نحو خلق منتزه وطني متكامل بجبل الودكة بنواحي غفساي وغابات السنديان حزام غابوي اخضر يواجه ثالوث الدمار الشامل
محمد العبادي:جريدة”تاونات نت”/يشكل النطاق الشمالي لإقليم تاونات جنوب الريف، امتدادا مجاليا لحزام غابوي أخضر، ونظرا لكونه عرضة للتأثيرات المحيطية والمتوسطية فان ذلك ساعد على نمو غابات طبيعية كثيفة ومتدرجة، تمتلك خصوصيات بيئية مناخية وإحيائية وطبيعية جد قوية، تميزها عن باقي التكتلات الجبلية المغربية. فالأهمية البيولوجية للأنواع التي تستوطن في هذه المنطقة، تظهر على مستوى غابات (“السنديان” و”العرعار” و “الصنوبريات” و”السرو” و”الشوح” والأرز..، و 420 صنفا من الأعشاب الطبية والعطرية.
إلا أن التنوع البيولوجي لهذه التشكيلات الغابوية، يواجه تهديدات وتحديات حقيقية بفعل ثالوث الدمار الشامل (الحرائق والتعشيب وزحف زراعة الكيف)، والنشاط القوي والعنيف للتعرية. ولمواجهة هذه التحديات شهد هذا الحزام الغابوي بمنطقتنا، تدخلات لإعادة تثبيت الأوساط الطبيعية المتدهورة، وهي المتمثلة في محيطات تشجير مشروع الديرو والمياه والغابات بدائرة تاونات على وجه الخصوص فيما تواجه دائرة غفساي وعلى راسها غابات السنديان بجبل ودكة اكراهات حقيقية ودمار شامل ينذر بالقضاء عليها فيما تبقى من هذه العشرية.
غابات السنديان حزام غابوي اخضر يواجه ثالوث الدمار الشامل
تنتشر غابات السنديان (البلوط) بجبل وكدة على مساحة تناهز 9700 هكتارا، وتشكل غابة السنديان الطوزي نحو 1200 هكتار ورغم محدوديتها فان هذا الصنف الغابوي يشكل 34 بالمائة من المساحة المنتشرة في العالم، وهذا ما يجعلها ذات قيمة ايكولوجية وبيئية جد عالية، الى جانب السنديان الزيني والسنديان الفليني والأخضر، هذه الأنواع تاخذ وضعا تراتبيا بجبل ودكة تبعا لتدرج مستوى الجبل، نجد في الاسفل البلوط الاخضر وقد اوشك على الانقراض ولم يعد يتبقى منه سوى شجيرات متناثرة على مسافات بعيدة، بعده ياتي البلوط الفليني في مستوى ارتفاع بين 700 و1100 متر ويعرف انتشارا واسعا يحتل لوحده ثلثي المساحة الاجمالية لهذا الجبل، ونجد في مستوى ارتفاع بين 1100 و1500 متر البلوط الطوزي والبلوط الزيني يتعايشان بشكل متداخل، الا ان مجال انتشارهما اضحى محدودا، ويتركز اساسا في القطاع الغابوي للودكة أم القطاع الغابوي لتلانسيفت فقد عرف تراجعا واختفاء للصنفين الغابويين، تمتاز اشجار البلوط الطوزي بالصلابة وبارتفاع يناهز 15 مترا، ويمتص كل هكتار من غابات السنديان الطوزي والزيني والفليني بمقدار 13 الى 17 طنا من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا، ويطرح بالمقابل ما بين 10 الى 13 طنا من غاز الأكسجين، ويخفض التبخر في التربة من 700 الى 1000 م3 سنويا، ويلعب السنديان دورا هاما في تلطيف الجو وتنقية الهواء والمحافظة على التوازن البيئي وهي الميزة التي تتصف بها منطقة المشاع التي لازالت تحتفظ على معظم مساحات السنديان بجبل ودكة وتحتضن هذه التشكيلات الغابوية الكثيفة بحيرات طبيعية ابرزها بحيرة فرط النجوم وبحيرة للا العروسة بالقطاع الغابوي لتلانسيفت.
