لمهرجان العيطة الجبلية بتاونات

الدورة السادسة لمهرجان العيطة الجبلية بتاونات

 واذا كانت الوزارة في ازمة فكان من الاجدى تخصيص ميزانية دورات هذا المهرجان لاكمال بناء دار الثقافة وانتداب مدير اقليمي قصد ترسيخ وتحريك الفعل الثقافي والفني عوض الفرجوي.

 كان من الاجدر ان يفكر مسؤولوا الوزارة بتازة وفاس والرباط، أن اعتبار اقليم تاونات مجرد خلفية لصرف ميزانية الفرجة لا طائل منه ولن يجدي نفعا لهذا الجزء من هذا الوطن، وأن حبل الكذب والضحك على الذقون قصير، وأن النفخ في ندوة فارغة المحتوى عنوانها ” العيطة الجبلية في التراث الجبلي المغربي والعالمي والدعوة إلى إدراج العيطة الجبلية ضمن التراث العالمي، مجرد اجترار للكلام الفارغ ليس الا، ليس تقليلا في قيمة من شاركوا في الندوة العلمية وإنما، في القفز الى العالمية في الوقت الذي لازال المهرجان يراوح مكانه كما سلف الذكر في تصريف الفرجة ليس الا…

 الانتقال الى النقاش من هذا المستوى يتطلب حضور فعاليات ثقافية من شفشاون ومن وزان ومن طنجة ومن تطوان والعرائش، وليس حضور أربعة مهتمين على اكثر تقدير بالعيطة الجبلية ورؤساء جماعات على رؤوس الاصابع سيخلص الى نتائج وتوصيات تطالب بادراج هذه العيطة ضمن التراث العالمي، هذا كلام فارغ المحتوى سيتم اجتراره مرة اخرى في فعاليات الدورة المقبلة.

 ولعل ما يزكي هذا، أن رئيس الجلسة طالب هؤلاء المتدخلين بعضهم من تاونات والآخر من فاس وتازة في غياب باحثين بأقاليم ومدن اجبالة المذكورة، بتلاوة التوصيات في اليوم الختامي للمهرجان، في هذا اليوم لم تحضر تلك الفعاليات ولم يكن هناك حضورا رسميا لاسدال الستار عنه، ولم تقرأ تلك التوصيات كما كان منتظرا، بل وذهب البعض في تدخلاته الى وصف فناني العيطة الجبلية بمجرد أفراد يرتزقون ويتسولون ويلهثون وراء المال في الاعراس والمهرجانات وليس لهم حس ولا هم ثقافي ولا فني ولا فكري دون ان ينبه او ينتبه أحد من الساهرين على الندوة لاستعمال هذه الألفاظ الخشنة وغير اللائقة واللاأخلاقية في حق فناني وفرق العيطة الجبلية التي لولاها لما كان للمهرجان أثرا، وهذا يقتضي على الأقل اعتذار رسمي من لدن هؤلاء للفنان الشعبي الذي طبعا “رزقه على ربي”، وليس له راتب شهري قار وتعويضات حيثما حل وارتحل، كما هو حال المشرفون على المهرجان وعلى الندوة.

ومن بين الملاحظات الأخرى التي يمكن الإشارة لها هنا، لا الحصر، أن جائزة الإبداع في الأغنية الجبلية لم توزع على الفنان او الفرقة الفائزة بها كما كان مسطرا.

 إن  تنظيم عدة أنشطة ثقافية وعلمية وتربوية أبرزها مائدة مستديرة حول موضوع “العيطة الجبلية في التراث الجبلي المغربي والعالمي” يجتمع فيها باحثون انطروبولوجيون ومؤرخون وعلماء موسيقى وكذا ممثلو المجتمع المدني وخبراء تنظيم المهرجانات، لمقاربة العيطة الجبلية كتراث لامادي في المجال الموسيقي، مجرد إطناب وحشو في الأنشطة والمشاركين فيها وهو ما يصطلح بالعامية “تعمار الصهارج”، كما جاء في البلاغ الاخباري لادراة المهرجان، زد على ذلك كما ورد في ذات البلاغ نصب “خيمة الشعر في العيطة الجبلية” طيلة أيام المهرجان، وهي خيمة مستقاة من الثقافة الجبلية، بحيث ستكون مؤثثة بشكل تقليدي جبلي وسيشارك فيها عدة شعراء متخصصون في العيطة الجبلية ينتمون إلى مختلف المناطق الجبلية من المملكة سيتناوبون على القراءات الشعرية يوميا من الساعة السابعة مساء إلى حدود الساعة التاسعة ليلا.

هذا وشهد المهرجان ما يعرف بفرجات الشارع التي عرضت في المجال العام بمشاركة فرق فلكلورية ونحاسية من التراث الجبلي، جابت شوارع المدينة طيلة أيام المهرجان قبل بداية السهرات لخلق جو من الاحتفال بالمدينة في فضاءات مختلفة على شكل “حلقات” تقدم فيها فرجات شعبية للجمهور العريض لجعل المدينة تعيش الحدث وتكون ساكنتها في قلب أجواء المهرجان .

هذه الخزعبلات وهذا “التحناش” الذي سطرته ادارة المهرجان للنفخ في فقراته وأنشطته والمشاركين فيه واختيار الرباط لتقديم محتواه هناك بعيدا عن  ممثلي الصحافة المحلية في ندوة بتاونات، لا اعتقد أن عاقلا سمع به اوشاهده أو عايشه أو شارك فيه، اللهم اذا كان ذلك من قبيل ” تعمار الصهارج” كما اشرت الى ذلك مسبقا، والنفخ في البرامج والانشطة لاظهارها لدى مسؤولي الوزارة بالرباط والاقليم أملا في الحصول على الدعم السمين لمهرجان ” الفراجة”، فطابت فرجتهم المبتذلة والى الفرجة السابعة، دامت لهم المهرجانات والتعويضات.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7251

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى