“الدار الكبيرة”… شباب جامعي متطوع لتنشئة سليمة لأطفال تاونات

حميد الأبيض-فاس:”تاونات نت”/- جعل شباب جامعي بتاونات، من “الدار الكبيرة” حضنا جمعويا دافئا يجد فيه أطفال المدينة من وسائل التنشيط والترفيه والدعم المدرسي، ما يكفي لتنشئتهم ومواكبتهم وإدماجهم السليم في المجتمع وإنقاذهم من الانغماس في براثين مستنقع الانحراف والإدمان المبتلي به أقرانهم ممن يحتاجون مبادرات جمعوية مماثلة ما أحوج كل المدن لتثبيتها وتعميمها.

قبل 4 سنوات وضع حاملو شواهد جامعية في تخصصات وشعب مختلفة، أياديهم في بعضها، في تجربة جمعوية جديدة تمنوا أن تكون اسما على مسمى؛ وتعهدوا ببذل قصارى جهودهم لإنقاذ أبناء أحيائهم المهددين أمام الغزو الافتراضي ل”السوشل ميديا” لمنازلهم والخطر المحدق بهم جراء انتشار الإدمان على التدخين واستهلاك المخدرات بأنواعها.

جمعية “الدار الكبيرة” أسسوها لهذا الغرض في 25 أكتوبر 2019. سطروا أهدافها ووضعوا نصب عيونهم تحقيقها مهما كلفهم ذلك من جهد وتضحية.

 أنشطة متنوعة وهادفة سطرها أعضاؤها وشملت مجالات ثقافية ورياضية واجتماعية وتربوية مختلفة دون أن يكلوا أو يملوا في سبيل تثبيت تقليد جمعوي يحيي تجارب رائدة في المجال كانت تاونات سباقة لها.

ومع بداية الاستعدادات للامتحانات الإشهادية، وعلى غرار كل سنة، أطلقوا مبادرة تنفرد بها جمعيتهم، لتقديم الدعم المدرسي المجاني في كل المواد، لفائدة تلاميذ وتلميذات أحيائهم لمساعدتهم على الإعداد لها، في خطوة رائدة عادة ما تعقبها مبادرات أخرى تحفيزية للمتفوقين منهم وفي مختلف المستويات الدراسية، غالبا ما تمنح لهم جوائز وهدايا تشجيعية.

285 تلميذا وتلميذة استفادوا من حصص الدعم المجاني استعدادا للامتحانات المتواصلة، 88 منهم يتابعون دراستهم في الثالثة إعدادي، و77 آخرين في السادس ابتدائي، و54 تلميذ من مستوى الأولى باكلوريا، و66 تلميذا في الثانية باكلوريا من جميع الشعب، وفي مواد مختلفة خاصة الرياضيات والفلسفة والفيزياء وعلوم الحياة والأرض واللغات.

ويؤكد رئيسها جهاد الدياني أن هذه الحصص أشرف عليها أعضاؤها المتطوعون من حملة الشواهد الجامعية والثانوية، بشكل مجاني وطيلة أسابيع ووفق تقسيم خاص، مشيرا إلى أنه في غياب الدعم ورغم قلة الإمكانيات، فإن “شغفنا للعمل الجمعوي التطوعي وحب الطفولة، يشجعنا على مثل هذه المبادرات للمساهمة في التنشئة الاجتماعية اللازمة”.

جهاد طالب جامعي في شعبة القانون بكلية الحقوق بجامعة فاس، استثمر تجربته الجمعوية وفي تدريب الطفولة والشباب وهو الحاصل على ديبلوم بشأنها من وزارة الشباب والرياضة، لإطلاق هذه الجمعية الفتية مع طاقات شابة مهتمة بالطفولة من رفاقه الذين خبروا الكثير في تنشيطها والعمل الجمعوي والتربوي، بعدما راكموا تجارب بجمعيات أخرى.

ويؤكد أن الجمعية لا تقتصر في أنشطتها على تقديم الدعم التربوي المجاني في زمن استشرت فيه آفة “الساعات المؤدى عنها”، أو على أنشطة موسمية، بل تؤطر يوميا 85 طفلا و40 يافعا وشابا من المدينة، في مجالات مختلفة موازاة مع أنشطة أخرى تروم مواكبتهم للارتقاء بمستواهم التعليمي والدمج بين الأنشطة والدراسة وتحفيز المتفوقين فيهما.

كل ذلك ومن غيره يروم متطوعوها تأطير الأطفال والشباب تأطيرا جادا وهادفا موازاة مع استفادتهم الدورية من أنشطة أخرى موازية من قبيل المسرح والتعبير والترفيه لإكساب شخصيتهم القوة والصلابة اللازمين التي تمكنهم من الاندماج مع شرائح المجتمع و”التخلي عن الأمراض التي يسببها الشارع كالتدخين والانحراف” المستشري بشكل مخيف.

وبذلك “يحمل أطر هذه الجمعية مشعل بناء رجال ونساء المستقبل بناء سليما وناجعا بتفعيل شعار “نلتقي لنرتقي” على أن يكون الرقي شاملا” يقول جهاد، مؤكدا أن الجمعية لا تكتفي بما سبق، بل “تقوم أيضا بأعمال إنسانية واجتماعية من قبيل توزيع قفة رمضان وتنظيم مسابقة لترتيل القرآن وأنشطة أخرى تفعل من خلالها أهدافها المسطرة”.

عن الكاتب

صحفي

تاونات جريدة إلكترونية إخبارية شاملة مستقلة تهتم بالشأن المحلي بإقليم تاونات وبأخبار بنات وأبناء الأقليم في جميع المجالات داخل الوطن وخارجه.

عدد المقالات : 7269

جميع الحقوق محفوظة لموقع تاونات.نت - استضافة مارومانيا

الصعود لأعلى