رئيس جماعة”الودكة”:
“المجال الغابوي رافعة أساسية للتنمية الريفية وخلق محمية أو منتزه وطني خيار لا محيد عنه بجبل ودكة”
ونظرا لهذه الاهمية الايكلولجية، صرح رئيس جماعة الودكة ل” تاونات نت” في وقت سابق أن غابة جبل ودكة تراث طبيعي عالمي يجب الحفاظ عليه وأنه لا مستقبل لجماعة ودكة دون غابات السنديان وبحيراتها الطبيعية، مبرزا أن المجلس الجماعي عمل من جانبه على اتخاذ مجموعة تدابير لحماية ما تبقى من الثروات الغابوية لجبل ودكة، وأن ذلك لا يمكن أن يتأتى إلا إذا تضافرت جهود جميع المتدخلين (إدارة المياه والغابات والسلطة المحلية والأجهزة الأمنية والقضائية والمجتمع المدني والسكان المحليين) بتحديد المسؤوليات اتجاه كل طرف، وعلى كل جهة أن تقوم بدورها وذلك بدء بتحفيظ الملك الغابوي وفرض الصرامة في المخالفات دون تمييز بين هذا وذالك، مؤكدا أننا نتطلع جميعا إلى حماية ثروة طبيعية ذات بعد ايكولوجي وبيولوجي وبيئي يتجاوز الحدود الجغرافية الإقليمية والجهوية والوطنية والدولية، وازاء التدهور الخطير لهذا التراث الطبيعي الموروث عبر الاجيال، فان الوضع يفرض وبإلحاح خلق محمية أو منتزه وطني، وهذا ما قدمناه كمجلس جماعي الى المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر وننتظر الجواب.
وبالنظر لتراجع المداخيل الغابوية للجماعة في السنين الأخيرة، فان المنطقة بحاجة الى احتضان مشاريع مدرة للدخل، منها المخيم الجبلي لودكة الذي جرى إحداثه في إطار اتفاقيات شراكة بين الانعاش الوطني ووكالة تنمية أقاليم الشمال ووزارة الشباب والرياضة والمندوبية السامية للمياه والغابات وجماعة الودكة وتفعيل ادواره.
وأهدافه من شانه ان سيعطي إشعاعا لدائرة غفساي وجبل ودكة على وجه الخصوص. فالمجال الغابوي لجبل ودكة يضيف السيد رئيس الجماعة، إلى جانب وظيفته البيئية، فانه يوفر للمنطقة إمكانات هائلة لإنعاش الاقتصاد السياحة و حماية التنوع الإحيائي باعتباره مصنف ضمن المجالات ذات الأهمية الايكولوجية والبيولوجية على مساحة (9700هـ)، ولا يقتصر دورها، كمزود رئيسي ليس فقط بالأخشاب وحطب التدفئة ولكن أيضا بالغداء و الأعشاب لمجموعات كبيرة من الحيوانات والطيور، وأضحت تستخدم كمنتزه للراحة والاستجمام. من خلال مشروع صديق للبيئة يتمثل في مخيم الودكة الجبلي الأول من نوعه بحوض ورغة وجبال الريف الأوسط.
وقال رئيس الجماعة ان الحاجة الى حماية هذا التراث من خلال خلق منتزه وطني او محمية غابوية ينبع من قناعة راسخة ولا شك أن الغابويين والسلطات والمنتخبين والسكان المحليين وكل زائر للمنطقة يحس بذلك، لكن لا يجب أن نقف موقف متفرج على ما يحدث يجب أن نتحمل مسؤوليتنا كاملة في ما تتعرض له غابة الودكة، سيأتي يوم سيندم عليه الجميع على ما فات، يجب اذن، وضع خارطة طريق لحماية هذا الإرث الطبيعي الرباني وجعله في خدمة التنمية المستدامة، هدف لا يمكن تحقيقه بأي حال من الأحوال دون دق ناقوس الخطر واخذ العبرة لما حدث من انزلاقات كارثية للتربة بدواوير جبل ودكة سنة 2010 والدمار الذي تعرضت له البنيات التحتية الطرقية ونضوب وتلوث المياه العذبة والكل شاهد على ما حدث بفعل اختفاء الغابة فصل شتاء 2013 ، ولا ينكر ذالك إلا جاحد. وباعتباري رئيسا منتخبا فاني أعلن من هذا المنبر الإعلامي تشاؤمي وأسفي الشديد لمستقبل ساكنة الودكة بزوال الغابة والغطاء النباتي الطبيعي، لذا أناشد الجميع إلى تحكيم الضمير قصد الاستغلال المعقلن لهذه الثروة، إذ لا مستقبل للجماعة بدون غابة.
وفي إطار تعزيز سياحة بيئية متكاملة بالمنطقة وزيادة الفرص الاقتصادية للمجتمعات المحلية، اختارت جريدة ” تاونات نت”تقديم مشروع تعاونية الريف للسياحة البيئية وهو أول تعاونية سياحية للبيئة باقليم تاونات والمغرب.
تعاونية الريف للسياحة البيئية
أول تعاونية سياحية بإقليم تاونات وأول تعاونية للسياحة البيئية بالمغرب
منذ يوم 15 مارس 2013 انعقد الجمع العام التأسيسي لـ”تعاونية الريف للسياحة البيئية”، بمركز الوردزاغ بإقليم تاونات، والتي تتشكل في عضوية مجلسها الاداري كلا من السيد رشيد الكويرتي: رئيسا، سعيد الوفلاوي: نائبه، هشام الحليمي: كاتبا، فضيلة الطايق: نائبته، عزيز صبري: أمينا للمال، وفاء الحليمي: نائبته، زكية أورجيم: مراقبة لعمل المكتب الإداري.
وهي أول تجربة لتعاونية سياحية بيئية متخصصة يتم إحداثها بإقليم تاونات وبالمغرب أيضا. وقد وضعت التعاونية، بتاريخ 5 مارس 2013، ملفها القانوني لدى مكتب تنمية التعاون بالرباط وذلك من أجل الحصول على الترخيص القانوني لمزاولة عملها.
ويعتبر أعضاء التعاونية وهم من ذوي الاختصاص والكفاءة العليا، أن اختيارهم لإقليم تاونات، وتحديدا لمنطقة الوردزاغ ودائرة غفساي لتنفيذ مشروعهم السياحي ينبع أولا من إحساسهم بالواجب اتجاه هذه البقعة من الأرض التي هي مسقط راسهم، واتجاه أهاليها الذين ترعرعوا بينهم؛ وثانيا من إيمانهم بأن المشاريع التنموية التي من شأنها أن تنتشل هذه المنطقة من العزلة والتهميش وتمتص البطالة المتفشية بين أبنائها وتحد من الهجرة المحمومة نحو المدن التي ليست مسؤولية الدولة وحدها بل واجب ينبغي أن يضطلع به كل من له القدرة على الفعل وإبداع الحلول وإطلاق المبادرات الخلاقة.
ولا شك أن كل من تطأ قدمه هذه المنطقة أو له أدنى اضطلاع بشؤونها ستستوقفه مفارقة غريبة، فهي، من جهة، تزخر بمؤهلات طبيعية وثقافية وتاريخية فريدة ما زال جلها غير مكتشف ومحاط بطوق سميك من النسيان، وهي من جهة ثانية تعد واحدة من المناطق الأكثر فقرا وعوزا وهشاشة.
ويؤكد أعضاء التعاونية ايضا، انه انطلاقا من اعتقادهم الراسخ من أن المجهود التنموي الموجه لهذه المنطقة ينبغي أن يستهدف في جزء منه النهوض بقطاع السياحة وذالك لقلة تكلفته مقارنة بالمشاريع الكبرى كالصناعة أو الفلاحة مثلا وارتفاع مردوديته وانعكاسه المباشر على الوضع المعيشي للسكان ولقدرته على استقطاب القطاع الخاص بالنظر إلى الإمكانات الطبيعية والثقافية والتاريخية المهمة التي تتوفر عليها جماعة الوردزاغ وباقي جماعات دائرة غفساي واقليم تاونات، والتي يمكن جرد بعضها على النحو التالي:
مؤهلات طبيعية، وتتمثل في:
– غابة ودكة: يمكن لهذه الغابة الغنية بأشجارها ونباتاتها وثروتها من الطيور والحيوانات أن تجلب السياح الذين يستهويهم القنص أو القيام بجولات على الأقدام أو ركوب الدراجات.
– سد الوحدة: من المعروف أن سد الوحدة هو أكبر سدود المغرب والثاني في إفريقيا، وهو بمناظره الطبيعية الخلابة ومساحاته المائية الشاسعة مؤهل لأن يستضيف الأنشطة الترفيهية المتعلقة بركوب القوارب وصيد الأسماك.
– الأعشاب العطرية والطبية: غير خفي على أحد أن اقليم تاونات ومن ضمنها الوردزاغ تعتبر من أغنى مناطق البحر الأبيض المتوسط من حيث تنوع الأعشاب الطبية والعطرية وهي موطن لما يفوق 3000 نبتة يستعمل العديد منها فيما يعرف بالطب البديل، كما أن المنطقة لا تبعد سوى بأميال معدودة عن معهد الأعشاب الطبية بساحل بوطاهر، وهذا التنوع النباتي من شأنه أن يستقطب العديد من السياح خصوصا في فصل الربيع.
– الجبال: تقع منطقة الوردزاغ على تخوم جبل سيدي مسعود الذي تبلغ قمته 800 متر عن سطح البحر، كما تبعد عن جبل ودكة بـ35 كلم وهو أعلى قمة في المنطقة، إذ يبلغ ارتفاعه 1600 متر، أي نفس ارتفاع منطقة إيفران، لذلك فمنطقة ودكة مؤهلة لكي تشكل وجهة مفضلة لهواة السياحة الجبلية.
– المؤهلات التاريخية: تتميز المنطقة بمآثر تاريخية ضاربة في القدم، بعضها يعود إلى فترة الغزو الروماني كالسور الروماني بدوار العنصر بالوردزاغ، وبعضها يرجع إلى مرحلة الحكم الموحدي كقلعة أمركو بمولاي بوشتى، وأخرى حديثة نسبيا وتؤرخ للمرحلة الاستعمارية مثل بعض القلاع والسجون والبنايات الاستعمارية بالوردزاغ.
– المؤهلات الثقافية: تشتهر المنطقة بالعديد من المنتوجات المحلية الصنع كالأواني الفخارية بدوار عين بوشريك بالوردزاغ، وصناعة القصب بمولاي بوشتى الخمار.
لذلك فإن خلق تعاونية الريف للسياحة البيئية لتنشيط وتنظيم النشاط السياحي بالمنطقة هو ضرورة ملحة، ومن شأنها أن يكون لها أثرا كبيرا في خلق مناصب شغل جديدة ودعم الأنشطة الاقتصادية المحلية والمساهمة في فك العزلة ورفع التهميش عن هذه المنطقة الغنية بمواردها وأطرها البشرية.
اذ تعتبر السياحة البيئية، الجبلية والقروية، واعدة بمنطقة نشاط التعاونية، نظرا لتوفر جماعات الوردزاغ والودكة ومولاي بوشتى والبيبان وتمضيت وتيسة وبني كيسان وتفرانت وغيرها على إمكانيات طبيعية مهمة ومتنوعة، فجماعة الوردزاغ (إقليم تاونات) المتواجدة بمقدمة جبال الريف، تعتبر من بين أجمل مناطق إقليم تاونات، وهو ما أهلها لكي تحتضن أول مخيم وطني تم إحداثه بالإقليم، فهي توجد على ضفاف حقينة سد الوحدة، أكبر سد بالمغرب، كما أنها تتوفر على غطاء غابوي مهم غني بالوحيش، ولا يفصلها سوى أقل من 35 كلم عن غابة ودكة التي تعتبر كنزا غابويا بإقليم تاونات نظرا لغناها بالأصناف الشجرية النادرة، فضلا عن أن جماعة الوردزاغ توجد قريبة من منطقتين نشيطتين سياحيا، وهما مدينة فاس ومدينة الشاون، والتي لا تبعد عن كل واحدة منهما سوى بـ100 كلم.
وجماعة الوردزاغ معروفة باستقطابها للسياح بالمقطورات (caravanes)، ومن شأن توفر الجماعة على وحدة للإيواء المساهمة في تنشيط الحركة السياحية ليس بالوردزاغ فقط ولكن بمختلف ربوع إقليم تاونات، علما أن جماعة الوردزاغ توجد وسط خريطة الإقليم، وهو ما يجعل منها نقطة مركزية لمختلف المدارات السياحية بتاونات.
كما أن جماعة الوردزاغ ومحيطها غنيان بالمنتوجات والخدمات المحلية المتنوعة، من نباتات طبية وعطرية ومنتوجات فلاحية مجالية وكذا صناعة الفخار بدوار عين بوشريك، وهي حرفة نسائية حافظت عليها نساء الدوار منذ القدم، بالإضافة لصناعة “الصمغ العربي” (مداد تقليدي) بدوار العزيين.
الخدمات المقترحة من طرف تعاونية الريف للسياحة البيئية
مدارات وتنشيط سياحي بيئي وتراثي متنوع
تركز تعاونية الريف للسياحة البيئية في بداية انطلاقها على الاستقبال، الإيواء، المطعمة والتنشيط بطاقة استيعابية تصل الى 11 غرفة (22 سرير)، مع اقتراح مدارات لمسالك قروية على ظهر الدواب أو الدراجات الهوائية. ومن المدارات المقترحة نجد :
-
زيارة غابات جماعة الوردزاغ ومحيطها، 3800 هكتار، لاكتشاف الغطاء الغابوي الطبيعي والوحيش (الطيور والحجل والأرانب والخنزير البري) الذي تزخر به غابات المنطقة، ومن ضمن الغابات المقترحة، كذلك، غابة جبل ودكة (علوها 1600 متر) المعروفة ببحيرة “أفرط النجوم” (35 كلم عن جماعة الوردزاغ)، وتتوفر هذه الغابة على أصناف شجرية نادرة، مثل السنديان الأخضر والبلوط الفليني والتاشت الطوزي والأرز. مدة الزيارة: يوم واحد.
-
زيارة جبل سيدي مسعود (جماعة الوردزاغ)، أعلى قمة جبلية بالمنطقة (800 متر) على ظهر الدواب (الحمير )، الانطلاقة من مركز الوردزاغ، مرورا بوسط دوار إزارة ودوار الصخرة، مع إمكانية توفير الإطعام بالهواء الطلق، أو لدى عائلة قروية بالمنطقة، وذلك في إطار إدماج الأسر القروية في أنشطة التعاونية. مدة الزيارة: يوم واحد.
-
زيارة قلعة أمركو التاريخية المتميزة بمعمارها على الطراز الأوروبي القديم (جماعة مولاي بوشتى، 33كلم عن الوردزاغ) والتي صنفت بتاريخ 10 دجنبر سنة 1930 كتراث تاريخي وطني، وهي التي بناها يوسف بن تاشفين المرابطي في القرن 11 الميلادي، كما يمكن إدراج ضمن هذا المدار زيارة ضريح مولاي بوشتى الخمار المتميز بمعماره ذو الطابع الأندلسي والعربي، وعند الوصول إلى قمة جبل أمركو لا بد أن يتمتع الزائر بمشاهدة حقينة سد الوحدة التي تمتد على لمح البصر، علما أن سد الوحدة يعتبر الأكبر من نوعه بالمغرب والثاني بإفريقيا، مدة الزيارة: يوم واحد.
-
زيارة دوار عين بوشريك لحضور ورشات صناعة الفخار، وهي الحرفة التي تزاولها نساء الدوار بالشكل الذي كانت عليه منذ القدم بالاعتماد على المواد الأولية المحلية. مدة الزيارة: يوم واحد.
-
زيارة دوار عين باردة بغفساي (35 كلم عن الوردزاغ): وهو أكبر دوار بإقليم تاونات، بساكنة تناهز أزيد من 4000 نسمة، وهو معروف بصوامعه و بطبيعة بناء مساكنه، كما أن الدوار يتميز بوجود صناعة الفخار، وبعيونه المتدفقة، فضلا عن أن ساكنته تتميز بطيبوبتها، مدة الزيارة: يوم واحد.
أما التنشيط السياحي فانه سيرتكز على – تنظيم ورشات لصناعة الفخار التي تزاولها نساء دوار عين بوشريك بجماعة الوردزاغ باستعمال مواد محلية. وتنظيم ورشات لصناعة الفخار التي يمتهنها الرجال والنساء بدوار عين باردة بغفساي. وحضور ورشات صناعة الصمغ العربي (مداد تقليدي يصنع انطلاقا من قرون الماعز والأغنام ويستعمل من طرف الفقهاء وطلبة المساجد) بدوار العزيين بجماعة الوردزاغ، وهي الحرفة التي لا زال يمتهنها الشريف الأضادي، آخر صانع لهذه المادة بالمنطقة. هذا الى جانب المشاركة في إعداد الأكلات المحلية علاوة على زيارة معاصر الزيتون التقليدية. وهي المعاصر التي تستعمل وسائل تقليدية مثل الدواب وطواحين مصنوعة من الحجر.
ولتنفيذ هذا المشروع الواعد سطرت التعاونية برنامج أشغال لإنجازه من خلال: برنامج مرحلي ويروم إحداث واستغلال مأوى سياحي بجماعة الوردزاغ: الاستقبال، المطعمة، المبيت والتنشيط، بطاقة استيعابية تصل الى 11 غرفة، بما مجموعه 22 سرير. ثم برنامج مستقبلي ويسعى الى إحداث واستغلال وحدات أخرى للإيواء ذات الأصناف المختلفة بالدائرة الترابية للتعاونية (دور الضيافة، ملاجئ، ….). وحماية وتثمين وتنمية المؤهلات الثقافية والطبيعية، تنظيم جولات سياحية، وإدماج الصناعة التقليدية والمنتوجات الفلاحية المجالية والنباتات الطبية والعطرية في القطاع السياحي، ثم إدماج المرأة القروية عبر السياحة المستدامة المدرة للدخل وحماية ومساعدة الطفولة القروية.
عن الكاتب
مواضيع ذات صلة
اكتب تعليق
لابد من تسجيل الدخول لكتابة تعليق.